Chapters
Comments
- 1 منذ 19 ساعة
└[أنا أنسحب.]
ماذا؟
عند ذلك الصوت الهادئ غير المناسب للموقف، رفعتُ بصري ونظرت حولي.
“هل هذا هلوسة سمعية؟”
ماذا كنت أتوقع؟ لا يوجد هنا أحدٌ غيري.
كنت في سجنٍ مخصّص لاحتجاز النبلاء.
لكن عدم وجود أحدٍ غيري لم يكن لأن هذه زنزانةٌ انفرادية، بل لأن—
“آه!”
انهار جزءٌ من السقف مع صريرٍ مدوٍّ، واندفعت موجةٌ من اللهيب الحارق نحوي.
نعم، هذا السجن الأرستقراطي كان كله يحترق بشدّة.
لا بدّ أن الآخرين قد فرّوا منذ وقت طويل؛ أمّا أنا فكنتُ فاقدةً للوعي، نائمةً حين اندلع الحريق.
“تَبًّا. هل هو أيضًا من وضع مُخدِّرًا في الماء؟”
والدي.
لأكون أدقّ: والدي بالتبنّي، الكونت تورتو، ظهر في مخيلتي بوضوح. بالرغم من حيرتي وفقدي للوعي، بقيت صورته حادّةً وواضحةً بشكلٍ يقشعرّ له البدن.
لا عجب في ذلك؛ فقد رأيته بوضوح قبل دقائق فقط أمام هذا السجن.
“أبي! ساعدني! النار… كُح… إذا وضعتُ دعامات عند النافذة فسأستطيع الخروج…!”
ارتحتُ لمعرفة أنّ الرجل الذي أراه خلف النافذة هو والدي، فطلبتُ المساعدة.
كانت تلك الليلة حالكة السواد، لكن ألسنة اللهب التي التهمت المبنى أطلقت ضوءًا أتاح لي قراءة تعابير وجهه بوضوح.
“أبي…؟”
كان الكونت تورتو بوجهه المألوف الذي اعتدت رؤيته دائمًا.
وهنا كانت الكارثة.
رغم أنّه رآني محاصرةً في النيران، ظل واقفًا بلا مبالاة، بوجهٍ هادئٍ كالمعتاد.
الشخص الذي ظننتُ أنّه جاء لينقذني كان في الحقيقة—
“جاء ليتأكّد إن كنتُ سأموت حقًا.”
عندما استدار تاركًا المكان بلا اكتراث، أدركتُ سبب وجوب موتي: طوال سنواتٍ طمحتُ لنيل رضاه والاعتراف منه، ساعدته كثيرًا، فأصبحتُ أعرف أسرارَ فساد العائلة أكثر مما ينبغي.
ربما خشي أن أفصح عن معلوماتٍ إلى الخارج، فقرّر أن يقضي على الأدلة كمن يُحرق بضع أوراقٍ للتستّر على جريمة.
“منذ البداية لم أكن له إلا أداةً تُستعمَل ثم يُلقى بها. لم يرني كابنته قط.”
لم تنهمر الدموع.
لم تتدفّق الدموع من عينيَّ. بل شعرتُ بغضبٍ مُرّ لكوني قد تمنّيتُ يومًا محبةً من هذا الرجل الذي لا يقدّرني.
“لن أموت بسهولةٍ وبهدوءٍ.”
إذا كان يكترث بهذه الأدلة إلى هذا الحدّ، فسأترك له أدلةً لا تُمحى.
كانت الأدوات الحادّة محظورة لتفادي إيذاء النفس؛ لم تكن هناك أقلامٌ أو حبر. فمزّقتُ غطاءَ الوسادة وعضضتُ أطراف أصابعي حتى سال الدم.
“تورتو، صندوقٌ أسود، قفل…”
لم يكن هناك وقتٌ كثير، فكتبتُ كلماتٍ على وسادتي كما لو أنّها شفرة. إذا وجدها أحدٌ ربما سيتساءل ويبدأ التحقيق. كان هذا بمثابة وصيّتي.
بينما كنت أرهق عقلي لأضمّن أكبر قدرٍ ممكنٍ من أدلّة الفساد، عادت الأصوات التي سمعتُها قبل قليل تقتحم هدوئي.
.
.
.
└[لقد شاهدتُ بدايات رواياتٍ كثيرة، لكن هذه المرة الأولى التي أشاهد أحدًا ينسحب في الفصل الأول ههه.]
└[الانسحاب في الفصل الأول ليس انسحابًا حقًا، بل مجرد تجربة سريعة~]
.
.
.
سمعتُ الصوت مرّةً أخرى.
“هل جننتُ الآن لأنني على وشك أن أموت؟”
لم يكن الأمر أشبه بسماع صوت شخصٍ يتحدث بجانب أذني.
بل كان أقرب إلى نبرةٍ رتيبة تتسلّل مباشرة إلى رأسي، كلماتٌ متنافرة يستحيل فهمها.
ومهما حاولت التفكير، لم أجد تفسيرًا سوى أنها مجرّد هلوسة سمعية، لذا أجبرتُ نفسي على التركيز فيما بين يدي.
“سِجِلّ الحسابات السرّي… في نافورة الحديقة…”
.
.
.
└[لقد تابعت الفصول حتى آخر ما نُشر اليوم. كنتُ أظن أنّ الطعم مألوف، مثل حساء الكيمتشي، لكنه بدا وكأن له نكهة خفيّة من التوم يام. مع ذلك، إن كنتَ تحب الكليشيهات¹، فسأوصي به.]
[الشرح² : الكليشيهات: تعبيرات أو أفكار متكرّرة ومستهلكة في الأدب أو الحديث، تُستخدم كثيرًا حتى فقدت تميّزها وأصبحت متوقّعة.]
.
.
.
“يا لها من هلوسة طويلة!”
مزّقتُ قطعة القماش، وحشرتُها داخل كوبٍ خشبي، ثم قذفتُها من النافذة حتى لا تعود مع الريح لتسقط وسط اللهيب مجددًا.
حتى وأنا ألهث محاولةً التقاط أنفاسي، واصل ذلك الصوت الغريب داخل رأسي حديثه بلا انقطاع.
لم يكن مزعجًا إلى الحد الذي يشتّت تركيزي، لذا واصلتُ تجاهله… إلى أن سمعتُ كلمةً واحدة لم أستطع التغاضي عنها.
.
.
.
└[في البداية بدت الرواية أقرب إلى قصة نموّ البطلة، وأحببتُ كيف أن روز عملت بجدٍّ. هناك بعض المرشّحين ليكونوا البطل، لكن يبدو أن أسهمي انهارت…]
.
.
.
ترددت كلمة واحدة لم أستطع تجاهلها:
“روز؟”
روز. اسمي القديم.
قبل أن يطلق عليّ الكونت تورتو اسم ڤيليتا.
لم أتوقّع أن يأتي يوم أُدعى فيه مجددًا باسمي الحقيقي.
ابتسمتُ، ابتسامةً لا تليق بشخصٍ ينتظر الموت.
“على الأقل في لحظة موتي، لن أكون ڤيليتا تورتو… بل روز.”
وكان هذا، في حدّ ذاته، نهايةً تعجبني.
أغمضتُ عيني، مسلّمةً جسدي إلى ألسنة اللهب التي كانت تزحف نحوي. لكن، على خلاف ما توقّعتُ من ألمٍ حارق، غمرني شعورٌ غريب… أقرب إلى دفءٍ يبعث على السكينة.
✧ ─── ・ 。゚✧: . ꕥ . :✧゚. ・ ─── ✧
العقل الذي كان يذوب في النيران، عاد ليستيقظ وسط اللهيب مجددًا.
لكنها لم تكن ألسنة النار التي تحرق جسدي في الحقيقة، بل ذكرياتٌ من طفولتي المبكرة.
‘أهذا هو شريط حياتي يمر أمام عيني؟’
كان ذلك اليوم الذي شبّت فيه النار في الميتم الذي كنتُ أعيش فيه.
مات أصدقائي الصغار، واضطررتُ أنا للبقاء في مكانٍ أُعيد ترميمه على عجل لإخفاء الحادثة.
ومن ذلك الجحيم أخرجني الكونت تورتو.
“هل أنا… ابنتك يا سيدي الكونت؟”
“نعم. جئتُ لأخذكِ إلى المنزل.”
شَعرُه الذهبي وعيناه الزرقاوان كانا مثل شعري وعينيّ.
لم يكن الشبه الخارجي وحده، بل إن عمري وأصلي والظروف التي أوصلتني إلى الميتم—كلها كانت كافية لتجعلني أبدو وكأنني ابنته غير الشرعية.
ومن هناك، أخذوني بعربة فاخرة إلى منزل جديد بديع، مُنحتُ اسمًا جديدًا هو “ڤيليتا”، وعشتُ أيّامًا أشبه بالحلم كابنةٍ نبيلة.
لكن ذلك الحلم لم يدم طويلًا.
فقد بدأت خصلاتٌ نحاسية برتقالية اللون، لا يمكن أن توجد في دم آل تورتو، بالظهور تدريجيًا على رأسي.
“ماذا عن مدير الميتم الذي قدّم لنا هذه الطفلة؟”
“لقد… اختفى يا سيدي.”
وبين ليلةٍ وضحاها، أصبحتُ متورّطةً في جريمة تبنٍّ احتيالي. ومنذ ذلك الحين، عشتُ بحذر، تحت المراقبة.
لم يتخلَّ عني الكونت فورًا، لأنه كان بحاجةٍ إلى ابنة.
أداةً يستخدمها في زواجٍ سياسي.
“ما دامت الابنة الحقيقية لم تظهر، فسأبقى هنا.”
وعشتُ على هذا الأمل الهش، كفرخٍ دخيلٍ في عشٍّ غيره. حتى جاء اليوم الذي تحطّم فيه كل شيء.
“إنه الخاتم الذي تركته لي أمي.”
هكذا، وعلى عكس ما تمنّيت، ظهرت الابنة الحقيقية للكونت تورتو.
“يا إلهي… كيف يمكن أن يقع أمرٌ كهذا!”
“يُقال إنّ الآنسة ڤيليتا لم تكن سوى قريبة بعيدة، وإنهم تبنّوها خطأً بعدما اعتقدوا أن الآنسة رايلي قد توفّيت.”
“لو لم تكن الآنسة ڤيليتا موجودة، لكان العثور على الآنسة رايلي أسرع بكثير. الحياة قاسية حقًا.”
منذ ذلك الحين بدأتُ أجلب الأخبار المفيدة من تجمّعات سيدات المجتمع الراقي.
ففي قصر الكونت لم تكن هناك سيدة تديره، ورايلي لم تكن قد اعتادت بعدُ على المجتمع الأرستقراطي، فكان ذلك أمرًا لا يقدر عليه سواي.
وبفضل ذلك، لم يجد الكونت سببًا يبرّر إرسالي إلى أحد الأقارب للعائلة، ولم يزوّجني على عجل فور بلوغي سنّ الرشد.
وهكذا، وأنا أكرّس حياتي من أجل قصر الكونت، ظهر في حياتي شخص يفهم ما في قلبي حقًا.
“ڤيليتا، أنتِ الوحيدة التي تفهمينني بصدق.”
الأمير الثاني الذي عاش في ظلّ أخيه الأكبر، وليّ العهد، وأنا التي لم أكن سوى ظلّ لابنة الكونت الحقيقية، رايلي.
شعر كلانا بتشابهٍ خفي يربطنا، وسرعان ما أصبحنا صديقين مقرّبين.
لكن تلك الألفة بين رجلٍ وامرأة لم تلبث أن تخطّت حدود الصداقة.
وبعد فترة قصيرة، وصل خاتم الخطوبة الذي أرسله الأمير الثاني إلى قصر الكونت تورتو.
“يا إلهي، الآنسة ڤيليتا ستنضم إلى العائلة الإمبراطورية حقًا—”
لكن الكلمات التالية التي نطق بها كبير الخدم وهو يقرأ الرسالة، حطّمت كل شيء.
“هذا… موجَّه إلى الآنسة رايلي.”
بعد ذلك، وخلال جلسة شاي جمعتها بالأمير الثاني، ارتشفت رايلي من فنجانٍ مسموم، فانهارت على الفور.
ظنّ الجميع أنّني، الحبيبة السابقة، قد حملت ضغينة وانتقمت منها. ولسببٍ ما، اعتبروني الجانية فعلًا، وزُجّ بي في سجن النبلاء، ثم… جاء ذلك المصير.
‘يا له من عبث.’
لم تكن هناك حاجة أن يمرّ شريط حياتي أمام عيني، فهي لم تكن حياة تستحق التذكّر.
أعتقد أنّ سعادتي توقّفت عند تلك اللحظة، قبل أن يشتعل الحريق في دار الأيتام الذي نشأتُ فيه.
.
.
.
└ [أوه… هل هي عودة بالزمن مجددًا؟ حتى سبب العودة مكرّر كثيرًا. انسحب.]
└ [ها أنت مجددًا، لا تفوّت تعليقًا عن الانسحاب.]
.
.
.
‘ما هذا الذي أسمعه باستمرار؟’
عقدتُ حاجبي وفتحتُ عيني.
‘…هاه؟’
لماذا أفتح عيني؟
…ولماذا ما زلتُ على قيد الحياة؟
.
.
.
└ [حين فتحت عيني، كان سقفًا غريبًا فوقي.]
.
.
.
لكن على عكس ما وصفه الصوت في رأسي، لم يكن السقف غريبًا.
‘هذا المكان…’
إنه الميتم، ذاك الذي عشتُ فيه في طفولتي باسم روز.
‘لكن هذه الغرفة… ألم تكن قد احترقت وانهارت؟’
وبينما أحرّك جسدي الصغير ببطء، بدأت أستوعب الموقف بوضوح أكبر، كمن يستفيق من حلم.
غرفة شبه مظلمة يغمرها ضوء القمر عبر النافذة. كنتُ في سرير، وإلى جواري أنفاس الأطفال النائمين تتعاقب بهدوء.
ثم تبع ذلك في أذني صوتٌ كان—
.
.
.
└ [نحن نشجّعكِ!]
└ [نتمنى لكِ كتابة سلسة.]
└ [نحن معكِ!]
└ [كفى تشجيعًا أيها الرفاق.]
└ [عرفتُ العمل عبر حدث المراجعات²، لكن القصة فريدة وممتعة. أوصي بها ^^]
└ [واو~ مبارك على إطلاق العمل، أيتها الكاتبة! تصفيق حار!]
└ [قلت لكم لن يكون هناك ح
دث مراجعات.]
└ [حدث المراجعات. نحن نشجّعكِ!]
[الشرح²: حدث المراجعات: مناسبة أو وقت مخصّص لقراءة الأعمال وتقييمها وإعطاء الآراء حولها، بهدف تحسينها أو الحكم على جودتها.]
.
.
.
لقد كان طوفانًا لا ينتهي من عبارات التشجيع.
═══∘ ° ❈ ° ∘═══
ترجمة : أوهانا
الانستا : han__a505
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات