منذ سنوات، كان هناك من عمل بجد على تنفيذ هذه العملية.
انحنى جاسوس بايل مون برأسه منخفضًا. كان ذلك يعني أن لا جديد لديهم حتى الآن.
رغبتها في الصراخ من الضيق كانت تزداد، لكنها كبحت نفسها بسبب وجود ابنها أمامها.
“والمارق من برج السحرة؟ لا زال تحت المراقبة؟”
“رئيس النقابة وسّع نطاق الملاحقة ليشمل الخارج. حاليًا حتى ‘المنظفون’ قد جُنّدوا للعثور على أي أثر.”
“وهل وجدتم شيئًا؟ هذا ما أسأله!”
“فيما يخص المارق من برج السحرة، لدينا سجل دخوله وخروجه من كاسفل، وتم الكشف عن أثر للطاقة المظلمة في موقع حفر القناة، مما يشير إلى أنه كان في كاسفل حتى قبل عامين. كما عُثر على عدد من شواهد القبور الخاصة بأهالي مقاطعة راندوس، مسقط رأسه، في التلال القريبة من كاسفل…”
لحسن الحظ، المارق من برج السحرة كان قد خلّف وراءه آثارًا.
“فترة وجوده في كاسفل تتقاطع مع زيارة لورد هيزيت الصغير وسمو الأمير الثالث…”.
ما علاقة هيزيت الآن؟!
“هل تقول إن هيزيت كان في كاسفل؟”
“نعم. لقد أبرم عقد توزيع مع شركة إسمايل هناك. ويُقال إن اللورد الصغير وحاشيته يزورون الشركة بشكل دوري.”
شعورٌ مريب مرق في رأسها كبرقٍ خاطف.
“لا يكون المارق من برج السحرة قد انضم إلى هيزيت؟”
لكن احتمالية حدوث ذلك ضئيلة. فماذا عساه يعرف عن الوضع في العاصمة من منطقة هيزيت البعيدة شمالًا؟
تفكير مبالغ فيه. مبالغ فيه…
“ولكن، الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، يا جلالتك. ما يجب أن تنتبهوا له، وإن بدا غريبًا، فهو…”
“هل هناك ما هو أغرب من تنين؟”
“تنتشر حاليًا في كاسفل وميناء براهين وبعض مدن الساحل الشرقي قصص بطولية عن هيزيت وسمو الأمير الثالث…”
“سمعت أن الاثنين ذهبا إلى البحر بشكل مفاجئ، لكن قصص بطولية؟”
القصص التي تلت كانت أبعد ما تكون عن المنطق، أكثر حتى من ظهور تنين في جبل خلف مقاطعة هيزيت.
قاما بالقضاء على قراصنة الساحل؟ استعادا الكنوز التي ابتلعها البحر وأعاداها إلى أصحابها؟
إلى من؟!
“لحظة، كاسفل و… أين قلت؟”
“براهِن، يا جلالتك.”
“براهِن؟ أليست عاصمة دوقية ريتشنبارتن؟”
“نعم، لقد زار لورد هيزيت الصغير وسمو الأمير الثالث دوقية ريتشنبارتن.”
وأخيرًا، تجعّد جبين الإمبراطورة الجميل بلا رحمة.
عند هذه المرحلة، اعتبار كل شيء مبالغة سيكون هو المبالغة بعينها.
“إذاً، الأمر جدي. هيزيت وسمو الأمير الثالث يخططان للدخول إلى العاصمة. إنهما يُعدّان قاعدة لانطلاقهما.”
وكأنها لم تكتفِ بمشقة التصدي للنبلاء المنضمين إلى الأمير الثاني!
سابقًا، حين كان لورد هيزيت ورفاقه يأتون لاستلام رواتبهم وهم يبدون كالفلاحين البلهاء، تهاونت معهم… وكان ذلك خطأها الفادح.
لو كانوا من نبلاء العاصمة، لكانت قد قضت على أسرهم بحيلة ما منذ زمن.
كما فعلت مع عائلة الكونت كاديز.
لكن لسوء الحظ، هيزيت كان في أقصى الشمال، ما جعل ذلك مستحيلًا.
ولأنهم خارج نطاق نفوذها المباشر، لم يتبقَ أمامها سوى اللجوء إلى الاغتيال أو التجسس. لكنها جرّبت وفشلت…
والمصيبة الأكبر… تلك التنينة!
طالما بقي ذاك الكائن الأسطوري رابضًا في جبال كولدن، لا يمكنها أن تؤذي أراضي هيزيت مباشرة.
