### الفصل 97
أنا أيضًا لم تكن معدتي على ما يرام، فلم أكن مهتمّة بطعام الاحتفال على الإطلاق.
لكن في تلك اللحظة، بدأت نغمة الموسيقى تتغيّر. اتّسعت عينا الكاهن الأعلى، الذي كان يتحدّث مع كياروس، قليلاً.
“آه… يبدو أنّ أغنية الرّقص ستبدأ قريبًا.”
كان محقًا. هذه النّغمة تعني أنّ الوقت قد حان لإنهاء الأحاديث والاستعداد للرّقص.
“ههه، سأنسحب الآن. لا شيء أهمّ بين الرّجل والمرأة من الرّقصة الأولى في الاحتفال.”
ابتسم الكاهن الأعلى بهدوء واختفى. يبدو أنّه فهم معنى كلام كياروس السابق “اذهب الآن”. نظرتُ إلى ظهره وأنا أبتلع ريقي.
‘لكن بما أنّه جاء بنفسه… ألن يتخلّص منّي أيضًا؟’
إنقاذ وليّ العهد، والسّيطرة على قسم اللّفائف الذي زرعوا فيه جاسوسًا، وتدمير وزارة التّعليم التي طالما طمعوا بها… كم كنتُ مزعجة في عيون جماعة التّعديل؟
‘خاصّة اليوم، استخدموني لنصب فخّ، لكنّهم وقعوا فيه بدلاً من ذلك. كم سيكونون حذرين منّي الآن؟’
لو كنتُ مكان جماعة التّعديل، لقتلتُني أيضًا على الطّريق. أنا مزعجة لكنّني الأضعف.
‘مخيف. مجرّد التّفكير يجعل جسدي يرتجف ولا أطيق ذلك…’
كان عليّ أن أتحرّك أوّلاً. عشرة أيّام يبقى فيها الكاهن الأعلى في القصر. خلال تلك الأيّام التي سيضع فيها خطّته لإيقاعي أنا وكياروس في الفخّ، يجب أن أسبقه.
“كُح.”
بينما كنتُ غارقة في التّفكير، عدّل كياروس صوته.
“ناميا.”
حتّى قبل الاحتفال مباشرة، كنتُ أظنّ أنّني سأرقص الرّقصة الأولى مع كيبون.
“ألم تنتهِ كلّ مهامكِ في الاحتفال الآن؟”
سألني كياروس، فأومأتُ برأسي. مع اكتشاف تلميح عن المتورّطين، كان الاحتفال قد حقّق نتائج غير متوقّعة.
“بالطّبع، الجاسوس قد يُربك قلبكِ، لكن لن يحدث شيء الليلة على الفور.”
ابتسم كياروس قليلاً وقال. مجرّد رفع زاوية فمه جعله ساحرًا بشكل مذهل.
“حتّى الليلة، انسي الجاسوس واستمتعي كما تريدين، يا آنسة ناميا. أنتِ تستحقّين ذلك.”
“آه… نعم.”
شعره الذّهبيّ الذي يبدو كأنّه جمع كلّ أضواء قاعة الاحتفال، عيناه الحمراوان الدّافئتان والباردتان في آنٍ واحد. وجهه المنحوت جعلني أشعر وكأنّني أنا وكياروس الوحيدان هنا.
“حسنًا… كما قال الكاهن الأعلى، يبدو أنّ الرّقصة الأولى ستبدأ.”
الرّقصة الأولى… عادةً تُرقص مع شريك. لذلك حجزها فيكتور سابقًا قائلاً “الثّانية لي”. في الحقيقة، كان هذا أوّل احتفال أحضره. ارتداء فستان جميل كهذا، ووجود شريك رائع بجانبي، كلّه جديد.
‘آه، يبدو أنّ سيّدي وليّ العهد ينوي دعوتي للرّقص.’
بما أنّنا شريكان، كان ذلك طبيعيًا. لو رقصتُ الرّقصة الأولى مع وليّ العهد، لجذبنا أنظار الجميع وتلقّينا المديح. لم يرقص كياروس مع أيّ امرأة من قبل أيضًا. لكن…
[حتّى الليلة، انسي الجاسوس واستمتعي كما تريدين، يا آنسة ناميا.]
تنفّستُ بعمق للحظة. لم أكن أريد الرّقصة الأولى الآن. ولا التّباهي بملابسي أو مجوهراتي في الاحتفال.
“سيّدي.”
تراجعتُ خطوة إلى الوراء.
“كما قلت، يبدو أنّني أنهيتُ مهامي في الاحتفال اليوم. وأعتقد أنّني أستحقّ أن أفعل ما أريد الليلة.”
“…همم؟”
“هل يمكنني المغادرة الآن؟”
“ماذا؟”
“الأمر أنّ…”
نظرتُ إلى وجه كياروس الجميل المثاليّ وقالتُ.
“قبل الاحتفال مباشرة، تلقّيتُ رسالة أنّ سكرتيري مريض جدًا.”
تجمّد وجه كياروس قليلاً. ارتجفت عيناه بحيرة شديدة.
‘مهلاً… هل ظنّ أنّني سأقبل الرّقصة الأولى بعد أن رفضتُ عرض زواج؟ لسنا شيئًا لبعضنا، ما هذه الثّقة الزّائدة؟’
شعرتُ ببعض الذّهول داخليًا، لكنّني تابعْتُ بأدب.
