ويا للمفارقة، كان الألم في صدره كافيًا ليعيد إليه بعضًا من رشدِه.
لم يستطع إكمال حديثه. تنفّس بصعوبة، ثم أدرك… كم كانت كلماته سخفًا.
‘تلك الفتاة ذات الشعر الوردي، تبدو أصغر مني بثلاث أو أربع سنوات على الأقل. طفلة بالكاد تُعدّ في الخامسة، كيف يمكن لأحد أن يصدّق أنها ستكبر لتصبح أكثر نساء التاريخ شرًا؟’
ثم إنه سمع من سير دانكن أن هيزيت، حتى العام الماضي، لم تكن سوى أرض فقيرة تقاتل للبقاء، لكن ظهور تلك الطفلة غيّر كل شيء.
حتى بعينَيه، بدا له الأمر كذلك.
فقد أصبحت هيزيت اليوم أقوى، أكثر ازدهارًا، تنبض بالحياة. التنين العملاق الذي يختار قشورَه من قمم الجبال لم يكن موجودًا في الماضي.
أمعن جلين النظر فيه بصمت. وكأنه يمنحه الوقت.
اندفعت مرارة الحياة في صدر لاسيان، وكادت تفيض.
‘لقد تذكّرت كلّ ما عاشه في حياتَيه السابقتَين. فحتى لو لم تتجاوز أعمار تلك الحيوات ثلاثين عامًا، فقد اختزنت من الصور المستقبليّة ما يكفي لعمر كامل.’
في كلّ رؤية، في كلّ احتمال… كانت هناك فتاة بشعر وردي داكن، وعينين زمرديّتين.
أحيانًا تظهر فتاة مراهقة، وأحيانًا امرأة ناضجة. وفي كلّ مرّة… تُفسد نبوءته.
مهما حاول، ومهما اتّخذ من قرارات، لم يفلح يومًا.
فقد خسر جلين، ثم خسر القلّة التي آمنوا به، ومات في عار، كأمير بلا شأن.
لو توقّف الأمر عند ذلك، لربما رضي بالمصير… لكنه عاد إلى الحياة.
وفي حياته الثانية، وُجدت “هي” من جديد.
لكن هذه المرّة، لم تكن إلى جانب وليّ العهد، بل إلى جانب الأمير الثاني، لوسيو.
حين أدرك أنه قد عاد بالزمن، عقد العزم على المواجهة، لا طمعًا في العرش، بل لإنقاذ جلين هيزيت.
الغريب أنّ المستقبل لم يعُد يتبدّل كثيرًا كما في السابق.
بفضله، استطاع أن يتسلّل إلى مقرّ دوق فِمبرُس، معقل الأمير الثاني.
ولما سنحت له الفرصة لقتلها… كان جلين هو من أنقذها.
“حين رأيتها بعينيّ، لم تكن سوى طفلة ضئيلة، نحيلة… كأنها لم تذق طعامًا منذ دهر.”
“فعدتَ أدراجك هكذا فقط؟”
“عيناها كانتا تجهلان كلّ شيء. لا تعرف الحبّ، ولا الفرح، ولا حتى السعادة… تمامًا مثلك.”
‘تلك الشفقة هي ما قاده إلى الموت.’
لا، بل لم يكن ذنبه. في النهاية، لاسيان هو من تسبّب في موت جلين.
خلال محاولة إفشال كمين نصبه أنصار الأمير الثاني، انحرفت نبوءته مرّة أخرى. وبعد أن أُبيد فرسان هيزيت، استسلم لاسيان لليأس.
وبدافع غريزيّ لنقل سلطته، ناول قدراته لأوّل من رآه، لا يذكر حتى مَن كان.
ثم، اختار أن يرحل بصمت في أحد أركان القصر.
‘لكن… تباً! استيقظت لأجد نفسي حيًا من جديد!’
وهذه المرّة، عاد إلى سنّ التاسعة… مباشرة بعد لقائه مع جلين هيزيت.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات