## الفصل 105

بعد ذلك بثلاثة أيام.  

كنت أدخل وأخرج من غرفة التصنيع مع كيبون في أي وقت، ليلاً أو نهارًا، بدون توقف. استخدمت كمية كبيرة من ورق اللفائف وحاولت أن أجري تجارب مختلفة.

“هيا بنا، كيبون.”

في الحقيقة، لم يكن لدى كيبون شيء يفعله هناك، لكنه أصر ألا اتحرك بمفردي.  

على أي حال، بينما كنت أجري التجارب، كان رؤساء فرق قسم اللفائف يمرون أحيانًا أيضًا.

“واه، هل هذا المكان برج السحر؟”

كان فيكتور يأتي أحيانًا إلى غرفة التصنيع للعمل ويرمي تعليقات مازحة.

“هل سيتغير قسم اللفائف لهذا الشكل في المستقبل؟ يبدو أنكم تركزون كثيرًا على الأبحاث.”

كان فيكتور يتصرف كأن شيئًا لم يحدث في حفل القديس كايرو.  

كان هذا الموقف المريح والبسيط جيدًا بالنسبة لي. لكنه لم يعد يقول تعليقات غريبة تتجاوز الحدود. وأنا أيضًا تصرفت بطبيعية كأن ذلك الحدث لم يكن موجودًا.

“أحاول أن أصنع لفيفة دفاع باستخدام دم التنين. ربما تكون أقوى هكذا، أليس كذلك؟ المرة الماضية كدت أموت وأنا أصنع 166 لفيفة دفعة واحدة…”  

“إذًا، هل التجارب تسير على ما يرام؟”  

“لا. في الحقيقة، أفشل باستمرار.”  

أجبت وأنا أبتسم قليلاً.  

أنستازيا كانت تأتي أحيانًا أيضًا وتجلب لي كوبًا من القهوة، ثم تنظر حولها بخفة وترحل. كنت أشرب قهوتها كثيرًا عندما أذهب إلى المكتب، فكان هذا أمرًا عاديًا.

“هل، هل هذا، يعني ان هذا دم التنين؟ هل، هل حقًا أعطاكِ إياه سمو الأمير لأنكِ طلبتِه؟”

في غرفة التصنيع، كان هناك كوب زجاجي مليء بالدم مخلوط بمحلول حفظ.  

كنت أستخدم هذا الدم لصنع اللفائف، ثم أشرب رشفة من القهوة وأومئ برأسي.

“نعم. يبدو أن الأمر جدي، أليس كذلك؟ أن يعطيني دمه حتى… أفكر أن أفتح قلبي له قليلاً.”  

“حسنًا، لا أعرف.”

تمتمت أنستازيا بصوت جاد.

“الدم… ليس شيئًا… حسنًا، ليس مكلفًا حتى…”

على أي حال، قضيت ثلاثة أيام هكذا.  

بالطبع، مهما حاولت استخدام دم التنين، لم تنجح اللفائف أبدًا. لكنني تظاهرت أنني أعمل بجد.  

بعد أن مرت الثلاثة أيام كاملة.

“كيبون.”

في ذلك اليوم بعد الظهر، خرجت من غرفة التصنيع وقلت بتصميم.

“قل لسمو الأمير الإمبراطوري أن يلتقيني الليلة.”

لقد حان الوقت.

* * *

دم التنين.  

طُعم لا يمكن لجماعة التعديل أن تقاومه بسهولة.  

وضعت كمية كبيرة من هذا الطُعم في كوب زجاجي، واستخدمته بكثرة بحجة التجارب. كلما دخلت وخرجت، كان الدم يقل بشكل ملحوظ.

‘من يراقب هذا ربما شعر بالأسف مع كل يوم يمر.’

حتى التجارب كانت تفشل دائمًا.  

جربت صنع لفائف مختلفة بدم التنين بدلاً من الحبر، لكن لا شيء نجح.

‘كم كانوا يريدونه بشدة.’

بالطبع، لم يكن ذلك دم كياروس الحقيقي.  

كان دمًا عاديًا للتبرع محفوظًا في قسم الرعاية الطبية. لقد طلبت هذا من لوكا.

[لوكا، أحتاج شيئًا منك كموظف في قسم الرعاية الطبية.]  

[ليس هذا موقفًا رسميًا الآن، يمكنني أن أتكلم براحة، صحيح؟ سأقولها بسرعة. أنتِ لستِ رئيستي ولا يمكنكِ أن تأمريني…]  

[هذا أمر من سمو الأمير الإمبراطوري. مرسوم سري. لا تذكر هذا حتى لمديرك.]  

[تفضلي، قولي بسرعة.]

قال لوكا هذا وهو ينحني على الفور.

[يا إلهي، اختيار منافس جيد جعلني أحصل فجأة على علاقة تصلني بسمو الأمير الإمبراطوري…]

طلبت من لوكا شيئين.  

أن يحضر لي الدم، والشيء الآخر…

[هل هناك طريقة لأعرف فورًا إذا تناولت كمية صغيرة من دواء يسبب مرضًا خفيفًا؟]  

[لا يوجد.]  

[لكن يجب أن تكون هناك طريقة.]  

[لا يوجد طريقة. حقًا، إلا إذا جئتِ إليّ فور شرب الدواء.]  

[حقًا؟ إذًا خذ إجازة وابقَ في انتظاري.]  

[لماذا تتحكمين بإجازتي…]  

[هذا أمر من سمو الأمير الإمبراطوري.]  

