⋆.°☆<📖>☆°.⋆
『 ✧ الفصل السابع ✧ 』
✦ ━━━━━━━ ⸙ ━━━━━━━ ✦
كانت تلك الظهيرة، حين بدأت آيري تبحث عن الموقع المثالي لإشعال أول شرارة من الفوضى.
“أ… أأنتِ متأكدة من رغبتكِ في زيارة القصر المسكون؟”
“نعم، وبكل حماس!”
“صغيرتي، أحقًا لا تخشين؟ قد تظهر أشياء مرعبة فجأة…”
“لا بأس أبدًا! أنا بخير تمامًا!”
ما إن أعلنت آيري فجأة عن رغبتها الحماسية في رؤية القصر المسكون، حتى ارتبك الخدم واضطروا لمرافقتها، تتصبب جباههم عرقًا باردًا.
‘هذا المكان لا يليق أبدًا بطفلةٍ تشع كالشمس مثل الآنسة آيري…’
وانظر إليهم الآن.
كل ما فعلوه هو السير في ممر عادي… وإذا بجمجمة تهوي فجأة من الأعلى.
“هـه… هل هذه زخات مطر؟”
“لا، ليست مطرًا… إنّها جمجمة!”
وللأسف، كانت عينا آيري تلتقطان كل شيء بدقة لا ترحم.
“هاه؟ من أين جاءت هذه الجمجمة؟”
“آه… إنها من بقايا شجرة عتيقة فاسدة، تحولت إلى جمجمة بفعل الطاقة المظلمة…”
“لا تشرَحْ لها مثل هذه الأمور بالتفصيل، أرجوك!”
سحق أحد الخدم الجمجمة بيده الواحدة، محاولًا رسم ابتسامة متوترة، لكن نظرات آيري المتأملة والمحللة جعلت الموقف أكثر إرباكًا.
“إممم… ألا نتابع السير؟ المكان ممتع للغاية!”
كلما تعمقوا في أرجاء القصر، ازداد شعور الخدم بالقلق والانكماش.
فهذا القصر، المُثقل بهالة مظلمة، بدا كأنه لا يليق أبدًا بطفلة ساطعة النور.
وعندما اقتربوا من المبنى الجانبي المحاذي لجناح التعليم، تحدثت إحدى الخادمات بلطف:
“لعلّكِ قد اعتدتِ على دفء شمس الجنوب، أما نحن في الشمال، فأجواؤنا أكثر برودة بكثير.”
“واو! رائع جدًا! حتى الظلام هنا جميل!”
قالتها آيري وهي ترتدي زيّ الحماية من الطاقة المظلمة بحماس، تخطو بثبات أمامهم، ثم لوّحت للخادمات الواقفات بابتسامة مشرقة.
“هيّا، تقدموا! أروني المزيد!”
يا للغرابة… هذا القصر الذي طالما وُصف بالموحش الكئيب، بدا فجأة وكأن نورًا ساطعًا يتبع خطوات آيري حيثما مرّت.
لو استمر الحال على هذا النحو، قد يصبح العمل في هذا المكان شيئًا يُبهج القلب حقًا.
وما كانوا يعلمونه هو أنّ آيري لم تكن تنعم بجولة عادية… بل تبحث عن “موقع استراتيجي للفوضى”.
ومع انشغال الخادمات بأجوائهن العاطفية واهتمامهن بدلالها، وصلت المجموعة إلى مبنى التعليم.
“وااه! هل هذا هو المكان الذي يدرس فيه الأطفال؟”
“نعم، تمامًا.”
“هل يمكنني الدخول إليه؟”
“آه… للأسف، المكان محاط بحاجز واقٍ.”
لم تدرك آيري تمامًا معنى “الحاجز الواقي”، لكنها لاحظت تغير ملامح الخادمات، وأدركت أنها غير مرحب بها للدخول.
فانحنت بلطف، قائلةً:
“أفهم ذلك… لا بأس، شكرًا جزيلًا.”
“هل ننتقل إلى مكان آخر الآن؟”
لكن، قبل أن تتحرك المجموعة—
رنّ جرس ناعم من داخل المبنى، معلنًا نهاية الحصة الدراسية.
