⋆。°✩﹤📖﹥✩°。⋆
『 ✧ الفصل التاسع ✧ 』
✦ ━━━━━━━ ⸙ ━━━━━━━ ✦
‘أمرٌ غريب… لقد تسببتُ في مشكلة، ولكن… لماذا لم يحدث شيء؟’
في أعالي الشمال، وبين جدرانٍ يكسوها الصقيع الأبدي، كانت آيري جالسة في غرفتها، تسترجع في ذهنها إحدى المسلسلات التاريخية التي طالما عشقتها جدتها في حياتها الماضية.
ولعلّ تأثرها بها كان عميقًا إلى حدّ أنها باتت تحفظ حواراتها كما تُحفظ التعاويذ القديمة.
❝ جلالة الملك قد أقبل—! ❞
❝ ليتأهب الجميع لاستقباله بجلالٍ وإجلال! ❞
❝ نأتمر بأمرك، يااا مولانا! ❞
…نعم! هذا بالضبط ما يحدث الآن.
طريقة تعامل الخدم معها لا تختلف كثيرًا عن ذلك المشهد الملكي المهيب؛ نظراتهم، انحناءاتهم، وتعبيراتهم، كانت تنضح بخشوعٍ كما لو أن آيري هي تجسيدٌ للسيادة ذاتها.
دارت عيناها الصغيرتان بدهشةٍ وهي تراقبهم، وما إن حرّكت رأسها قليلًا حتى—
” أيها النسيم الوقح! “
” كيف تجرؤ على العبث بخصلات شعر سيدتنا العزيزة؟! أيها التافه الحقير! سأمزقك إن لم تخرس فورًا! “
تمتمت آيري ببرودٍ ساخر:
“لكن… لا يمكن قتل النسيم، أصلًا.”
” يا لروعتكِ، آنسة آيري! كيف عرفتِ أن الرياح لا تُقتل؟ كم أنتِ ذكية ومُدهشة! لكنني… قادرة على سحقها إن تطلب الأمر!”
دوّى صوت انفجارٍ مفاجئ مع إغلاق النافذة بإحكام.
‘أليس هذا كثيرًا؟ ألم يبالغوا في الحماية؟’
ثم، وفي تلك اللحظة الحاسمة التي أعلنت فيها رئيسة الخادمات أنها أرسلت بلاغًا عاجلًا إلى دوق أورتيزو، لمحت آيري خيوطًا ضبابية تحوم حول أجساد الخدم…
اتسعت عيناها على نحوٍ غير مسبوق، وتمتم “كوكي” من جانبها:
“أخيرًا… لقد فتحوا لكِ قلوبهم.”
لكي تنجح آيري في استخدام قواها التطهيرية، كان لا بد لها أن تُكوّن صلة حقيقية مع من ترغب في تخليصهم من الظلام.
والآن وقد نالت ثقتهم… بات بمقدورها أن ترى بوضوح تلك السُحُب المظلمة، بل وتمتصها كذلك.
‘هذا يعني… أنني أستطيع إنقاذ جدتي الآن!’
خطوتها الأولى نحو النجاة التي سعت إليها بشوقٍ ولهفة.
وبينما كانت النشوة تدور بها كما تدور الريح حول قمة جبل، بدأت الرؤية تتضح أكثر…
نظرات الخدم التي ملؤها الدفء انعكست على ضبابهم الكثيف، فبدأ ينجلي كخيوط فجرٍ تمزّق سواد الليل.
كانت طاقة الظلام تنحسر شيئًا فشيئًا… تختفي من أجسادهم كما يذوب الجليد تحت ضوء الشمس.
‘واااه… كم هو مشهدٌ مدهش!’
أغلقت آيري قبضتيها الصغيرتين بحماسةٍ خالصة.
‘هذا أسهل بكثير مما توقعت!’
رأى كوكي ذلك التغيّر، فتمتم بدهشة:
“يا للروعة… لم أتوقع أن يلمع نورهم بهذه القوة. كم هو مؤسف أنهم لا يدركون أنكِ السبب.”
لكن فجأة، وبدون سابق إنذار، لمع شيءٌ غريب في عيون رئيسة الخادمات وبقية المرافقين…
“ما هذا؟”
تلألأت أعينهم بنظراتٍ مفعمة بالحنان، تمامًا كما كانت تفعل جدتها حين تنظر إليها، أو كما تفعل نساء الحيّ عندما يُقدَّم لهنّ طبق نودلز باردة في صيفٍ لاهب.
