### الفصل 74
وهكذا أذهلت الإمبراطورة الجميع فور وصولها.
كانت تمتلك موهبة عجيبة في هذا الجانب على الأقل.
“لم أشعر بهذا الشعور منذ زمن. أشعر وكأنّني سأخسر لسبب ما.”
اشتعلت عينا الإمبراطورة بحماس التحدّي.
ركضتُ مسرعة ووقفتُ أمام كيبون لأحجبه:
“أحيّي جلالة الإمبراطورة. هل جئتي بحثًا عن سموّ الأمير جايدن؟”
“ناميا!”
صرخت الإمبراطورة بحماس ورفعتني بين ذراعيها ودارت بيّ:
“بفضلكِ، بفضلكِ! قرّرنا أن نعيش معًا بسلام من الآن! لولاكِ لما عرفتُ ما يفكّر به ابني!”
“أخ، نعم… أخ، هذا رائع حقًا…”
“سنشارك أيضًا في فعاليّة المخطوطة تلك في المأدبة! سمعتِ بذلك، أليس كذلك؟”
“أخ، أخ، نعم…”
“سأذهب إلى المأدبة بعد غياب طويل، لذا سنفصّل ملابسنا معًا! أزياء غريبة، أليس كذلك؟…”
تقصدين أزياء متشابهة على الأرجح…
“ناميا، إذا لم يكن لديكِ ثوب للمأدبة فلنذهب معًا! لم يبقَ سوى أيّام قليلة!”
“نعم؟”
صحيح أنّني لم أشترِ ثوبًا للمأدبة بعد…
لكن بصراحة لم يكن لديّ وقت لشراء الملابس. منذ أن أصبحتُ وزيرة وأنا أعمل ليلًا كلّ يوم.
“لكن قبل ذلك.”
بينما كنتُ أرمش بعينيّ، ابتسمت الإمبراطورة ببرود وأشارت إلى كيبون:
“أريد أن أتقاتل مع هذا الفتى. إنّه مقاتل حقيقيّ، أليس كذلك؟”
فحصت الإمبراطورة كيبون من أعلى إلى أسفل وابتسمت:
“لا، كيف يوجد مثل هذا الموهوب في قسم المخطوطات؟ أعطينيه. سأدرّبه جيّدًا وأجعله حارسًا لجايدن.”
عبس كيبون وكأنّ الفكرة بحدّ ذاتها مرعبة.
“جلالة الإمبراطورة.”
ضحكتُ بحرج.
في النهاية تريد الإمبراطورة مبارزة…
‘لكن كيبون لن يتساهل أبدًا لأنّها من العائلة الإمبراطوريّة.’
ربّما لا تعرف الإمبراطورة، لكن عند المبارزة مع الأعلى مقامًا يجب أن تخسر عمدًا بلباقة.
التنانين أقوياء جدًا فلا يستطيعون ذلك، لكن…
كيبون أجنبيّ وعديم المرونة، لذا لن يتساهل أبدًا.
‘الإمبراطورة ليست من النوع الذي يغضب لذلك، لكن المظهر سيكون سيّئًا.’
كيبون أيضًا كان واضحًا أنّه لا يريد المبارزة أبدًا.
قلتُ بسرعة:
“هذا المتدرّب أضعف ممّا تظنّين. صغير في السنّ لكن جسده مليء بالأمراض.”
“ماذا؟”
“أجبرته على العمل ليلًا لبضعة أيّام فراح ينزف من أنفه… ليس مقاتلًا يستحقّ اهتمام جلالتكِ أبدًا.”
غضبت الإمبراطورة بشدّة:
“ماذا؟ يا له من ثعلب ماكر!”
“نعم؟”
“مستحيل أن ينزف أنفه بسبب بضع ليالٍ من العمل! ربّما لو سهر أسابيع! ناميا، أنتِ مخدوعة!”
كادت الإمبراطورة أن تمسك كيبون من ياقته.
تنهّد كيبون وكأنّ الأمر مزعج.
“يبدو سليمًا فهو خبيث جدًا! يتظاهر بالمرض ويتكاسل بينما يخدم رئيسة لطيفة؟ على أيّ حال لنتقاتل! هاه؟”
نظر كيبون إلى وجهي المحرج للحظة ثمّ تكلّم ببطء:
“أعتذر. لا أريد.”
فتحتُ فمي بدهشة.
كيف يرفضها مباشرة هكذا!
لحسن الحظّ لم تبدُ الإمبراطورة متضايقة. كلاهما عديم الأحترام لذا كان هذا ميزة.
“لا ترفض وفكّر في الأمر! هاه؟ تبدو كمن اعتاد استخدام جسده، ألا تشعر بالحكّة وأنتَ فقط تدحرج القلم هنا؟ هاه؟”
من تعبير الإمبراطورة المليء بالإصرار بدا أنّ الأمر لن ينتهي بسهولة.
ضحكتُ “ههه” وأمسكتُ بذراعها:
“جلالتك، لنذهب بسرعة.”
“ماذا؟”
“لتفصيل الملابس. أنا أيضًا ليس لديّ ثوب للمأدبة.”
صراحة لم أفكّر أبدًا في تفصيل ثوب مع العائلة الإمبراطوريّة.
لكن هذا كان الحلّ الوحيد للخروج من هذا الموقف.
“آه، صحيح. لنذهب!”
ضحكت الإمبراطورة بصوت عالٍ وصرخت:
“لنذهب الآن! جلالة الإمبراطور استدعى خيّاطة مشهورة من أفضل صالات الأزياء!”
كم كنتُ ممتنّة لأنّها تقبّلت ذلك.
* * *
ألغي كلامي عن الامتنان.
“يا، يا، يا. لنتقاتل. هاه؟ ما رأيك؟”
لم تنسَ الإمبراطورة هدفها.
حين حاولتُ التحرّك بسرعة صرخت نحو كيبون:
“السكرتير يجب أن يتبع ناميا أينما ذهبت!”
“نعم؟”
“ناميا ستذهب لتفصيل ثوبها! أليس من الطبيعيّ أن يأتي السكرتير؟”
لا، السكرتير ليس كالخادمة تمامًا!
لكن الإمبراطورة كانت عنيدة. كان لديها خطّة واضحة.
أحضرت كيبون وكلّما سنحت الفرصة طالبت بمبارزة:
“لا أريد.”
وقف كيبون ثابتًا دون تغيير في تعبيره.
كان عنيدًا وقويّ الإرادة حقًا.
‘لا يتوتر أبدًا حتّى في غرفة الإمبراطورة.’
عندما جئتُ أوّل مرّة شعرتُ بالرهبة تلقائيًا.
خاصّة أنّ غرفتها مليئة بالأسلحة المعلّقة.
على أيّ حال، الآن…
أنا، جايدن، الإمبراطورة، وكيبون معًا.
كانت الخيّاطة التي استدعاها الإمبراطور بارعة حقًا:
“هذا اللون مناسب. مع هذا النمط لتوحيد الشكل…”
تحمّلت عدم اهتمام الإمبراطورة ووجدت أفضل الحلول.
كان كلامها ينمّ عن احترافيّة.
أعجبت الإمبراطورة، التي تحبّ المبدعين في مجالاتهم، بها أيضًا:
“واو، نظرة ثاقبة. أحببتها جدًا!”
“شكرًا على الإطراء.”
أكملت الخيّاطة تصميم ملابس المأدبة للإمبراطورة وجايدن بأناقة وبأقلّ عدد من التغييرات.
كان يجب طلبها منذ زمن، لكن حضور الإمبراطورة للمأدبة قُرّر اليوم فلا مفرّ.
نظرتُ إلى الخيّاطة المشغولة وسألتُ بهدوء:
“المأدبة قريبة، هل ستكونين بخير؟”
“نعم.”
ابتسمت الخيّاطة بسعادة:
“سأنجزها مهما كان.”
بالطبع. إنّها ملابس العائلة الإمبراطوريّة، يجب إنجازها بأيّ طريقة.
‘قالوا إنّها مشهورة، يبدو أنّه صحيح.’
إذا استدعاها الإمبراطور فلا عجب.
كتالوجاتها وعيّنات الفساتين كانت فاخرة وجميلة.
في تلك اللحظة:
“ناميا! عليكِ اختيار ثوب أيضًا!”
“نعم؟”
صرخت الإمبراطورة التي كانت تزعج كيبون بـ”لنتقاتل”:
“قلتُ سنختار ثوبكِ أيضًا!”
“آه…”
كان ذلك مجرّد عذر لإبعادها عن كيبون.
لكن صحيح أنّني بلا ثوب. تردّدتُ فابتسمت الخيّاطة:
“لديّ ثوب يناسب الوزيرة، هل تريدين تجربته؟”
“نعم؟”
هذه المرأة تجيد التجارة!
صفقت الإمبراطورة وأومأت:
“جيّد! ناميا، ثقي بذوقها. جرّبيه الآن!”
عقد جايدن ذراعيه وأومأ:
“فكرة جيّدة. أين ستجدين ثوبًا بهذه الجودة؟ استغلّي هيبة العائلة الإمبراطوريّة واختاري واحدًا الآن. أنتِ وحدكِ لن تحجزي موعدًا في هذه الصالة.”
كان محقًا.
نظرتُ إلى الخيّاطة بوجه يقول “أحبّ هذا لكن منصبي يمنعني من إظهار ذلك”.
فهمت الخيّاطة كلّ شيء ودفعتني بلطف:
“تعالي هنا. هيا، سنساعدكِ على ارتدائه.”
اندفع موظّفو الصالة.
كمحترفين، كان تغيير الملابس سريعًا.
كان الثوب مرصّعًا بالخرز، جميلًا ومبهرًا.
“سنضيف هذا أيضًا.”
فتحت الخيّاطة صندوق مجوهرات وهمست:
“يبدو أنّها ستشتريه لكِ.”
في لحظة أُضيف عقد ياقوت أزرق كبير وأقراط.
“سنرتب شعركِ ببساطة.”
لمست يد ماهرة شعري، ضفرته بلطف وأضافت زينة لامعة.
حدث كلّ ذلك في غمضة عين.
“يا إلهي.”
همست الخيّاطة وهي تتنهّد:
“حقًا… حقًا جميلة. لم أكن أعلم أنّكِ بهذا الجمال.”
أومأ موظّفو الصالة. تهامسوا بهدوء:
“صراحة، قد تكونين الأكثر تألّقًا في مأدبة القدّيس كايرو.”
“ح، حقًا؟”
شعرتُ بالحرج وأخيرًا استدرتُ نحو المرآة.
فتحتُ فمي من الصدمة:
‘يا إلهي.’
بالفعل يجب ترك الأمور للمحترفين.
كان هذا نتيجة جلوسي دون كلام.
‘هل هذه أنا؟ مذهل…’
من رأسي إلى أخمص قدميّ كنتُ ألمع.
لكن ألوان الثوب والمجوهرات كانت أنيقة فلم تطغَ على حضوري.
بينما كنتُ أنظر إلى المرآة بإعجاب:
“ناميا! انتهيتِ؟ هاه؟ اخرجي بسرعة!”
صرخت الإمبراطورة.
—
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات لهذا الفصل " 74"