أمالت آيري رأسها بدهشة نحو الخدم.
لكن ما رأته كان أغرب مما توقعت: وجوههم شحب لونها… بعضهم احمرّ وجهه، وبعضهم ازرقّ كمن أصيب بالذهول.
وما إن فُتح الباب حتى بدأ الأطفال يتدفقون خارج المبنى.
أسرعت إحدى الخادمات بالقول:
“يا إلهي! لنبتعد بسرعة! هذا المكان خطير!”
‘أجل… هناك شيء مريب للغاية… المكان مثالي لإحداث فوضى مدروسة!’
آيري أورتيزو، خمس سنوات، تحوّلت رسميًا إلى كاشفة الفوضى.
وها هي عيناها ترصدان مشهدًا لا يُغتفر:
طفل وقح يمضغ المصاصات وكأنها وجبة غداء، واقفًا في لا مبالاة بساقٍ واحدة منحنية.
وفجأة، يرفع قبضته باتجاه طفلٍ أصغر منه حجمًا.
“هيا، أعطني كل ما تملكه.”
“أق… أقسم، لا أملك شيئًا اليوم!”
وبوجهٍ عابس، بدأ الطفل المتنمّر يفتّش في حقيبة الفتى الضعيف بلا رحمة.
“إن وجدت أي شيء، ستدفع غرامة فضية عن كل كذبة.”
تمتم أحد الخدم بمرارة:
“لا يمرّ يوم دون مشكلة…”
“رغم ذلك، أظنّه لا يضربهم فعليًا، أليس كذلك؟”
لم يكن في وسعهم التدخّل، لا عجزًا، بل لأن الفارق الطبقي الذي يفصلهم عن الموقف كاد يجمّد حواسهم.
لكن آيري… لم تكن من هذا الصنف أبدًا.
‘حين يُهان الحق… لا مكان للسكوت!’
ومن دون أن تشعر، قبضت الصغيرة على يدها بقوة، ثم انطلقت راكضة بسرعة تخطف الأبصار، أسرع من دوران الهامستر في عجلته.
“عذرًا، هل تجرؤ على مضايقة صديقي؟!”
“هاه؟ من هذه؟”
رمقها الفتى المشاغب بنظرة متعجرفة، ثم بصق على الأرض بفظاظة، واستخفافه يقطر من كل ملامحه.
“أنا لا أضايقه، فقط أطلب منه بعض المال. هذه أول مرة أراكِ فيها… ابنة كبير الخدم أم ماذا؟”
“لا، اسمي آيـ—”
“كفى. لست مهتمًا باسمكِ. هه، بما أنكِ ترتدين زيّ العزل من الهالة السوداء، فأنتِ على الأرجح واحدة من العامة غير المحصّنين؟ لا عجب.”
ابتسم بسخرية وقحة، كما لو أنه وجد لعبة جديدة ليعبث بها.
تجمّد الخمسة خدم خلفها في اللحظة ذاتها، ولم يجرؤ أحدهم على الحركة.
لكن آيري، بهدوء الملوك، هزّت رأسها لهم. رسالةٌ صامتة: «اتركوا الأمر لي.»
أمرٌ غير قابل للنقاش.
فثبتوا في أماكنهم، عاجزين بين ولائهم والطبيعة المتفجرة لما سيحدث.
تقدّمت آيري بخطى واثقة، وعيناها تتقدان، وسألت بنبرة ثابتة:
“معذرة، ما اسمك أيها الطفل؟”
“…أنا؟ شولتز. من الفرع الجانبي لعائلة أورتيزو النبيلة. قريبٌ من الدوق، سادس درجة على الأقل.”
أمالت آيري رأسها قليلًا، ولم يبدُ عليها الفهم.
فهي لا تُعنى بالأنساب ولا بمكانة العائلات، ولا تعرف في شيء عن “الفرع” أو “السلالة المباشرة” أو “ذوي القوى الخاصة”.
