مرت الأسابيع الأخيرة من الثانوية كطيفٍ سريع، لكنها كانت مختلفة تماماً عما سبق. لم يعد التنافس بين هانا وبارام حرباً باردة، بل أصبح “لعبةً” خاصة بين حبيبين. كانا يتبادلان الأوراق التي تحتوي على ملاحظات علمية معقدة، وفي أطرافها عبارات صغيرة لا يفهمها غيرهما.
في يوم التخرج، كانت ساحة المدرسة تعج بالطلاب والآباء والزهور. وقفت هانا بزي التخرج الأنيق، وهي تنظر إلى المبنى الذي شهد كل انكساراتها وانتصاراتها. شعرت بيد دافئة تمسك يدها من الخلف بعيداً عن أعين المارة.
”هل أنتِ مستعدة لترك المركز الأول في هذه المدرسة والبحث عنه في مكان أكبر؟” قال بارام وهو يقف بجانبها، بدا وسيماً للغاية في رداء التخرج، والوحمة تحت عينه كانت تبدو اليوم كعلامة ملكية تميزه.
صعد بارام و ها نا إلى المنصة بصفتهما الطلاب الأوائل لإلقاء كلمة الوداع. كانت كلمات با رام مقتضبة كعادته، لكنه ختمها بجملة جعلت قلب هانا يقفز: “النجاح ليس في الوصول إلى القمة وحيداً، بل في العثور على الشخص الذي يجعل الرحلة إلى القمة تستحق العناء.”
بعد انتهاء الحفل، وبينما كان الطلاب يرمون قبعاتهم في الهواء، هرب بارام وهانا إلى ركنهما المفضل خلف المبنى، المكان الذي سقط فيه مشبك شعر ها نا يوماً ما.
”هانا،” ناداها بارام وهو يخرج شيئاً من جيبه. لم يكن مشبكاً هذه المرة، بل كان سواراً بسيطاً من الفضة. “هذا عهد مني. الجامعة ستكون صعبة، وحياتنا ستتغير، لكن هذا السوار سيذكركِ دائماً بأن كيم بارام هو ملكُ لـ ‘لي هانا’ فقط.”
ألبسها السوار ببطء، وشعرت هانا برغبة في البكاء من شدة التأثر. “وأنا أعدك يا بارام، أنني لن أتخلى عن هذا السوار، ولا عن صاحبه، مهما حدث.”
التقطا صورة أخيرة أمام بوابة المدرسة، هانا بشعرها الذي بدأ يطول كما وعدته، وبارام بابتسامته النادرة التي لا تظهر إلا لها. كانا يظنان أن أصعب ما سيواجهانه هو اختبارات الجامعة،.
وداعاً للثانوية، وداعاً للممرات التي شهدت ضياعهما في الغابة واعترافهما تحت المطر. الآن، بدأت رحلة “الثنائي الذهبي” في الحرم الجامعي الواسع، حيث الأحلام وردية.. والواقع ما زال خلف الستار.
التعليقات لهذا الفصل " 8"