5
‘مائة بالمائة ماذا؟ رجل جزيرة؟’
وفقًا لإحصاءات جنيّات التعليقات، كان آيدن بالتأكيد “رجل جزيرة”.
إذا كانت كلمة “نامجو¹” اختصارًا لـ “البطل الرئيسي”، فهل تعني “سوم-نام” رجلًا يعيش في جزيرة؟
[الشرح¹: نامجو (남주) = اختصار لـ 남자 주인공،
ومعناها البطل الذكر في الروايات أو الدراما.
(ويقابلها يوجو (여주) = البطلة الأنثى).]
“آيدن، هل عشتَ في جزيرة من قبل؟”
“لا. لم أرَ البحر حتى.”
“إذن، هل تعرف ما معنى سُوم-نام²؟”
[الشرح²: سُوم-نام (썸남) = شاب بينك وبينه إعجاب قبل العلاقة الرسمية.
يُخلط أحيانًا، بـ سوم-نام (섬남) أي رجل جزيرة لتشابه النطق فقط.]
“هاه؟ سُوم-نام؟”
.
.
.
└[يا إلهي! قال سوم-نام!!!]
└[هل بدأ التلميح رسميًا لتثبيت كونه الحبيب المحتمل؟]
└[أطفال يدخلون في علاقة غرامية، هذا لطيف جدًا هاهاها]
.
.
.
‘إذن، هل لسُوم-نام معنى آخر؟’
كنتُ أحاول استيعاب الأمر من السياق، لكن طريقتهم في الحديث بدت كأنها لغة أجنبية.
حسنًا، في النهاية، هي لغة مملكة الجنيّات، فهي بالفعل أجنبية.
وحين عادوا مجددًا يثرثرون حول أشياء لا أفهمها فيما بينهم، كدتُ أتوقف عن الإصغاء وألعب بدلًا من ذلك مع الفتاة الجالسة بجواري.
.
.
.
└[أنتم الذين لا تعرفون لذّة “الفتى ذو الشعر البني” أنتم بؤساء حقًا]
.
.
.
…هل “الشعر البني” لذيذ؟
‘ألم تكن الجنيّات تعشن على “الطُّعم”؟!’
الطُّعم، ذاك الذي يُستعمل في الصيد. طبعًا طعمه لن يكون جيدًا، ومع ذلك كانت الجنيّات تقول دائمًا إنهن يلتقطن الطُّعم ويلتهمنه.
ظننتُ أن شهيتهن غريبة وحسب، لكن ماذا يعني أن “يأكلن البطل” أيضًا؟
‘أكان حديثهن عن الأسهم والصفقات قبل قليل يعني في الحقيقة أكلَ الأبطال؟’
إذن فالطُّعم مجرد وجبة خفيفة، أمّا “أكل الأبطال” فهو وجبتهن الرئيسية؟!
.
.
.
└[لا لا، لماذا تجعليننا آكلات لحوم بشر؟]
└[نحن نعيش على: توكبوكّي، بيتزا، دجاج مقلي، بوصام، جكبال، لحم مسلوق، كابج جانج، برغر، تانغسيوك، جامبونغ، يوكهوي، ستيُو، راميون، دونات، آيس لاتيه…]
└[حقًا، أنتن تأكلن جيدًا!]
.
.
.
كانت كل أمثلة الطعام التي سردنها أشياء لم أسمع بها من قبل.
‘إذن… هل المقصود أنهن يلتهمن أي شيء يقع في طريقهن؟’
.
.
.
└[ششش! لا تدعيها تكتشف أننا خنزيرات!]
.
.
.
ولأنني لم أرَ جنيّات التعليقات من قبل، كنتُ أتخيّلهن ككائنات صغيرة بأجنحةٍ ترفرف.
لكن الصورة في ذهني أخذت تتحوّل تدريجيًا إلى وحوش ضخمة.
ربما كان عليّ أن أطلق عليهن «وحوش التعليقات» بدلًا من «جنيّات التعليقات».
.
.
.
└[لقد بالغتِ في الوصف]
└[لسنا نأكل الأبطال، حسنًا~~]
└[مهما يكن، كل شيء لذيذ: نم نم، تشو برب!]
