—
### الفصل 141
توقّع كياروس كان صائبًا.
‘كما هو متوقّع، ذلك العجوز لديه شخصيّة فاسدة تمامًا.’
فكّر بذلك وهو يتهرّب بسرعة بجسده.
‘لا يمكن أن يترك شخصًا يعترف بحبّه لابنة ابنته دون عقاب.’
ربّما كان الغرض هو مجرّد إغماء مؤقّت.
حتّى هذا كان يُعدّ لفافةً مذهلةً. فاللفافات عادةً لم تكن تؤدّي وظائف كبيرة.
لكن عندما فعّلتها ناميا التي ازدادت قوّتها السحريّة، ضربت صاعقةٌ السماءَ الجافّة فورًا.
‘على أيّ حال، هذا جيّد.’
مع ضربة الصاعقة، بدأ الممرّ الأرضي المغلق بإحكام ينهار.
الانهيار يعني أنّ طريقًا جديدًا قد ظهر.
سقط حجرٌ ضخمٌ بين ناميا وكياروس، فبدأ الاثنان يهويان إلى مكانين مختلفين تمامًا.
‘لا بأس. ناميا ستتحرّك إلى الخارج فورًا.’
تحرّك كياروس بنشاط بين شقوق الصخور الساقطة.
ظهرت مساحةٌ تربط بين الأعلى والأسفل على طول مسار الصاعقة.
‘سيدريك روابي يجب أن يكون في الأسفل، لذا سأنقذه أوّلًا ثم…’
كان قد وعد بأنّه سيجد والدها الحقيقي مهما كلّف الأمر. كان ذلك أوّل وعدٍ قطعه لناميا.
تحرّك بسرعة إلى الأسفل وهو يفكّر.
‘يجب أن أترك انطباعًا جيّدًا.’
بحسب كلام ناميا، كان سيدريك رجلًا لطيفًا وودودًا جدًا.
كان أبًا يعطي تعليماتٍ دافئةً مثل “تزوّجي من تحبّينه”.
من الواضح أنّه لم يكن مثل سيّد البرج السحري الذي يثير الفوضى قائلًا: “لن أترك أيّ رجلٍ يقترب من ابنة ابنتي!”
لذا بدا أنّ إثارة إعجاب سيدريك لن يكون صعبًا. خصوصًا إذا أنقذه بنفسه…
توسّعت خيالاته.
“ناميا، لقد أنقذني سموّ الأمير الإمبراطوري. لقد فعل ذلك ليحافظ على وعده لكِ.”
“آه، نعم.”
“أتمنّى أن تتزوّجي شخصًا موثوقًا كهذا يا ابنتي. وهل تعلمين كم كان سموّه مهذّبًا ومحترمًا معي؟ لا داعي للقلق من مرتبته العالية. إنّه حقًا رجلٌ يملك كلّ شيء.”
“آه، نعم.”
ناميا كانت لا تزال بحاجة إلى وقت.
لكن إذا حصلت على دعم سيدريك، قد يتقلّص ذلك الوقت.
‘آه، ربّما يجب أن…’
في الظلام حيث تناثرت أضواءٌ خافتةٌ هنا وهناك، بدأ شعره الأشقر يتحوّل إلى أسود.
إذا تعرّف عليه أحدٌ من جماعة التعديل، ستصبح الأمور مزعجةً.
كان مظهر كياروس لافتًا للنظر إلى هذا الحدّ. وكان الشعر الأشقر والعينان الحمراوان رمزًا معروفًا للعائلة الإمبراطوريّة.
في تلك اللحظة.
“أوف… ها هو الطريق.”
ظهر شخصٌ من بين الصخور المغلقة في الأسفل وهو يزيلها.
اختبأ كياروس أوّلًا وراقب صاحب الصوت.
‘من هذا؟ هل خرج من السجن الأرضي؟’
كان رجلًا ذا بشرةٍ برونزيّة وعضلاتٍ قويّة.
يبدو أنّه كائنٌ تجريبيّ، كان عاري الصدر وملابسه السفليّة لم تكن من خامةٍ جيّدة.
عندما دفع الرجل صخرةً أخرى، ظهرت ندوبٌ كثيرةٌ على ظهره.
‘همم.’
كان الرجل ذا شعرٍ فضيّ وعينين زرقاوين. لكن…
‘قالت ناميا إنّ والدها كان طويلًا ونحيفًا بلا عضلات، وبشرته بيضاء جدًا… حتّى لو عمل كثيرًا تحت الشمس لم تتغيّر.’
كانت ناميا قد وصفت سيدريك روابي بهذا الشكل بوضوح.
[يبدو أنّ والدي لم يكن من النوع الذي يكتسب عضلاتٍ بسهولة. أعتقد أنّني ورثت ذلك منه. أنا أيضًا لستُ من هواة الرياضة.]
لذا كان من الطبيعي أن يشعر بالشكّ.
بينما كان كياروس يتردّد للحظة، تحطّمت الصخرة التي كان يقف عليها محدثةً صوتًا متدحرجًا.
“آه يا إلهي…”
بسبب ذلك، بدا أنّ الرجل العضلي لاحظه.
كان على وجه الرجل ندبةٌ كبيرةٌ جعلت مظهره يبدو شرسًا نوعًا ما.
“ههه، ماذا أفعل الآن…”
نظر الرجل إلى كياروس مباشرةً ثمّ شمّ أنفه.
وقف كياروس أمامه ببطء وعيناه مليئتان بالشكّ. في تلك اللحظة.
“آسف جدًااااا!”
هوى الرجل بقبضته نحو كياروس.
“آسف لأنّني كسرتُ العقد بالبقاء هنا، لكنّني سأخرج الآننننننن!”
تهرّب كياروس بحركةٍ غريزيّة. لكن سرعان ما اقتربت قبضةٌ ثقيلةٌ أخرى مهدّدةً.
‘يا للّهول.’
لم يكن هناك خيارٌ آخر. ركل كياروس بسرعةٍ وجه الكائن التجريبي.
“آهخخخ! آسف! لا يمكنني الاستسلاممم!”
كان يُفترض أن يتألّم بعد أن ارتطم بالصخرة، لكنّ الرجل هجم عليه مجدّدًا كالثور. اضطرّ كياروس لضرب بطنه بقبضته مباشرةً.
‘…سأجعله يُغمى عليه بسرعة وأنزل.’
لم يكن لديه وقتٌ ليضيّعه مع هذا الرجل الغريب. كان عليه أن يسلك الطريق ليجد سيدريك روابي بسرعة.
بما أنّه قد ضرب مرّةً، كان من الأفضل للجميع أن ينهي الأمر بسرعة.
‘قوّته هائلة… لكنّه بلا مهارة.’
حتّى في فترة الظلام هذا، لم يكن هناك من يضاهي كياروس.
“آه!”
سيطر كياروس على الرجل بهدوءٍ وبوجهٍ خالٍ من التعبير.
وعندما كان على وشك ضرب نقطةٍ حيويّة ليُفقده الوعي.
“لا! نامياااا!”
تجمّد وجه كياروس.
“ناميااااا… ابنتي، يجب أن أرى ابنتي…”
لقد ضرب الشخص الذي كان يفترض أن يترك انطباعًا جيّدًا عنده كما لو كان كلبًا.
‘لكنّه هاجمني أوّلًا فلم يكن هناك خيار…’
بينما حاول كياروس تبرير الأمر بسرعة، أدرك أنّه يبدو الآن كحارسٍ من جماعة التعديل بشعرٍ أسود وعينين سوداوين.
“نامياااااا…”
أُغمي على الرجل تمامًا.
اقترب كياروس منه بحذر.
رجلٌ في منتصف العمر، بشعرٍ فضيّ وعينين زرقاوين. وآخر تمتمةٍ قالها: “ابنتي ناميا”.
‘آه.’
مهما فكّر، كان هذا الرجل هو سيدريك روابي.
وضع يده على جبهته وفكّر.
‘يبدو أنّني أفسدتُ الأمر.’
—
“آآآآخ…”
عندما ضربت صاعقةٌ بيني وبين كياروس، وبدأ الفضاء بيننا ينهار مجدّدًا.
“آه… أنا، أنا، أنا، خائفةةةة…”
حاولتُ بسرعة استخدام لفافة النقل من الذعر.
لكنّني تردّدتُ للحظة عندما تذكّرتُ كيبون (الكلب).
كنتُ أسمع نباحًا مستمرًا من بعيد، بل وقد بدأ يقترب تدريجيًا.
‘إنّه يتبع رائحتي ويركض نحوي! لأنّني ناديته بكيبون من قبل!’
يا إلهي.
كان يشبه كيبون (الإنسان) حقًا، يجدني مهما ناديته مرّةً واحدةً…
لم أستطع استخدام لفافة النقل بمفردي وأنا أفكّر في كيبون (الكلب) القادم إلى هذا الظلام.
‘حسنًا، يمكنني استخدامها في أيّ وقت.’
عندما فتحتُ عينيّ بشجاعةٍ والتصقتُ بالجدار.
“هم؟”
لم يكن ذلك طريقًا إلى السجن الأرضي، بل ممرًا جانبيًا صغيرًا جدًا.
يبدو أنّ ذلك الممرّ الجانبي متّصلٌ بمكانٍ مختلفٍ عن الممرّ الذي نزلتُ منه أصلًا.
“ما هذا؟”
على أيّ حال، بدا الانتقال إلى هناك أكثر أمانًا من هذا المكان الذي ينهار بعنفٍ وصخب.
تدحرجتُ بجسدي لأهبط داخل الممرّ الجانبي، وبدأتُ أتقدّم بحذرٍ خطوةً خطوة.
‘كيبون، تابعني بنفسك. يبدو أنّ هذا المكان أكثر أمانًا.’
كان الطريق واسعًا بما يكفي ليدخله كيبون (الكلب) بسهولة.
هل هذا ممرّ سريّ؟ كان هناك ضوءٌ يتسرّب من بعيد.
على عكس الطريق الأصلي المهدّم، كان هذا الممرّ مستويًا وممتدًا وسهل الحركة فيه.
‘ربّما يكون ممرّ هروبٍ للحالات الطارئة.’
إن كان كذلك، فهذه بالتأكيد حالةٌ طارئة الآن.
بينما كنتُ أسير بحذرٍ في الظلام متتبعةً الطريق.
سمعتُ من نهاية الممرّ أصواتَ حديثٍ خافتة.
‘همم. ربّما جماعة التعديل؟’
خفّفتُ من صوت خطواتي ببطء. لا أعرف إلى أين يؤدّي هذا الطريق، لكنّني كنتُ أملك لفافة نقلٍ جاهزةً ولفافة اختفاءٍ أخيرة.
عندما توقّفتُ بحذرٍ لمراقبة الوضع أكثر.
“آه، حقًا…”
الآن وقد اقتربتُ بما فيه الكفاية، سمعتُ صوت رجلٍ في منتصف العمر غريب.
“لنفكّر بعقلانيّة.”
ثمّ بكلماته التالية، كتمتُ فمي وأوقفتُ أنفاسي.
“هم؟ آران.”
آران.
كان اسم أمّي.
أمّي كانت هناك.
—
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات لهذا الفصل " 141"