تمتمت بصوت لا يزال ناعسًا من النوم.

 

 

 

“ضيف؟ أي ضيف فجأة؟”

 

 

 

“صاحبة السموّ، سيلينا، الأميرة الأولى. قالت إنها ترغب في تناول الشاي معكِ بعد الظهر!”

 

 

 

عندما هدأت كاثرين، جمعت أفكاري المرتبكة، وفركت عيني وسألت. 

 

 

 

“سيلينا؟ الأميرة الأولى؟ زوجة الأمير إرغويل؟”

 

 

 

وعندما أجبت بصوت خافت، أصبحت كاثرين أكثر قلقا.

 

 

 

“نعم! القصر الإمبراطوري في حالة من الفوضى الآن لأنكِ أنقذتْ حياة الأمير إرغويل في مأدبة الليلة الماضية.”

 

 

 

“أنقذته؟ لم يكن الأمر مهمًا.”

 

 

 

“يا صاحب السمو، ما هذا التواضع! هل تعلمين كم تُثير أفعال سموكِ ضجةً في القصر الآن؟ الجميع يُشيد بكِ، ويقولون إنك رائعة.”

 

 

 

“مدح؟”

 

 

 

لقد غرق قلبي عند سماع كلمات كاثرين.

 

 

 

لم أكن أتخيل أبدًا أن هدفي في المرور دون جذب أي انتباه سيُدمر بهذا الشكل.

 

 

 

في الوضع الحالي، قد يكون الثناء خطيرًا مثل الانتقاد.

 

 

 

قد يؤدي هذا بسهولة إلى إهانة مشاعر الإمبراطورة بشكل خطير.

 

 

 

على عكسٍ أنا، التي شعرت بالإحباط من هذا الخبر، بدت كاثرين سعيدة بكل بساطة.

 

 

 

لقد ثرثرت مثل طائر صغير.

 

 

 

“أولاً، هذا ليس مهمًا، دعينا نجهزكِ بسرعة.”

 

 

 

عندما استعدت وعيي، كنت أرتدي فستانًا بالفعل.

 

 

 

لقد كنت دون أن أعلم منخرطة في زخم كاثرين.

 

 

 

* * *

 

 

 

لقد أوكلت نفسي إلى كاثرين وفيليبا لرعاية تنظيم أفكاري.

 

 

 

‘ هل أتت لتشكرني على إنقاذ زوجها؟’

 

 

 

أن تأتي مباشرةً بعد المأدبة في اليوم التالي. لا بد أنها ممتنة جدًا.

 

 

 

“صاحبة السمو، الأميرة، أنتِ بحاجة ماسة إلى فستان جديد الآن. هناك حد أقصى لثلاثة فساتين.”

 

 

 

لقد استمعت إلى ثرثرة كاثرين بأذن واحدة وأطلقتها بالأذن الأخرى، وأجبت بغير انتباه.

 

 

 

“نعم نعم.”

 

 

 

وفي الوقت نفسه، تذكرت معلومات عن سيلينا في ذهني.

 

 

 

الأميرة سيلينا ميتراس.

 

 

 

كانت ابنة ماركيز ميتراس، وزير الشؤون العسكرية الحالي للإمبراطورية.

 

 

 

وكان الماركيز ميتراس أقرب المقربين للإمبراطور.

 

 

 

كان معروفًا عنه دعمه السياسي للأمير الثاني، بارسيفال.

 

 

 

‘ على الرغم من أننا على وشك الطلاق، فأنا لا أزال زوجة كاسبيان.’

 

 

 

لقد كان لدي شعور بأن هناك نية أخرى وراء زيارتها.

 

 

 

ربما تأتي سيلينا للتحقق من ضعفي ونقطة ضعف كاسبيان.

 

 

 

كأنها تستكشف أراضي العدو.

 

 

 

أعلم أن هذا قد يكون مجرد شك مبالغ فيه.

 

 

 

لكن بالنظر إلى “أغنيس” الأصلية وعلاقتها العدائية مع سيلينا، كان هذا تفسيرًا معقولًا.

 

 

 

كانت العلاقة بين سيلينا و’أغنيس’ سيئة للغاية.

 

 

 

كانت الاثنتان أميرتين، لكنهما كانتا تتجادلان حول كل شيء.

