استمتعوا 

 

“ليدي فتاة ذكية وماهرة للغاية.”

 

ظلّ هو يمدحني بصوت لطيف يسرُّ الأسماع، معبّرًا عن إعجابه بي.

 

‘… هاه؟ ألم يكتشف أمري؟’

 

ظننتُ أنني شعرتُ بشيء غريب منه مرة أخرى.

 

‘فمثل هذا الرجل، كونه الرئيس، لا بد وأنّ حدسه حاد للغاية…’

 

أومأتُ برأسي، متظاهرة بابتسامة طفولية بريئة لا تعرف شيئًا، كما لو كنتُ طفلة ساذجة لا تعلم شيئًا على الإطلاق.

 

“شكرًا جزيلاً لك! أبي أخبرني أنّه عندما أخرج إلى العالم، يجب عليّ أولاً أن أشكّ في كلّ شيء. قال إنّه لا يوجد أحد يمكن الوثوق به.”

 

“أحقًا؟”

 

“نعم. وبالأخصّ، قال إنّ الأطفال الذين يملكون مالاً قد يُختطفون حتمًا ويتعرضون لأفظع المآسي التي لا توصف، وقد يموتون دون أن يعودوا لأبائهم أبدًا.”

 

شددتُ على عينيّ وقبضتُ يديّ بقوة، وكأنني طفلة استوعبتْ تلك التحذيرات الخطيرة عن ظهر قلب.

 

‘هل عليّ فعل كل هذا وأنا في مثل هذا العمر العقلي…’

 

تملكني شعور بالارتباك، ومع ذلك، لم أكن أعلم كيف يمكن أن يُستغلّ أي شك صغير.

 

‘خصوصًا وأن هذا الرجل يعبد الإمبراطور تقريبًا…’

 

أخرجت نفسًا طويلًا.

 

“لهذا، عندما يكون معي مال، يجب أن أكون حذرة وحذرة للغاية.”

 

“لقد أحسن والدك تعليمك حقًا.”

 

“نعم! أبي شخص عظيم جدًا!”

 

ضحك الكونت باقتضاب عندما لمعتْ عيناي.

 

“أجل.”

 

ربّتَ على رأسي مرة، ثم أومأ برأسه.

 

“لنبدأ في تسوية الحسابات الآن، أليس كذلك؟”

 

قال الكونت.

 

في نهاية المطاف، حصلتُ على 66% من المبلغ الإجمالي، أي 264 مليون عملة ذهبية، بعد خصم عمولة 1% من الأرباح الكلية (400 مليون عملة ذهبية)، التي تشمل رسوم المشاركة في الجولة الـ 148، ثم تقسيم الباقي على ثلاثة.

 

بالطبع، بعد اقتطاع الضرائب من ذلك، بقي لي إجمالي 237 مليونًا و 600 ألف عملة ذهبية.

 

اتباعًا لنصيحتي، طلب الفائز الحماية في كونيزا، وهي حماية مؤقتة بالأساس.

 

والمساعدة في إيجاد شركة مرتزقة موثوقة لاحقًا، وبناء منزل له وتأسيس حياته.

 

وقد دفع بسخاء 10% من المبلغ الذي فاز به، شاملاً جلب عائلته بأمان إلى كونيسا بسلام.

 

في الحقيقة، كان المبلغ مبالغًا فيه لمجرد المرافقة والمساعدة البسيطة، لكن لحسن الحظ، أخذ الفائز نصيحتي على محمل الجدّ.

 

‘حتى لو أعطاهم هذا المبلغ، سيبقى لديه ما يكفي لخمسة أجيال ليعيشوا برفاهية.’

 

الأمر يرجع للفائز في كيفية استثمار هذا المال وتحقيق الأرباح.

 

‘… على أيّ حال، من الجيد أنني خفّفتُ من تأنيب ضميري.’

 

مضغتُ البسكويت بقرقشة وأنا أفكر.

 

‘إذاً…’

 

لماذا لا أستطيع الذهاب بعد؟

 

“ايها العم، يجب أن أعود إلى المنزل الآن.”

 

“آه. أجل، بالطبع، يجب عليك ذلك.”

 

ابتسم وهو يجلسني على ركبتيه، وقد كان غارقًا في تفكيره.

 

“لقد اكتمل فتح الحساب المصرفي وتمّ إيداع المال. هل تنوين شراء منزل بهذا؟”

 

“نعم! وسأستأجر أيضًا أشخاصًا ليجعلوا أبي مرتاحًا. وسأستأجر طاهيًا يطبخ أشهى الأطباق. وأيضًا، سأبيع بعض الأشياء حتى لو متُّ، يمكن لأبي أن يصبح ثريًا!”

 

“أشياء؟”

 

“نعم. أنا أيضًا، مثل أبي، لديّ عين جيّدة. سأستثمر!”

 

“أتفهمين الكلمات الصعبة؟”

 

“رأيتُ أبي يفعل ذلك أحيانًا. كان لديه كومة من الأوراق أمامه.”

 

فرقتُ ذراعيّ على اتساعهما، فبدأ يفكر في شيء ثم أومأ برأسه.

 

طق. طق. طق.

 

تكرر صوت نقر منتظم على الكرسي مرتين أو ثلاث.

 

ثمّ وقف الكونت.

 

“هيا، سأوصلكِ إلى المنزل الآن.”

 

“أنت ايها العمّ؟”

 

“أجل. أليس من اللائق أن أقوم بحراستكِ شخصيًا بعد أن تعرّفنا على بعضنا هكذا؟”

 

لا، لا بأس ايها العمّ.

 

يمكنني الذهاب بمفردي! يكفي أن تُعيرني عربة!

 

قمعتُ الرغبة التي اجتاحتني في أن أرفض بكلّ جوارحي، وابتسمتُ بأشدّ ما أوتيتُ من بهجة.

 

“يا إلهي! كم أنا سعيدة لأنّك ايها العمّ ستوصلني!”

 

“حسناً، طالما أنكِ سعيدة.”

 

وفي قلبي غصة، نزلتُ معه إلى الطابق الأول.

 

بوم!

 

“أيها الـ!”

 

طاخ!

 

“أيها الغبيّ!”

 

بووم!

 

“القذر!”

 

عوي! عوي!

 

تجمد جسدي تلقائيًا من الأصوات المروّعة التي انبعثت من الأسفل.

 

الكونت، الذي كان يحملني وينزل، شعر بالاضطراب أيضًا، فشدّ على رأسي قليلاً وضيّق عينيه.

 

‘ماذا هناك؟ لا أرى شيئًا!’

 

حاولتُ التملّص، لكني أدركتُ أنه ليس أبي فتوقفتُ عن الحركة.

 

يا له من جسد طفولي مزعج!

 

أكاد أموت اختناقًا لعدم قدرتي على الرؤية.

 

“ما هذا الإزعاج؟”

 

“آه، سيّدي الرئيس. أحد الزبائن، بعد أن خسر المال، ثار غضبه… وأثناء اللعب، سكب الذئب كأس ماء، وبسبب ذلك خسر، فبدأ يضرب الذئب الذي أحضره معه…”

 

همس أحد الموظفين بهدوء.

 

‘ذئب؟’

 

أدرتُ رأسي يمينًا ويسارًا بسرعة. فربّتَ الكونت على ظهري.

 

“إنه مشهد لا يُسرّ الناظرين.”

 

“… هل هناك حيوان يتألم على الرغم من ذلك؟”

 

“… همم.”

 

تذمرتُ واضطربتُ، فأنزلني الكونت أخيرًا.

 

عندما استدرتُ، ظهر أمامي مشهد مُقفر.

 

كان رجل يضرب جرو ذئب حتى غطّاه الدم.

 

وكأنه لا يستطيع احتواء غضبه.

 

“… كم هو قاسٍ.”

 

فتحتُ فمي بدهشة.

 

كيف يمكنه فعل هذا لحيوان لا يستطيع الكلام؟

 

اقتربتُ بخطوات سريعة من شدة الذهول.

 

“عذرًا، توقف!”

 

كح كح.

 

بمجرد أن رفعتُ صوتي، شعرتُ بألم في حلقي.

 

“ماذا تفعل؟ هذا مجرد حيوان. إنه لا يفهم شيئًا، لماذا تفعل به…”

 

“هاه؟ ما هذا أيضًا؟ هل تعرفين كم خسرتُ بسببه؟! خمسمائة قطعه ذهبية كاملة! خمسمائة قطعه ذهبية!”

 

“لا، أنت أنت من لم تفعل الأمور كما ينبغي، فلماذا تلومه هو؟”

 

“هذا الوغد أسقط كأس الماء فأفقدني حظّي كله…!”

 

يا له من هراء جنوني جديد!

 

نظرتُ إليه في ذهول، فبدأ يتنفس بصعوبة وقهقه بضحكة فارغة.

 

“من هذه الطفلة على أيّ حال؟ ابتعدي!”

 

كان رجلاً من الواضح أنّه لا يمكن التفاهم معه.

 

بالإضافة إلى ذلك، كان وجهه محمرًا وكأنه شرب الخمر.

 

رائحة الخمر.

 

عبستُ وتنهدتُ.

 

“حسناً. سأشتري هذا الحيوان. هل هذا يكفي؟”

 

“ماذا؟ هههه. هل ستشترين هذا الحيوان القذر؟”

 

“نعم.”

 

“حسناً، اشتريه إذاً! سيسعدني أن تتخلصي من هذا الكلب العاصي! ادفعي لي خمسمائة قطعه ذهبية، وهي الأموال التي جعلني أخسرها، وخذيه!”

 

ضيّقتُ عينيّ وأنا أنظر إلى الرجل الذي كان يضحك بصوت عالٍ، معتقدًا بالطبع أنني لن أتمكن من الدفع.

 

كم هو أمر سخيف حقًا.

 

“إذا لم يكن لديكِ، فاذهبي! سأقوم بسلخ جلده وتحنيطه حيًا!”

 

“يا للمجنون.”

 

اندفعتْ شتيمة عفوية.

 

لقد سمعتُ عن رجال لا يقوون إلا على الضعفاء في هذا العالم، لكن لم أتصور أن يكون وضيعًا إلى هذا الحد.

 

“ماذا…؟”

 

“أنتَ ايها العمّ العجوز تثير الشفقة وأنتَ تسيء التصرف. كيف تختلف عن أبي بهذا الشكل؟ لا أريد أن أكبر مثلك. كم أنتَ مثير للأسف…”

 

“ما… ماذا قلتِ؟ هل تعرفين من أنا؟!”

 

“لا أعرف، يا أيها السكّير المزعج!”

 

أخرجتُ كيسًا قماشيًا ثقيلاً من الحقيبة التي جهزها لي الكونت ورميتُها أمام الرجل.

 

“هذه 500 قطعه ذهبية، نقدًا كاملاً. أيها السمين!”

 

هذه كانت الأموال التي طلبتُ تخصيصها جانبًا لأُريها لأبي كدليل على فوزي باليانصيب اليوم…

 

‘ورقة اليانصيب، من حيث المبدأ، لا يُسمح بأخذها…’

 

هل يجب أن أطلب منهم ورقة واحدة بطريقة ما؟

 

لأنها ستفقد صلاحيتها بالسحر على أيّ حال بمجرد انتهاء المدة.

 

آه، يجب أن أتوقف عن التفكير هنا وأكمل ما يجب أن أقوله.

 

“ما هذا…”

 

عندما كان الرجل على وشك الاقتراب مني خطوة.

 

“آآآه!”

 

أطلقت صرخة حادة.

 

فجأة.

 

اتجهت أنظار الجميع نحوي.

 

—يتبع.

   ( ( 

   („• ֊ •„) ♡ 

━━━━━━O━O━━━━━━

– تَـرجّمـة. شاد. 

~~~~~~

End of the chapter