استمتعوا
‘دعوني فقط أعالج مرض والدي قبل أن أرحل.’
أرجوكم!
بينما كنت أنكمش وقد دوّرت عينَي بحذر، تنهد جدي تنهيدة عميقة.
“واو، أوه، تبقّت خمس سنوات!”
قالها محاولًا الابتسام، لكن الجو لم يخفّ توتره.
والأسوأ، أنني وحدي من يتحدث منذ قليل، وبدأ فمي يؤلمني.
“…”
قررت أن ألتزم الصمت.
فكلما فتحت فمي، شعرت وكأني أغوص في مستنقع لا نهاية له.
“لم أكن أكره والدك. لا يوجد والد يكره ولده…”
ضاقت قسمات وجه الجد قليلاً، وكأن ذكرى مؤلمة مرّت بعينيه، ثم قال بصوت منخفض.
“…وإن وُجدوا، فهم نادرون.”
كان الجواب قاتمًا بعض الشيء.
“…”
“لقد كنت أؤدّبه فقط، على أمل أن يصبح أفضل. ربما كنت قاسيًا بعض الشيء في الطريقة، لا أكثر.”
رمشت بعينيّ، مصدومة.
“إذا كنت تريد له أن يتحسن… فلمَ الغضب؟“
“…ظننت أن ذلك سيثير عنده روح التحدّي. أردتُه أن يعارضني، أن يحاول أن يتغلب عليّ، أن يسعى.”
أي منطق هذا؟
أبي أكثر الناس حبًا للعائلة… من المستحيل أن يتحوّل شخص بهذه الرقة إلى شخص قاسٍ لمجرد تحدي والده.
“ولِمَ؟“
“كنت أتمنى أن يصبح شيئًا، أي شيء.”
“أبي ليس من ذلك النوع.”
“أعلم. هشّ كقلب طفل…”
لا لا لا، لماذا اتجهت أفكارك مجددًا نحو التقليل منه؟
هززت رأسي رافضة.
“لا! والدي لا يقوم بفعل الشر لمن يحبهم! بل من الغريب أن تؤذي عائلتك أصلًا.”
عندما قلت ذلك بقوة، اتسعت عينا جدي دهشة.
“إذا قال الوالد كلامًا جارحًا، فلا يجب على الابن أن يسعى لهزيمته بسبب ذلك، أليس كذلك؟“
لماذا يرفض البعض القتال؟ ربما لأن العدو قوي جدًا. أو لأن من أمامهم ثمين إلى درجة لا يُراد فيها القتال.
“والدي ليس ضعيفًا… فقط لم يُرِد أن يتشاجر معك.”
“…ماذا؟“
“وأنا أيضًا، إذا قال أبي شيئًا قاسيًا… سأشعر بالأسى، والحزن، وربما أبكي…”
فقط تخيلت، وبدأت الذكريات تؤلمني… أشعر أني سأبكي فعلًا.
ضغطت على جفنيّ بيدي وتابعت.
“ومع ذلك، لن أرد عليه بكلام جارح.”
لأنني أعلم تمامًا… كم يكون ذلك مؤلمًا.
“من ذا الذي يعرف ألمًا، ثم يقدّمه لعائلته؟“
“…!”
ضحكت وبدأت أضرب الأرض بقدمي فرحًا.
“إذا كنت لا تكرهه، فهذا رائع يا جدي.”
الآن لم يتبقَّ سوى حلّ سوء الفهم العالق بينكما، لنتجه نحو حوارٍ سعيدٍ مفعم بالصدق…
‘فقط بذلك، سأحصل على دعم جدي، وسينال والدي الإرث أيضًا.
خصوصًا في معركة دحر البرابرة، فدعم جدي كان ضرورة لا بد منها، فالأضرار في المقاطعة كانت كبيرة.
“إذن، ما رأيك؟! ما رأيك بجلسة مصالحة مع أبي؟!”
“مـ، مصالحة…؟“
“نعم! وقت تتصافى فيه القلوب وتُقال فيه الحقيقة! أعتقد أنه أمر ضروري!”
رفعت إصبعي الإبهام بعفوية.
“وطبعًا، سأترككما وحدكما.”
صمت جدي دون أي تعليق.
ثم فجأة، انفجر ضاحكًا.
“حقًا، أنت مخلوقة عجيبة.”
“لا أريد لأبي أن يشعر بالوحدة. أنا أمرض كثيرًا… فيحزن دائمًا من أجلي. لذا…”
حتى لو متُّ يومًا، حتى لو ابتعدت عنك…
أريدك أن تظلّ حيًّا… وتعيش حياتك.
“حتى إذا استقللت عنه لاحقًا، يجب أن يكون هناك أحد بجانبه!”