 

 

 

لا، لكي نكون دقيقين، كانت آغنيس هي التي استفزت سيلينا من جانب واحد.

 

 

 

آغنيس، على الرغم من أنها كانت سكيرة بنفسها، كانت تسخر من سيلينا قائلة: “أشعر بالأسف لأنكِ زوجة سكير”.

 

 

 

لم يكن هذا كل شيء. كانت آغنيس تغار من صداقة سيلينا مع بارسيفال.

 

 

 

“لماذا لا تبتسم لي، بل تبتسم لتلك المرأة؟ ما الفرق بيني وبين سيلينا؟”

 

 

 

بسبب الغيرة التي كانت تشعر بها، كانت تقوم بتخريب اجتماعاتهم في كثير من الأحيان.

 

 

 

‘ لذا ربما هذا هو السبب الذي جعلها تتخذ موقفًا دفاعيًا عندما حاولت إنقاذ إرجويل بالأمس.’

 

 

 

في هذه المرحلة، لم أشعر حتى بأي عاطفة تجاه تصرفات آغنيس الماضية.

 

 

 

ربما بلغتُ حالةً من النيرفانا كالقدّيسين القدماء. ابتسمتُ في داخلي بشعورٍ بالفراغ.

 

 

 

هل هناك أي شخص يحب أغنيس فعلاً؟

 

 

 

يبدو أن أغنيس لم تكن محبوبة حقًا من أي شخص على الإطلاق.

 

 

 

كان كاينيث هناك، لكنه كان يتظاهر فقط بأنه يحبها من باب التظاهر فقط.

 

 

 

لقد تذمرت في داخلي.

 

 

 

‘ آه. الدير هو الحل في النهاية. عليّ قطع كل علاقاتي هنا وإلا سأتعرض لطعنة. الأمر يزداد خطورة.’

 

 

 

حتى بعد أن اعتني بي لفترة طويلة، أصرت كاثرين وفيليبا على أنني بحاجة إلى المزيد من التزيين.

 

 

 

“كفى. لنتوقف هنا. لا داعي لصراع إرادات مع الأميرة الأولى.”

 

 

 

فقط بعد أن سمعوا كلماتي تراجعا بهدوء.

 

 

 

بعد قليل، رأيتُ عربةً تقترب ببطء من النافذة. نزلتُ بسرعة إلى الطابق الأول.

 

 

 

* * *

 

 

 

بدت سيلينا، تحت أشعة الشمس الساطعة، أكثر صحة مما كانت عليه في مأدبة الأمس.

 

 

 

بدلاً من أن تبدو زوجة تعاني بجانب زوج سكير، كانت تبدو وكأنها سيدة أرستقراطية نبيلة ومرموقة.

 

 

 

ولكن بعد ذلك، ألا تصدق ذلك، جاءت تلك المرأة الأنيقة مسرعة نحوي بخطوات سريعة وفجأة أمسكت بكلتا يديّ؟

 

 

 

عند النظر إليها عن قرب، تغير انطباع سيلينا المتطور قليلاً.

 

 

 

لقد كانت جميلة مثل الجرو بشعر بني وعيون خضراء.

 

 

 

ولكي أقولها بشكل لطيف، فقد بدت لطيفة، ولكي أقولها بشكل سيء…

 

 

 

هل يجب أن أقول أنها بدت ساذجة بعض الشيء؟

 

 

 

فزعت من هذا الاتصال المفاجئ، فلم أستطع قول شيء. نظرت سيلينا إلى وجهي المضطرب بعينين دامعتين.

 

 

 

“…أغنيس!”

 

 

 

حبست أنفاسي ونظرت إلى الجرو، لا، إلى الأميرة الأولى أمامي.

 

 

 

مرّت ثوانٍ من الصمت المحرج. وما إن عجزتُ عن تحمّله وكدتُ أسحب يدي، حتى عادت سيلينا لتتحدث بصوت عالٍ.

 

 

 

“أغنيس، من فضلكِ سامحيني!”

 

 

 

“…عفوا؟”

 

 

 

“حتى الآن، كنت أعتقد أنكِ مبتذلة، حقيرة، وغبية!”

 

 

 

سيلينا، وكأنها ارتكبت جريمة فظيعة، انهمرت دموعها وأمسكت يدي بقوة أكبر.

 

 

 

“آه… آه. لا بأس-“

 

 

 

أتمنى أن تتركني أولاً، الآن بعد أن فهمت.

