⋆。°✩﹤📖﹥✩°。⋆
『 ✧ الفصل العاشر ✧ 』
✦ ━━━━━━━ ⸙ ━━━━━━━ ✦
قال لاسبن بوجهٍ مدهوش:
“لأكون دقيقًا، لم تكن لكمة، بل ركلة. لقد وجّهت له ضربةً بقدمها.”
نهض ديكلان من مجلسه.
“تحقّق فورًا من هو الذي تجرّأ على تلقّي ركلةٍ من قَدَم ابنتي… ثم عاقِبه أشدّ عقاب.”
“حاضر، سأنفّذ الأمر.”
“…ثم، ماذا عن حالتها؟”
“نعم؟”
بدا أن الطرف الآخر لم يفهم المقصود.
تشنّج حاجبا ديكلان بغيظٍ مكبوت، ونطق كمن يلفظ شيئًا لا يرغب بقوله:
“قلتُ… هل أُصيبت بأيّ أذى؟”
“أممم… لم يُذكر شيء من هذا القبيل…”
نظر لاسبن إلى وجه ديكلان وتأمّله مليًّا، ثم قال بحذر:
“ولكن، قد تكون أُصيبت بشيءٍ خفيف… لذا، أليس من الأفضل أن تراها بنفسك؟”
نظر لاسبن إلى المذكرة السحرية في يده، وراح يُثرثر كالعصفور:
“يقول رئيس الخدم إنّ الأمر بالغ الخطورة، ويستدعي حضور صاحب السمو الدوق بنفسه.”
“…”.
“بل وأضاف: <إن لم يحضر صاحب السمو الدوق، فسأترك مهامي وأعود لحياتي السابقة كإنسان عادي.>، هكذا قال حرفيًا… لم أرَه يطلب لقاءً بإصرار كهذا من قبل.”
“…”.
“يا تُرى، ما الذي حدث بالضبط؟”
“…”.
“أ… على كلّ حال، هل حقًا لن تذهب؟ قد تكون هذه آخر مرّة تلتقيان فيها… ثم إنّ المخلوقات السحرية قد أُبيدت بالفعل.”
تمتم ديكلان وهو يمسح وجهه بيدٍ جافّة:
“طفلةٌ نشأت في الجنوب، حيث الدفء والناس الطيّبون…”
“…”.
“لو رأتني، فإنها ستتأذّى من الماجي… وإن لم تتأذى، فستبقى صورة وجهي محفورة في ذاكرتها…”
“عفوا؟”
كرّر مسح وجهه بتنهيدةٍ مقيتة.
“…لا داعي. فنحن من لا يُسمَح لنا بالتعلّق بأحد.”
“فهل هذا يعني أنّك لن تذهب؟”
وبعد صمتٍ طويل، تكلّم ديكلان بصوتٍ خفيض:
“لقد… خسرت.”
“عذرًا؟”
“…سأعود إلى القصر. أخبرهم أن يحيطوا جسد الفتاة بأداةٍ سحرية لحمايتها.”
رفع لاسبن حاجبيه وقد استوعب الموقف أخيرًا، ثم قال سريعًا:
“حاضر! سأبلّغهم بإحاطة جسد الآنسة آيري بطبقةٍ سحرية كاملة!”
“هل تستطيع تحمّل المانا لمدة عشر دقائق؟”
“بالتأكيد! أظنّ أنّها قادرة على ذلك.”
كان يعلم ما الذي يجب قوله…
‘لا تتأذّي وأنتِ في الشمال، وعودي إلى الجنوب حيث السعادة والراحة.’
وهو فوق جواده، شدّ ديكلان لجامه، ثم نظر إلى لاسفين بنظرةٍ خاطفة:
“أنظر إلى وجهي… أليس بشعًا بما فيه الكفاية؟”
ركب لاسبن جواده بسرعة وهمس وهو يدير نظره بعيدًا:
“بصراحة… إن أجبت بصدق، قد أفقد حياتي الآن.”
“إذن، ارحل من أمامي.”
اندفع ديكلان بجواده نحو ضفّة الماء، راغبًا في رؤية انعكاس وجهه.
وما إن نظر إلى الماء، حتّى ظهر له وجهٌ ملوثٌ…
شعرٌ أسود قاتم كظلامٍ دامس، وعينان حمراوان كالدم—لونٌ يُعتبَر نذير شؤمٍ في الجنوب.
تمنّى أن تكون ابنته قد سمعت الشائعات المخيفة التي تُروى عنه…
شدّ ديكلان اللجام بقوّة.
فانطلق جواده بسرعةٍ أكبر من المعتاد، وكأنّه قرأ ما يدور في قلب سيّده.
ومع صفعة الرياح لوجنتَيه، فكّر ديكلان بصمت:
‘سوف أموت قريبًا.إن عبّرتُ عن مشاعري الآن، فستكون تلك جراحًا جديدة في قلبها.’
لذا، لا يهمّه كم ستكون لطيفةً أو جذّابة…
لن يسمح لنفسه بأن يتعلّق بها.
✦ ━━━━━━━ ⸙ ━━━━━━━ ✦
『 ✧ الفصل الرابع: اللقاء الأوّل بين الأب وابنته ✧ 』
✦ ━━━━━━━ ⸙ ━━━━━━━ ✦
انطلق صوت البوق مُعلنًا عودة دوق أورتيزو، فاهتزّت أركان القصر بأكمله.
أما آيري، فقد اقتيدت قسرًا إلى غرفة الزينة الوحيدة في القصر.
“بما أنكِ ستقابلين صاحب السمو الدوق، فعليكِ أن تظهري بمظهرٍ لائق!”