.
.
.
كان بعض الجنيّات يحاولن توضيح سوء الفهم، فيما كانت أخريات يزدن الطين بلّة.
حتى أدركتُ أخيرًا أن حديثهن عن “اللذة” لم يكن سوى مجازٍ، لا حقيقة، بعد أن قضيتُ لحظاتٍ في رعبٍ حقيقي.
・ 。゚ ✧ : * . ☽ . * : ✧ ゚。 ・
ومع مرور الأيام في الميتم على نفس الوتيرة، خفّ ظهور جنيّات التعليقات اللواتي كنّ يعشقن الأحداث المثيرة.
بحسب تعبيرهن، دخلنا في “قسم الحياة اليومية”.
وحين لا يجدن شيئًا يثرثرن حوله، يذهبن – على ما يبدو – لمطاردة أبطالٍ آخرين.
ولذا، ما إن أصبح الجو هادئًا في أذنيّ، حتى وقع حدث أثار حماسهن من جديد.
“لماذا أنتم متجمعون هنا؟”
“المديرة أحضرت فتىً جديدًا قبل قليل.”
كان الأطفال الذين شهدوا دخول الوافد الجديد إلى مكتب المديرة لا يستطيعون كبح فضولهم، فراحوا يتلصصون أمام الباب.
‘ألم تكن المديرة البخيلة تتذمّر قبل مدة قصيرة من كثرة الأفواه التي يجب إطعامها؟’
ومع ذلك، ها هي تجلب طفلًا جديدًا. لا بدّ أن الميتم قد حصل على بعض المتنفّس المالي أخيرًا.
‘ها قد أثمرت محاولاتي عن كسب ودّ الزائرين والداعمين.’
فبفضل ذلك، استطاع طفل جديد أن يدخل هذا الميتم بأمان.
صحيح أن المديرة بخيلة، لكن… أن يعيش الطفل متنقّلًا بين مكان وآخر وهو في هذا العمر الصغير، لا شكّ في أنّه أشدّ قسوة.
حتى “جنيّات التعليقات” تجمّعن متحمّسات عند ظهور هذه الشخصية الجديدة، تمامًا كالأطفال الفضوليين.
ولم أعنِ أنني رأيتهن حقًا، بل إن ضجيج أصواتهن في أذني ازداد حتى بدا الأمر كما لو كنّ يتقافزن معًا.
.
.
.
└[أوه! هذا تمامًا كدخول الطالب المنتقل في روايات المدارس! مشهد ظهور البطلة الكلاسيكي!]
└[يبدو أنك تشاهد الكثير من الأنميㅋㅋ]
.
.
.
الجنيّات كنّ يتوقّعن ظهور مرشّح جديد لدور “البطل الرئيسي”. ويزعمن أنه عندما يظهر أحدهم في منتصف القصة، تزداد احتمالات أن يكون هو.
أما أنا فلا أعرف لماذا يجب أن يكون هناك بطل أصلًا، لكنّ الفضول جعلني أنتظر مع بقية الأطفال حتى فُتح باب مكتب المديرة.
وما إن انفتح الباب، خرجت المعلّمة بصحبة الوافد الجديد، واتجهت إليّ مباشرة:
“روز، ها أنتِ هنا.”
“هل كنتِ تبحثين عني؟”
“هذا الطفل وصل اليوم، فهل يمكنك أن ترشديه في جولة داخل الميتم؟”
“……بالطبع!”
إذًا، لأنني كنت أتولّى مهمة الإرشاد كلما زار الرعاة الميتم، فقد باتوا يعتبرونني المرشدة الرسمية الآن؟!
.
.
.
└[لا يعجبني شكلها… فلنقضِ عليها.]
└[أليس هذه هي المعلّمة التي يُقال إنها تفرّق بين الأطفال؟]
└[مؤكد أنها تختلس الأموال.]
.
.
.
‘لماذا انحرف الحديث فجأة إلى الاختلاس؟!’
.
.
.
└[خاصية دور رعاية الأيتام في الروايات الرومانسية: إمّا يقامرون بأموال مختلسة، أو يعنّفون الأطفال، أو يتاجرون بالبشر.]
