إنَّه الأستاذُ الذي طردَ أكبرَ عددٍ من الطلَّابِ في أكاديميَّة “لوميرن”!
ذلك هو “هاليند إدموند”.
لاحظَ “ليو” ردَّةَ فعلِ زملائه الغريبة، فمالَ قليلًا نحو “كارل”، الذي كان يجلسُ في الصفِّ الأوَّل، وسأله بصوتٍ منخفض:
“هل هو أستاذٌ مشهور؟”
ابتلعَ “كارل” ريقَه بصعوبةٍ وأجابَ هامسًا:
“ليسَ مشهورًا فحسب، بل إنَّهُ يشغلُ منصبَ الأستاذِ في ‘لوميرن’ منذُ قرابةِ عشرينَ عامًا!”
ثمَّ أردفَ بنبرةٍ قلقة:
“تخرَّجَ على يدِه عددٌ من الأبطالِ العظماء، لكنَّهُ في الوقتِ ذاتهِ طردَ عددًا لا يُحصى من الطلَّاب. وعادةً ما يتولَّى الإشرافَ على السنواتِ العليا، فلماذا أصبحَ الآنَ أستاذًا لمستوى السَّنةِ الأولى؟!”
فتحَ “هاليند” سجلَّ الحضور وقالَ بصوتٍ جامد:
“سأبدأُ بمناداةِ الأسماءِ الآن. ‘كارل توماس’.”
“نـ… نعم، أنا هنا!”
“‘إليانا رادن’.”
“حاضر!”
بالرغمِ من أنَّهُ لم يكن يفعلُ سوى مناداةِ الأسماء، إلَّا أنَّ طلابَ الفصلِ الخامسِ كانوا متوتِّرين بشكلٍ ملحوظ.
وأخيرًا، جاءَ دورُ “ليو”، الذي كان اسمُه آخرَ اسمٍ في القائمة.
“هل جميعُ الأساتذةِ هذا العام لا يُدرِّسونَ عادةً لطلابِ السَّنةِ الأولى؟”
“نعم، هذا صحيح.”
“إذًا، هل تمَّ توزيعُ الأساتذةِ على الفصولِ بشكلٍ عشوائيّ؟”
“لا، كلُّ أستاذٍ اختارَ بنفسِه الفصلَ الذي يُريدُ الإشرافَ عليه، وأنا اخترتُكم.”
كان “هاليند” معروفًا ليسَ فقط بكونِه قاسيًا على الطلَّابِ وإقصائِه لمن لا يجدُ فيهم الأمل، بل كانَ أيضًا أستاذًا بارعًا استطاعَ أن يُخرِّجَ نخبةً من العباقرة.
وحينَ أدركَ الطلَّابُ أنَّهُ قد اختارَهم بنفسِه، ازدادَ حماسُهم أكثر.
لكنَّ أحدَ الطلَّابِ لم يستطع كبحَ فضولِه، فسأل بحماسة:
فجأةً، تبدَّدَ الحماسُ من الفصلِ، وحلَّ صمتٌ خانقٌ.
ثم تابعَ بنبرةٍ هادئةٍ ولكنَّها مخيفة:
“هل تعرفونَ لماذا أنا الأستاذُ الذي طردَ أكبرَ عددٍ من الطلَّاب، ‘إليانا رادن’؟”
ارتبكت “إليانا” وردَّت بتلعثم:
“لا… لا أعرف…”
“السببُ هو الكفاءة.”
نظرَ إليها “هاليند” بعينَيْن باردتَيْن خاليتَيْنِ من أيِّ عاطفة، ثمَّ أكملَ:
“إنَّ التخلُّصَ من الطلَّابِ عديمي الفائدةِ مبكرًا والتركيزَ فقط على الطلَّابِ الذين لديهم إمكانيَّةٌ للنموِّ هو النهجُ الأكثرُ فعاليَّة، أليسَ كذلك؟”
كانت نظرتُه حادَّةً لدرجةِ أنَّها جعلتِ الطلَّابَ في السَّنةِ الخامسةِ من قبلكم يرتجفونَ منه، فكيفَ لطالبةٍ في السَّنةِ الأولى أن تصمدَ أمامَها؟ امتلأت عينا “إليانا” بالدموعِ، بينما كان بقيَّةُ الطلَّابِ يلتزمونَ الصمتَ ويتفادونَ النظرَ إليه.
في تلكَ اللحظةِ الحرجة، انفتحَ بابُ الفصلِ فجأةً، ودخلَت امرأةٌ شابَّةٌ ترتدي نظَّارات، تبدو في منتصفِ العشرينات.
“أوه، يا أستاذ ‘هاليند’! كيفَ تُرعبُ الطلَّابَ في أوَّلِ يوم؟!”
من خلال الفجوة الصغيرة في الباب، استطاع الطلَّاب رؤيةَ ‘سينا’ وهي شاحبةُ الوجه، تومئُ بجنونٍ بينما تنحني أمامه مرارًا وتكرارًا.
“أنتِ لم تتغيَّري منذَ أيَّام دراستِك، أليسَ كذلك؟ كم مرَّةٍ أخبرتُكِ أن تُصلحي شخصيَّتَك المُندفعة؟”
“أعتذر! سأتغيَّر! لن أُكرِّر ذلكَ أبدًا!”
همسَت ‘تشيلسي’ وهي تبتسم:
“أنا أُحبُّ الأستاذةَ المُساعدة.”
أومأ ‘كارل’ موافقًا وقال:
“وأنا أيضًا. لا بأسَ حتى لو كانت مُجرَّد أستاذةٍ مُساعدة، فوجودُ شخصٍ لطيفٍ مثلها في الفصلِ يُساعدُ على التنفُّسِ براحة.”
يبدو أنَّ بقيَّة الطلَّابِ كانوا يشعرونَ بالأمرِ نفسه، فبدأ التوتُّرُ الذي سيطرَ على الأجواءِ يتلاشى تدريجيًّا.
بعدَ لحظات، عادَ ‘هاليند’ و’سينا’ إلى الفصلِ ووقفا أمامَ السبُّورة.
قالَ ‘هاليند’ ببرودٍ وهو يُلقي نظرةً على الطلَّاب:
“قبلَ قليل، أخبرتُكم أنَّ سببَ إشرافي على فصلِكم هو أنَّكم حصلتم على أدنى متوسِّطِ درجاتٍ في امتحانِ القبول، صحيح؟”
“نـ… نعم…”
أجاب الطلَّابُ بأصواتٍ ضعيفة، فتنهَّد ‘هاليند’ قليلًا ثم قال:
“لكن في ‘لوميرن’، نتائجُ امتحانِ القبولِ لا تُساوي شيئًا بعدَ ثلاثةِ أشهرٍ فقط.”
اتَّسعت عيونُ الطلَّابِ بدهشة.
تابعَ ‘هاليند’ بصوتٍ هادئٍ ولكن حادٍّ في الوقتِ ذاته:
“بغضِّ النَّظرِ عن نوعيَّةِ التَّعليمِ الذي حصلتُم عليهِ قبلَ المجيءِ إلى ‘لوميرن’، فإنَّ الأكاديميَّةَ ستُقدِّمُ لكم مستوىً أعلى بكثيرٍ من أيِّ شيءٍ تعلَّمتُموه.
ولهذا السبب، تتغيَّرُ نتائجُ الطلَّابِ بشكلٍ كبيرٍ خلالَ السَّنةِ الأولى. ليسَ من الغريبِ أن يسقطَ طالبٌ من الطَّبقةِ العُليا إلى القاعِ فجأة، أو العكس.”
ثمَّ ضربَ على الطاولةِ بقوَّةٍ وهو يقول:
“ليسَ من المستبعدِ أن يُصبحَ أحدُكم الأوَّلَ على الدُّفعةِ بحلولِ الامتحانِ الفصليِّ القادم.”
بدأ الطلَّابُ يتبادلونَ النَّظرات، وانطلقت همهماتُ الدَّهشةِ في أنحاءِ الفصل.
“لكن عليكم تذكُّرُ شيءٍ مهمٍّ جدًّا…”
سادَ الصَّمتُ مجدَّدًا مع تجمُّدِ نظراتِ ‘هاليند’.
“استكشافُ عالمِ الأبطالِ هو بلا شكٍّ امتيازٌ لطلَّابِ أكاديميَّةِ ‘لوميرن’، ولكنَّهُ أيضًا مسؤوليَّة. هل يُمكنُ لأيِّ أحدٍ أن يُخبرَني لماذا هو مسؤولية؟”
رفعت ‘تشيلسي’ يدَها.
“تشيلسي لوالين، تفضَّلي بالإجابة.”
قالت بنبرةٍ جادَّة:
“لأنَّ ذلكَ قد يُكلِّفُنا حياتَنا.”
“أحسنتِ.”
أجابَ ‘هاليند’ بصوتٍ باردٍ خالٍ من أيِّ تردُّد:
“خلالَ عشرينَ عامًا من عملي في ‘لوميرن’، حضَرتُ جنازاتِ الكثيرِ من الطلَّاب.”
سمعَ الطلَّابُ أصواتَ ريقِهم وهم يبلعونهُ بصعوبة.
“بما أنَّكم طلَّابُ ‘لوميرن’، فلا يُمكنُكم التهرُّبُ من دخولِ عالمِ الأبطالِ واستكشافِه. هذا الأمرُ يتطلَّبُ وضعَ حياتِكم على المِحَكِّ. لهذا السبب، لا أُريدُ إرسالَ أيِّ طالبٍ غيرِ مؤهَّلٍ إلى هذا العالم. من لا يستطيعُ البقاءَ على قيدِ الحياةِ هناك…”
ثم رفعَ صوتَهُ بحزمٍ وهو يُنهي جُملتَه:
“سأطردهُ من الأكاديميَّةِ قبلَ أن يلقى حتفَهُ ميتةً سخيفة.”
نظرَ إلى الطلَّابِ بعيونٍ باردةٍ ثمَّ أضاف:
“وهذا هو سببُ اختياري لفصلِكم، أصحابِ أدنى متوسِّطِ درجات.”
بعدَ ذلك، سلَّمَ سجلَّ الحضورِ إلى ‘سينا’، وقالَ بصوتٍ قاطع:
“لقد قلتُ كلَّ ما أريدُ قولَه. والآن، سنبدأُ درسَ القتال. ارتدوا ملابسَ التَّدريبِ وتوجَّهوا إلى ساحةِ التَّدريبِ فورًا.”
وبدونِ أيِّ كلمةٍ أخرى، استدارَ وخرجَ من الفصلِ.
ابتسمت ‘سينا’ وقالت بلُطفٍ وهي تُلوِّحُ بيدِها:
“حسنًا، يا أصدقائي! أراكم في ساحةِ التَّدريب!”
ثمَّ تبِعتهُ إلى الخارج.
ذهبَ الطلَّابُ إلى خزائنِهم في مؤخرةِ الفصلِ وأخذوا ملابسَهم الرِّياضيَّة، ثمَّ توجَّهوا إلى غُرفِ تغييرِ الملابس.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "25"