مر الوقت بلا حول ولا قوة على هذا النحو، وحان وقت غروب الشمس.

 

أصبح من الصعب بعض الشيء التمييز بين الأشياء الآن.

 

ومع ذلك، حتى بعد البحث في الحقل لفترة طويلة، لا يمكن رؤية العشب في أي مكان.

 

تحدث لاكيوس معي بحذر.

 

“لقد اختفت الشمس تقريبًا. من الأفضل أن أعود اليوم…….”

 

“لا، سأبحث عن المزيد.”

 

ثم أصبح صوت لاكيوس أكثر صرامة قليلاً.

 

“تيتي، أنتِ بحاجة إلى الراحة.فإن جسمكِ ليس بصحة جيدة.” 

 

“… … هذا.”

 

 عضضت شفتي.

 

هذا صحيح، لأن نوباتي كانت لا تزال تطاردني باستمرار.

 

على الرغم من أن عدد النوبات انخفض مقارنة بما كنت عليه عندما كنت صغيرة إلا أنني كنت لا أزال مضطرة إلى البقاء في السرير لأيام  عندما أصبت بنوبة.

 

كما أن النوبات تأتي عادةً كلما كان الجسم مرهقًا.

 

وكان لاكيوس يشير إلى هذا الجزء.

 

“بغض النظر عن المعلمين، لا أريد أن أراكِ تبالغي في ذلك أيضًا.”

 

“لاكي ولكن.”

 

“لقد قدمت الكثير من التنازلات للمجيء إلى هنا معًا.”

 

نظرت إلى لاكيوس بنظرة محيرة.

 

كان للاكيوس تعبيرًا معقدًا، لكنه سرعان ما أنهى كلامه بحزم.

 

“إذا واصلتِ الإصرار، فليس لدي خيار سوى أن أطلب منكِ العودة”

 

“… ….”

كنت أعرف.

 

حقيقة أن لاكيوس يعتني بي كثيرًا بالفعل.

 

‘لكن.’

 

عضضت شفتي حتى نزفت.

 

‘هل يجب أن أعود دون أن أقدم اي مساعدة هكذا؟’

 

كنت آمل أن أتمكن على الأقل من الحصول على فكرة عن الأعشاب.

كان ذهني مشوشًا.

 

‘أوه لا…… هل من الممكن أنني كنت مخطئًة لأن ذلك كان منذ زمن طويل؟’

 

في الواقع، إذا لم يكن هناك مثل هذه العشبة.

 

لو أن لاكيوس والفرسان كانوا يتصارعون بسببي… … .

 

“… ….”

كنت متوترة كما لو كان شخص ما يخنق رقبتي.

 

“تيتي.”

 

لقد كان لاكيوس ينادي علي مرة أخرى.

 

غير قادره على التغلب عليه، نهضت أخيرًا.

 

و.

 

“… … ارغغ”

 

وبينما كنت أرفع نفسي، تعثرت كثيرًا.

 

هذا لأنني كنت جالسة في وضع القرفصاء لفترة طويلة، وفقدت ساقاي قوتهما.

 

“تيتي، هل أنتِ بخير؟!” 

 

مد لاكيوس يده على عجل لدعمي. 

 

“لقد قلت أنكِ تبالغي في الأمر.”

 

“… ….”

“إذا انهارتي، كيف سأتمكن من مقابلة المعلمين؟”

 

ظل لاكيوس يتحدث عن شيء ما، لكنني لم أستطع الانتباه إلى ما كان يقوله.

ثبتت عيني على قدمي كما لو كانت ممسوسة.

 

“وجدتها.”

 

“اليوم، ادخلي واستريحي….”

 

“وجدتها!!”

 

قمت بسحب حافة ملابسه وناديت لاكيوس.

 

مندهشًا، سألني لاكيوس مرة أخرى.

 

“ماذا جرى؟”

 

“هذا هذا. أنظر إلى هذا.”

 

ومن خلال العشب المغطى بالرماد، ظهرت نبتة واحدة بحجم كف يدي.

 

نمت الأوراق الخضراء بكثافة فوق الأغصان النحيلة.

 

وتحتها كانت تنمو حبات التوت الحمراء الصغيرة.

 

نظر لاكيوس إليه في رهبة.

 

“… … هل هذه هي النبتة؟”

 

“نعم.”

