قال الإمبراطور، الذي كان مستندًا إلى حافة الباب يراقب الموقف، بصوت خالٍ من التعابير.
“يعني هذا أن شخصًا ما حاول الإيقاع بالإمبراطورة، فتسلل عبر حراسة القصر بأكملها، واقتحم الغرفة الداخلية لجناح الإمبراطورة، ثم حطّم كنز الكانكورا وغادر؟”
حتى من يسمع الأمر لأول مرة سيجده غريبًا.
حاولت لورلاين الحفاظ على رباطة جأشها.
“إن أوكلت إليّ الأمر، فسأكشف من قام بهذا الفعل العبثي. فقط امنحي بعض الوقت لفهم الموقف…”
“هل تم التعرف على كل من دخل غرفة نوم الإمبراطورة اليوم؟”
تجاهل الإمبراطور طلبها ووجّه سؤاله إلى قائد الحرس الإمبراطوري.
“نعم، جلالتك. في الصباح زارها الأمير لتحيتها، أما من دخل الغرفة الداخلية فهن خادمتان للتنظيف وسيدة الشرف الخاصة بجلالتك فقط. ولم تُسجّل أي شهادات تشير إلى دخول أشخاص مشبوهين.”
“أحضِروا كل من دخل المكان مؤخرًا.”
وسرعان ما اقتيدت خادمتان مربوطتا الرأس أمام الإمبراطور والإمبراطورة.
وأجبرهم الفرسان على الركوع بالقوة.
“أنا لم أفعل ذلك، جلالتك…!”
توسلت الخادمة الجاثية على اليمين، ووجهها منتفخ من البكاء.
“أنا وماريلين قمنا بترتيب سرير الإمبراطورة كما نفعل دومًا. نحن مجرد خادمات بسيطات، لا نكاد نرى جلالتكم إلا نادرًا، ولا ندخل إلى هنا إلا بأمر سيدة الخدم، وهي تراقبنا أثناء عملنا. نحن بريئتان…!”
“صحيح، لم نفعل شيئًا.”
أضافت الخادمة على اليسار، وهي منحنية لدرجة أن جبهتها لامست الأرض، لكنها لم تبكِ كزميلتها، وإن كان الارتباك ظاهرًا على وجهها. وفجأة صرخت بصوت مرتفع:
“أرجوك، أنقذني، جلالتك!”
“لقد تم التحقيق في تحركات الخادمات طوال الأسبوع الماضي، جلالتك. لم يُلاحظ أي أمر مريب.”
“هكذا إذن…”
الوجه الذي شحب هذه المرة كان وجه لورلاين.
كيف وصلت شظايا جرة لم ترها يومًا إلى تحت سريرها؟
كأن الأشباح لعبت لعبتها.
وما زاد الطين بلة أن كل شيء حدث فجأة، فلم تُتح لها فرصة للتنسيق مع من يعملون في جناحها.
لو كانت قد شعرت بشيء مريب مسبقًا، لكانت ألقت اللوم على إحدى الخادمتين، على الأقل.
بدت سيدة الشرف المرتبكة وهي تُساق إلى الداخل.
“صحيح… رأيت بنفسي أنهن أنجزن التنظيف دون أي خلل…”
“كيف تجرئين على الكذب؟!”
صرخت لورلاين بعصبية.
“لا بد أن إحداكن أُرسلت لإهانتي. من الذي أمركن؟!”
في هذه الأثناء، دخل ألبرت، وقد أصابه الذعر من الجلبة.
“والدتي ليست من تفعل هذا يا والدي!”
“ابقَ خارج الأمر، ألبرت.”
انكمش ألبرت لدى سماع صوت الإمبراطور البارد.
شعرت لورلاين أن الإمبراطور لن يتجاوز المسألة ببساطة.
“أنا… لست من فعل ذلك، جلالتك. لم أغادر جناح الإمبراطورة مطلقًا.”
“أليس أخوك قد زاركِ منذ أيام؟”
“ذاك… ذاك صحيح.”
كان أخوها، البارون هايدن إيفيليك، يأتي بانتظام ليقدم تقارير عن المهام الموكلة إليه من قِبل “بايل مون”.
وآخر لقاء بينهما كان قبل خمسة أيام فقط.
حين ترددت لورلاين للحظة، رسم الإمبراطور ابتسامة باردة.
“أتساءل ما رد فعل الكانكورا إن أخبرناهم بذلك.”
لا…!
وكأن صاعقة ضربت رأسها.
فشائعة “الإمبراطورة خدعت الكانكورا” بدأت تنتشر بين النبلاء، والآن وُجدت شظايا الجرة في غرفتها… دليل لا يمكن دحضه.
وإذا انهار التحالف بسبب هذه الحادثة، فستكون هي وألبرت أول من يُضحّى به.
‘إن خرجت هذه الفضيحة… فنهايتي حتمية!’
“أنا بريئة، جلالتك! أقسم أني بريئة!”
اغرورقت عينا لورلاين بالدموع.
لم يعد لديها ما تخسره. كانت تعلم أن الإمبراطور ضعيف أمام دموع النساء، لذا ستستخدم كل وسيلة لكسب الوقت.
“جلالتك، لا تشك بي حقًا، أليس كذلك؟ لست حمقاء. لا يمكن أن أكون غبية لدرجة إخفاء الشظايا تحت سريري. أنت تعرفني جيدًا، أليس كذلك؟”
“صحيح، لستِ غبية.”
رمقها الإمبراطور بنظرة سريعة، قبل أن يتمتم:
“لكن هيزيت أيضًا لا يبدو غبيًا.”
كلماته كانت غامضة ولا يمكن التنبؤ بنواياها.
“في مثل هذه الحالات، من الأفضل مواجهة الأطراف المعنية وجهًا لوجه.”
طرق الإمبراطور على الباب بأصابعه، فجاء أحد الخدم راكضًا وانحنى بعمق.
“أمرني، جلالتك.”
“أرسل فورًا طلب استدعاء إلى برج السحر، ليبعثوا بساحر. الطريق من هيزيت إلى ديلفور تستغرق شهرًا على ظهر حصان. استخدموا بوابات النقل الفوري ليصل خلال يومين.”
وكانت المسافة من ديلفور إلى حدود الشمال تتطلب تغيير بوابة النقل السحري عدة مرات. واستخدام هذه البوابات الفاخرة كان يكلّف آلافًا مؤلفة من الذهب.
ومع ذلك، أمر الإمبراطور وكأن المبلغ لا يساوي شيئًا، ثم نظر إلى لورلاين بثبات.
“واجهي هيزيت بنفسك، أيتها الإمبراطورة. وسأقرر بنفسي من يكذب.”
“ج… جلالتك…”
“إلى حين وصول هيزيت، ستخضع الإمبراطورة والأمير للإقامة الجبرية. وسيُستبدل جميع موظفي جناح الإمبراطورة، ويُمنع أي أحد من دخوله أو الخروج منه.”
أي أنها ستُعزل عن العالم تمامًا.
اقترب ألبرت، الذي شحب وجهه، أكثر من والدته.
نظر الإمبراطور إلى ابنه بنظرة ساخرة، ثم استدار.
وفي تلك اللحظة، تنهد الخادم الجاثي على الأرض بارتياح.
‘تفو… كدت أنكشف.’
يا لها من مهزلة… كان راكعًا متنكّرًا بزي خادمة، رأسه مربوط، وثوبه يجر خلفه كأنه بطلة درامية تعيسة!
‘على الأقل انتهى الأمر… لنخرج من هنا أولًا.’
يجب أن يعود إلى جسده الأصلي، ويتسلّم مكافأته. بل لعلهم يوفّرون له وظيفة محترمة أيضًا؟ التنظيف أمر مرهق بالفعل.
وقف ريكي، وهو ينفض التنورة عن نفسه.
‘تلك الطفلة الوغدة… حين أعود، سأتفاوض على إجازة أو مكافأة، على الأقل…’
“أنتِ هناك! توقفي! لم يُؤذَن لك بالوقوف.”
صرخ قائد الحرس بخشونة، طالبًا أمر الإمبراطور.
“جلالتك، ما العمل مع هؤلاء الخادمات؟”
“احبسوهن جميعًا.”
وامتلأ وجه ريكي، المتنكر في زي خادمة، بالسواد.
‘هيه! قلت أطلقوا سراحي، لا أن تحبسوني!’
* * *
في صباح اليوم التالي لاكتشاف شظايا جرة اللذة في جناح الإمبراطورة، وصلت مذكرة استدعاء من الإمبراطور إلى هيزيت.
“يبدو أن المسألة خطيرة حقًا. أن يرسلوا ساحرًا بأنفسهم من القصر الإمبراطوري.”
تمتم جلين وهو ينظر إلى دائرة النقل السحري التي تشع أمامه. عيناه منتفختان من قلة النوم.
“هااام… أصغر من الدائرة الموجودة في ساحة القصر، أليس كذلك؟”
“ماذا؟”
زمجر الساحر الموفد من برج السحر، وهو نفسه من اقتحم أراضيهم عند الثالثة فجرًا حاملاً مذكرة الاستدعاء.
نظر إليهم بازدراء، وقد تضررت كرامته بشدة.
“هل سبق لكم استخدام دائرة نقل سحري؟ المسافات الطويلة مثل هذه تستهلك عشرات الآلاف من الذهب في كل مرة. آه، يبدو أنكم من أهل الشمال، لا تشعرون بغلاء الأسعار في العاصمة، أليس كذلك؟”
مالت رؤوس فرسان هيزيت، بمن فيهم جلين، بحيرة.
‘صغيرة جدًا مقارنة بدائرة ريكي!’
الوحيدة التي لم تتفاجأ كانت أريليتيا.
لا تعرف ما المنصب الذي يشغله هذا الساحر في البرج، لكنه مجرد منفذ لعملية اتصال بين البوابات. من المستبعد أن يكون شخصية مهمة.
أما ريكي، فكان حتى قبل سنوات قليلة مرشحًا قويًا ليكون سيد البرج القادم. لا مجال للمقارنة.
أضف إلى ذلك، أنه نفّذ عملية التسلل إلى جناح الإمبراطورة ببراعة، أليس ذلك جديرًا بمكافأة خاصة؟
قررت أريليتيا أن تمنح ريكي علاوة إضافية عند عودته.
‘لكن… هل نجح في الخروج من جناح الإمبراطورة بسلام؟’
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات