“لا بد أن الحياة في القصر الإمبراطوري لم تكن سهلة. ومع ذلك، يبدو أنك تحملتها ببراعة.”
حدّقت الأميرة مونيكا بطول لاسيان الفارع، وجسدها النحيل لكن الرشيق، الذي بدا أكبر من أقرانها.
“حسب علمي، عائلة كونت هيزيت لا تملك روابط قوية في العاصمة. لذا، لا بد أن بقاءك وحدك في القصر كان له حدود أيضًا. ألن يكون من الأفضل لك اللجوء إلى ريشنبارتن؟”
“لدي أمور عليّ إنجازها في بيرتيل. وبما أن عمّتي تعرف جلالة الإمبراطور جيدًا، فأعتقد أنكِ تفهمين ما أقصده.”
الإمبراطور لن يسمح للاسيان باللجوء. فهو لا يريد منه سوى أن “يخلق مشاهد ممتعة” على حد وصفه.
“لكن، حتى وإن لم يكن ذلك السبب الوحيد، فما زال هناك شيء أود تحقيقه بيدي هناك.”
“… هل هدفك هو العرش؟”
أومأ لاسيان برأسه.
“وتريد مني أن أكون إلى جانبك في صراع القوى داخل بيرتيل؟”
“نعم، عمّتي.”
غرقت الأميرة مونيكا في التفكير وهي تنقر على مسند ذراعها.
“… كنتُ في يوم من الأيام أميرة لبيرتيل، لكنني الآن دوقة كبرى لريشنبارتن. من الواجب رد الجميل لمن أنقذونا من محنتنا. لكن الوقوف خلف سموك يتطلب مجازفة كبيرة. أكبر حتى من فقدان كنز وطني.”
“…”
“في النهاية، ما تطلبه مني هو أن أعود إلى ساحة السياسة في بيرتيل، وأنا لا أريد رؤية وجه أخي مجددًا.”
لم تكن مونيكا تنوي أبدًا التورط مجددًا في سياسة الإمبراطورية.
فلمَ تزوجت من دوق ريشنبارتن وجاءت إلى هنا، عابرة البحر الواسع إيست ماري؟ لقد كانت شاهدة على الطغيان الذكي والخفي لأخيها التوأم عن قرب. لو بقيت هناك، لكانت عالقة في مستنقع الصراعات بين الإمبراطورة والعائلة المالكة والنبلاء.
لحسن الحظ، صادف أن دوق ريشنبارتن الذي وقعت في حبه من أول نظرة كان في زيارة للإمبراطورية لتوقيع اتفاقية، ووافق بصمت على إغرائها له.
لكن، يا لها من سخرية قدر. السبب الذي دفعها في النهاية لمغادرة الإمبراطورية قبل عشر سنوات، يجلس الآن أمامها مباشرة.
‘لكن…’
مر ظل من التردد على وجه مونيكا.
‘لكن، إن كان هذا الفتى قد ورث حقًا شيئًا من سيسيليا…’
“عمّتي؟”
حين طال الصمت، بدأت ملامح القلق تظهر على وجه لاسيان.
‘… ربما لا بأس إن اختبرته قليلًا، أليس كذلك؟’
أطلقت مونيكا تنهيدة طويلة، ثم فتحت فمها أخيرًا.
“الأمر لا يتوقف فقط على رغبتي بالعودة إلى بيرتيل.”
“تقصدين أن دوقكِ يجب أن يوافق أيضًا؟”
“لا، زوجي يحترم قراراتي تمامًا، لذا هذا لا يقلقني. ما يشغل بالي هم أطفالي. ما زالوا صغارًا جدًا ويكرهون الابتعاد عن أمهم.”
أبناء الدوق والأميرة مونيكا.
بحث لاسيان في ذاكرته عن معلومات تخص أولاد عمومته القلائل.
لم يكن متاكداً تمامًا، لكنهم بالتأكيد…
“أطفالي توائم.”
قالت مونيكا بنبرة تؤكد كلامها.
“ولديهم عادة غريبة حين يقابلون أشخاصًا جددًا؛ يبدؤون بلعبة.”
“…؟”
“قد تكون مؤذية بعض الشيء، لكن إن لم تجتاز تلك اللعبة، فلن يفتحوا لك قلوبهم أبدًا.”
“أفهم…”
بلع لاسيان تساؤله الذي كاد يخرج رغماً عنه.
‘لكن، ما علاقتي أنا بهذا؟’
* * *
في نفس الوقت، كان جلين يردد بذهول كلمات الدوق.
“توائم؟”
ما طلبه جلين مقابل استعادته كنز الدولة كان: “أقنعوا الدوقة الكبرى بأن تقف إلى جانب لاسيان.”
فكر الدوق طويلًا، ثم أجاب بجواب غير متوقع. قائلاً إن من يملك القرار الحقيقي في هذا البلد هم أشخاص آخرون.
“نعم. إنهم متشابهون لدرجة أننا نحن الأبوين نخطئ أحيانًا في التمييز بينهم. ويبدو أنهم يستمتعون بذلك. يبلغون السابعة من العمر الآن، في عمر ملائم للمشاكسة.”
“أوه، سبع سنوات؟ إذن هم في عمر أميرتي.”
“تقصد تلك الفتاة الصغيرة التي جلست بجانبك على مائدة الطعام؟ كانت أصغر قليلًا من أطفالي، لكنها تبدو أكثر حيوية.”
“ذكية، لطيفة، وجميلة. وهادئة ومهذبة أيضًا.”
“إذن ستنسجم جيدًا مع أطفالي.”
تلاشى ذهول جلين تدريجيًا، وحلّ محله شعور بالفخر.
نظر إليه الدوق نظرة غريبة، ثم قال:
“إن كنت ترغب في الحصول على دعم الدوقية، فعليك أولًا أن تنال موافقة أطفالي. فهم أصحاب القرار النهائي.”
“…؟”
“لكنني معجب بك، لذا سأمنحك مفتاحًا لحل اللغز. أحد الأطفال الثلاثة دائم الكذب.”
“عذرًا؟”
“هناك كاذب واحد فقط بينهم. ضع ذلك في اعتبارك.”
أمال جلين رأسه حيرة من الكلمات الغامضة.
وفي تلك اللحظة…
ـــوااااااه!
“…!”
نهض جلين من مقعده فورًا. كان الصوت مألوفًا… لكن البكاء لم يكن كذلك.
ودون أن يفكر في كونه تصرفًا فظًا، توجه نحو النافذة وفتحها على مصراعيها.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 75"