### الفصل 68
عندها، أجابني كيبون بوجه جادّ جدًا:
“إذا كنتِ قلقة بشأن ذلك، يمكننا وضع الفاتورة على حسابكِ، ايتها الوزيرة.”
“…لا، لا بأس.”
فشلتُ في السخرية منه كما لو كان أجنبيًا. في مثل هذه المحادثات، دائمًا ما يفوز الذي لا يفهم.
على أيّ حال، وصلنا إلى المطعم بهدوء وطلبنا الطعام.
‘همم…’
لم ألاحظ ذلك عندما تناولنا الطعام على عجل في البداية، لكن آداب كيبون في تناول الطعام كانت مثاليّة.
“كيبون.”
لذا لم أستطع كبح فضولي وبادرتُ بالحديث:
“أين تعلّمت آداب تناول الطعام في الإمبراطوريّة؟ إنّها رائعة حقًا.”
بدا كيبون مرتبكًا قليلًا.
في مثل هذه اللحظات، كان من امتيازات كوني رئيسته ألّا أضطرّ للانبطاح وأقول “آسفة إذا أزعجتك”.
بما أنّه بدا متردّدًا في الإجابة، حوّلتُ الموضوع إليّ بسلاسة:
“أنا من الإمبراطوريّة ومع ذلك تعلّمتها في الأكاديميّة. إنّها معقّدة نوعًا ما، لكن يبدو أنّ مملكة إيموت لديها آداب طعام مشابهة.”
أجابني كيبون ببطء:
“تعلّمتها مباشرة من والدي.”
تفاجأتُ قليلًا وابتلعتُ طعامي بسرعة.
تذكّرتُ ما كان مكتوبًا في ملفّ كيبون: “العلاقات العائليّة: لا يوجد”.
‘كان لديه أب لكنه توفّي على ما يبدو!’
هل أثرتُ موضوعًا لا يجب أن أتحدّث عنه؟
لكن تغيير الموضوع الآن سيبدو وكأنّني أبالغ في الانتباه له.
ابتسمتُ بتصنّع وقالت:
“آه، يبدو أنّه كان شخصًا رائعًا.”
“نعم.”
ثمّ، وبشكل غير متوقّع، تابع كيبون ببطء:
“زوجة أبي شخصيّة جيّدة أيضًا، وأخي الصغير الجديد لطيف.”
يا إلهي.
هل هذا تاريخ عائليّ حساس جدًا بحيث لا يفترض بي سماعه؟
بينما كنتُ أحرّك عينيّ، استمرّ كيبون في الحديث:
“ربّما لو لم أكن موجودًا… لكان كلّ شيء مثاليًا.”
“…ماذا؟”
تفاجأتُ حقًا لدرجة أنّني كدتُ أسقط الشوكة.
“تزوّج والدي امرأة لم يحبّها بالإكراه وأنجبني.”
تابع كيبون بلا مبالاة:
“من أجل مراعاتي، تحمّل الثلاثة الآخرون الكثير من المتاعب. إنّهم أشخاص جيّدون بالتأكيد، لكن لهذا السبب، أشعر أحيانًا أنّ وجودي كعائق في طريق عائلة مثاليّة.”
شعور أن تكون غريبًا في عائلة؟ كنتُ أعرفه جيّدًا.
لكنّني كنتُ أكره عائلة البارون روابي بارتياح، لأنّهم فعلوا ما يستحقّ الكراهية.
لكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فسيكون محيّرًا.
‘حقًا، لم يستطع البوح بهذا لأحد، وكان يعاني منه بمفرده.’
لكن هل مات الثلاثة جميعًا؟ لهذا كان مكتوبًا “العلاقات العائليّة: لا يوجد”؟
وضع كيبون المزيد من الطعام في طبقي وقال:
“كلي المزيد. لديكِ كلّ هذه القسائم، فلماذا لا تستخدمينها دائمًا؟”
نظر إلى معصمي النحيف تحت الأكمام الواسعة وقال بنبرة غير راضية:
“لا أعرف من أعطاكِ هذه الهدايا، لكن من المؤكّد أنّه أعطاها لكِ لتأكلي كثيرًا.”
“آه…”
عندها تذكّرتُ كياروس الذي أعطاني هذه القسائم.
كان كياروس موجودًا في تلك اللحظة من قبل، لكنّه لم يتدخّل حتّى النهاية.
‘حسنًا، ربّما كان من الصعب عليه التدخّل.’
الإمبراطور، الإمبراطورة، جايدن.
لم يكن هناك مكان له بينهم.
‘على الرغم من اختلاف المنزلة كثيرًا، لكن بطريقة ما، قصّته تشبه قصّة كيبون.’
موقف حيث يحلّ جايدن والإمبراطور والإمبراطورة سوء التفاهم.
كما انسحبتُ بهدوء من تلك اللحظة، ربّما خرج كياروس بهدوء أيضًا؟
صورته الأخيرة وهو يقف بعيدًا وحده بقيت عالقة في ذهني بشكل غريب.
‘ربّما كان كياروس يعمل بجدّ في شؤون الإمبراطوريّة لأنّه كان بحاجة إلى تأكيد وجوده بطريقة ما.’
في الوقت نفسه، كان هناك شيء يزعجني.
كلمات قلتها بنفسي وأنا أواسي جايدن:
[جلالة الإمبراطور وجلالتها الإمبراطورة يحبّان بعضهما حقًا، وأنتَ، سموّ الأمير، كنز لهما.]
آه، كان يجب ألّا أقول ذلك.
كياروس سمعه أيضًا.
بالطبع، قلتُه من أجل طفل صغير، لكن الكبار ليسوا محصّنين ضدّ الأذى.
فقدتُ شهيّتي عندما فكّرتُ في ذلك.
“الوزيرة.”
نظر إليّ كيبون بعبوس وأنا أمسك الشوكة دون أن آكل.
“الوزيرة؟”
“آه…”
“لماذا لا تأكلين؟”
“أمم، هذا…”
“هل الطعام هنا لا يعجبكِ؟”
“لا، لا. ليس هذا.”
أجبرتُ نفسي على أكل قطعة من الطعام الذي أعطاني إيّاه كيبون.
ثمّ ابتسمتُ بتصنّع وقالت:
“أستمرّ في التفكير في سموّ وليّ العهد…”
“كح كح!”
فجأة، بدأ كيبون، الذي كان مثاليًا في آداب الطعام، يسعل بشدّة.
“اشرب ماءً.”
مددتُ له الماء بهدوء.
سعل كيبون لفترة ثمّ هدأ. ثمّ سأل بنبرة مرتبكة قليلًا:
“لماذا وليّ العهد…”
“آه، مجرّد شيء.”
بالطبع، لم أكن أنوي إخبار كيبون بما حدث قبل قليل.
عندما تلعثمتُ في الردّ، رمش كيبون ببطء وقال:
“الإشاعة أنّكِ ركلتِ سموّ وليّ العهد بقوّة منتشرة في القصر.”
“لم أركله بتلك القوّة.”
“إذن، ركلتهِ برفق ومع ذلك تفكّرين فيه؟”
“فقط… كنتُ أفكّر أنّه سيكون جيّدًا لو لم يكن سموّ وليّ العهد وحيدًا الآن، وأن يكون في مزاج جيّد، هذا كلّ شيء.”
نظر إليّ كيبون بهدوء.
لحسن الحظّ، لم يسأل المزيد، فانتهى الموضوع.
لكن عندما انتهينا من الطعام، قال كيبون بابتسامة خفيفة كأنّها ملاحظة عابرة:
“مزاج سموّ وليّ العهد سيكون جيّدًا نوعًا ما، على الأرجح.”
يا للعجب. لا يكلّف شيئًا، لكنّه قال “جيّد نوعًا ما” فقط.
رددتُ بتذمّر:
“بما أنّه حديث خلفي على أيّ حال، يمكنكَ أن تقول إنّه جيّد تمامًا.”
كعادته في طاعتي، صحّح كلامه فورًا:
“بما أنّه حديث خلفي على أيّ حال، مزاج سموّ وليّ العهد جيّد تمامًا.”
“…”
يفعل ما أقوله، لكن كانت هناك حدود للغة الإمبراطوريّة.
وقف كيبون إلى جانبي ونحن نسير نحو القصر، وسأل:
“ما رأيكِ في إخباره مباشرة؟”
“إخبار من بماذا؟”
“سموّ وليّ العهد، بأفكاركِ.”
“كيف أجرؤ على إخبار سموّ وليّ العهد بأفكاري العابرة؟”
رددتُ بلا مبالاة:
“أنا مجرّد شخص عاديّ.”
“…”
“ما تلك النظرات السلبيّة؟”
“حسنًا، باستثناء أنّ عينيكِ تدوران أحيانًا وتُذهلان الناس… قد تكونين عاديّة في الأوقات العاديّة…”
“عيناي تدوران؟ طاقتي منخفضة جدًا، لا أثور أو أهيج أبدًا.”
“أن تدور عينيكِ دون هيجان أمر أكثر رعبًا. على أيّ حال.”
قال كيبون بهدوء:
“إذا أخبرتِ سموّ وليّ العهد بهذه الأفكار، أعتقد أنّه سيكون سعيدًا جدًا، أكثر ممّا تتوقّعين.”
هززتُ كتفيّ بعدم اقتناع وبلا اهتمام.
لم نكن قريبين بما يكفي لمشاركة مثل هذه الأفكار البسيطة. قولها دون سبب يبدو كتملّق.
عندما لاحظ كيبون أنّني لا أستمع باهتمام، تابع:
“ربّما سموّ وليّ العهد… قد لا يرى ذلك المنصب جيّدًا حقًا.”
“لماذا لا يكون ذلك المنصب الرائع جيّدًا؟”
“لأنّ المسؤوليّة ثقيلة جدًا، لكنّه قد يعتقد أنّ لا أحد يحتاجه حقًا.”
“عمّا تتحدّث؟ لديه القدرة التي تتناسب مع تلك المسؤوليّة الضخمة، وشعب الإمبراطوريّة بأكمله يحتاج سموّ وليّ العهد، فما…”
“لا، أعني أنّ المسؤوليّة كبيرة جدًا، لكن ليس لديه مكان يرتاح فيه قلبه، لذا قد يرغب أحيانًا في الهروب…”
توقّفتُ فجأة عن المشي بينما كنتُ أتحدّث بلا مبالاة.
“ماذا؟”
شعرتُ وكأنّ عينيّ دارتا فجأة.
“الهروب؟”
في القصّة الأصليّة، موت كياروس وحده أشعل القارّة بأكملها، والآن الهروب؟ هرررروب؟
بدأ كيبون يتراجع ببطء بوجه متفاجئ. حدّقتُ فيه وهمستُ بصوت مظلم:
“لا تقل مثل هذا الهراء.”
استمرّ كيبون في التراجع حتّى اصطدم بشجرة كبيرة. تقدّمتُ نحوه بخطوات واسعة وكأنّه وليّ العهد نفسه، بوجه جادّ.
لم أسمع حتّى همهمته “أنتِ، قريبة جدًا…”.
ضربتُ الشجرة خلفه بقوّة وقلتُ بنفس متقطّع:
“إلى أين سيهرب؟”
—
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات لهذا الفصل " 68"