وهكذا، تحوّلت آيري إلى كعكة أرزٍ ضخمة مغلّفة باللون الأبيض.
“آآه، الآنسة آيري! أنتِ لطيفة جدًا!”
حاولت أن تنحني شاكرة، لكن جسدها كان ملفوفًا كشرنقة، ففشلت.
رفعت ذقنها بفخرٍ طفولي، ثم تأوّهت بألمٍ خافت:
“ر-رأسي… انحشر تمامًا داخل القبّعة…!”
ارتدّت أعين الخادمات إلى عوالم الطفولة، وجمعن أيديهن على صدورهن:
“إنها لطيفة جدًا، مستديرة تمامًا!”
“صاحب السمو الدوق سيقع في حبّها من النظرة الأولى! يا إلهي!”
إحداهنّ كادت تضرب رأسها بالحائط ، لكنها توقّفت في اللحظة الأخيرة:
“لا، لا تفزعي. أنا فقط… أعاني من طبعٍ هجومي.”
“لا تقلقي… لم أفزع…”
فقط، حين سمعت اسم “دوق أورتيزو”، أدركت فجأة أنّ الأمر حقيقي.
ولسببٍ ما، استرجعت فورًا ملامح والدها في حياتها السابقة…
كلمة <أبي>، كانت تعني في ذهن آيري: الكراهية، التذمّر، والتخلّي.
“أنا… لدي رحلة مدرسية يوم الأحد…”
“ولِمَ أقضي عطلتي مع عبءٍ مثلك؟”
“…”
“هيه! خذ هذه الطفلة معك، حتى لا تعرقلني في كلّ صغيرة وكبيرة!”
في التاسعة من عمرها، كانت “آرين” قويّة بفضل تدريبات التايكوندو…
لكن حين كان والدها يرفع يده، كانت ترتجف كعصفورٍ مبتلّ.
‘لا، لا تخافي!’
فتحت آيري عينيها بإصرارٍ لامع.
كانت تعلم أنّ أمامها الكثير لتفعله حين تلتقي به.
أخرجت ورقةً مجعّدة كتبت فيها أهدافها، بجانب كعكة الكوكيز:
✦ الهدف الأوّل: كسب مودّة الدوق عبر الإجابات المثالية التي قدّمتها لها رئيسة الخادمات!
✦ الهدف الثاني: الكشف عن هويّتها الحقيقية كـ”بطلة” جاءت لتطهّر الشمال!
خطةٌ عظيمة، بلا شكّ.
لكن مجرّد التفكير بمقابلة رجلٍ غريب جعل قلبها يوشك على الخروج من صدرها.
‘جيّد… لأجل تقوية قلبي، سأبدأ بتايكوندو المستوى الأول.’
في حياتها السابقة؟
كانت قائدة فريق العروض في نادي “تايكوندو كيونغ-هي”.
مواجهة دوق أورتيزو؟
لا شيء مستحيل!
✦ ━━━━━━━ ⸙ ━━━━━━━ ✦
…كلمة “لا شيء مستحيل” تمّ سحبها رسميًّا.
في حديقة قصر أورتيزو الخارجيّة.
نظرت آيري إلى الرجل الواقف على بُعد خمسة أمتار منها، ووجهها كأنها قضمت ثمرة خرّوب.
‘هل هذا هو دوق أورتيزو؟’
لم تستطع رؤية ملامحه بوضوح بسبب المسافة.
‘أهو دوقٌ أم عود قطن؟’
ضيّقت عينيها، فلاحظت أنه كان يرتدي درعًا يغطي جسده بالكامل.
رفعت أداة السحر التي سلّمها لها أحد الخدم، وجربت استخدامها بهمسةٍ صغيرة.
وعلى بعد خمسة أمتار، سمع ديكلان صوتها يخرج من الأداة في يده.
“هُه، إنه بعيدٌ جدًا…”
بالفعل، كانت تبعد عنه مسافة ملحوظة.
فهي تقف في أقصى غرب الحديقة، بينما هو في أقصى شرقها.
لكن لم يكن هناك خيار آخر.
فمنذ أن قُتلت زوجته على يد وحشٍ عند حدود الشمال، وهو يكرّس حياته لإبادة مصدر تلك الوحوش، وتطهير الهالة السحرية السوداء من الشمال.
والآن، وقد تراكمت الهالة السحرية السوداء في جسده، أصبح لا يمكنه الاقتراب من غير المحصّنين دون أن يُميتَهم.
نظر إلى وجنتَيها المتورّدتين، المحميّتين بطبقةٍ سحرية، وقال بصوتٍ حاول أن يكون طبيعيًّا:
“مرحبًا.”
رغم تكراره لهذا التمرين عشرات المرات،
ربّما بدا تحيّته غريبةً قليلًا.
لكن آيري أحسّت بشيء، وكأنها شعرت بنيّته.
حرّكت عينيها قليلاً، ثم قفزت من على الكرسي، وانحنت بزاوية تسعين درجة:
“أ-أهلاً وسهلاً بك!”
كيف لصوتٍ ضخمٍ كهذا أن يخرج من جسدٍ صغيرٍ كهذا؟
رفع حاجبيه بدهشة، وسأل:
“جسدكِ…”
“نعم؟”
“هل أنتِ بخير؟”
“تمامًا! بصحّةٍ ممتازة!”
ورفعت آيري قبضتها الصغيرة، قائلةً:
“أتراني قويّة؟”
‘تبدو ضعيفة… ناعمة جدًا…’
لكن قبل أن يصرّح بذلك، قفزت آيري إلى النقطة الأهم:
“لأنّني… البطلة التي جاءت لتُنقذ الشمال!”
…أيّ بطلة؟
* * *
ترجمة : لونا
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 10"