الفصل 82
رفعت حاجبي وأضفت بوضوح:
“آه، وعلى فكرة… جلالة الإمبراطورة نفسها غاضبة من وزارة التعليم، ألا تعتقد أنك لست في وضع يسمح لك بأن تأمرني بالمجيء والذهاب الآن، سيدي الوزير؟”
“أنتِ، حقًا…”
يبدو أن وزير التعليم لم يجد كلامًا يقوله.
بعد أن ظل يرتجف من الغضب لوقت طويل، قال أخيرًا باختصار:
“ستندمين على هذا، وزيرة المخطوطات.”
وقف وزير التعليم وهو يتنفس بغضب.
نظرت إليه وفكرت في نفسي بدهشة:
‘واو، بمجرد أن صرت وزيرة، أصبح بإمكاني استفزاز وزير آخر. هذا رائع جدًا.’
لو كنت لا أزال في منصب صغير، لما استطعت نصب مثل هذا الفخ.
بل وحتى تقليد الفتاة المتعجرفة والوقحة التي تعتمد فقط على حب العائلة الإمبراطورية لم يكن ليحدث.
‘لكن هذا التمثيل… يناسبني نوعًا ما. أشعر براحة داخلية ومزاج جيد.’
إذا أتيحت الفرصة، أريد أن أكرر ذلك مرة أخرى.
نظرت إلى ظهر وزير التعليم وهو يغادر غاضبًا.
في نفس الوقت، انتهى وقت مخطوطة عزل الصوت تمامًا.
فكرت في استخدام واحدة أخرى، لكن التوقيت كان مثاليًا فشعرت بالرضا.
[“إذن، يا آنسة ناميا، من تحاولين القبض عليه في النهاية؟”]
[“قد يكون هناك جاسوس في قسم المخطوطات. هذا شيء توقعته أنا وسمو ولي العهد معًا.”]
تذكرت حديثي مع كياروس أمس بعيون باردة:
[“سأستخدم وزير التعليم للقبض على الجاسوس داخل قسمنا.”]
إذا كان مخلصًا حقًا، لأخبر جلالة الإمبراطور بهذا الأمر ونصحه بصدق.
الإمبراطور لا يعرفني شخصيًا، وهو معروف بأنه عادل ونزيه.
‘لكن حسب القصة الأصلية، هو ليس هذا النوع من الأشخاص أبدًا.’
بل إنه حتى لو تعاون مع الجهة الخفية، لكان قد أعد خطة للتراجع إذا احتاج الأمر.
‘اذهب الي الجحيم يا وزير التعليم!’
تظاهر بأنك قلق على مستقبل البلاد واخدع نفسك، ثم اقبل عرض “جماعة التجديد”!
أما أنا، فسأقبض على الجاسوس في قسمي!
* * *
خرج وزير التعليم إلى الممر وهو يتنفس بغضب:
‘كيف تجرؤ، كيف تجرؤ عليّ! سمعت أنها كانت لطيفة مع وزير المالية، لكنها تظهر لي وجهها الحقيقي هكذا؟ تستفزني وتتجاهلني؟ هي بالتأكيد تحتقرني الآن، أليس كذلك؟’
كان يضغط على أسنانه ويتنفس بصعوبة:
‘إذا كان سمو ولي العهد نفسه يتأثر بتلك الفتاة المتواضعة، فالوضع أصبح بدون أمل.’
الإمبراطور تقبل الإمبراطورة البسيطة حتى النهاية. ويبدو أن كياروس يفعل الشيء نفسه.
وقع في غرام تلك الفتاة تمامًا…
‘إذن، لا أمل في هؤلاء أيضًا. انظر إلى الأمير جايدن. عملنا ثلاث سنوات لكسبه، لكنه بقي متعلقًا بأمه في النهاية.’
أصبحت عينا وزير التعليم مظلمتين:
‘ليس لأنها تجاهلتني، بل من أجل البلاد… يجب أن أزيل تلك المتعجرفة مهما حدث.’
دارت أفكاره بسرعة:
‘إذا حدثت مشكلة، يمكنني أن ألومها هي على كل شيء الآن. يمكنني جعل ذلك يبدو وكأنه إخلاص للعائلة الإمبراطورية.’
لقد استخدمت ناميا مخطوطة عزل الصوت أمامه عمدًا.
كان ذلك دليلًا على أن لها وجهين.
‘يبدو أنها تعتقد أنها الوحيدة التي تعرف كيف تستخدم المخطوطات.’
ابتسم وزير التعليم بجانب واحد بعد أن هدأ غضبه.
في جيبه، كان هناك مخطوطة أخرى.
مخطوطة تسجيل.
يُعطى الوزراء أحيانًا مخطوطات تسجيل لتدوين الاجتماعات المهمة إذا احتاجوا لمراجعتها.
عيبها أنها تعمل فقط داخل مكاتب الوزراء ولوقت قصير جدًا…
‘لكن بمجرد أن استخدمتِ مخطوطة عزل الصوت، استخدمتها أنا أيضًا.’
في المخطوطة، كُتب:
<ناميا روابي: “قالت لي، ‘يا ميا ميا ناميا، صغيرتي اللطيفة والجميلة والمحبوبة، افعلي كل ما تريدين. حبيبكِ سيحميكِ. تزوجيني فقط. في الحقيقة، جهزت زفافًا سريًا.’ ”>
‘لديّ طريقة للهروب أيضًا. انتظري وسترين، ناميا روابي.’
* * *
كان جايدن والإمبراطورة يتدربان بجد على تفعيل المخطوطات ثم غادرا.
عندما يستخدمان المخطوطة معًا، تظهر صورة أم وابن متناغمين تنفجر مثل الألعاب النارية.