كان تومبيل وبلاتين يتبادلان كلمات الودّ وهما يعبران أكثر شوارع ديلفور ازدحامًا.
“لم أتوقع أن تُضاعف راتبي! وحتى منحة إضافية فوق ذلك!”
“لدي قدرة إقناع لا بأس بها. أليس هذا ما يُفترض بأستاذ مثلي؟ هممم.”
وفي طريق عودتهما محمّلين بالمكافآت الإمبراطورية التي ملأت خمس عربات، بدت لهما الدنيا بأبهى حلّة.
“بما أن جيوبنا امتلأت، فلنسافر إلى كاسفل عبر وكالة النقل الآني. …لكن، إلى أين نذهب الآن يا سير تومبيل؟”
“لا زالت لدي مهمة متبقية.”
“مهمة؟” سأل بلاتين باستغراب.
وكانت وجهتهما إلى أشهر…
“وكالة عقارات؟!”
أجل، وكالة عقارات.
ابتسم تومبيل ببساطة.
“نعم، أريد شراء قطعة أرض.”
“أرض؟… أي أرض؟!”
كان بلاتين يومئ برأسه تلقائيًا، لكنه فجأة شهق.
“هل تتحدث عن شراء أرض في العاصمة وكأنك تشتري عشاء؟!”
“لقد تفاجأتُ في البداية أيضًا.”
وكان من أمر بتلك المهمة، بطبيعة الحال، هي الفتاة الحكيمة الصغيرة.
“أريد استثمارًا بسيطًا. أولًا، نحتاج لشراء منزل. الأرض هنا غالية، لذا إن لم نحصل على راتبٍ أعلى فلن يتبقى مال. حتى لو اضطررتُ لبيع كل ما أملك، يجب أن أشتري ذلك المنزل! مع الحديقة الخلفية أيضًا! وإذا لم يكفِ المال، فاشترِ الحديقة فقط!”
“سأحاول، لكن لا يمكننا حمل منزل أو أرض معنا.”
“البيوت والأراضي لا تُحمل، يا عمي. فقط خذ وثائق الملكية. فهي لك أصلًا.”
“هاه؟ أ-أوه، حسنًا.”
بعض كلماتها المثرثرة مرت بجانب أذنه، كما العادة، لأنها كثيرًا ما تقول أشياء غريبة.
لكنها كانت شديدة التأكيد على شيء واحد:
“إذا اشتريت الأرض، أول شيء تفعله: احفر في الحديقة الخلفية.”
لابد أن هناك شيئًا مخبأ في الحديقة الخلفية.
كرر تومبيل العنوان في داخله كي لا ينساه:
“الحي السابع، رقم 25… الحي السابع، رقم 25.”
فتح باب الوكالة بحيوية.
“منزل بسقف أزرق وحديقة خلفية، في الحي السابع رقم 25 في ديلفور!”
“عذرًا؟”
تفاجأ الوسيط العقاري الذي كان يضع علامات على الخريطة. لكنه ما لبث أن ابتسم ترحيبًا.
“مرحبًا بك يا سيدي! أتيت لرؤية العقار، أليس كذلك؟”
قادهم الوسيط إلى الأريكة. وبمجرد أن جلس، دخل تومبيل في الموضوع.
“أرغب في شراء المنزل والأرض فورًا.”
“لحظة من فضلك. رقم 25 في الحي السابع؟ هذا المنزل غير معروض للبيع.”
“لا يهم. سأدفع ضعف السعر. أريد إنهاء العقد اليوم.”
“إن كان لغرض الاستثمار، فذاك البيت قديم وموقعه سيئ للغاية.”
“لا يهم. لا بد أن يكون منزل الحي السابع، رقم 25 – “
“سيدي، رقم 25 في الحي السابع.”
“- نعم! شكرًا لك، أستاذي.”
هز بلاتين رأسه بذهول، بينما بدا الوسيط وكأنه رأى أعجب الزبائن.
لحسن الحظ، صاحب المنزل فرح بالعرض وأبدى استعداده للبيع فورًا.
“ضعف السعر؟ هه! سأبيعه في الحال!”
لم يمضِ وقت طويل حتى أُعدّت وثائق الأرض والمنزل.
ووُقّعت عقود النقل وشهادات الملكية باسم نورمان تومبيل.
طخ!
“هاه، لحسن الحظ!”
وهكذا، امتلك تومبيل منزلًا في العاصمة دون أن يدرك بعد حجم ما فعله.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 87"