└ [لكن بصراحة، أحيانًا أشعر برغبة في حلق رأسي بالكامل. الأمر خانق جدًا.]
└ [آه صحيح… خصوصًا عند تجفيفه.]
└ [يشعرك بالانتعاش والخفة حقًا.]
.
.
.
حتى جنيات التعليقات بدأن ينصحنني بصدق بأن الشعر القصير أكثر كفاءة.
‘حلقه بإرادتي أمر، وأن أفقده بسبب مشكلة في فروة الرأس أمر آخر تمامًا!’
وبين قلقي على سلامة فروة رأسي وسلامة حياتي، كنت أتردد في اتخاذ القرار، لكن بدا أن الحظ لم يتخلَّ عني بعد؛ إذ ظهرت جنية منقذة.
.
.
.
└ [معلومة صغيرة: قبل استخدام الصبغة، ضعي قليلًا منها على منطقة ذات جلد رقيق مثل باطن المرفق أو خلف الأذن واتركيها يومًا كاملًا للتأكد من عدم وجود حساسية. هذا مكتوب في التعليمات.]
└ [صحيح! أنا لم أقم باختبار الحساسية مرّة ووضعته مباشرة، وكنت سأموت من شدة الحكة ㅠㅠ]
.
.
.
كنت أتمتم لأنّهم أخفوا عني معلومة مفيدة كهذه، فلم يقدموا لي النصيحة مباشرة.
اتبعت التعليمات تمامًا. وضعت قليلًا من بتلات الأزهار المهروسة مع الملح على باطن ذراعي، وربطتها بقطعة قماش، ثم تأكدت في اليوم التالي من عدم ظهور أي طفح جلدي.
‘رائع!’
بهذا، أصبح كل شيء جاهزًا.
جمعت الأطفال متذرعةً بأننا سنلعب «لعبة الصبغ».
“احذروا! لو اتّسخت ملابسكم سيوبخونكم!”
فلو تلطخت ملابسهم بلون الزهور لدرجة لا يمكنهم ارتداؤها بالخارج، قد يثور مديرنا البخيل غضبًا.
أما الآن، فإرضاؤه هو الأولوية القصوى.
التفت إلى من هم بجواري ثم قلت بحماسة:
«هيا! ضعوه على شعري.»
كنت قد أعددت نفسي تمامًا للعب دور روز الشقية التي تلطخ شعرها بالخطأ أثناء اللعب.
ذراعاي القصيرتان لم تسمحا لي بالوصول بدقّة إلى مؤخرة رأسي، لذا احتجت إلى مساعدة أحد الأطفال.
وفوق ذلك، إن أمسكنا المدير أو أحد المعلّمين ونحن في منتصف الصبغ فقد يأمران بغسله فورًا. ولهذا استعنت بليون وآيدن لإنجاز العمل بسرعة.
“ستجعلين شعرك أحمر حقًا؟” سأل آيدن مترددًا.
“نعم. في الحقيقة، أنا أكره لون شعري الأشقر. لماذا؟ هل شكله سيء؟” أجبت.
كان آيدن حذرًا جدًا؛ حتى طريقة وضعه للصبغة كانت مترددة. أما ليون، فكان العكس؛ يعمل بسرعة أرضتني تمامًا.
قال ليون بابتسامة: “أعجبني شكله؛ يشبه لون شعري.”
.
.
.
└ [يا إلهي، مغازل محترف!]
└ [ليون… بدأت أحبك قليلًا ههه]
└ [آيدن، أسرع وقل لها إنها جميلة]
└ [فريق ليون إلى النهاية]
.
.
.
وبالطبع، بما أنه ورث الشعر الأحمر الناعم عن دوق كلارك، فمن الطبيعي أنه لم يرَ الكثير من الأطفال بمثل هذا اللون.
إن كان يسعد إلى هذا الحد لمجرّد تشابه الألوان، فكم سيكون سعيدًا حين يجد عائلة تشبهه حقًا؟
شعرت برغبةٍ أقوى في مساعدته على العثور على والده بأسرع وقت ممكن.
‘يمكنكِ فعلها، روز!’
وفي ذلك المساء،
“أنتِ… ما… ما الذي جرى لشعركِ؟!”
اتّسعت عينا المدير لحظةَ رآني وقد تغيّر لون شعري إلى أحمر فاقع.
‘لكن… من بعيد لا يبدو غريبًا هكذا…’
ولأنه يعرف لون شعري الأصلي، بدا وكأنه يظن أن شيئًا ما تَلِف وأدّى إلى تلطيخ اللون بهذا الشكل.
وربما كان السبب الحقيقي أن الشعر الملاصق لفروة رأسي تلوّن بشكل غير متساوٍ.
لكن، بالنظر إلى أن المواد التي استخدمناها كانت طبيعية جُمعت من التل خلف الميتم، وأن الذين وضعوها أطفال، فقد كان هذا أفضل ما يمكن الوصول إليه.
“القبعة! يمكنني ارتداء القبعة!”
وضعتُ بسرعة القبعة التي جهّزتها مسبقًا على رأسي تحسّبًا لاستياء المدير.
وبهذا الشكل، يمكنني بسهولة أن أبدو كفتاة بشعر طبيعي بلون المرجان.
لكن المدير، وقد صار يرى كل شيء بعيون الشكّ، لم يُظهر أي نية للتراجع عن فكرة أنني في «حالة غير طبيعية».
‘هذا سيّئ! لا يمكنه التصرّف هكذا الآن!’
لم أبدأ الجزء الأهم من الخطة بعد، وها أنا أكاد أُمنع من مغادرة الميتم!
وفي اللحظة التي بدأت أشعر فيها باليأس، جاءني العون من شخص غير متوقع: المعلّم.
“ألا يبدو جيّدًا؟ بل إنه ينسجم مع لون القبعة أكثر.”
لم يكن ذلك المعلّم من النوع الذي يتدخّل عادةً. تُرى… هل بدا له أنني مثيرة للشفقة وأنا أتعرض لتوبيخ المدير؟
بينما كنت أتساءل، فسّرت جنيات التعليقات الأمر فورًا:
.
.
.
└[إنه يفعل ذلك لأنه يخشى ألّا يذهب المدير إلى العاصمة إذا لم تذهب روز. مؤكّد مئة بالمئة ههه]
└[مثل المدير الذي يوشك على الخروج في مهمة عمل ويبدأ بالتذمّر من موظّف مرافق؟ طبيعي أن يدافع عنه]
└[همم… لا أحبه، لكن كلامه منطقي]
.
.
.
يبدو أن المعلّم ظنّ أن المدير لن يتمكن من السفر إن لم أذهب معه.
“لو نُنسّق الشريط مع لون فستانها… قد يراها النبلاء لطيفة جدًا. ربما يظنون أننا اعتنينا بمظهرها جيّدًا.”
“هممم…”
ولحسن الحظ، كان المدير يهتم كثيرًا بنظرة الآخرين، كما أن أذنيه كانتا سهلتي التأثّر دائمًا.
‘هذه المرة… كان كلامه مفيدًا.’
لو أنه لم يكن يختلس… لا، لا. لم يحدث شيء بعد. لا ينبغي أن أتهمه قبل أوانه.
وبينما أشعر ببعض الرضا لأن ثقة الجميع بي ازدادت بفضل تعاملي مع الزائرين، تمكّنت أخيرًا من مغادرة المكان بأمان متجهة إلى العاصمة.
・ 。゚ ✧ : * . ☽ . * : ✧ ゚。 ・
عاصمة إمبراطورية ديبيلوا.
كان الكونت توروتو يزور العاصمة بانتظام لأعماله وتوسيع معارفه، وكنتُ أنا أيضًا أقضي فترات طويلة هناك لحضور المناسبات الاجتماعية.
كانت مدينة مألوفة بالنسبة لي، لكن بما أن الزمن تغيّر، فقد بدت كثير من المناظر جديدة وغريبة. وجدت نفسي أحدّق من نافذة العربة بشعور مختلف.
“إذا انبهرتِ وقررتِ الانحراف عن الطريق، فسوف تُعاقبين.”
“حاضر…”
لم أفعل سوى النظر بصمتٍ عبر النافذة، ومع ذلك لم يتردد المدير في تهديدي.
.
.
.
└[في كل مرة يتحدث فيها المدير، أشعر برغبة في ضرب خطّ أنفه]
.
.
.
لا، لا… لم يقل شيئًا سيئًا إلى هذا الحد.
ومع ذلك، أجبته مطيعة: “حاضر.” لكن في الحقيقة، إن لم أستطع إقناع المدير جيدًا وجرّه إلى المكان الذي أريده، فسأضطر للانحراف عن الطريق.
.
.
.
└[اتّضح لاحقًا… أن قلقه كان في محلّه.]
└[آه، حسنًا… أعتذر عن الشتائم.]
.
.
.
توقفت عن التحديق خارج النافذة وجلست فورًا مستقيمة، أعبث بطرف الياقة بين أصابعي.