بما أنها داخل المبنى، تختفي فور انفجارها دون دخان، فلا خطر منها.
“لكن، سيدة الوزيرة…”
بعد أن ذهبا، قالت أنستازيا بقلق:
“إن مكان الاحتفال يختلف عن المكتب… ألا يجب أن نجربها في قاعة الاحتفال؟”
كانت أنستازيا، منذ أيامها في قسم إدارة المخطوطات، قد أجرت تجارب لمثل هذه المناسبات كثيرًا.
“التأثير البصري جيد، لكن إذا أخطأنا وأصاب شيء مثل الثريا أو الأضواء حولها، ستحدث مشكلة كبيرة…”
حتى لو اختفت فور انفجارها، فالألعاب النارية تبقى ألعابًا نارية.
بالطبع،
كان هناك خطر. أجبتها بابتسامة لطيفة:
“سألت إذا كان يمكننا التجربة في قاعة الاحتفال، لكنهم رفضوا لأنها تحت التجديد.”
“آه…”
“لكنني حصلت على تصميم متوقع، وصنعت نسختين: واحدة للمكتب وأخرى لقاعة الاحتفال.”
ابتسمت ورفعت سلتين:
أنا من صنعت كل المخطوطات لهذا الحدث.
“المخطوطات متشابهة، لذا يجب ألا نخطئ في اختيارها. جعلت لون السلتين مختلفًا، لكن على أي حال، سأذكركم مرة أخرى قبل الحدث لتكونوا منتبهين.”
كان صباحًا مليئًا بالعمل. اقترب وقت الغداء.
لكن قبل دقيقة من وقت الغداء، أصبح الجو أمام قسم المخطوطات صاخبًا.
“همم، ما هذا؟”
فتح أحد الموظفين عند الباب فتحة صغيرة.
من خلالها، ظهرت مجموعة أخرى من الموظفين.
كانوا بوضوح يبحثون عن فيكتور. بدأوا يتحدثون:
“فيكتور، تعال بسرعة! طلبنا طعامًا خاصًا من مطعمك المفضل وأرسلناه إلى حديقة القصر.”
“هيا، بسرعة! جهزنا حفلة صغيرة للاحتفال بعودتك!”
خدش فيكتور مؤخرة رأسه، ثم نظر إليّ:
“أمم، سيدة الوزيرة… أنا، أمم…”
يبدو أنه تذكر أنه قال إنه سيتناول الغداء معي.
على أي حال، لم أكن أهتم كثيرًا بكلامه من البداية.
ابتسمت قليلًا ولوّحت بيدي:
“اذهب معهم.”
فرك فيكتور وجهه وابتسم بحرج:
“آه، اليوم حقًا ليس يومي. لم أستطع حتى تناول الغداء مع الوزيرة.”
كان يعني أنه سيذهب مع أصدقائه.
فجأة، تذكرت أيام الأكاديمية.
كان ذلك يوم انتهاء الامتحانات النهائية، عندما أخذ لوكا ورقتي الامتحانية لينظر فيها وقال بنزعاج:
[“يا، لمَ لا تبدئين قصة حب بدلًا من هذا؟”]
[“ما هذا الكلام فجأة؟”]
[“الجو بينك وبين سنباي فيكتور غريب. أنتِ تعرفين أنه متفوق جدًا، أليس كذلك؟ ألا تفكرين في بذل مجهود لمواكبته؟”]
[“لا. وما الغريب في الجو؟”]
[“غريب جدًا! فيكتور سنباي معروف بأنه لا يظهر اهتمامًا بأي فتاة. يضع حدودًا واضحة جدًا.”]
[“حسنًا، هذا صحيح.”]
[“استعدي للاعتراف قريبًا.”]
لم أكن غبية، كنت أعرف جيدًا أنني مميزة عند فيكتور.
كان يقترب مني باستمرار ويظهر اهتمامًا واضحًا.
في محادثات عادية، كان يقول أشياء مثل “لو اعترفت لكِ” أو “إذا أصبحنا معًا”.
كان لديه أصدقاء كثر، لكنه لم يفعل ذلك مع أي فتاة أخرى.
[“ما خطتكِ؟ ستقبلين أم سترفضين؟ هاه؟”]
[“تعرف يا لوكا… في الحقيقة، لا داعي للتفكير في هذا.”]
رمشت ببطء وأجبت وقتها:
[“عندما أكون مع السنباي فيكتور، لا أجد وقتًا لأفعل أيًا من الاثنين…”]
كيف أضع حدودًا أو أقبل إذا لم أستطع حتى قول شيء؟
التفكير في الأمر نفسه كان مضيعة للوقت.
وهذا لم يتغير حتى الآن.
رفع فيكتور القلم التالف وتظاهر بالحزن:
“اليوم، شيء مهم تكسر وأنا حزين…”
في تلك اللحظة، قال كيبون، الذي كان ينظر إليه بهدوء:
“إذا كان مهمًا حقًا، لما كنتَ أعرتني إياه. لم أطلب منك ذلك أصلًا.”
“لكنني كنت أحاول مساعدتك…”
“لو كنت مكانك.”
نظر كيبون إليه بعيون باردة وقال:
“ما كنت لأترك شيئًا أهتم به بيد أحد آخر أبدًا.”
“لكنني لم أقصد إعطاءه نهائيًا…”
“لو كنت مكانك..”
تمتمت أنستازيا “التوتر بينهما مذهل” ووضعت يدها على فمها.
كانت تنظر إلى كيبون وفيكتور بالتناوب بعيون مليئة بالفضول وهي تكتم ضحكتها.
—
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات لهذا الفصل " 82"