كيف لها، وهي الخادمة، أن تستلقي وتنام بينما سيّدها ما زال جالسًا يُحدّق فيها بتلك الصلابة؟
“ألَمْ تنم الليلة الماضية أيضًا؟”
بعد صراعه مع الطفل، بدا مُنهكًا حين جاء يطلبها، لكنّه الآن يبدو بكامل قوّته، مستيقظًا تمامًا.
أيوجد فعلًا من يتعافى بلا نوم؟
“يومٌ واحد لا يُعدّ شيئًا.
وأنا أستريح الآن أيضًا.”
… كان يوجد.
لكن أديلين كانت تتمنى بكل يأس أن تُقنع سيّدها بالخلود إلى النوم، كي تستلقي هي الأخرى براحة، أو على الأقل لو قال لها أن تسترخي.
لكنّها لم تكن تتوقع ذلك.
فليس سيّدها فحسب، بل جميع السادة يظنون أن خدمهم لا يحتاجون إلى طعام أو نوم أو حتى دورة المياه، ويكرهون إظهار أي بادرة تعب.
“أليس الجلوس مختلفًا عن الاستلقاء والنوم؟”
“هذا يكفي.
أنا مرتاح الآن.”
“… “
قد يكون السيّد مرتاحًا، لكنّني لست كذلك.
ولم تعد تملك حجّة لدفعه إلى الفراش.
يبدو أنّها ستصبر حتى تنهار من الإرهاق.
انحنت أديلين ببطء نحو ظهر الأريكة، محاولةً يائسة لتتكئ قليلًا.
‘أريد أن أستلقي…’
لكنّ جسدها كان أكثر إنهاكًا مما تخيّلت.
قبل أن تُكمل فكرتها، سقطت في نومٍ عميق أشبه بالإغماء.
—
الضوء المتسلّل عبر جفنيها جعلها تفتح عينيها فجأة.
لقد نامت بعمقٍ لدرجة أنها نسيت الزمان والمكان.
“آه!”
لكنها أدركت فورًا أمرًا واحدًا: أنها ما تزال تحتضن الطفل.
كانت أضلاعها تؤلمها، إذ ظل الطفل يركلها طوال الليل.
حرّكت جسدها بحذر لتحرير أضلاعها دون أن توقظ الطفل، كأنها تهرب من مخالب مفترس.
وبعد أن أنقذت أضلاعها، زفرت تنهيدة ارتياح صامتة، لكنّها التقت بعينين زرقاوين حادتين كمخالب الوحش.
“آه!”
لم يكن سبب صدمتها نظرة سيّدها باكرًا فحسب، بل لأنه كان نصف عارٍ، يلوّح بسيفه في الهواء.
لم تدرِ هل تصدمها رؤية جسده العاري أم ظهور السيف الذي أرعبها البارحة.
وقد استيقظت حديثًا، فعجز عقلها عن تحديد شعورها، فتجمّدت تحدّق فيه فاغرة فمها.
“… “
لاحظ راكالت نظرتها، فالتفت إليها.
وبحلول تلك اللحظة، لم تغلق أديلين فمها بعد، إذ ظل عقلها معلّقًا.
لكن راكالت لم يُعرها اهتمامًا، وعاد إلى تمرينه، مجددًا يشق السيف الهواء.
عندها فقط استعادت أديلين وعيها.
للحظة ظنّت أنّ لديه ميولًا غريبة في عرض نفسه، لكنها أخطأت.
ظنّت أنّه سيقتلها بالسيف؟ خطأ أيضًا.
إنه يتدرّب فقط.
‘يتدرّب؟ في هذا الوقت المبكر؟’
نظرت أديلين إلى النافذة، فرأت السماء لا تزال داكنة بآثار الليل.
كان الوقت مبكرًا إلى درجة أن الخدم لم يبدؤوا بالتحرك بعد، ولهذا استيقظت على عادتها.
في تلك الساعة، كان سيّدها قد بدأ التمرين بالفعل، فهالها حرصه واجتهاده.
من يستيقظ قبل الفجر ليتدرّب على القتل؟
‘إنه مجتهد فعلًا… لو أنّني لم أكن هدف اجتهاده لكان ذلك عظيمًا.’
لو لم تكن خائفة على عنقها، ربما وجدت الأمر مثيرًا للإعجاب.
لكن بعد أن كادت تموت مرارًا، باتت تكره رؤية السيوف.
شعرت أديلين بالغثيان رغم أنّها لم تأكل شيئًا، فحوّلت بصرها بعيدًا.
“سيّدي، هل سَعَلت؟ هذا شيند.”
قفزت أديلين من مكانها عند سماع صوت كبير الخدم من وراء الباب.
لم يكن سيّدها وحده المجتهد، حتى كبير الخدم استيقظ باكرًا وهو مستعد لصباحه.
الآن بدا وكأن أديلين آخر من استيقظ من الجميع. كيف حدث ذلك؟
شعرت فجأة بالحاجة للإسراع وفعل شيء نافع، لكن الطفل ما يزال نائمًا، فلا عمل لديها.
جلست بهدوء، تواصل أداء دورها في البقاء ساكنة.
“ادخل.”
بأمر راكالت، دخل كبير الخدم، ولاحظ أديلين فرفع حاجبه.
“أ أنتِ مستيقظة أيضًا يا أديلين؟”
“بالطبع.”
ابتسمت ابتسامة طبيعية، وسمعت ضحكة خافتة من سيّدها، لكنها لم تلتفت إليه.
“كيف حال جرحك، سيّدي؟”
وضع كبير الخدم الضمادات والمطهّر على الأريكة، ثم نظر إلى راكالت.
“قلت لك لا داعي للقلق.”
أعاد راكالت سيفه إلى غمده وتقدّم نحو الأريكة.
وحين سمعت أديلين كلام كبير الخدم، ألقت نظرة على جسد سيّدها.
تذكّرت حينها أنّ الدخيل بالأمس ذكر شيئًا عن جرحه، لكنها نسيت ذلك لأنّه لم يبدُ مصابًا.
بالأمس، رغم إصابته، كان يلوّح بسيفه، ويحملها مع الطفل على كتفه، ويبقى مستيقظًا حتى الفجر.
لم يكن ذلك تصرّفًا عاديًا لمصاب.
أكان فعلًا مصابًا؟
حدّقت أديلين في جانبه.
“…؟”
ثم أدركت متأخرةً ما كانت تفعله.
في تلك اللحظة، التقت عيناهما.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 13"