عندها، أطلق جدي صوتًا ساخرًا، ثم كوّر سبابته مع إبهامه وطرق جبهتي.
“آه!”
تألمت أكثر مما توقعت، أمسكت جبيني بكلتا يديّ، محدقة فيه بدهشة.
“صغيرتي، لا تتحدثي عن الاستقلال وأنتِ ما زلتِ طفلة.”
“نـ، نعم؟“
“وسأقابل والدك قريبًا… فاذهبي أنتِ الآن والعبِي.”
بعد تردد، ناولني شيئًا يشبه الظرف السميك.
“خُذي، هذا مصروف لكِ.”
“أبي قال لي حتى لو خرجت للعب، لا يجوز أبدًا أن أقبل الرشوة…”
“ليست رشوة، فقط خذيه.”
“مم، حسنًا!”
المال دائمًا مفيد.
وضعت الظرف بهدوء في جيبي، ثم انحنيت بأدب وتوجهت مع فالُكس إلى غرفته.
“بيل، قل لذاك الفتى أن يجد وقتًا ليقابلني يومًا ما.”
سمعت صوت جدي قبل أن تُغلق الباب. يبدو أن خطتي نجحت.
“لنذهب.”
“هممم.”
أمسكت بيد فالُكس، وبدأنا السير. لكن…
“إيه؟ أخي، لم تظهر طوال اليوم، من تكون هذه؟“
لو لم يأتِ هذا الصوت من الخلف، لكنّا وصلنا إلى الغرفة بسلام.
“إليوت.”
“آه، أهلًا، أخي.”
فالُكس ألقى عليه التحية.
هذا الفتى…
إليوت تيغريتو.
ابن عم فالُكس، وكان يقدّره كثيرًا.
أكبر مني بسنة، أليس كذلك؟
ولا أعلم السبب، لكنه يكرهني بشدّة منذ زمن.
ونظرته إليّ مليئة بالخبث. نظرة تقول. “كيف أُفسد يومك؟“
ابتلاع.
لم أشعر إلا وأنا أبتلع ريقي توترًا.
“ومن هذه؟ دمية جديدة؟ أم لعبة جديدة؟ أم فتاة تستحق التأديب لأنها تجاوزت حدودها؟“
ما هذا الخيارات الدموية؟!
ولا واحدة أريدها!
حتى فالُكس بدا منزعجًا، وقطّب جبينه.
“كف عن الثرثرة. إنها ابنة عمي.”
“…ابنة عم؟ من تمّ تبنيه هذه المرة دون علمي؟“
“لا، بل هي ابنة عمي من البداية. ابنة عمّي الصغير.”
“آه… ابنة العم البائس؟“
ضحك إليوت.
“وهل يجوز اللعب معها؟ ألم يقل جدي ألا نقترب منهم؟ قد يلوثون سُمعتنا!”
…أهذا وقح؟
ارتجفت وجنتاي.
“كف عن هذا الهراء واذهب. لن أُضيّع وقتي معك اليوم.”
هز فالُكس رأسه وهو يجرني معه.
“هيا بنا.”
“حاضر.”
قلت وأنا أبتسم، متذكرة أن من يصبر ينتصر.
ألم يقل الحكماء. من يصبر ثلاثًا، نجا من القتل؟
“أخي! دعني ألعب معك! إن لعبت مع تلك الفتاة، ستدمر حياتك!”
هذه الثالثة!
لكن، الحكماء يغفرون ثلاثًا فقط!
“بسبب ذلك العم البائس، تدنّت سمعتنا! والجد يكره اسمه أصلًا! وابنته؟ لا رجاء فيها، هزيلة ولا طائل منها!”
والرابعة؟
هنا، يسمح بالثأر!
“أنتَ، يا لعين اللسان الحقير!!!”
دون تفكير، رفعت مزهرية بحجم الرأس، ورميتها نحو إليوت.
لحسن حظه أن دقة تصويبي أشبه بالعدم، فسقطت أمامه تمامًا.
تحطّمت—!
فتح عينيه مذهولًا، ونظر إليّ بذهول.
“هل رميتِ شيئًا عليّ؟“
“رميته!”
“أتريدين الموت؟!”
“فـلتمت أنت!”
وانقضضت عليه، ممسكة بشعره!
“آه! ماذا تفعلين! أيتها الحمقاء! ألا تعلمين من أكون… آرررغ!!”
“أحمقٌ يتلقى الضربات من فتاة لا يعرف مقامه!”
“سأقتلكِ! آآآه! أآآه!!”
صرخ إليوت مستغيثًا، وأنا لا أزال أجرّه من شعره بعزم!
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 11"