اجتمع طُلّابُ السَّنةِ الأولى في كُلِّيَّةِ السِّحرِ داخلَ القاعةِ الكُبرى لأكاديميةِ السِّحرِ.
كان الطُّلَّابُ الجالسونَ على الكراسي المؤقَّتةِ يقرؤونَ مذكِّراتِهم بوجوهٍ متوتِّرة.
“آه… أشعرُ بالتوتُّرِ! معدتي تؤلمني!”
تناول “كارل” عدَّةَ حبَّاتٍ من دواءِ المعدةِ الذي صنعَه بنفسِه.
وحالما رأى الطُّلَّابُ من حولِه ذلك، هرعوا إليه لشراءِ بعضِه.
“حتى في مثلِ هذا الوقتِ، لا تفوِّتُ فُرصةً لكسبِ المالِ!”
“بما أنَّني أتوقَّعُ درجتي في الامتحانِ، فلا بأسَ بالمحاولةِ على الأقلِّ. على أيِّ حالٍ، “ليو”، أنتَ كالمعتادِ لا تشعرُ بالتوتُّرِ، صحيح؟”
“ليسَ تمامًا.”
“إذا لم يكنَ كذلك، فلماذا تبدو هادئًا إلى هذا الحدِّ؟”
تمتم “كارل” بنبرةٍ غامضةٍ وهو ينظرُ إلى “كلوي”، التي كانت جالسةً في الصفِّ الأمامي.
خلال فترةِ الامتحاناتِ، كانت “كلوي” تعيشُ كالمُنْعَزِلَةِ بمظهرٍ مُهْمَل، لكنَّها اليومَ بدتْ في غايةِ الأناقةِ.
ولم يكنَ الأمرُ يقتصرُ عليها فحسب، بل كانَ جميعُ طُلَّابِ كُلِّيَّةِ السِّحرِ يرتدونَ أزياءً رسميَّة.
لم يكنَ عرضُ السِّحرِ الفريدِ الذي سيُقامُ اليومَ مُجرَّدَ امتحانٍ، بل كانَ أيضًا فرصةً لعرضِ إنجازاتِ الطُّلَّابِ كمُتدرِّبينَ في السِّحرِ.
فبالنظرِ إلى أنَّ مهنةَ السِّحْرِ تتطلَّبُ المشاركةَ في العديدِ من النَّدواتِ لعرضِ الأبحاثِ النَّظريَّة، كان هذا الحدثُ بمثابةِ تدريبٍ على العروضِ المُستقبليَّة.
عندَها، فُتِحَ بابُ القاعةِ ودخلَ ثلاثةُ سَحَرَة.
كانوا جميعُهم يرتدونَ ملابسَ أنيقةً ويملكونَ تعابيرَ صارمةً بينما صعدوا إلى المنصَّةِ.
“مرحبًا، أستاذَ “رين” المساعد! آه، بل يجبُ أن أقولَ الآنَ: الأستاذَ “رين”؟”
لكن مع تغيُّرِ العالمِ السِّحريِّ، أصبحَتِ القُوى الفريدةُ مُجرَّدَ امتدادٍ للقُوَّى المُكتسبةِ عبرَ الإرثِ السِّحريِّ.
لذلكَ، لم يَعُدِ الابتكارُ في نوعِ القُوَّةِ بذاتِ الأهمِّيَّةِ كما كانَ في السَّابق،لكنَّ الطَّريقةَ التي يُطوِّرُ بها السَّاحرُ سِحرَهُ يجبُ أن تحملَ طابعًا فريدًا.”
ثمَّ رمقتْ “إليانا” بنظرةٍ باردةٍ خاليةٍ من التَّعبير.
“دائمًا ما يكونُ هناكَ شخصٌ وحشيٌّ في كُلِّ دفعةٍ. “أبادُ لوالين”، تقييمي لكَ هو: A+!”
تبعَ ذلكَ تصفيقٌ حارٌّ بينما نزلَ “أباد” عن المنصَّةِ.
“أوه، الطَّالبُ التَّالي سيكونُ مسكينًا!”
“الطَّالبُ التَّالي: “كارل توماس”.”
“هَهْ؟!”
تحوَّلَ ضحكُ “كارل” السَّابقِ إلى شُحوبٍ في لمحِ البصر.
وبدأ بعضُ الطُّلَّابِ يُوجِّهونَ إليهِ نظراتِ شفقةٍ، وكأنَّهم يُشاهدونَ حيوانًا يُساقُ إلى المَجزرةِ.
لم يكُنْ من المُستغرَبِ أن يعودَ “كارل” إلى مِقعدِه بعدَ عرضِه بوجهٍ خالٍ من الرُّوح.
كانَ الطُّلَّابُ من حولِه يُواسونهُ وهم يربِتونَ على كتفِه.
في أثناءِ ذلك، جاءَ دَورُ “تشيلسي” لتقديمِ عرضِها.
على عكسِ “أباد”، الذي قدَّمَ سِحرًا فريدًا يقومُ على القُوَّةِ التَّدميريَّةِ المُطلَقة، اختارتْ “تشيلسي” سِحرًا فريدًا يقومُ على التأثيرِ المُحيطيِّ من خلالِ السَّيطرةِ على الرِّيح، حيثُ يُمكنُ لها التَّحكُّمُ في كاملِ المنطقةِ المُحيطةِ بها، وجعلِها ساحةً استراتيجيَّةً تُناسبُ معركتَها.
“هذا مُذهل!”
“لا أُصدِّق! حتى لو كانت من عائلة لوالين، إلا أنَّها لا تزالُ في الرَّابعةَ عشرةَ من عمرِها فقط! A!”
“شُكرًا جزيلاً.”
ابتسمت “تشيلسي” بلُطفٍ وانحنتْ تحيَّةً قبل أن تنزلَ عن المنصَّةِ.
مع انتهاءِ عرضِها، لم يبقَ سوى مُتقدِّمَينِ اثنَين.
“المُتقدِّمُ التَّالي: ليو بلوف.”
دررررررغ-
بمُجرَّدِ سماعِ اسمه، وقفَ “ليو” من مَقعدِه.
جميعُ الأنظارِ اتَّجَهتْ إليه.
قبل أن يَصعَدَ إلى المنصَّةِ، تلاقَتْ عيناهُ بعَينَي كلوي التي كانتْ تَقِفُ في الصَّفِّ الأوَّلِ.
لوَّحَ لها بيدِه مُبتسمًا، لكنَّها لم تُبادِلْهُ التَّحيَّةَ، بل ظلَّتْ تُحدِّقُ فيهِ بصمتٍ.
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 42"