الفصل التاسع: الثنائي الذهبي.. أيام الجامعة الوردية
استقبلت الجامعة الوطنية “الثنائي الذهبي” بكل حفاوة. في كلية إدارة الأعمال، لم يكن هناك حديث يعلو فوق حديث “لي هانا” و”كيم بارام”. كانا يمثلان الصورة المثالية للذكاء والجمال والنجاح. هانا بشعرها الطويل الذي ينسدل الآن على ظهرها كما تمنت ها نا دائماً، وبارام بجاذبيته الهادئة وثقته التي زادت مع دخوله هذا العالم الواسع.
كانت أيام الجامعة وردية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. كانا يجلسان في ركنهما الخاص في المكتبة الكبرى، محاطين بالكتب والمخططات الاقتصادية، لكن أيديهما كانت متشابكة تحت الطاولة.
”انظري يا هانا، لقد حصلنا على أعلى درجتين في اختبار الاقتصاد الكلي مجدداً،” قال بارام وهو يبتسم ابتسامة واثقة بينما يشرب قهوته.
ردت هانا وهي تغمزه بمرح: “لكني سبقتك بنصف درجة هذه المرة، اعترف بالهزيمة يا كيم بارام.”
ضحك بارام بخفة، ولم تكن تلك الضحكة المكتومة كما في السابق، بل كانت ضحكة رجل يشعر بالأمان التام. “نصف درجة؟ سأعوضها في البحث القادم، لا تفرطي في الاحتفال.”
لم تقتصر حياتهما على الدراسة فقط، بل كانت ممرات الجامعة تشهد على نزهاتهما تحت أشجار الكرز في الربيع، ومناقشاتهما العميقة حول خططهما لافتتاح شركتهما الخاصة في المستقبل. كان الجميع يحسدهما، ليس فقط على تفوقهما، بل على الطريقة التي ينظر بها بارام إلى هانا؛ نظرة كانت تقول بوضوح أنها محور كونه.
في أحد المساءات، وبينما كانا يسيران في ساحة الجامعة المضاءة، توقف بارام فجأة وسحب هانا من يدها برفق.
“هانا، هل فكرتِ يوماً في شكل حياتنا بعد عشر سنوات؟” سأل وهو ينظر إلى النجوم.
استندت هانا برأسها على كتفه وقالت: “أرى شركة كبيرة، ومنزلاً دافئاً، وأرى أننا ما زلنا نتنافس على من سيعد القهوة الأفضل في الصباح.”
التفت إليها بارام، ولمست يده وجهها برقة، والوحمة تحت عينه بدت هادئة جداً في هذا الضوء. “أعدكِ أنني سأفعل كل ما بوسعي لأحمي هذا الحلم. أنتِ أفضل شيء حدث لي، ولا أريد لشيء في هذا العالم أن يغير ما نحن عليه الآن.”
كانت تلك الأيام هي الأجمل؛ مليئة بالضحك، والخطط الكبيرة، والوعود . كانت هانا تشعر أنها تملك العالم بأسره، وأن حبهما درع يحميهما من أي مكروه.
لكن، وفي خضم هذا النور، كانت هناك ظلال بدأت تزحف في الخفاء. مكالمات هاتفية متأخرة لبارام، ونظرات قلق كان يحاول إخفاءها بسرعة خلف ابتساماته كلما نظرت إليه هانا. لم تكن تعلم هانا أن فصل “الورد” أوشك على الانتهاء، وأن “نذر العاصفة” بدأت تدق أبواب عائلة كيم.
التعليقات لهذا الفصل " 9"