“لكن سكرتيري ليس من النوع الذي ينقض وعده في اللحظة الأخيرة. إمّا أنّه الجاسوس واختفى بالفعل، أو أنّه مريض جدًا لدرجة أنّه لا يستطيع الحركة… واحد من الاثنين.”
“آه، حسنًا… الأمر…”
“إذا كان الأوّل، أريد التّأكّد بسرعة. وإذا كان الثّاني، أشعر بالقلق وأريد زيارته. إنّه يتيم أجنبيّ، وأنا أعرف جيّدًا شعور المرض بمفردك.”
“لكن، حسنًا…”
“نعم. زيارة المدير في يوم عطلة أمر فظيع. أعرف ذلك جيّدًا.”
قلتُ بهدوء.
“لكن… اليوم عيد ميلاد سكرتيري أيضًا.”
“عيد ميلاد؟”
“نعم. مكتوب في بطاقة السّجلّ الشّخصيّ. أن يكون مريضًا ووحيدًا في عيد ميلاده… يبدو مؤسفًا جدًا. سأشتري حساء دافئًا وأمرّ عليه قليلاً.”
تردّد كياروس وتلعثم وسأل.
“هل… تعرفين أين يعيش ذلك السّكرتير؟”
“نعم. العنوان مكتوب في بطاقة السّجلّ الشّخصيّ. يعيش في منزل صغير قريب من هنا.”
“آه، صحيح. حسنًا، نعم.”
“من باب الحذر، أرسل غرابًا واحدًا معي. إذا لم أخرج بعد وقت معيّن، أطلب منهم اقتحام المكان.”
أومأ كياروس برأسه بذهول عند كلامي. ثمّ رمش بعينيه وقال.
“حسنًا، سأعطي الأوامر للغراب الآن.”
ثمّ عبر قاعة الاحتفال بخطوات واسعة قبلي. في النّهاية، بدا وكأنّه يركض.
* * *
فتّش كياروس بسرعة في مكتب وليّ العهد عن الأوراق. بطاقة السّجلّ الشّخصيّ لكيبون ألتيس… وثيقة كتبها بنفسه بعشوائيّة وصادق عليها بتزوير.
‘تبًا لهذا.’
عيد الميلاد في 2 نوفمبر… تاريخ كتبه بعشوائيّة مثل الاسم والعمر، وكان اليوم بالذّات. تحقّق من العنوان بسرعة. يبدو أنّه اختار واحدًا من بيوت الأمان القليلة في العاصمة التي تستخدمها الغربان (منازل عاديّة تُستخدم لأغراض سريّة).
‘ها…’
كان منزلًا مهجورًا قديمًا ومتهالكًا لدرجة أنّ الغربان لم يعودوا يستخدمونه.
لكن لم يكن هناك وقت للتّفكير أكثر. غيّر ملابسه بسرعة وتحوّل إلى شكل كيبون. ثمّ بدأ يركض بأقصى سرعة ليصل قبل ناميا.
‘هل هذا صحيح؟ هل هذا صحيح؟’
كان كياروس مرتبكًا وهو يركض، لكن لم يكن هناك خيار آخر.
[إمّا أنّه الجاسوس واختفى بالفعل، أو أنّه مريض جدًا لدرجة أنّه لا يستطيع الحركة… واحد من الاثنين.]
إذا لم يكن مستلقيًا في ذلك البيت الآمن، سيشكّون به كجاسوس بلا شكّ. لكن سؤالًا أساسيًا ظهر هنا. هل ناميا ليست جاسوسة؟ هل هي حقًا غير مرتبطة بجماعة التّعديا؟
‘إلقاء القبض على وزير التّعليم وحده… يبدو مرتبطًا، لكن عند التّفكير بعمق، هناك شيء غير منطقيّ.’
إلقاء القبض على ليدون كان مقبولاً، ربّما كانت لفائف المخزون بها خلل فعلاً. لكن ربط وزير التّعليم فجأة كان مفاجئًا.
‘لكن… هل هذا صحيح حقًا؟’
وصل كياروس إلى البيت الآمن المتهالك، الذي بدا وكأنّه سينهار، وتنفّس بصعوبة. لحسن الحظّ، كان الدّاخل نظيفًا بفضل من يتناوبون على العناية به.
‘كيف وصلتُ إلى هذا الحدّ؟’
ناميا روابي… كان هناك شيء مشبوه فيها بالتّأكيد. لذلك قرّر مراقبتها متنكّرًا.
وافقت هي بسهولة، قائلة إنّه يمكنه استخدام أيّ طريقة للمراقبة. لكن مع الوقت، بدأ يحبّها…
[أن يكون مريضًا ووحيدًا في عيد ميلاده… يبدو مؤسفًا جدًا. سأشتري حساء دافئًا وأمرّ عليه قليلاً.]
الآن، شعر بذنب لأنّ كلّ هذا بدا وكأنّه خداع لها… بدأ الأمر بمبرّر مشروع، لكنّه أصبح فوضى عندما استفاق.
“ها…”
عندما أغمض عينيه بقوّة، سمع صوت ناميا الممزوج بتنهيدة من خارج الباب.
“يا إلهي، لا يوجد جرس هنا.”
سمعتُ طرقًا خفيفًا وحذرًا.
“كيبون؟ هل أنتَ بالدّاخل؟”
—
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات لهذا الفصل " 97"
اضحك ولا أبكي؟ 🥹😭😭😭😭