“إذا كنتِ قلقة بشأن ذلك، يمكننا وضع الفاتورة على حسابكِ، ايتها الوزيرة.”
“…لا، لا بأس.”
فشلتُ في السخرية منه كما لو كان أجنبيًا. في مثل هذه المحادثات، دائمًا ما يفوز الذي لا يفهم.
على أيّ حال، وصلنا إلى المطعم بهدوء وطلبنا الطعام.
‘همم…’
لم ألاحظ ذلك عندما تناولنا الطعام على عجل في البداية، لكن آداب كيبون في تناول الطعام كانت مثاليّة.
“كيبون.”
لذا لم أستطع كبح فضولي وبادرتُ بالحديث:
“أين تعلّمت آداب تناول الطعام في الإمبراطوريّة؟ إنّها رائعة حقًا.”
بدا كيبون مرتبكًا قليلًا.
في مثل هذه اللحظات، كان من امتيازات كوني رئيسته ألّا أضطرّ للانبطاح وأقول “آسفة إذا أزعجتك”.
بما أنّه بدا متردّدًا في الإجابة، حوّلتُ الموضوع إليّ بسلاسة:
“أنا من الإمبراطوريّة ومع ذلك تعلّمتها في الأكاديميّة. إنّها معقّدة نوعًا ما، لكن يبدو أنّ مملكة إيموت لديها آداب طعام مشابهة.”
أجابني كيبون ببطء:
“تعلّمتها مباشرة من والدي.”
تفاجأتُ قليلًا وابتلعتُ طعامي بسرعة.
تذكّرتُ ما كان مكتوبًا في ملفّ كيبون: “العلاقات العائليّة: لا يوجد”.
‘كان لديه أب لكنه توفّي على ما يبدو!’
هل أثرتُ موضوعًا لا يجب أن أتحدّث عنه؟
لكن تغيير الموضوع الآن سيبدو وكأنّني أبالغ في الانتباه له.
ابتسمتُ بتصنّع وقالت:
“آه، يبدو أنّه كان شخصًا رائعًا.”
“نعم.”
ثمّ، وبشكل غير متوقّع، تابع كيبون ببطء:
“زوجة أبي شخصيّة جيّدة أيضًا، وأخي الصغير الجديد لطيف.”
يا إلهي.
هل هذا تاريخ عائليّ حساس جدًا بحيث لا يفترض بي سماعه؟
بينما كنتُ أحرّك عينيّ، استمرّ كيبون في الحديث:
“ربّما لو لم أكن موجودًا… لكان كلّ شيء مثاليًا.”
“…ماذا؟”
تفاجأتُ حقًا لدرجة أنّني كدتُ أسقط الشوكة.
“تزوّج والدي امرأة لم يحبّها بالإكراه وأنجبني.”
تابع كيبون بلا مبالاة:
“من أجل مراعاتي، تحمّل الثلاثة الآخرون الكثير من المتاعب. إنّهم أشخاص جيّدون بالتأكيد، لكن لهذا السبب، أشعر أحيانًا أنّ وجودي كعائق في طريق عائلة مثاليّة.”
شعور أن تكون غريبًا في عائلة؟ كنتُ أعرفه جيّدًا.
لكنّني كنتُ أكره عائلة البارون روابي بارتياح، لأنّهم فعلوا ما يستحقّ الكراهية.
لكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فسيكون محيّرًا.
‘حقًا، لم يستطع البوح بهذا لأحد، وكان يعاني منه بمفرده.’
لكن هل مات الثلاثة جميعًا؟ لهذا كان مكتوبًا “العلاقات العائليّة: لا يوجد”؟
وضع كيبون المزيد من الطعام في طبقي وقال:
“كلي المزيد. لديكِ كلّ هذه القسائم، فلماذا لا تستخدمينها دائمًا؟”
نظر إلى معصمي النحيف تحت الأكمام الواسعة وقال بنبرة غير راضية:
“لا أعرف من أعطاكِ هذه الهدايا، لكن من المؤكّد أنّه أعطاها لكِ لتأكلي كثيرًا.”
“آه…”
عندها تذكّرتُ كياروس الذي أعطاني هذه القسائم.
كان كياروس موجودًا في تلك اللحظة من قبل، لكنّه لم يتدخّل حتّى النهاية.
‘حسنًا، ربّما كان من الصعب عليه التدخّل.’
الإمبراطور، الإمبراطورة، جايدن.
لم يكن هناك مكان له بينهم.
‘على الرغم من اختلاف المنزلة كثيرًا، لكن بطريقة ما، قصّته تشبه قصّة كيبون.’
موقف حيث يحلّ جايدن والإمبراطور والإمبراطورة سوء التفاهم.
كما انسحبتُ بهدوء من تلك اللحظة، ربّما خرج كياروس بهدوء أيضًا؟
صورته الأخيرة وهو يقف بعيدًا وحده بقيت عالقة في ذهني بشكل غريب.
‘ربّما كان كياروس يعمل بجدّ في شؤون الإمبراطوريّة لأنّه كان بحاجة إلى تأكيد وجوده بطريقة ما.’
التعليقات لهذا الفصل " 68"