 

جلست ببطء.

 

مددت يدي وقطفت العشبة.

 

أوراق رقيقة تعشش بكثافة على الأغصان، وتوت أحمر صغير، ورائحة حلوة ومرّة تخترق الأنف.

 

كان الأمر بالضبط كما كان في ذاكرتي.

 

وفي الوقت نفسه، انهمرت الدموع في عيني.

 

“لقد وجدتهل …….”

 

انهمرت الدموع بغزارة.

 

ولأنني لم أتمكن من التغلب على المشاعر المتصاعدة، بكيت بقوة وأنا أمسك بالأعشاب.

 

* * *

عدنا أنا ولاكيوس إلى القرية.

 

نظر إلينا الفرسان الذين ساعدوا القرية حتى وقت متأخر. 

 

“لا، ماذا حدث هنا بحق الجحيم؟”

 

“ما هذا؟”

 

يجب أن يكون الأمر كذلك.

 

وكانت جميع ملابسنا ملطخة بالعشب، وكانت مغطاة بالرماد من رأسنا إلى أخمص قدمينا. 

 

 

“عفوًا.”

 

شئت أم أبيت، ابتسمت لفكرة حصاد اليوم.

 

بدءًا من تلك العشبة، تمكنا من العثور على العديد من الأعشاب الأخرى.

 

لذلك بغض النظر عما يقوله أي شخص، كنت اليوم أسعد شخص في العالم!

 

وفي الوقت نفسه، دعا لاكيوس على الفور في فارس واحد.

 

“السيد ترودو.”

 

ثم يوضع الكيس الذي يحتوي على الأعشاب الطبية بين ذراعي الفارس.

 

“خذ هذا وعد إلى الإقامة الدائمة على الفور.”

 

“نعم؟ ما هذا بحق الجحيم؟”

 

“قد يكون للنبات تأثير في طرد الشياطين.”

 

للحظة، أصبح تعبير اللورد ترودو جديًا.

 

“… … هل أنت متأكد؟”

 

“هل رأيتني أمزح بشأن هذا؟ اذهب بسرعة.”

 

“نعم!”

 

غادر السير ترودو على الفور إلى الإسطبل، بدون حتى ادني تأخير. 

 

 

نظرت إلى لاكيوس بطرف عيني.

 

“ألن يكون من الخطورة التحرك في هذه الساعة المتأخرة؟ يفضل أن يذهب في الصباح الباكر….”

 

“تيتي؟”

 

عقد لاكيوس حاجبيه وسأل مرة أخرى.

 

“فرساني، في أحسن الأحوال، هل سوف يكون خطير عليهم ركوب الخيل قليلاً في الليل؟”

 

“أوه، لا. لا أقصد ذلك” 

 

“لم أقم بتدريب فرساني ليكونوا هشين جدًا.”

 

… … هل هذا التصريح يجعلك تشعر بالاكتئاب؟

 

إنها مثل عادة المحاربين الثلاثة في الحديث عن لاكيوس… … .

 

“بادئ ذي بدء، من المهم التحقق من الأعشاب في أسرع وقت ممكن.”

 

هز لاكيوس كتفيه ولف يده بخفة حول كتفي وسحبني إلى الداخل.

 

“حسنا، يجب أن تحصلي على بعض الراحة. تعالي.”

 

“نعم؟”

 

“على أية حال، مع الوضع في المدينة، يبدو من الصعب استئجار حمام.”

 

نظر لاكيوس حوله وتنهد.

 

“دعينا نغسل وجوهنا أولا. لدي رماد في جميع أنحاء وجهي “.

 

مررت أصابعي بسرعة على خدي،فوجدت الرماد علي يدي.

 

 

“هل كنت أتجول هكذا طوال هذا الوقت؟!”

 

“نعم. ألم تعلمي؟”

 

أشرقت عيون لاكيوس بلطف، وأضاف تعليقًا. 

 

“اعتقدت أنكِ تعرفي بالفعل.”

 

“أوه، لا أستطيع العيش!”

 

لقد غطيت وجهي بكلتا يدي بشكل انعكاسي.

 

أميرة أورليان، لا، وجه ملكة الشياطين… …!

 

ولكن بعد ذلك.

 

“ماذا عن ذلك على أي حال؟ لا يوجد أحد أجمل منكِ في العالم.”

 

ماذا؟

 

حتى أنني نسيت إحراجي ونظرت إلى لاكيوس وعيني مفتوحة على مصراعيها.

 

على العكس من ذلك، كان لللاكيوس تعبيرًا يتساءل عن سبب التحديق به بهذه الطريقة.

 

“ماذا؟”

 

“حسنًا، ماذا الآن…؟”

 

“أوه، هل قلت أنني جميلة؟”

 

أجاب لاكيوس بكل وضوح.

 

“أليس يقال علي الاشياء الجميلة انها جميلة؟”

 

“… ….”

 

 

 

‘هذا غير عادل.’

 

زممت شفتي.

 

‘لماذا يبدو أنني الوحيد التي لا تعرف لاكيوس؟’

 

في الوقت المناسب، نادى فارس آخر لاكيوس بصوت عالٍ.

 

“سيدي! أعتقد أنك يجب أن تأتي إلى هنا للحظة! “

 

“أوه آسف. يجب أن أذهب لأرىماذا يحدث ثم أراكِ لاحقًا!”

 

ربت لاكيوس على كتفي وغادر.

 

“… ….”

 

عندما تُركت وحدي، شعرت أن وجهي يتحول إلى اللون الأحمر الساطع مرة أخرى.

… … ومن الواضح أن لاكيوس ليس لديه أي فهم على الإطلاق.

 

إذا كان الأمر كذلك، فلا ينبغي أن تجعل قلوب الناس ترفرف بكلمة واحدة فقط! 

 

شعرت وكأنني أريد أن أدوس علي قدمه.

 

هذا غير عادل! إنه خطأ لاكيوس!

 

* * *

 

لاكيوس، الذي كان يتجه نحو الفرسان، نظر إلى الوراء.

 

رأيت تاتيانا، التي أصبح وجهها منتفخًا بعض الشيء، تبتعد.

 

“أوه، لماذا شعرت فجأة بالإحباط؟”

 

كان لاكيوس في حيرة بعض الشيء. 

 

… … ما زال.

 

‘انه افضل الآن.’

 

بعد العثور على العشبة، ظلت صورة تاتيانا، متمسكة بالأرض وتبكي بغزارة، مرئية في عينيه.

 

لقد بكت بحزن شديد، في ذلك الوقت، لم يتمكن لاكيوس حتى من تهدئته بشكل صحيح.

 

“مهلا، إنه حاجز إلهي في جميع أنحاء كارلو.”

 

 

حاجز إلهي ينتشر باللون الفضي في ضوء شمس الصباح.

 

وتاتيانا، التي لم تستطع أن ترفع عينيها عن الحاجز حتى أثناء ركوبها.

 

‘كم كانت خائفة.’

 

لأنني أعرف مدى تقدير تاتيانا للمحاربين الثلاثة.

 

ليس الأمر أنها لا تعرف المخاوف التي يجب أن تمر بها.

 

‘.. … أريد أن تبتسم تيتي دائمًا.’

 

قام لاكيوس بقبضة قبضتيه بلطف.

 

‘للقيام بذلك، يجب أن أصبح أقوى قليلًا.’

 

فتاة يبدو أنها خلقت من خلال جمع الأشياء الأكثر نعومة والمحبوبة في العالم فقط.

 

طالما أن تلك الفتاة تبتسم بإشراق.

 

يمكنه فعل أي شيء

 

* * *

 

بعد الحصول على القليل من الماء بالكاد لغسل وجهي، وتناولي مع الفرسان وعاء من الحساء المسلوق تقريبًا.

 

لقد زحفت إلى كيس نومي مبكرًا.

 

ستستمر المسيرة القسرية غدًا، لذلك اعتقدت أنه سيكون من الأفضل الذهاب إلى الفراش مبكرًا.

 

لكن.

 

‘لا أستطيع النوم.’

 

استلقيت على سريري ونظرت إلى السماء بعيون واسعة.

 

نجوم مثل الشظايا متناثرة عبر سماء الليل السوداء ومتلألئة.

 

بعد التحديق في النجوم بلا حول ولا قوة، نهضت أخيرًا.

 

كان الأمر يستحق المشي قليلاً.

 

المترجمة:«Яєяє✨» 

 

تعليق ونجمة يشجعوني✨؟