‘على الرغم من أن عائلة هيزيت ظلت منزوية على حدود الإمبراطورية لقرن كامل، إلا أن براعتهم القتالية تثير الإعجاب. يُشاع أن وريثهم الشاب قد اقترب من مرتبة سيد السيف… ولو انحاز، ولو بنسبة ضئيلة، إلى الأمير الثالث، لاسيان، لتحول الأمر إلى خطر حقيقي.’
تسارعت تلك الأفكار في ذهن الإمبراطورة لوريلين، بينما انفتح باب الجناح الداخلي بهدوء كالنسيم.
“أمي، لقد عدت!”
دخل صبي قصير القامة، شعره أشقر يتلألأ كأشعة الشمس. كان هذا ألبرت، جوهرتها الثمينة، ابنها البالغ من العمر اثني عشر عاماً، والأمير الأول لإمبراطورية بيرتل.
وألقى الصبي بنفسه في حضنها بحركة عفوية مفعمة بالحيوية.
“وكيف كان لاسيان؟”
“كالعادة، شرب كل الشاي دون أن ينتبه لشيء!”
“ولم ترَ شيئاً غريباً؟ خادماً جديداً مثلاً لم يكن موجوداً من قبل؟”
“لا، لا شيء من هذا القبيل، لكن… حتى قبل أن يشرب الشاي، بدا وجهه شاحباً ومتعباً.”
ضحك ألبرت بخفة، وارتسمت على وجهه ابتسامة تكاد تكون نسخة مصغرة من ابتسامة والدته.
“سألته عن السبب، فقال إنه لم ينم جيداً الليلة الماضية… لكن ذلك الهزيل دائم الشكوى من قلة النوم، فليس الأمر جديداً!”
ضعف الأمير الثالث، لاسيان، ومرضه المزمن لم يكونا مفاجأة لأحد. منذ كان في الخامسة، زرعت لوريلين جواسيسها في قصره، وأمرت بإعطائه جرعات خفية من السم، تُوهن جسده تدريجياً.
كانت تأمل أن ينهار خلال عام، تاركاً جثة يُعلن عنها كموت طبيعي. لكن، بعد أربع سنوات، ورغم لحظات الخطر التي مر بها، ظل لاسيان متشبثاً بالحياة بعناد غريب. صحيح أنه حي، لكنه بالكاد يعيش كإنسان طبيعي.
“يجب أن نكون أكثر حذراً لبعض الوقت.”
حسمت لوريلين قرارها، لكن شعوراً بالضيق ظل يعتمل في صدرها.
وهي تمسح على شعر ألبرت الذهبي، غرقت في أفكارها: تصرفات هيزيت المريبة، اختفاء قائد فرقة الأسود السوداء، ليون بودافتي… وأخطر من ذلك كله…
الحكيمة.
الشخص الذي تبخر كالدخان دون أثر.
“أمي، متى سألتقي شريكتي؟”
“نحن نبحث عنها بكل السبل الآن، ألبرت. لا تقلق، ستقابلها في الوقت المناسب.”
منذ سنوات، قررت لوريلين أن تجعل الحكيمة مستشارة لابنها.
كانت تريد طفلة من عائلة الكونت كاديز، لكن ليس الطفلة نفسها، بل والدتها، زوجة الكونت.
عبر شبكة مخابرات عائلتها، تأكدت أن تلك المرأة ساحرة زمنية من أصول “الغابة البيضاء”.
حاولت لوريلين استقطابها مراراً، لكن…
“رفضت عرضي بوقاحة.”
بعدها، عندما دُمرت عائلة كاديز بتهمة محاولة اغتيال الإمبراطور، هربت زوجة الكونت مع ابنتها من سجن العاصمة تحت الأرض. لاحقاً، عُثر على جثتها في مستنقعات الجنوب.
إن كانت زوجة الكونت هي الحكيمة، فلا شك أنها نقلت قوتها لوريث قبل موتها، كما يقتضي قانون الحكماء.
وكانت لوريلين شبه متأكدة أن تلك الوريثة هي ابنتها الصغيرة.
بسبب ثقتها الزائدة، تتبعت أثر الطفلة ببطء، ففُقد أثرها تماماً.
لم يعثر أحد عليها، رغم تفتيش المستنقعات والقرى القريبة من مكان جثة والدتها.
‘من المستحيل أن تنجو طفلة وحدها… لا بد أن شخصاً أنقذها وأخفاها. لكن كيف يكون تعقبها بهذه الصعوبة؟’
بينما تشتعل نيران القلق في صدر لوريلين، استمر ألبرت يتحدث بحماس طفولي:
“أتطلع للقائها! ساعة بشرية كشريكة… كم هذا رائع!”
“إن كانت تستحق كل هذا الجهد، فهي بالتأكيد جديرة. اصبر، وستنال ما تستحق.”
ابتسمت لوريلين، وربتت على شعره، ثم طبعت قبلة على جبينه.
إن استطاعت السيطرة على الحكيمة، فإن العرش سيصبح لعبة بين يديها.
لا سيد سيف، ولا ساحر عظيم، يمكنه مواجهة قوة الحكيمة العالمية.
إن وضعت تلك القوة في قبضتها، ستحطم تحالف الأمير الثاني بسهولة.
يجب العثور عليها قبل أي أحد آخر.
“قالوا إن شعرها أحمر قانٍ كالدم، وعينيها خضراوان زمرديتان كوالدها.”
إن كانت في الثالثة حين دُمرت عائلتها، فهي الآن في الخامسة تقريباً.
فتاة صغيرة، شعرها قرمزي، عيناها جوهرتان خضراوان، في الخامسة من عمرها… إن تم تمشيط بيرتل بالكامل، ستظهر عاجلاً أم آجلاً.
يجب تكثيف البحث في المدن الكبرى، خصوصاً رودافيل، التي تربط الوسط بالجنوب الشرقي، وكاسفل، التي تربط الوسط بالشمال الغربي.
وغرقت عينا لوريلين في ظلال عميقة، وهي تحسم قرارها.
“هيه، أيها الكلب المجنون… نبح!”
وقف الأمير الثاني، لوسيو، يداه على خصره، يصدر أمراً مغروراً.
كان لوسيو فتىً سريع النمو، بشعر عسلي داكن قصير، وعينين خضراوين حادتين لا تتناسبان مع عمره العاشر.
عند قدميه، رقد صبي أصغر حجماً، وجهه مخفي خلف خصلات شعره الذهبي المتدلية.
سعل الصبي بشدة، قبل أن يرفعه لوسيو برفقة حذائه، يركله بخفة.
“قلت: نبح! أرني عنادك يا لاسيان!”
جسد لاسيان النحيف، ملطخ بالطين والعشب، ظل ساكناً دون مقاومة، مما زاد من غرور لوسيو، الذي فرد كتفيه بانتصار.
“رأيتِ، تِشي؟ قلت لكِ، هذا الولد أحقر من دودة. لا يستحق نظرة.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 24"