” إنه لأمرٌ عجيب حقًا… “
“ماذا هناك؟”
” حين نكون بجوار الآنسة آيري، نشعر بسكينةٍ وسعادةٍ لا توصف… “
” كأنها الشمس… قد عادت أخيرًا إلى قلعتنا المعتمة. “
‘هل… اكتشفوا قدرتي؟!’
شعرت آيري بالزهو يتصاعد في أعماقها، وهمّت أن ترفع ذقنها بفخر، لولا أن امتدت نحوها يدان— إحداهما من رئيسة الخادمات، والأخرى من كبير الخدم— تحمِلان شيئًا ببالغ العناية.
” آنسة آيري، لقد قلتِ سابقًا إنكِ ترغبين في مقابلة الدوق، أليس كذلك؟ “
” لذا… قمنا بإعداد شيءٍ صغير قد يساعدكِ في تلك المقابلة! هيهيهي! “
“آه… شكراً جزيلاً!”
كانت يدها ترتجف حين تسلّمت الأوراق الثمينة.
[دليل التعامل مع صاحب السمو: الدوق ديكلان أورتيزو]
السيف: يحمل في قلبه تقديرًا بالغًا لسيفه الروحي “إيغو سورد”. يعتقد أن تمزيق الوحوش بحدّ الشفرة هو أعظم متعةٍ على الإطلاق!
الطعام: يُفضّل المأكولات الشهية والمُشبِعة، فهو يرى أن الطعام لا قيمة له إلا إذا ملأ المعدة تمامًا!
ملاحظة: نرجو لكِ التوفيق في كسب ودّ سموه! هيا، لا تستسلمي!
فتحت آيري عينيها بدهشةٍ مدهشة:
‘يا إلهي… إنها ورقة الإجابة! إنها في يدي!’
كنزٌ ثمين سقط في حجرها من السماء ذاتها!
‘رغم أن التعليقات… غريبة قليلًا…’
لكنّها كانت “المحاربة التي تنمو من خلال الروابط”… وبوجود هذا الدليل، ستتقدّم خطواتٍ أوسع نحو النور!
عانقت الأوراق الثمينة إلى صدرها بكل دفء، ثم قالت بحزمٍ وبهجة:
“سأجتهد في دراستها بكل ما أوتيت من قوة!”
✦ ━━━━━━━ ⸙ ━━━━━━━ ✦
في رُكن قصيّ على أطراف الحدود الشمالية، حيث اتّخذ ديكلان من معقل الوحوش موطناً مؤقتاً… كانت الأرض ما تزال تئنّ تحت وطأة الدماء المنسكبة، بينما الهواء يُثقل بأنفاس الظلام.
لكن الغريب أنّ حملة القضاء على الوحوش هذه المرة، جرت بسرعة مذهلة وغير مسبوقة.
معركة تلو أخرى، وتهاوى كل من تجرأ على الاقتراب من حدودهم، حتى ساد الهدوء، ولم يعد ثمة داعٍ لبلوغ خط الجبهة.
وهنالك، وسط هذا السكون المخيف، ارتسمت على وجه ديكلان ملامح تكاد تشتعل من شدة الوحشية؛ عيناه الحمراوان ازدادتا توهجًا، كأنّ نهرًا من الدم قد فاض فيهما.
عندها، اقترب كبير مساعديه “لاسبن” بخطى محسوبة، وصوته متهدّج بالحذر:
“يبدو أن هذه المنطقة قد خلت تمامًا من الوحوش، يا صاحب السمو.”
“…”
“لكن لا بدّ أن تعود الوحوش مجددًا مع مرور الوقت. لذا، أعتقد أنه حان وقت التطهير.”
“التطهير؟ تقصد… تطهير الهالة السحرية؟”
“نعم، يا سيدي.”
حتى ديكلان نفسه كان يشعر بذلك.
لقد تغلغلت طاقة الظلام في جسده بسرعة مُخيفة، تُخالف وتيرة التلوّث المعتادة.
“من الواضح تمامًا أنّ حالتك تتدهور. ينبغي عليكم التوجّه إلى نبع التطهير حالًا.”
“حسنًا… فلننهِ هذا.”
قالها ديكلان بفتور، وهو يمرّر يده ليمسح بقعة دمٍ علقت على وجهه، ثم توجّه صوب خيمة صغيرة نُصِبت قرب ضفاف النبع.