[سأطيع الأوامر. أي نوع إجازة أطلب؟ هل يمكنني أن أجعلها إجازة خاصة؟]  

[هل تريد أن تعلن للجميع أن لديك مهمة سرية؟ قل إنك ستذهب إلى عيد ميلاد والديك في الريف وخذ إجازة عادية. بعد انتهاء الأمر، سأحولها إلى إجازة خاصة.]

لو كنت أنا الجاسوس من جماعة التعديل وأردت دم التنين بشدة، ماذا كنت سأفعل؟  

بالتأكيد كنت سأستبدله. سواء كان ذلك الدم أو دمًا بشريًا عاديًا، اللفائف لن تعمل على أي حال، فلن ألاحظ الفرق.  

لكنني كنت أدخل وأخرج ليلاً ونهارًا، فسيكون من الصعب عليهم إيجاد فرصة.

 إذًا، كان عليهم أن يفكروا في طريقة لإيقافي.

‘السم لن ينفع. إذا فعلوا شيئًا كبيرًا كذلك، ستضيق شبكة التحقيق. لو كنت مكانهم، كنت سأختار مرضًا خفيفًا يمكن تجاوزه، فقط لأوقف نفسي لليلة واحدة. مثل الإسهال أو الزكام.’

والطريقة كانت بسيطة.

‘أنا أشرب قهوة أنستازيا كل يوم كعادة.’

أنستازيا كانت دائمًا تعطيني القهوة.  

لكن هذا لا يعني أنني متأكدة أنها الجانية.  

كان لدي كوب خاص بي، وكنت أغسله دائمًا وأتركه في غرفة الاستراحة. إذا أراد أحدهم أن يعطيني دواء، كان يمكنه أن يضع طبقة رقيقة من دواء هلامي داخل الكوب.

‘لذلك كنت أشرب رشفة واحدة فقط.’

كنت أختار اللحظات التي يكون فيها أنستازيا أو فيكتور موجودين، أشرب رشفة من القهوة، ثم أتخلص من الباقي في الحوض بخفة.  

وبعد ذلك، كنت أترك الكوب الفارغ في المكتب وأقول “شكرًا، لقد استمتعت بالقهوة يا أنستازيا.”  

ثم أطلب من لوكا فورًا أن يتحقق إذا كنت تناولت دواء أم لا.

[أنتِ بخير تمامًا. لكن وزنك زاد قليلاً.]

بما أنني أبقى في القصر، الطعام الثلاث وجبات يوميًا كان لذيذًا جدًا…  

عندما قال لوكا هذا، رد عليه كيبون الذي كان خلفي.

[هذا أكثر خبر سار سمعتُه للتو.]

كان كيبون ضد هذه الخطة بشدة، لكنني أجبرته باستخدام سلطتي.  

لكنه كان يتألم في كل مرة أشرب فيها رشفة من القهوة، كأنني أتناول سمًا أمام عينيه.  

لكن اليوم، أخيرًا.

“أوه، هناك كمية صغيرة… لقد تناولتِ دواء يسبب الدوخة. ويبدو أن هناك مخدرًا خفيفًا مخلوطًا معه. ليس ضارًا بالجسم. ليس مخدرًا قويًا أيضًا.”

قال لوكا هذا بجدية.  

كان واضحًا أنهم أرادوا أن يجعلوني أشعر بالدوخة وأنام بعمق الليلة. من حسن الحظ أنهم لم يستخدموا شيئًا خطيرًا على الجسم.

“يمكنني أن أزيل الدواء بسرعة، لكن مكون المخدر لن يخرج من جسمك تمامًا. قد تشعرين بالنعاس قليلاً.”  

“هل سأفقد وعيي؟”  

“لا، الكمية قليلة جدًا، لن تصلي إلى هذا الحد. سيكون مثل أن تبقي مستيقظة ليلة كاملة. ربما تتثاءبين كثيرًا.”  

“إذًا لا بأس.”

لقد اعتدت على السهر لليالٍ عديدة، فهذا ليس مشكلة. التعب شيء عادي بالنسبة لي.  

على أي حال، الجاسوس كان متأكدًا أنني لن أذهب إلى غرفة التصنيع الليلة.

 إذًا، حان وقت تحركه.  

كنت متأكدة أنه سيتصرف بعد الساعة السادسة مساءً، عندما يغادر جميع موظفي قسم اللفائف. والآن، كان عليّ أن أتحرك مع كياروس.

* * *

التقيت كياروس داخل مكتب قسم اللفائف.  

كان علينا أن نمر بمكتب قسم اللفائف للوصول إلى غرفة التصنيع.

“لن نضطر أن نختبئ قريبين جدًا من بعض، صحيح؟ من الأفضل أن نبقى على مسافة.”

قال كياروس هذا بجدية، وأومأت برأسي.

“نعم.”

مكتب قسم اللفائف كان واسعًا والأنوار مطفأة. لم يكن هناك داعٍ لنكون قريبين جدًا.  

وعلى أي حال، كان هناك الكثير من الغربان ينتظرون خارج المكتب. لم يكن علينا أن نفعل كل شيء بأنفسنا من البداية إلى النهاية.  

لكنني أردت أن أجعل كياروس يرى بنفسه، وأنا أيضًا…

‘أريد أن أرى بعيني. من هو الجاسوس.’

عندما فكرت أن الأمر سينتهي اليوم بطريقة أو بأخرى، شعرت بالهدوء داخلي. 

لكن بسبب المخدر، كنت أتثاءب باستمرار. كان هذا شيئًا منفصلاً عن بقائي متيقظة.  

بينما كنت غارقة في أفكاري، سمعت صوتًا.

“ناميا.”

كان همسًا منخفضًا. صوت كياروس الذي كان يراقب بهدوء من الظلام خارج المكتب.

المترجمة:«Яєяє✨»