 

 

 

لكي أكون صادقا، اعترفت أيضا بأن تصرفات اغنيس الأصلية كانت مبتذلة ووقحة.

 

 

 

ولكن على الرغم من رغباتي، كانت سيلينا ثابتة.

 

 

 

ومع احمرار وجهها، واصلت الحديث.

 

 

 

” لا، ليس على ما يرام. منذ أن أنقذته بالأمس، وأنا أفكر في الأمر وأدركت أنني كنت مخطئة. كان الجميع يشاهدونه يموت كما لو كانوا يشاهدون مسرحية، لكنكِ أنتِ وبارسيفال فقط من تقدم. كنت أعرف أنكِ لم تكوني تقصدين حقًا عندما كنتِ تصفين إرغويل بالسكير والأحمق القبيح!”

 

 

[ إيف:-  ودي بقا نقول لها أن أغنيس الاصلية كانت تقصد كل كلمه قالتها ازاى (￢_￢;)]

 

 

 

تدفقت منها سيل من الكلمات مثل الشلال.

 

 

 

لقد تمكنت بالكاد من التمسك بعقلي المتلاشي.

 

 

 

‘هل كانت دائمًا شخصًا ثرثارًا؟’

 

 

 

في ذكريات أغنيس، لم تكن سيلينا تتحدث كثيرًا. لم تكن أكثر حيوية إلا بقليل عندما كان صهرها، بارسيفال، موجودًا.

 

 

 

‘ ربما كانت خائفة من آغنيس السامة.’

 

 

 

لكنها الآن تبدو أكثر انفتاحًا وحيوية من أي وقت مضى.

 

 

 

على أي حال، كان تهدئة الأميرة الأولى أولويتي. بحثتُ عن عذر.

 

 

 

ولحسن الحظ، تم إعداد الشاي والمشروبات المنعشة بالفعل في غرفة الاستقبال في الطابق الأول.

 

 

 

لقد قدمت ابتسامة محرجة لسيلينا، التي كانت لا تزال تمسك بيدي وكأنها لن تتركها.

 

 

 

“الجو بارد في الخارج، هل ندخل؟ لم أكن أعرف نوع الشاي الذي تفضلينه، لذا حضّرت أنواعًا مختلفة.”

 

 

 

* * *

 

 

 

في الواقع، كانت توقعاتي عالية عندما أتيتَ إلى هنا. شعرتُ وكأنني الغريب الوحيد في العائلة الإمبراطورية.

 

 

 

“أرى.”

 

 

 

أظن ذلك. أومأت بصمت. أستطيع أن أفهم تمامًا شعور سيلينا بالوحدة.

 

 

 

مهما بلغت قوة والدها، وزير الشؤون العسكرية، كان البلاط بالفعل في قبضة الدوق سيليوس.

 

 

 

وعلاوة على ذلك، مع وقوف الإمبراطورة ثابتة، لا أستطيع إلا أن أتخيل مقدار الألم الذي لابد وأن مرت به امرأة لطيفة المظهر كهذه…

 

 

 

ترددت سيلينا واستمرت في الحديث.

 

 

 

“باعتبارنا الأميرتين الوحيدتين في ميرن، اعتقدت أنه يجب علينا أن نتفق… صحيح أن انطباعنا الأول لم يكن جيدًا.”

 

 

 

مرة أخرى، ظهرت تصرفات أغنيس الماضية فجأة في منتصف المحادثة.

 

 

 

لم يعد هناك جدوى من الاعتذار الآن، فهو لن يؤدي إلا إلى جعل الجو أكثر حرجًا.

 

 

 

لقد تذكرت الدرس من المحادثة التي دارت الليلة الماضية مع كاينيث.

 

 

 

‘ لا تعتذري دون داعٍ أو أي شيء.’

 

 

 

وبينما بقيت صامتًا، قالت سيلينا بنبرة مضطربة.

 

 

 

“ل.. لكن ليس بعد الآن! أدركتُ أن انطباعي الأول كان نتيجة جهلي! وأنك قد تبدين بارده، لكن قلبكِ دافئ جدًا!”

 

 

 

بينما كنت أختار كلماتي، ألقت سيلينا قنبلة ثانية.

 

 

 

“أغنيس، هل سنكون أصدقاء؟”