كان برج السحر منعزلاً لدرجة أنه لم يكن هناك أي علم للعامة بالحياة الخاصة لسيد برج السحر.

 

“توفيت زوجتي أثناء ولادتها، لذا فهي عائلتي الوحيدة. لقد مر وقت طويل منذ اختفائها.”

 

بدا سيد البرج السحري وكأنه في الستينيات من عمره للوهلة الأولى. لذا فإن ابنته ستكون في منتصف العمر الآن.

 

أجبته بيأس، 

 

“لقد رحل والدي منذ 15 عامًا…”

 

“ماذا؟”

 

اتسعت عينا سيد البرج السحري من المفاجأة.

 

“ماذا! ترك طفلة مثلكِ خلفة؟ والدك ليس لديه أي حس حقًا!”

 

لقد نقر بلسانه أثناء حديثه.

 

“بالطبع، ابنتي ليس لديها أي إحساس أيضًا.”

 

“حقًا؟”

 

“ولدت ابنتي ونشأت في البرج السحري. كانت تتلقى رعاية واهتمامًا مستمرين، ولكن ذات يوم غادرت المكان فجأة دون أي استعداد وخرجت إلى العالم القاسي. لا شك أنها تعرضت لحادث كبير.”

 

بالنسبة لي كشخص عاش في هذا العالم القاسي لمدة 23 عامًا، كانت هذه قصة غير ملهمة على الإطلاق.

 

ومع ذلك، قلت بحذر، 

 

“حقا؟ هل من الممكن أن تكون الطفلة في منتصف العمر قد اختطفت وأخذت إلى مكان سيء …؟”

 

لقد ذكر سيد برج السحر أنها تلقت رعاية واهتمامًا مستمرين.

 

لماذا ابنة سيد برج السحر الشرعية، التي نشأت بالحب، خرجت فجأة ووقعت في المتاعب؟

 

لو كنت مكانها، كنت سأبقى في البرج السحري وأعيش كالأميرة، ولا أذهب إلى أي مكان أبدًا.

 

“حسنًا، لست متأكدًا.”

 

تنهد سيد البرج السحري بعمق واستمر، 

 

“في إحدى الليالي، طعنتني بالسكين….”

 

هممم؟ عمل غير أخلاقي؟

 

“أخذت بعض الدم و….”

 

أذى جسدي؟

 

“لقد أفرغت محفظتي و….”

 

سرقة؟

 

“وبعد ذلك هربت من المنزل.”

 

هربت؟

 

“كان هذا آخر ما رأيته من ابنتي عندما كانت في العشرين من عمرها.”

 

رباه.

 

حتى الشخص الذي تلقى الرعاية والاهتمام المستمر قد ينتهي به الأمر هكذا.

 

‘لا، بالمقارنة معها، يبدو والدي وكأنه حمل وديع. ‘ «تقصد ان افعال ابنة سيد البرج السحري مقارنة بأفعال والدها بتركها كل هذه السنوات تعد لا شئ» 

 

لقد رسمت خطًا واضحًا عند كلمات سيد برج السحر.

 

أطلق سيد البرج السحري تنهيدة وتأوهًا قبل أن يضيف، 

 

“على أية حال، حقيقة أنني لا أستطيع العثور عليها حتى الآن تجعلني أعتقد أنها ربما تورطت في منظمة خطيرة. لا أعرف متى أو كيف قد يطلبون فدية، وليس لدي أي فكرة عن نوع المتاعب التي قد تكون فيها.”

 

كان هناك شيء واحد مؤكد.

 

لم يكن من الممكن إنكار أن تربية سيد البرج السحري قد فشلت تمامًا.

 

“ربما كانت ابنتي تفتقر إلى الكثير من الأشياء، لكنني بذلت قصارى جهدي، أليس كذلك؟ لقد أحببتها واهتممت بها.”

 

تمتم سيد برج السحر، وكتفيه متدليتان.

 

“ولكن لماذا… لماذا حدث هذا؟ اعتقدت أن كل شيء على ما يرام حتى لو كانت تفتقر إلى بعض الاشياء.”

 

كان وجه سيد البرج السحري المضطرب يتداخل مع وجه والدي المضطرب.

 

[كنت جيدًا مع والدتك. لقد أكدت لها أن كل شيء سيكون على ما يرام… ولكن لماذا تركتنا؟]

 

لقد عرفت الجواب.

 

[هذا لأن أمي لم تحب أبي.]

 

لقد جرح ردي والدي بشدة، وكان بإمكاني رؤية ذلك على وجهه.

 

لكن حتى أنا عندما كنت صغيرة شعرت بالأذى عندما قلت ذلك.

 

لأن… من بين الأشخاص الذين لم تحبهم أمي، كنت من ضمنهم أيضًا.

 

‘لو كانت أمي تحبني… لما تركتني بعد تراكم كل هذه الديون.’

 

الابنة التي دمرت حياة أبيها بسبب عدم حب أمها لها.

 

تلك كنت انا.

 

بطريقة ما… شعرت وكأنني لا أستحق أن أكون سعيدة.

 

لكن على الأقل، إذا تمكنت من إعادة حياة والدي، فسأشعر بالفخر بحياتي.

 

وبينما كنت صامتة، تمتم سيد برج السحر.

 

“المشكلة هي… كلما حاولت العثور عليها، كلما شعرت بالسوء حيال الأمر. يبدو أنها تسببت في مشكلة كبيرة حقًا. أحتاج إلى إصلاحها بطريقة أو بأخرى بسرعة…”

 

وفي النهاية، كان الأمر لا يزال يتعلق بعدم القدرة على القيام بعمل جيد بسبب مشاكل عائلية. 

 

وهذه الحقيقة لم تتغير. 

 

لقد أهمل سيد برج السحر قسم إدارة المخطوطات طوال هذا الوقت، ولهذا السبب تحولت الأمور إلى هذا الحد.

 

‘على أية حال، لقد جعلني وزيرة. وبفضله، تمكنت من التخلي عن عملية سندريلا.’

 

قررت أن أسامح سيد برج السحر بكل لطف. 

 

ولكن لأكون صادقة، لم يكن هناك الكثير مما أستطيع فعله.

 

“نعم، عيوبي سوف تعود في وقت لاحق على شكل كرمة، هذا أمر مؤكد…”

 

أطلق سيد البرج السحري تأوهًا من الألم، ثم استقام ونظر إلي مرة أخرى.

 

“على أية حال، يا وزيرة، أريد أن أتحدث عنكِ.”

 

لم يتم إجراء حفل التعيين بعد ولكن يبدو أن سيد البرج السحري قرر أن يناديني بـ “الوزيرة” من الآن فصاعدًا.

 

“ذكرت جلالتها أنكِ قمت بإنشاء مخطوطة خاصة وجديدة للغاية، أليس كذلك؟”

 

“أه نعم.”

 

حككت أذني ورددت.

 

“إنها مخطوطة قمت بتطويرها عندما كنت صغيرة لأن والدي أراد رؤية النجوم … والمبدأ هو مثل هذا.”

 

التقطت مخطوطة ورقية كانت تتدحرج على مكتب الوزير السابق.

 

ثم بدأت الكتابة بسرعة. كانت هذه مخطوطة صنعتها بنفسي، لذا لم تكن الصيغة موجودة في أي كتب. وبينما كنت أشرح المبادئ وطريقة العمل، تصلب وجه سيد البرج السحري.

 

“أوه… قالت جلالتها إنها رأت هذا الشيء للمرة الأولى، لذا اعتقدت أنه مجرد مخطوطة غامضة وفريدة من نوعها. لكنها في الحقيقة إبداع شخصي بحت؟”

 

“أه نعم.”

 

“أنتِ يا وزيرة، هل قمتِ بهذا حقًا؟ بمفردكِ؟ دون الرجوع إلى أي كتب؟ في سن الثامنة فقط؟ وبدون وجود أي سحرة آخرين حولك؟”

 

“نعم.”