كانت تلك الخيمة مخصّصة لأولئك الذين لوّثتهم طاقة الماجي في خط النار، مكان يُستدعى فيه التطهير الأخير.
فتح ديكلان الستار الثقيل ودلف إلى الداخل.
وهناك، كان ينتظره شيخ مُسن، أبيض الشعر واللحية، يُدعى “هاروز”، أحد آخر من تبقّى من رتبة الطهّارين من المستوى الثالث.
كان غافيًا في ركن الخيمة، لكنه ما إن لمح الدوق حتى انتفض من مكانه:
“آه… لقد أتيت، يا صاحب السمو… لا… حالتك…!”
اتّسعت عيناه بذعرٍ واضح.
حتى من نظرة عابرة، كانت حالة ديكلان تبدو مرعبة… مخيفة إلى حد لا يُمكن إنكاره.
قيل إن من يصل إلى مستوى التلوّث الخامس، يصير كالميّت الذي يسير بين الأحياء.
وحين تبلغ الهالة السحرية السوداء هذا المستوى… فإن التطهير يصبح بلا جدوى تقريبًا.
بينما كان “هاروز” يتخبّط بين خوفه وخبرته، قال ديكلان بصوتٍ بارد كالسيف:
“كفّ عن النحيب وابدأ التطهير حالًا.”
“أمرك، سيدي.”
أمسك الطهّار بكفّ ديكلان العريضة بسرعة، كما لو أن الزمن يوشك أن ينفد.
آه… ليت في هذا العصر مَن يُضاهي أولئك الأسطوريين من طهّاري المستوى الخامس… أولئك الذين كانت طاقتهم كفيلة بشفاء من حولهم لمجرد وجودهم بقربهم.
لكن يا للأسى…
فالزمن قد مضى، وأحرق معه كل من امتلك تلك القدرة.
أما الباقون… فهم مجرّد بقايا نُبلٍ يقاوم الفناء.
بدأت الطقوس.
ظهرت رموز قديمة، مكتوبة بلغة سحيقة، على ظاهر يد ديكلان، وتدفّقت طاقة التطهير بصعوبة.
لكن تعبيرات “هاروز” كانت قاتمة… خالية من الأمل.
“يا صاحب السمو… الهالة السواء تفيض في جسدك بلا كبح.”
“أعلم… لقد بلغ التلوّث داخلي المستوى الخامس، أليس كذلك؟”
“…”
مرض لا دواء له… لعنة لا تنفكّ… لا يفلح معها تطهير ولا ندم.
خفض الطهّار بصره بخنوع، كأن الكلام نفسه بات جريمة.
ضحك ديكلان، بمرارة تُجرّح الهواء، وقال:
“أعلم أيضًا… أنني في طريقي إلى الهلاك.”
لقد أدرك منذ زمن أن هذا الظلام، لن يفارقه.
إنه أشبه بطوق جليدي من الحمم، يُحيط به ويأبى أن يذوب.
قوة شريرة متوحّشة، تنهض من أصابعه وتعود لتغزو جسده كلما تطهّر.
ضغط ديكلان على أسنانه حتى كادت تنكسر:
“لذا، لا يعنيني الأمر كثيرًا. سواء متُّ الآن… أو بعد أيام… ما الفرق؟”
أدار وجهه بعيدًا، ليتجنّب نظرات “هاروز” المشفقة.
✦ ━━━━━━━ ⸙ ━━━━━━━ ✦
بعد لحظات، خرج ديكلان من الخيمة.
وكان “لاسبن” بانتظاره، وجهه متوتر، وصوته يسبق أنفاسه:
“يا صاحب السمو… وردتنا رسالة عاجلة من قلعة أورتيزو!”
“من القلعة؟ ما الأمر؟”
“السيدة آيري… يبدو أنها تسببت بمشكلة كبيرة.”
“تلك الحبة الصغيرة؟ حتى لو أحدثت مشكلة، ما الذي يمكنها فعله أصلًا؟”
“لقد وردنا أنها… ضربت أحد أصدقائها.”
تقلّص جبين ديكلان في الحال، وتجمّدت ملامحه.
“أعد ما قلت. هل تعني… أن ابنتي ضُربت؟”
“كلا، سيدي… بل هي التي ضربت.”
“إذًا… هل أفهم من ذلك أنّ قبضتها هي من أصابت الآخر؟”
⋆。°✩﹤⚔️﹥✩°。⋆
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 9"