⋆。°✩﹤📖﹥✩°。⋆
『 ✧ الفصل السادس ✧ 』
✦ ━━━━━━━ ⸙ ━━━━━━━ ✦
“هاه؟! إنّها بحجم حبّة فاصوليا فقط؟!”
“……نعم؟”
أومأت آيري برأسها في خجلٍ متردد.
“إذاً، أستطيع أن أتدرّب عليها الآن!”
لكن كوكي هزّ رأسه نافيًا بحسم:
“القوّة التطهيرية لا تُكتسب بالتدرّب. إنّها هبة تولدين بها، وما عليكِ إلا أن تستخدميها.”
ثم أسرع برسم مخطّط مرموق على الأرض بخطوط دقيقة، وبدأ يشرح بفخر:
⋆。°✩﹤✦ تصنيف قوّة تطهير النور ✦﹥✩°。⋆
➊ بذرة النور
➋ شجرة النور
➌ درع النور
➍ النور المقدّس
➎ نور الخلاص
“كلّما كانت المرتبة أدنى، لا يمكنكِ سوى تطهير الطاقات المظلمة الضعيفة… وأنتِ، للأسف، في المرتبة الأولى، بل وفي أدنى درجاتها. باختصار… أنتِ في القاع.”
اهتزّت عينا آيري بقوّة، وقد اتّسعتا بصدمةٍ وذهول.
فصوت الحلم قد همس لها بثقة أنّها «مطهّرة القدر» التي ستنقذ هذا العالم…
‘هل… هل يمكن أن يكون ذاك الصوت مخطئًا؟’
وأثناء ما كانت مشاعر الإحباط تجتاحها، كان كوكي يحدّق بها بتأنٍ، وكأنّه يفككها بعين خبير… وفجأة، قبض يده بحماسة:
“……هاه؟!”
مسح جسدها بنظرة فاحصة، ثم رمش بعينيه المصنوعتين من الشوكولاتة الداكنة، وهتف بانفعال:
“إنّه أمر مذهل… في داخلكِ شيء نادر للغاية!”
“نعم؟”
“إنّه… ‘حلقة التطهير’! أداة خارقة تمتصّ الطاقات المظلمة!”
“……وما معناها؟”
“ببساطة، يمكنكِ ابتلاع الهالة السوداء من الناس، كما أفعل أنا تمامًا! كلّما التهمتِ طاقات الظلام، ازدادت قوتكِ! بل والأعجب… أن من تُطهّرينهم، لا يقعون أبدًا مجددًا في براثن الظلام! إنّها قدرة خيالية!”
“وااه!! إذًا يمكنني أن آكل طاقات الجميع!”
✦ نجاح ساحق! ✦
لكن كوكي عاد ليحذّرها:
“لكن هناك شرط: عليكِ أن تتقرّبي من الشخص لتتمكّني من امتصاص الهالة السوداء. كما أنكِ في المرتبة الأولى الآن، فلا يمكنكِ سوى تطهير الحالات الضعيفة.”
“……”
‘يا ترى… هل هذه القوّة حقًا مميزة؟’
‘هل أنا… حقًا البطلة؟’
وبينما خفت وهج عينيها، أسرع كوكي يرفع معنوياتها:
“لا تستسلمي! في هذا العالم، أنتِ الوحيدة القادرة على الوصول إلى المرتبة الخامسة… أعلى مرتبة على الإطلاق!”
اتّسعت عينا آيري بانبهار.
تذكّرت على الفور الأنمي الذي عشقته في حياتها السابقة، والذي كان منافسًا لريجينت في قلبها:
『أنا وحدي… أنمو بسرعة! سريعة الصعود!』
ذاك البطل الذي وُلد في عالم ألعاب مظلم، مليء باليأس، وتعرّض للسخرية والاحتقار.
لكنّه كان يحمل سرًّا… شفرة غش سحرية.
وفي عالمٍ يغرق في ظلال الدمار، وحده هو ازدهر… ونما… حتى صار أقوى كائن على وجه الأرض.
‘أيعقل أن أكون أنا من تؤدي هذا الدور؟! أنا البطلة؟!’
ارتفع كتفا آيري اللذان كانا قد انخفضا، وامتلأت ملامحها بوميضٍ مشرق.
“أنتِ حقًا… البطلة الموعودة!”
وبكلمةٍ واحدة من كوكي، حلّقت كتفاها عاليًا كأنما تلامسان السماء.
فزعيمة فرقة العرض في نادي التايكوندو، وأصغر قائدة في تاريخها، لا يمكن الاستهانة بها مطلقًا.