 

أومأ سيد برج السحر ببطء ثم تمتم، 

 

“لنفترض أنني وافقت على أنكِ صنعتِ 160 مخطوطة في ليلة واحدة.”

 

“إنها 166 مخطوطة.”

 

“حسنًا، هذا ممكن. في بعض الأحيان، يأتي عباقرة مثل هؤلاء مرة كل عشر سنوات. لنفترض أنكِ تستطيعين تفعيل 170 مخطوطة في وقت واحد.”

 

“إنها 172 مخطوطة.”

 

“حسنًا، هذا ممكن. في بعض الأحيان، يأتي عباقرة مثل هؤلاء مرة كل عشرين عامًا.”

 

كان سيد برج السحر ينظر إلى مخطوطتي وعض شفته السفلية.

 

“لكن هذا… هو حقًا… شيء غير عادي حقًا.”

 

“أه نعم.”

 

“…هل يسأل الناس عادة ما هو الشيء المميز فيه؟”

 

عندما أومأت برأسي، عبس سيد البرج السحري.

 

“إنشاء مخطوطة جديدة… الغرباء يجهلون السحر، لكن هذا شيء لا يستطيع فعله إلا البالغون. عادةً، يجب على المرء أن يقضي أكثر من خمس سنوات في البرج لصقل السحر الخالص!”

 

“أه نعم.”

 

“لكنكِ قلتِ إنكِ فعلتِ ذلك في سن الثامنة! لم تذهبي أبدًا إلى برج السحر! أنتِ لا تكذبي بشأنه، أليس كذلك؟ إنه أمر غريب حتى عندما أراه!”

 

هززت كتفي كما لو أنني لم أكن مهتمة.

 

“هذه الخصوصية هي التي جعلتني وزيرة. “

 

“ماذا؟”

 

“وزيرة التمرير ناميا روابي تعتقد أن هذا يكفي.”

 

عندما أشرت إلى نفسي بالوزيرة، تنهد سيد برج السحر.

 

ثم حافظ على عبوسه وسأل، 

 

“كم عمركِ؟”

 

“عمري 23 سنة.”

 

“أخبريني المزيد عن والديك.”

 

وبعد لحظة من التردد، بدأت بالحديث عن والدي مرة أخرى.

 

اليوم، لسبب ما، كان هناك الكثير من الناس يسألون عن والدي. 

 

وسألت الإمبراطورة نفس الشيء في وقت سابق… 

 

عندما انتهيت من الحديث، نظر إليّ سيد البرج السحري باهتمام.

 

“ولدتِ في منطقة أربين في الجنوب، وعمرك 23 عامًا… ولا تعرفي شيئًا عن والدتكِ؟ حتى اسمها؟”

 

“لا، قال والدي إن والدتي استخدمت اسمًا مستعارًا….”

 

“هل سمعتِ شيئا عن مظهر والدتكِ؟”

 

“أوه، لقد قيل لي ذات مرة أن أمي وأبي وأنا لدينا جميعًا عيون زرقاء.” 

 

لكن العيون الزرقاء هي الأكثر شيوعا في الإمبراطورية.

 

لذا لم تكن سمة مميزة. 

 

“قال أبي إنها جميلة جدًا، لكن الأمر الساحر هو أنها لم تكن تعلم أنها جميلة جدًا.”

 

لقد بدا أبي خجولًا جدًا عندما قال ذلك. 

 

عندما كنت أراقبه، قطعت عهدًا منذ سن مبكرة: ألا أقع فريسة لمظاهر الإعجاب أبدًا. 

 

لو أنني حكمت فقط على المظاهر، فمن الممكن أن أصبح مثل أبي.

 

‘لهذا السبب تمكنت من الحفاظ على حواسي حتى عندما تقدم كياروس للزواج!’

 

بصراحة وجهه وحده كفيل بإرضاء أي شخص.. 

 

ومع ذلك، من الناحية العقلانية، كنت قادرة على التماسك والرفض.

 

“همم.”

 

نظر إليّ سيد البرج السحري بصمت مع عبوس.

 

كأنه يدقق في كل تفاصيل وجهي.

 

 

المترجمة:«Яєяє✨»