وفي تلك اللحظة، جاءها صوت كوكي من داخل جيبها، كصوتٍ داخلي يهمس في عقلها:
『بمعنى آخر… إنه أقل منكِ بكثير.』
رداء الغطرسة لا يستر الجهل.
كرّر شولتز كلماته بنبرة أقسى:
“كفّي عن التطفل واغربي عن وجهي.”
لكن آيري لم تكن من ذلك النوع الذي “يختفي”.
بل وقفت أمامه بثقة من تحمل النور في قلبها والحق في كلماتها.
“ما خطبكِ؟ لماذا لا تذهبين؟”
وبدافع الغيظ، رفع حاجبيه، ثم حاول عرقلتها بقدمه.
لكنها، بما اكتسبته من سنوات التدريب في التايكوندو، تملصت بسهولة.
“ماذا؟! كيف تفاديتِ ذلك؟!”
وجهه الأملس بدا كقطعةٍ مثالية لتلقّي درسٍ لن يُنسى.
ابتسمت آيري بهدوء وقالت:
“حسنًا، لقد أتيت في الوقت المناسب. دعني أعلّمك معنى الإنسانية، والاحترام، والشرف.”
أما الطفل الصغير الذي كان ضحيّته، فقد نظر إليها بدهشة، لا يصدّق ما يسمعه.
“إن… ماذا؟”
“آه، يبدو أنك تجهل معناها… ليس غريبًا على طفلٍ لم يتلقَّ يومًا درسًا في الأخلاق.”
“ماذا قلتِ؟!”
وكانت تلك الجملة وحدها كافية ليحمرّ وجهه حتى صار أشبه بثمرة طماطم ناضجة، رغم تجاهله الدائم لتوبيخ البالغين.
“أنا… أنا أعلم ذلك تمامًا، فهمتِ؟!”
“حقًا؟ إذًا، ما هي الإنسانية والأدب والشرف؟”
“…”
داس الأرض بقدمه غيظًا، وصاح:
“ب-بغضّ النظر! لا أريد أن أسمع هذا الهراء من طفلة ضعيفة! أنتِ مجرد عبء!”
لكن كلمات كهذه لا تترك أثرًا في قلبٍ سمع مثلها كثيرًا… في حياةٍ أخرى.
بل على العكس، تذكّرت كلمات معلمها ذات يوم:
『حين يحين وقت الدفاع عن الحق… لا تترددي في أن تكوني قوية.』
وفوق كل شيء… كانت هذه فرصة ذهبية لافتعال ضجة، واستدعاء الكبار.
نظرت إلى وجه شولتز المتغطرس، فإذا به يبدو لها ككعكة قوس قزح شهية، تنتظر أن تلتهمها الركلة التالية.
مسحت بلطف طرف فمها من لعابٍ كاد يقطر، بينما بدأ الخدم يرتبكون، ويوشكون على التدخّل.
“توقّف، يا شولتز! هل تعرف من هذه الطفلة؟!”
لكن شولتز لم يعرهم أي اهتمام، بل رفع يده عاليًا، كأنه على وشك أن يضربها.
“وأنتِ، أيتها الضعيفة… ماذا تظنين أنكِ قادرة على فعله؟”
ثم فجأة—
كراش!
امتدّت يده ليقبض على ذقنها بعنف، في لمح البصر، دون أن تمنحه الخادمات فرصة.
إحدى الخادمات اندفعت لتحمل آيري وتحميها، لكن ما حدث كان اعتداءً، لا ريب فيه.
وهنا، لمعت عينا آيري ببريقٍ خاطف.
“لقد حذرتك… احترم الأدب!”
مؤسف أن جسدها الحالي لا يتجاوز الخمس سنوات—لينٌ، صغير، هشّ.
لكنها، وقد قضت تسعة أعوام سابقة في حياة سابقة، تمرّست في صالات القتال.
تعلم تمامًا أين تركل… ومتى.
『جرّبي فقط… ولن تندمي!』
وفي لحظة، انطلقت قدم آيري نحو الأعلى كأنها شُعلة برق!
“لا تنتهك قوانين السماء!”
استعد…
هذه هي ضربة: ركلة الهيكتوباسكال!
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات