كان يوماً عادياً،
يوماً لا يختلف في ظاهره عن سائر الأيام، حين أشرقت الشمس بهدوء، كما اعتادت أن تفعل كل صباح.
وكانت نسمات الفجر تعجُّ بزقزقة عصافير «اليابان وايت آي» خارج نافذتي الصغيرة، وكأنّها تغني لحناً للحياة التي بالكاد تتحرك داخلي.
استعصى جسدي على النهوض، كأن ثقلاً خفيّاً كان يشدني إلى الفراش.
بخطوات متثاقلة، فتحتُ جهاز طهي الأرز، لكنّني أغلقتها على الفور، إذ لم أجد في نفسي رغبةً بالأكل.
كان السكون الذي يملأ أرجاء المنزل خانقاً، يلتفّ حولي كغلالة من همسٍ ثقيل.
يومٌ رتيبٌ آخر…
يومٌ مرهق تتآكل فيه الروح.
لبرهةٍ خطرت لي فكرة البقاء حبيسة الجدران، لكنّ خشية الغرق في مللٍ قاتل جعلتني أرفضها وأهزّ رأسي برفض.
قررتُ أن ألجأ إلى الدفء، أن أغسل عن جسدي هذا الخمول الكئيب، فأعددتُ حماماً دافئاً.
رغم حرارة الصيف ولهيبه، وكنتُ أكره إهدار الوقود اللازم لتسخين الماء، إلا أنّني لم أحتمل الاستحمام بالماء البارد.
مع تقدّم العمر، بات النوم سراباً ألاحقه ليلاً دون جدوى.
أتقلّب تحت وطأة العرق والسكون، لأستيقظ بجسدٍ مبلل، أثقلته الليالي الخالية.
رغم حرصي على النظافة، باتت روائح غريبة تتسلل من جسدي بسرعةٍ أذهلتني.
كانت صدمة لا توصف أن أدرك أنّ رائحتي لم تعد تحمل عبق البحر الجنوبي الذي نشأتُ عليه.
وهكذا، كما لو كنت أؤدي طقساً قديماً أو طهارةً خفية، أخذتُ أغتسل بعناية وحرصٍ شديد.
تأملتُ جسدي العاري، هذا الجسد الذي كان يوماً ما نحيفاً مرناً، وتحول مع الزمن إلى شيء ثقيل متهالك، ككيس رملي بالٍ.
ومع ذلك، كان هذا الجسد جزءاً من رحلتي، حملني سبعين عاماً، وعاش معي كل نبضٍ وكل تنهيدة.
سـبـعـون عـامـاً…
يا له من رقمٍ عجيب!
كيف انقضت الأيام بهذه السرعة؟
لقد مضت السنوات التي كنت أظنّها بطيئة مُنهكة، حتى لم تترك خلفها أثراً، ولا ظلاً أستدلّ به عليها.
خرجتُ من الحمّام، جففتُ جسدي، وارتديتُ ملابسي القديمة التي التصقت بي كرفيق عمرٍ صامت.
غسلت ملابسي مئات المرات، لكنها كانت لا تزال تحتفظ برائحتي، تلتصق بجسدي كأنها جلد ثانٍ.
متى كانت آخر مرة اشتريت فيها ملابس جديدة؟
أو هل امتلكتُ يوماً ملابس جديدة؟
لمحتُ طرف الصندوق الخشبي فوق الخزانة، سرعان ما أشحتُ ببصري عنه، كأنني أخشى ما يحويه من ذكريات.
وقفتُ أمام المرآة، أحدق في وجهي الذي أعرفه جيداً، ومع ذلك بدا غريباً عني.
سرّحتُ شعري الذي أصبح أبيض كالثلج. عندها رنّ الهاتف.
آه، مـکـالـمـة!
كم مضى من الوقت منذ آخر مرة اتصل بي أحدهم؟
لم أستطع تذكّر مكان هاتفي، وفجأةً غمرتني موجةٌ من الارتباك، بحثتُ بعيني المتعبة في أنحاء الغرفة، حتى وقعت نظرتي على حقيبتي القديمة.
أسرعتُ إليها، فتشتُ بداخلها، حتى عثرتُ على الهاتف.
هل يمكن أن تكون ابنتي؟
لكن الاسم الذي ظهر على الشاشة لم يكن اسمها،
بل كان اسم حفيدتي.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 1"