أخذت تحرّك وركيها بحماس، وتؤدي رقصة “كوكو الصغيرة” المفضلة لدى جدّتها، فيما رأسها يغصّ بالخيالات الجميلة:
❝ يا للعجب! أتمتلكين أقوى قوّة تطهير عرفها هذا العالم؟ إنكِ مدهشة حقًا! ❞
❝ أحم، لا شيء يُذكر… كما أنني أحمل الحزام البومي أيضًا. ❞
❝ واو! الحزام البومي؟ هذا مدهش للغاية! ❞
❝ أعترف، أنا مذهلة نوعًا ما… هل ترغبين برؤية الحركات التي نلت بها ميدالية من المركز الوطني؟ ❞
❝ آه… نعم! أنتِ رائعة حقًا! يا بطلتنا العادلة! ❞
قبضت آيري يدها الصغير بحماسة.
“سأذهب فورًا لأتفاخر أمام خادمات القصر!”
لكن كوكي اعترضها بسرعة:
“مهلًا، عن أي خادمات تتحدثين؟! هذه القوّة الهائلة يجب أن تُخفى. لا بدّ من إبلاغ دوق أورتيزو بها أولًا!”
“……هاه؟”
“لا يمكن إفشاء سركِ لأي أحد! إن تسربت أنباؤكِ، فربما يستهدفك الأعداء! وأنتِ الآن… ما زلتِ ضعيفة.”
“هـه… هاه!”
“الأبطال الحقيقيون دومًا مهددون بالاغتيال. أخفِ قوتك، أيتها البطلة الصغيرة!”
قال كوكي بصوتٍ مريب وهو يقلّد ضربةً إلى الرقبة.
فقفزت آيري مرعوبة، تغطي عنقها بيديها:
“هـ-هـذا… لا يجوز!”
“لهذا… لننطلق فورًا إلى دوق أورتيزو! قولي له أنكِ البطلة، واطلبي منه المساعدة!”
“أه… حسنًا…”
“بالمناسبة، ألم تلاحظي؟ أظنه والدكِ. منذ لحظة استدعائي، كل شيء بدا واضحًا.”
“أه… أأه، نعم…”
تجمّدت آيري للحظة، وفور سماعها كلمة “أبي”، تراجع حماسها كليًا… لا، بل انطفأ تمامًا.
وفجأة، غزت عقلها أفكار واقعية… باردة.
‘هل… هل سيقبل دوق أورتيزو أن يراني؟’
هي ليست تلك الطفلة الظريفة التي يحبها الجميع.
وفي حياتها السابقة، لم يكن والداها كذلك أيضًا.
حين كانت آيرين – فتاة التايكوندو ذات التسعة أعوام – كانت تلك الكلمة تُتداول كثيرًا: الطلاق.
أخبروها أنهما افترقا إلى الأبد… ولن يلتقيا مجددًا.
“لماذا هذه الطفلة مزعجة هكذا؟ إنها تثير أعصابي.”
“سوف تسمعك الطفلة. لا تقول هذا الكلام أمامها…”
“إذًا خذيها أنتِ وربيها. لا تتظاهري بالطيبة وأنتِ لا تنوين رعايتها أصلًا.”
كانا يظهران من حين لآخر، يتحدثان عن “الوصاية” و”النفقة”، بكلمات غريبة لا تفهمها.
لكن وسط كلّ هذا الخراب… أنقذتها جدّتها.
“تبا لكم، أيها الأنذال. هذه الطفلة لي، وسأربيها أنا بنفسي! لا تقتربوا منها!”
ومع أن الحياة كانت صعبة، إلا أن الوقت الذي قضته مع جدتها، كان دافئًا… تمامًا مثل اليوم.
لذا، حتى إن لم يكن والدها في هذه الحياة يحبها، فهي لا تشعر بالحزن.
‘لن أُطرد من اللعبة… قبل أن تبدأ قصتي “أنا أنمو بسرعة!”‘
ستلعب دور البطلة بشجاعة، وتُنقذ العالم بعظمة، وتعيش مع جدّتها حياة سعيدة، مليئة بالطعام الشهي… والضحك.
قبضت آيري يدها الصغير وقالت بثبات:
⋆。°✩ “أنا مستعدّة!” ✩°。⋆
“أجل، إذًا… عليّ فقط أن ألتقي به!”
في تلك الأثناء، كان كوكي يرمق آيري بصمتٍ عميق.
رغم تذمّره المتكرر من شعوره وكأنه تحوّل إلى مربّية، فإن الحقيقة تبقى أنّه مخلوق مُستدعى، وتربطه بها رابطة العهد.
وهكذا، بدأ كوكي يلتقط خيوطًا خفية من مشاعرها، تُهمس إليه من خلال الرابط السريّ الذي يجمعهما.
في عينيه المصنوعتين من رقائق الشوكولا، لمعت لمحة قلق.
‘إنّ وجهها شاحب… هل هي بخير فعلًا؟’
لكن آيري كانت ما تزال تُظهر وجهًا باسلًا وابتسامة صامدة،
فطمأن كوكي نفسه سريعًا:
‘لا بأس… لا بد أنها بخير.’
✦ ✦ ✦
قرر الثنائي الجريء—الطفلة البطلة ورفيقها كوكي—الشروع في تنفيذ خطّتهما العظيمة:
《العملية الكبرى: احتلال الشمال!》
وبينما كانت آيري تتجوّل في أروقة القصر بحثًا عن أفكار لترتيب خطة محكمة، إذا بها تصادف أحدًا لم تتوقعه…
“تحية طيبة. رئيس الخدم بيتر يحيّي الآنسة آيري.”
ما إن التقت عيناها بوجهه، حتى دارت عيناها ببطءٍ حذر.
فبعكس الخادمات اللواتي ذُبنَ فور رؤيتها، كان هذا الرجل مختلفًا.
❆ كان باردًا… باردًا كنسيم الشتاء. ووقف أمامها كجدارٍ عالٍ لا يُخترق. ❆
‘أوه لا… إنه رجل بالغ غريب!’
فرغم أنّها كانت تألف وجود الجدة والجد، فإنّ البالغين الذكور كانوا… صعبين للغاية بالنسبة لها.
‘أريد أن أطلب شيئًا… لكن أشعر وكأنني أحاول وخز صخرة بإبرة!’
وقبل أن تتفوّه بكلمة، رفعت رأسها بحذر لترى بيتر يحدّق بها بنظرةٍ مشوبة بالريبة.
“آمل أن تسيري الأمور على خير ما يُرام خلال فترة إقامتكِ، آنسة آيري.”
قالها بنبرةٍ جامدة، تشبه رياحًا باردة تهبّ من خلف الجدران.
لكن آيري لم تُحِدّ بصرها عنه.
‘هل يمكنني أن أستخرج منه شيئًا… أي شيء مفيد؟’
وفجأة، لمحت ركنًا من الأوراق التي يحملها:
『الأمان داخل القصر أولوية قصوى. في حال حدوث طارئ، يجب على جميع القوات العودة فورًا.』
‘ما معنى هذا؟’
وقبل أن تُنهي تساؤلها، دوّى صوت ضجيجٍ خافت من بعيد.
استدار بيتر بهدوء، قائلاً:
“آه، يبدو أنّ فرقة الفرسان تؤدّي طابور الصباح.”
كان الوقت صباحًا، وكانت أصوات الفرسان تتردّد من ساحة التدريب، وهم يهتفون بعزم:
“سنحمي قلعة أورتيزو! وعند الطوارئ… نُبلّغ الدوق فورًا!”
وما إن سمعَت آيري تلك الكلمات، حتى انبعث بريقٌ في عينيها… وتذكّرت وجهًا مألوفًا—معلم التايكوندو، الذي لطالما قيل عنه إنّ لديه عيونًا في ظهره.
حين كانت آيري مهووسة بآيس كريم الزبادي، وصلت بها الجرأة لأن تُهرّب الآيس كريم داخل قاعة التدريب نفسها…
“قلت مئة مرّة إن الآيس كريم ممنوع داخل التايكوندو! هل قلتُ يجوز؟!”
“هـااه! ق، ق، قائد! كـ… كيف عرفت أنني أتناوله هنا؟!”
“الناس يقولون: عند ذكر النمر يظهر… ألا تعلمين؟”
“إذًا أنت… أنت نمر؟!”
فمسح المعلم بقسوة بقايا الآيس كريم عن شفتيها وقال:
“أوه، نمر من جديد؟! أنتِ السبب في استدعائي دائمًا، بسبب حماقاتكِ الصغيرة.”
✦ وهنا أضاءت لمبة الأفكار في رأس آيري ✦
“نعم… هذا هو! هذا هو المفتاح!”
إذا ارتكب الأطفال حماقةً، يظهر الكبار فورًا!
لأن البالغين… يمتلكون عيونًا في ظهورهم!
صحيح أن افتعال المشاكل قد يكون أمرًا مقلقًا…
لكن…
“في سبيل القضيّة العظمى، قد يُضحّى بالصغائر!”
استعادت آيري كلمات أحد مدربيها.
وقبضت على يدها الصغيرة بإصرار، فيما بيتر لا يزال يحدّق بها دون أن يرفّ له جفن، قبل أن ينحني باقتضاب وينصرف دون كلمة أخرى.
وخلف هذا الهدوء… بدأت دماغ آيري الصغيرة تدور كعجلة التروس، تدبّر، وتخطط، وتتشكل فيها فكرة عظيمة.
ثم تمتمت، وكأنها تُعلن ولادة خطة جهنمية:
“كوكي، اسمعني…”
“هم؟ أرجو فقط ألا تكون فكرة سيئة للغاية…”
وما هي إلا لحظة حتى ارتفعت آيري من مكانها، وصاحت بكل عزم:
⋆。°✩ “لنذهب ونُحدث… فوضى!” ✩°。⋆
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 6"