صدح صوتها العالي الحاد في الزقاق الخالي من المارة، كالسهم يشق السكون، حاملاً سخطًا لا يُحتمل.
“هيزيت؟! بهذا الشكل؟! إن كانت هناك بارقة أمل، فأنت تخنقها بيدك!”
هذا الأحمق لا يُرجى منه شيء… لا رجاء فيه البتّة!
أريليتيا أخذت تدك الأرض بكعبيها واحدًا تلو الآخر، وكأن الغضب يغلي في صدرها حتى كاد أن يشتعل. ولو خضعت لهواها، لأمسكت بياقة هذا المغفل وهزّته حتى استعاد رشده… أو تحطّم تمامًا!
كانت أراضي اللورد نيمار تُعد من أكبر الأملاك في الشمال. ورغم أن مناخها بارد مقارنةً بالمناطق الداخلية، إلا أنه يُعد دافئًا نسبيًا إلى جليد هيزيت القاسي.
فمنذ ما يزيد عن قرن، كانت هيزيت تتلقى الضربات بالنيابة، تصدّ وحوش جبال كولدن، بينما ينعم نيمار وأهله بالدفء والراحة، دون أن تنزف منهم قطرة دم، ولا أن يجهدوا طرفًا.
“ينبغي أن يقدموا القرابين شكرًا، لا أن يستغلونا بجشع!”
“أمم…”
“أراضيهم خصبة، وزراعتهم قائمة، ويطلبون مقابل لحم الخنزير ذهبًا؟! وماذا عن الخضار؟!”
هل طحنوا الذهب ليخلطوه مع العلف؟!
ثم يأتون ويطالبون بالسعر كاملًا… وغلين هذا، كاد أن يدفعه برحابة صدر!
وهنا تفجّرت ثورة الغضب الأولى.
أما الثانية، فقد اندلعت عندما رأته يخرج من المتجر صامتًا، مطأطئ الرأس.
‘يتعاملون معه بازدراء، وهو يبتسم؟! أما كان عليه أن يرد الصفعة؟!’
نادوه بلقب “اللورد الصغير”، إذًا قد علموا أنه نبيل، ومع ذلك وقفوا أمامه بتبجح…
فلمَ سكت؟! ولمَ قال: “كفى يا سادتي”؟!
أريليتيا أوشكت أن تقفز في مكانها من الضيق والغيظ.
جلين، وقد طُبع على خده أثر يد صغيرة، دارت عيناه بتوتر.
“أنا… أعلم أنني لا أجيد التفاوض. لكن في الشتاء، ليس هناك خيار يا معلمتي.”
“ولمَ لا؟”
“نحن بحاجة لكل حبة قمح، وهم يملكون الزرع. عندما يفوق الطلب العرض، يرتفع السعر، أليس كذلك؟ كنت أظنه غلاءً طبيعيًا، لم أتصور أنه قد تجاوز عشرين ضعف السعر!”
وهذا يعني أنك دفعت مئة قطعة ذهبية على الأقل حتى العام الماضي!
أريليتيا وضعت يدها على عنقها وكادت أن تهوي أرضًا.
نعم، السوق يفرضه العرض والطلب. لكن الخطأ لم يكن في فهم الآليات، بل في النهج الكامل.
هيزيت لا تحتاج المال، ولا الطعام، بل تحتاج صحوة عقلية!
“لماذا نُعامل وكأننا الطرف الأضعف؟!”
“ماذا؟”
“لماذا نبدو وكأننا الطرف المستجدي؟ جئنا لعقد صفقة، لا لننحني!”
ذهل جلين، لكن قلبه ارتجف… لقد قالت: “نحن”.
لكنه لم يجد فرصة للتفكير، فقد هاجمته بنبرة صارمة:
“قل لي يا سيدي، حين تقاتل بسيفك، هل تكشف خصمك على موضع ضعفك؟ تقول له: اضربني هنا؟!”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 20"