.
.
.
‘ما هذا الحديث المخيف!’
صحيح أن المعلّمة لا تبدو الأكثر جدّية واجتهادًا، لكنّ على الأقلّ عليَّ أن أُظهر لها وجهًا حسنًا الآن.
وبينما ألوم نفسي على فضولي، ابتسمتُ للطفل الواقف خلفها وحيّيته بلطف:
“مرحبًا! ما اسمك…؟”
ربما بتُّ متأثرة أكثر من اللازم بجنيّات التعليقات، إذ إن أول ما لفت نظري لم يكن ملامح وجهه، بل لون شعره.
بل أدقّ من ذلك: لم أتمكّن من رؤية وجهه من الأساس، إذ غطّت غرّته الطويلة عينيه، فلم أرَ سوى شعره.
‘شعر أحمر؟’
قبل عودتي بالزمن، كان شعري يميل إلى البرتقاليّ المحمّر، وكان لديّ أصدقاء بشعرٍ بنيّ تغمره حمرةٌ خفيفة.
لكن شعرًا أحمر بهذا الوضوح؟ حتى حين أسترجع ذكريات عشر سنوات قبل عودتي، أجد أنني لم أرَ مثل هذا اللون إلا مرّاتٍ معدودة.
.
.
.
└[أحمر الشعر؟؟ لا شك أنه البطل الرئيسي!]
└[وماذا عن لون عينيه؟]
.
.
.
كانت غرّته طويلة إلى حدٍّ لم تُتح لي رؤية عينيه بوضوح…
.
.
.
└[الأبطال الذين يخفون وجوههم دومًا ما يكونون الأوسمㅋㅋ]
.
.
.
تجاهلتُ هذا الولع المرضي بالمظهر، ورسمتُ على شفتيّ أدفأ ابتسامة:
“أنا روز. وأنت ما اسمك؟”
“…ليون.”
كان صوته مبحوحًا، كأنما أنهكته المتاعب.
كان أطول من آيدن النحيل، لكنّ انحناء كتفيه جعله يبدو أقصر منّي.
‘أما أنا، فبعد كل ما مررتُ به، أشعر أن العودة إلى الميتم أشبه بالراحة… لكن بالنسبة إلى طفلٍ مثله، فلا بدّ من أن الأمر يثير الخوف.’
مثل هؤلاء الأطفال يحتاجون قبل كل شيء إلى وقتٍ للتأقلم.
فليس في هذا الميتم طفلٌ بلا قصة. ومهما راودني الفضول، فسؤال عمّا قاده إلى هنا سيكون قلّة ذوق.
.
.
.
└[أليس واضحًا؟ لا بد أنه الابن الضائع لإحدى العائلات الكبرى، كعائلة دوقٍ أو ربما عائلة ماركيز!]
.
.
.
وكالعادة، تصرّفت جنيّات التعليقات وكأنهنّ يعرفن ماضيه بالفعل.
“الأطفال ليسوا مفقودات! لا يحدث أن يضيع طفل بهذا الشكل، وخصوصًا في منازل النبلاء.”
بما أنّ هؤلاء الجنيّات سبق أن زعمن أنّني قد أكون أميرةً أو ابنةَ دوق، فلا بدّ أن هذه المرة أيضًا مجرّد هراء.
.
.
.
└[الكليشيهات لم تصبح كليشيهات عبثًا]
.
.
.
كليشيه أو لا… لو فكّرتَ جيّدًا، لم يحدث شيء ممّا قالوه حتى الآن.
كنتُ واثقةً أنّ ما يزعمْنه من كليشيهات لا ينطبق على هذا العالم، فمددتُ يدي إلى صديقي الجديد، ليون.
・ 。゚ ✧ : * . ☽ . * : ✧ ゚。 ・
“أأنت لا تتحدث؟”
“…….”
“غـبـي. أحمق.”
“…….”
سمعتُ جلبةً في الممر، فخرجتُ لأجد أنّ ليون أصبح الهدف الجديد لتنمّر جيف.
في السابق، كنتُ أنفعل بسهولة أمام استفزازاته الطفولية، لكنّني الآن أتعامل معها ببراعةٍ وعلى مستواه.
“جيف، ألم تسمع بتلك المقولة؟”
“هاه؟”
“الأحمق لا يرى إلا الحمقى.”
ارتبك جيف ولم يجد ردًّا في الحال.
فمعنى كلامي أنّه إن كان ينعت ليون بالأحمق، فهو الأحمق نفسه.
“أمّا أنا، فأنا عبقرية، ولا أرى إلا العباقرة. هل ترى ليون أحمق؟ أنا أراه عبقريًا.”
“ماذا! أيتها الحمـ….”
توقّف عند منتصف الكلمة، وكأنّه تذكّر قولي، ثم عدّلها بارتباك:
“أيتها العبقرية!”
“صحيح. أنا عبقرية.”
التقطتُ الإطراء بسرعةٍ وأخرجتُ لساني بمكر.
بدا جيف غاضبًا لكونه انتهى به الأمرُ إلى مدحي، لكنه لم يجد ما يردّ به غير أن يزفر بغيظ.
“آه، مملّ. لنذهب!”
اصطحب أصدقاءه الذين يلتفّون حوله دومًا، وغادر، فعاد الهدوء إلى الممر في لحظة.
‘أحمق.’
شعرتُ بالرضا لأنّني أنجزتُ مهمّةً أخرى، وكالعادة تسلّلت جنيّات التعليقات لإبداء إعجابهنّ بما فعلت.
.
.
.
└[واو، بطلتنا تعرف كيف تخوض المعارك الطفولية ببراعة]
└[أُصبتُ بالقشعريرة، لأنّها نفس العبارات التي كنتُ أتبادلها مع أخي الصغير]
.
.
.
هل كان هذا مدحًا؟
.
.
.
└[أترون ممتعًا أن يتشاجر شخص بعقل راشد مثل الأطفال؟ إذا كانت ستتصرف كطفلة، فما جدوى العودة بزمن إذن؟ انسحب من هنا.]
└[ها هي محترفة الانسحابات عادت مجددًا]
.
.
.
إذن لم يكن مدحًا…
.
.
.
└[لا، لا—حينَ ينعتك أحدهم بالأحمق، عليكِ أن تردِّي بـ”كنز البحر”، وحينَ يناديكِ عبقريةً فقولي “أكثر منغِّص تحت السماء”. هكذا يتشاجر الأطفال بحقّ.]
└[هذا أشبه بأمثال تقليدية قديمة جدًّا]
.
.
.
كانت جنيّات التعليقات أحيانًا يقدّمن لي نصائح عن كيفية الفوز في المشاجرات الطفولية.
‘سأستخدمها يومًا ما. تمّ الحفظ.’
وبينما تزداد خبرتي القتالية، كان ليون ينكمش في زاوية الممر مثل رجلٍ مثقَل بالهموم.
على ما يبدو أنّه كان في طريقه إلى تلك الزاوية المظلمة المعتادة قبل أن يعترضه جيف.
‘لقد مرّت أيّام، ومع ذلك لم يتأقْلَم بعد.’
إذ كان يعزل نفسه دومًا عن الآخرين، فيجلس في الزوايا وحيدًا. كان جيف يضايقه قليلًا ثم يفقد اهتمامه سريعًا ويتركه.
أمّا أكثر من يُبدي اهتمامًا بليون المنعزل، فليس الأطفال… بل جنيّات التعليقات.
.
.
.
└[الكليش
يه الكلاسيكي: قلب البطل الذي لا يفتح لأحد، لكنه يفتح للبطلة فقط. رائع، خمس نجوم ميشلان³.]
└[أسرعي ببناء الأحداث الرومانسية! لقد أصابني الدوار من طول الانتظار.]
.
.
.
‘…….’
[الشرح³: نجوم ميشلان هي جوائز عالميّة تُمنَح لأفضل المطاعم في العالم من قِبَل دليل ميشلان الفرنسي، وتُعدّ أعلى تقدير في عالم الطهو.]
═══∘ ° ❈ ° ∘═══
ترجمة : أوهانا
الانستا : han__a505
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 5"