استمتعوا
“آآاااخ!!”
بالطبع يؤلم.
فما أشدّ الألم حين تُنتزع خصلة شعر من الرأس دفعةً واحدة!
ضغطتُ عمدًا على معدته بركبتي، وأمسكتُ بخصلات شعره كما لو كنت أمتطي جوادًا، أُلوّح بها بعشوائية.
تساقطت الشعيرات، خصلةً تلو الأخرى، كلما جذبتها بوحشية.
“واااه! لقد أتى زمن الصلع أخيرًا!”
طَق.
وفي لحظة، انخلعت خصلة كاملة من شعره!
“آاااه! هذا مؤلم! يا لكِ من—!”
طاخ!
في لحظة غضب، أطلق ذراعه في وجهي، فطار جسدي كصفحة ممزقة وسط الريح.
“أوخ…!”
تدحرجت على الأرض، والشعور بالوخز في وجهي كان لا يُحتمل.
“أنتِ! أيتها القصيرة!”
“وكأنك عملاق! قِصرك فاضح! هل أنت فطر متحرك؟! نحن بطول واحد أيها القزم!”
“ما لـ…؟!”
“بل الفطر قد يفوقك طولًا! رأسك مثل قُبعة الفطر! ها! والآن لديك بقعة صلع مدوّرة! هنيئًا لك، لقد ضاعت فرصك في الزواج!”
“……!”
فتحت كفيّ فجأة وصحت بصوتٍ عالٍ.
تَسَاقَط.
تبعثرت خصلة ذهبية من شعره على الأرض.
“هاهاها! لن يحبك أحد بعد الآن! رأسك مثقوب! وعندما تدخل مجالس النبلاء، ستُعرف بصاحب الصلعة الدائرية! ومَن يعلم؟ يُقال إن الشعر إذا انتُزع بالقوة لا يعود للنمو أبدًا! ماتت الجذور!”
“…….”
بالطبع، سينمو الشعر مجددًا، لكني بالغت عمدًا لأُزعجه.
وهل كان إلا طفلًا في نهاية المطاف؟
بدا واضحًا أن كلماتي اخترقت قلبه، فقد أخذت زوايا عينيه تهبط، وبدأ يرتجف بصمت.
نظر إليّ إليوت بعيون دامعة.
“أنتِ، أنتِ… أنتِ…!”
“ماذا؟ حتى النطق صرتَ تتلعثم فيه؟“
هييك. هييك.
تأملتُ في عينيه الممتلئتين بالدموع، وابتسمتُ بسخرية، رغم شعري المنفوش وهيئتي البائسة.
أيعقل أنني تصرفت كطفلة؟
لكنه، ومنذ أن كان نبتة صغيرة، بدا واضحًا أنه سيتحول إلى شجرة فاسدة في المستقبل.
ولو كان أطول قامة، لتمادى في احتقار أبي دون شك.
حين أفكر فيما فعله بي وبأبي عندما كبر… فالحق يُقال، ما فعلته به اليوم لا يكفي.
لكن كيف أُصلحه من الجذور؟
ضيّقتُ عينيّ وأنا أراقبه… وفجأة شعرت بوجود أحدهم.
فسقطت على الأرض فجأة و…
“أووووااااه…!”
أطلقتُ العنان لبكائي بصوت مرتفع.
“ما الذي يحدث هنا؟!”
صوت جدي دوّى غاضبًا وهو يظهر فجأة.
هييك…
كنتُ أشبه بورقة مهترئة دارت على الأرض، ملابسي مبعثرة وشعري في حالة يرثى لها.
تفحّصني جدي أنا وإليوت بنظرة حادّة.
لكن، ويا للعجب، بدوتُ أكثر بؤسًا من إليوت.
رغم بعثرة شعره، كان لا يزال بهيئة مقبولة، أما أنا… فبثيابٍ قديمة ومنظَرٍ أشعث.
ليس خطئي أن ملابسي بالية.
رفعتُ عينيّ المبللتين، محاوِلة كتم بكائي.
نعم، الأمر مخجل… لكنه مفيد.
فأنا أعلم جيدًا كيف أُدير الرأي العام لصالح قضيتي.
فقد عشت حتى السادسة عشرة، وهذا ليس بالأمر القليل.
“أبي ليس نكرة كما تقول!”
فور أن خرجت كلمتي، اتسعت عينا إليوت.
“كيف لا يكون كذلك؟ الكل يسميه العم النكرة! عارٌ على العائلة، لا قيمة له، ومنبوذ!”
“…….”
هذا… يؤلم.
أبي العزيز الذي أحبه، يُرى في أعينهم هكذا؟
فقط لأنه…
لأنه وُلِد بقدرة غير مألوفة.
ماذا في أن تكون قدرته تسريع نمو النباتات؟!
“قدرة كهذه لا تصلح لشيء! حتى جدي يكرهه!”
نظرت إلى جدي للحظة، متسمّرة.
“……!”
وقد رأيت على وجهه آثار الدهشة الصافية.
بينما كان إليوت يتنفس بغضب ويشدّ قبضته.
“ما هذا الضجيج؟!”
بدأ الناس يتجمعون، ثم اخترق الحشد رجل طويل أسود الشعر، بعينين حمراوين متجهمتين.
هييك…
تغيرت ملامح إليوت فورًا.
“أبــــــي!!!”
“إليوت!”
هرع الرجل نحوه واحتضنه.
“ماذا حدث؟ لم تبدو بهذه الفوضى؟ وشعرك…؟!”
“آاااه! أبي! صلعت! وااااااه!”
وانفجر إليوت في بكاء مرير.
حقًا، يبدو أنه صُدم.
اعتدلت ببطء من مكاني.
إن كان هذا والده… فلا بد أنه رون تيغريتو، الابن الثاني لعائلة تيغريتو.
أذكر أنه يملك قدرة التحريك العقلي.
حسنًا، كلنا لدينا آباء!
ضحكت في سري بسخرية، لكن فجأة شعرت بشيء دافئ يتسلل من أنفي.
هل هو مخاط؟
رفعت يدي بخفة، ومسحت أسفل أنفي.
…هاه؟!
أخفضت بصري وإذا بي أُصدم.
إنه دم!
“لا…!”
مددت يدي فورًا لأوقف النزيف وأرفعت رأسي، لكن…
“لا ترفعي رأسك. عليكِ أن تُخفضيه.”
يد كبيرة، خشن ملمسها من العمل، ضغطت بلطف على أنفي.
“إليوت!”
هييك!
ارتعد جسد إليوت عند سماع صراخ جدي.
“من قال لك أن تضرب من هو أضعف منك؟!”
“لا، لا، أنا لم—”
“أي جرأة تلك ان تضرب أختك؟! وهل علمتك يوما أن ترفع يدك على الضعفاء؟!”
أخذ إليوت يرتجف من الرعب.
“هل قلت لك يومًا أن تمد يدك على من لا يستطيع الدفاع عن نفسه؟ أختك مريضة أصلاً! كيف تضرب مريضًا؟!”
“ليست كذلك! لم أفعل! هي من بدأت! هي شدّت شعري أولًا! هه…”
“هي ضربتك؟!”
نظر إليّ جدي، ثم قطّب جبينه بشدة.
هززت رأسي نفيًا وأنا متظاهرة بالحزن.
“فالُكس، أخبرنا، من بدأ هذا؟“
تبًا… السؤال وصل إليه.
قطّبتُ جبيني.
‘هو بالتأكيد في صف إليوت.’
فهم مقربان جدًا.
‘سينكشف كذبي الآن…’
لكن، فاجأني حين قال.
“لست متأكدًا. غادرتُ المكان للحظات.”
رغم أنه لم يغادر لحظة واحدة!
نظرت إليه خلسة، فإذا به يلتفت نحوي، يبتسم بخفة، ثم يدير وجهه بلا اهتمام.
‘هل وقفت إلى جانبي…؟‘
فالُكس تيغريتو نفسه؟!
تجاوزًا لدهشتي، قررت ركوب الموجة.
وأخرجت شفتَي للأسفل حزنًا.
“…قال عن أبي إنه نكرة. أبي ليس كذلك…”
لو لم يتفوّه بذلك، لما دخلتُ لهذا الشجار الطفولي السخيف.
“لكنه نكرة فعلاً! الكل يقولها! العم الصغير…!”
“إليوت! كفى.”
دَوي.
صوت فتح باب كبير.
اتجهت أنظار الجميع نحو المدخل الرئيسي.
وتابعتهم عيني… ثم أصابتني الصدمة.
كان أبي هناك.
بملابسه غير المرتبة، ووجهه الذي ملأه الذهول.
“ليدي.”
“أبي!”
تحررت من يد جدي، وانطلقت نحوه.
وما إن نظرت إلى وجهه… حتى تدفّقت كل الأحزان دفعة واحدة.
“واااه….”
أرتميت في حضنه، وانفجرت بالبكاء.
رغم أن من كنتُ أتشاجر معه طفل عقليًا أصغر مني بكثير… إلا أنّ قلبي تألم حقًا.
لأنّ حتى هذا الطفل، بات يحتقر أبي.
كم هو مسكين… أبي.
لم نختَر ولادتنا.
لا أنا، ولا أبي، ولا أحد.
لكنني… لن أظلّ صامتة بعد الآن.
رفعت رأسي، رمقت إليوت بنظرة صارمة، وقلت.
“إن اعتذرت لأبي عن كلامك، سأعالج صلعك.”
كنت أنوي إخفاء قدرتي عن أبي، لكن لم يعد هناك مجالٌ للسر.
“أنت تكره الصلع مدى الحياة، أليس كذلك؟“
لقد حان الوقت… لأُظهر قدرتي الحقيقية.
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 12"