### الفصل 100

ما هذا، ما الذي يحدث؟  

لم يحدث هذا من قبل قط، ما هذا؟  

كنتُ مرتبكة جدًا.  

في نفس الوقت، قفز كيبون من الفراش بعد أن ركل الغطاء.

“هل أنتِ بخير؟”

حتّى وهو مريض، كانت حركته رشيقة بشكل مذهل. أمسك كتفيّ بسرعة وسأل.

“ما هي أعراضكِ؟ هل حدث هذا من قبل؟”  

“آه، لا…”

مسحتُ فمي بسرعة بالمنشفة التي كنتُ أحملها.

“منذ بضعة أيّام، كنتُ أشعر بغثيان قليل، لكن…”  

“ها… كان يجب أن نذهب إلى المستشفى حينها.”

لكن من يذهب إلى المستشفى بسبب عسر هضم بسيط؟… كنتُ أعتقد أنّه بسبب التّوتّر قبل احتفال القدّيس كايرو. لكن الغثيان الذي استمرّ هدأ فجأة.

 باستثناء تقيّؤ الدّم، شعرتُ بتحسّن كبير. ولأوّل مرّة منذ أيّام، شعرتُ بالجوع.

“اصعدي علي ظهري أوّلاً.”

قال كيبون وهو يُعطيني ظهره.

“ماذا؟ إلى أين نذهب؟”  

“لرؤية طبيب.”  

“ماذا؟ أيّ طبيب في هذا الوقت من الليل؟”

كانت السّاعة الثّالثة فجرًا. لم يكن هناك مستشفى مفتوح. لكنّه رفعني على ظهره على الفور. ارتفع جسدي بسرعة. هذه المرّة، انهار السّرير الذي كان يرقد عليه كيبون للتوّ بصوت “بوم”.

“مهلاً، إلى أين؟”  

“إذا ذهبنا إلى القصر، سيكون هناك طبيب القصر…”  

“لا!”

هل هو بكامل قواه العقليّة؟ لماذا سيُعاينني طبيب القصر؟ إنّهم يعتنون بالعائلة المالكة فقط عادةً.

“وهذا… مشبوه بعض الشّيء.”

كان كيبون يركض خارجًا بالفعل. شعرتُ بحرارته، لكنّه كان يركض دون تردّد. همستُ في أذنه.

“توقّف لحظة، كيبون. لستُ أرفض الذّهاب إلى المستشفى. لكن هذه أعراض لم أختبرها من قبل…”  

في تلك اللحظة، سقطت شجرة بجانبنا. عضّ كيبون أسنانه وتمتم “هذا الوغد المنحرف الأحمق، حتّى في هذا الوقت…”.

“في الحقيقة، قد تكون هناك قوى تستهدفني. لا تعرف هذا، لكن بطريقة ما، تورّطتُ في شؤون العائلة المالكة…”

كنتُ قد أنهيتُ حساباتي بهدوء.

‘كنتُ أظنّ أنّ جماعة التّعديل ستستهدفني في احتفال القدّيس كايرو. لذا خطّطتُ لتوخّي الحذر من الغد. لكن إذا كانوا قد خطّطوا لي من قبل ذلك بمرتين؟’

إذا كان الأمر كذلك، فإنّ نشر أعراضي في كلّ مكان سيعني كشف أوراقي للعدوّ. أمرتُ كيبون، الذي توقّف للحظة.

“اذهب إلى لوكا. أعرف عنوان السّكن الخاصّ به.”

كنتُ قد سألتُ عن السّكن سابقًا وحفظتُ العنوان.

“إنّه الطّبيب الوحيد الذي أثق به.”

لوكا كلاس. في القصّة الأصليّة، أنقذ جميع رفاق جايدن، وهو طبيب ماهر. قال جايدن عنه “أفضل من طبيب القصر”. لذا يمكنني الوثوق بمهارته.

“لكن طبيب القصر…”  

“هذا أمر. لا تعترض، فقط افعل ما أقول.”

قلتُ بحزم لكيبون، الذي كان يردّد “القصر” دون فهم.

“لديّ أعداء. إذا أعلنتُ في القصر بصخب أنّني مريضة وأصبحتُ في خطر أكبر، هل ستتحمّل المسؤوليّة؟ توقّف عن الكلام وتحرّك.”  

“إذن هناك شرط.”

غيّر كيبون موقفه إلى الطّاعة فور سماع كلمة “أمر” وقال.

“غدًا صباحًا، يجب أن نلتقي بطبيب القصر فورًا. سأخبر وليّ العهد كياروس.” 

“أنتَ؟”  

“نعم. في المرّة الأخيرة، عندما التقيتُ وليّ العهد بسبب قضيّة هوارد أولتن، أعطاني إذنًا للاتّصال به مباشرة في أيّ وقت ومكان.”

آه، ابن عائلة أولتن التّاجر الذي نُفي إلى الأقاليم بسبب التّحرّش بموظّف… قال كيبون إنّه شهد لكياروس…

“آه، أيّ طبيب قصر… إذا اتّصلنا به لمثل هذا الأمر، قد يوبّخني لأنّني أزعجتُ تنّينًا.”

تمتمتُ بامتعاض، لكن لم يأتِ ردّ.

“وأيضًا، ليس ‘عندما التقيتُ وليّ العهد’، بل ‘عندما رأيتُ سيّدي وليّ العهد’…”

في هذه الأثناء، بدأ كيبون يركض بي على ظهره نحو سكن لوكا.

* * *

“همم.”

استقبلنا لوكا بملابس النّوم. في البداية، نظر إلينا، أنا وكياروس، بنعاس. لكن عندما قلتُ “منافسك يموت!”، بدأ يفحصني بجديّة. لم يكن قد بدأ المنافسة بعد، لكنّه لم يرد أن يفقدني أوّلاً. بعد فحوصات طويلة، مال برأسه وتمتم.

“…غريب…”

شعر كياروس بقلبه ينهار. هل هذا شعور اهتزاز العالم؟ بدأ يلوم نفسه. عندما قالت إنّها تشعر باضطراب في معدتها، كان يجب أن يأخذها إلى طبيب القصر بأيّ طريقة. أو على الأقل إلى مستشفى… شعر بألم يحرق قلبه.

“ها… غريب حقًا…”

ظلّ لوكا يميل برأسه. تنفّس كياروس بقوّة. عندما تقيّأتْ ناميا الدّم، شعر أنّ العالم يدور فعلاً. حتّى لو كان مرضًا عضالًا، سيُنقذها. بأيّ طريقة، مهما كلّف الأمر…

“آه، ما الغريب؟”

سألتْ ناميا ببرود، غير منفعلة حتّى في هذه اللحظة. تحرّكتْ شفتا لوكا كمن يشعر بالضيق وقال.

“كلّ شيء طبيعيّ جدًا.”  

استرخى كياروس من التّوتر وتمايل في مكانه. صرختْ ناميا.

“ماذا! كلّ شيء طبيعيّ، فلماذا غريب؟”  

“لأنّه طبيعيّ، هذا الغريب. تقيّأتِ دمًا وكلّ شيء طبيعيّ؟ لم أسمع بمرض كهذا من قبل.”

واصل لوكا وهو ينقر بلسانه.

“حتّى أنّكِ قلتِ إنّ معدتكِ كانت مضطربة منذ أيّام؟ ثمّ تقيّأتِ دمًا وتحسّنتِ؟ لم أسمع أو أرى أعراضًا كهذه من قبل، ناميا.”

“حقًا؟”  

“نعم. على أيّ حال، كلّ شيء طبيعيّ الآن، لا دواء لأصفه ولا جراحة لأجريها.”

أكّد لوكا وهو يشبك ذراعيه.

“لكن من باب الحذر، سأبحث أكثر. دعيني آخذ المزيد من الدّم واذهبي.”  

“حسنًا.”

أومأتْ ناميا برأسها بهدوء. كان كياروس ينظر إليها وهي تُعطي دمًا بهدوء. لم يكن ليثق بكلام موظّف في قسم الصّحّة ويترك الأمر. كان مصمّمًا على أخذها إلى طبيب القصر بأيّ طريقة.

“رأيتُ الكثير من الدّم اليوم.”

تمتم لوكا وهو يأخذ الدّم.

“ماذا؟ أيّ دم؟”  

“آه… الكاهن الأعلى تقيّأ دمًا فجأة أيضًا. تلقّيتُ اتّصالًا عاجلاً لفحصه، لكنّه قال إنّه بخير، إنّها حالة مزمنة، ورفض الفحص بشدّة.” 

“الكاهن… الأعلى؟”  

“نعم.”

واصل لوكا وهو يتثاءب.

“حسنًا، رأيته يأكل طعام الاحتفال جيّدًا، فشعرتُ بالحرج وعدتُ.”  

عبس كياروس قليلاً. لقد قال إنّ معدته ليست بخير من قبل.

“…أرى.”

أجابتْ ناميا ببطء. عيناها، التي كانت تلمع بعد تقيّؤ الدّم، أظلمتْ. بعد تفكير قصير، غيّرتْ الموضوع.

“لوكا، هل يمكنك فحص كيبون أيضًا؟ كان يعاني من الحمّى. خفّتْ بعد خافض الحرارة، لكنّها ليست طبيعيّة بعد.”  

“ماذا؟ لماذا أنا؟”

هزّ لوكا كتفيه.

“من الواضح أنّه ليس خطيرًا، وسيتعافى بسرعة لأنّه بصحّة جيّدة.”  

“وماذا لو مرض؟”  

“اذهب إلى المستشفى. ليس عاجلاً. لا تطلبي من شخص متميّز مثلي فحص مريض تافه كهذا.”

كان يعلم أنّ حلم كلّ موظّفي قسم الصّحّة هو فحص أحد أفراد العائلة المالكة مرّة واحدة… على أيّ حال، لم يكن كيبون ينوي أن يفحصه لوكا. لذا أمسك ذراع ناميا، التي بدأت تفتح عينيها بغضب.

“أريد العودة أيضًا. أنا حقًا بخير.”  

“لا، لكن…”  

“قال سيّدي وليّ العهد إنّه يمكنني الاتّصال به في أيّ وقت، لذا يجب أن أطلب طبيب القصر الآن.”  

“آه، حقًا؟”

لمعَتْ عينا ناميا فجأة. تراجع كياروس. قبل قليل، كانت غير مبالية قائلة “أيّ طبيب قصر”.

‘لماذا غيّرتْ رأيها فجأة؟’

ابتسمتْ ناميا بإشراق. شعر بالقلق فجأة. تعبيرها هذا كان دائمًا غير متوقّع.

“إذن عندما تتّصل به الآن، أوصل رسالتي.”  

“همم… ما…”  

“لديّ طلب سرّيّ، هل يمكنني استخدام اسم وليّ العهد؟… ربّما سيقول إنّه لا بأس دون تفكير، لكن على أيّ حال، أحضر لي موافقته.”

كياروس، الذي أصبح “الحبيب التنّين” بعد أن قال “لا بأس” دون تفكير سابقًا، تمتم دون وعي.

“ماذا، ما الذي تنوين بيعه وكيف وكم…”

—

المترجمة:«Яєяє✨»