فاليوم يومٌ بالغ الأهمية، وقد استعرتُ قلادة ليون من أجله.
وعدته ألا أفقدها مهما حدث، وصنعت لها خيطًا مزدوجًا إضافيًا كي أثبّتها جيّدًا حول عنقي.
كنت أفكّر في محاولة إقناع المدير بالسماح لليون بمرافقتنا، لكن…
‘لكن قد يكون بين الحاضرين اليوم مَن تسببوا في قتل والدة ليون.’
فمن يجرؤ على قتل حبيبة الدوق لا بد أن تكون له صلة وثيقة بعائلة الدوق.
ومن المرجّح أن يكون من النبلاء، وربما يختلط اليوم بين الحضور في حفلة التهنئة.
وفوق ذلك، المدير ليس ممن يحملون طفلين ويتجولون بهما معًا. لذلك كان مجيئي وحدي الخيار الأمثل.
‘لحسن الحظ أنها ليست قلادة مرصّعة بالجواهر.’
فالقلادة تبدو وكأنها صُنعت للاستخدام كعلامة أو رمز، لا كزينة؛ مجرد قطعة معدنية منقوشة برمز بسيط.
وبما أنّ بريق الطمع لم يلمع في عيني المدير، فيبدو أنها تبدو للآخرين مجرد قلادة عادية بلا قيمة، مما يعني أن خطر سرقتها ضئيل.
بعد وصولنا إلى العاصمة، قضينا الوقت في مطعم قريب إلى أن يبدأ الحفل.
‘أشعر أنني سأُصاب بعسر هضم هكذا!’
ليس لأنني عالقة مع المدير وحدي، بل خوفًا من أن يرتكب أحدنا خطأً يفسد المهمة!
وعندما رآني أتناول الحساء ببطء شديد، نقر بلسانه وقال:
“تسك تسك. انظري إلى حالك، كقطة هزيلة. سيظن الناس أنني أُجوّعُكِ!”
.
.
.
└[أريد حقًا لكمّ المدير على خط أنفه كلما تحدث!]
└[ألم تقل إنك آسف على الشتائم قبل قليل؟]
└[حتى الكلاب لا تُزعَج وهي تأكل، يا أخي!]
.
.
.
ولحسن الحظ، بقيت جنيات التعليقات تهمس قرب أذني بما أعجز عن قوله، مما خفّف عني قليلًا.
وعلى عكس قلقي وارتباكي، كانت العاصمة تضجّ بالحيوية.
فالناس يحتفلون بانتصار إمبراطورية ديبيلوا في الحرب، وبالترحيب بالأبطال العسكريين والنبلاء الجدد الذين سيقودون البلاد.
أما مراسم منح الألقاب فقد أُقيمت في جناح داخلي من القصر الإمبراطوري لا يُسمح بدخوله، لكن الحديقة الخارجية المخصّصة للضيوف كانت مفتوحة للحضور.
‘أشعر هنا حقًا أننا ما زلنا في فترة ما بعد الحرب.’
فالحديقة التي أتذكرها بعد عشرة أعوام من الآن كانت أكثر فخامة بكثير.
حتى إن البعض كان يمزح بأن أعلى الرواتب في القصر تذهب للبستانيين المسؤولين عن حدائق الإمبراطور، لجمالها المفرط.
ورغم أن المكان بدا الآن فخمًا وجميلًا، إلا أن تنسيقه بدا حديثًا؛ فالزهور المزروعة تفوق بكثير تلك التي نمت طبيعيًا.
“أوه؟ لقد جئتَ أنت أيضًا.”
اتّضح أن مديرنا لم يكن الوحيد الذي جاء بحثًا عن رعاة محتملين. فقد لمح بعض الوجوه المألوفة واتجه إليهم — يبدو أنهم مديرو دور أيتام أو إداريون من المناطق المجاورة.
كما هو المتوقع، عندما يزداد الناس، يميل المتشابهون للتجمع معًا.
“كما توقعت. لا يمكن أن تضيع مثل هذه الفرصة.”
“انظر من يتحدث.”
“أرجو ف
قط ألا يتعدى أحد منّا على منطقة الآخر.”
ظننتُهم سيتبادلون التحايا الودية، لكنهم أخذوا يقيمون بعضهم كمتنافسين متربصين.
.
.
.
└[إنهم حقًا من النوع نفسه]
.
.
.
‘…هذا بالضبط ما كنت أفكر به.’
═══∘ ° ❈ ° ∘═══
ترجمة : أوهانا
الانستا : han__a505
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 10"