غيّرتُ ملابسي إلى فستان من جزأين متدرّج من الأزرق الدّاكن إلى الأزرق الفاتح. كان علينا خلال الاحتفال أن نأكل و نشرب و نرقص ونستمتع بالمأدبة، لذا كان هذا الفستان أكثر عملية من فستان الزفاف الأبيض.
عندما نزلتُ السلالم المؤدية إلى قاعة الاحتفال، استقبلني كايدن.
“ماريان.”
أمسكتُ يده الممدودة، وبدأت الموسيقى تعزف على الفور. تحتَ أنظار الناس، قدّمنا الرّقصة التي تدربنا عليها. سُمع صوت الكاميرا ينفجر من مكانٍ ما.
بعد انتهاء رقصتنا، بصفتنا الشّخصيتين الرّئيسين للحفل، صعدَ لوكاس و ستيلا إلى المسرح. وبدأ النبلاء البارزون يرقصون واحدًا تلو الآخر، ثم انضم إليهم باقي النبلاء مع شركائهم في نشوة الرقص.
قرّرنا أنا و كايدن أخذ استراحة قصيرة.
“هل ربطتِ نصف شعركِ؟ إنّه يناسبكِ.”
أثنى كايدن عليّ وهو يقدّم لي مشروبًا. شعرتُ ببعض الخجل.
“هل يبدو جيدًا؟ إنه أسلوب جديد بالنّسبةِ لي…”
“إنه يبدو لطيفًا.”
“……”
مـرَّ صمتٌ محرج بيننا.
لا أعرف لماذا، لكن مع اقتراب حفل الزفاف، أصبحت أجواؤنا غريبةً بعض الشيء.
حتى الآن، بعد انتهاء مراسم الزّفاف و بدء الاحتفال، أصبحت هذه الأجواء أكثر كثافة.
‘لا، في الحقيقة، أعرف السّبب.’
فكرتُ و أنا أنا أشعر بالعرق البارد الذي يتصبّب في ظهري.
‘لأن اللّيلة هي ليلتنا الأولى الحقيقيّة!’
نعم! اللّيلة الأولى!
اللّيلة التاريخيّة التي يقضيها العروسان بعد إتمام زواجهما!
كان النّاس يعتقدون أننا كنّا كزوجين منذُ البداية، لذا لم يكن هناك أي مزاحٍ شقي يُقال عادةً للعروسين الجدد.
لكن داخليًا، كنتُ في حالةٍ مختلفة.
‘ماذا أفعل، ماذا أفعل، ماذا أفعل!’
كنتُ في حالة ارتباك تام؟
في الحقيقة، كانت قبلة القسم هي أوّل قبلة حقيقيّة لي اليوم!
نعم ، مجرّد قبلة، لكنها لا تزال أوّل مرّةٍ لي!
آه، التّنفس الاصطناعي لا يُتحسب. ذلك كان إجراءً طبّيًا.
على أيّ حال، مجرّد التفكير فيما سيحدث الليلة جعل قلبي ينبض بقوة، و كنتُ أرتجف كلما التقيتُ بعيني كايدن.
تفاقمَ هذا السّلوك الغريب مع اقتراب الليل.
‘…هل سيكون الوضع على ما يّرام؟’
نظرتُ إلى كايدن خلسةً لأراقبه.
كان طويل القامة بجانبي.
كان وجهه أعلى من رأسي، و يده التي تمسك بيدي كانت كبيرة جدًّا لدرجة أنها غطّت يدي بالكامل.
تذكرتُ صدره العريض الذي لمسته ذاتَ مرّة.
فجأةً، أخفضتُ عينيّ إلى صدري.
“…..”
رفعتُ رأسي.
…هل أنا حقًا جذّابةٌ بالنّسبةِ له؟
بينما كنتُ غارقة في الشّكوك، اقتربَ لوكاس.
“ماريان، أنتِ جميلة جدًّا اليوم.”
“شكرًا، جلالتك.”
انحنيتُ لأعبّرَ عن امتناني، لكنه بدا متذمرًا.
“ألا يمكنكِ مناداتي باسمي؟ الجميع يناديني بجلالتكَ الآن، سأنسى اسمي على هذه الحال.”
يا له من كلامٍ خطير. على الرّغمِ من أن سلطته الإمبراطورية أضعفُ من الإمبراطور السّابق، إلا أن هذا غير مقبول.
“مزاحكِ مبالغ فيه. ههه.”
ضحكتُ لتمريرِ الأمر، فمـدّ يده وطلب رقصة:
“أودُّ أن أطلبَ رقصة من العروس الجديدة.”
“إنه لشرف لي.”
حاولتُ تمرير كأس الشمبانيا إلى كايدن بشكلٍ طبيعي، لكنني لم أشعر بأنه أخذه، فنظرتُ إليه بدهشة.
كانَ يحدّق بلوكاس بنظرةٍ حذرة.
ضحكَ لوكاس بخفة.
“لماذا تنظر إليّ هكذا؟ هل يجب أن يكون وجه العريس بهذا الشكل؟”
ردَّ كايدن بحدة:
“ما قلته في المرة الأخيرة جعلني حذرًا، جلالتك.”
نظرتُ إليهما بتعجب و سألت:
“ما الذي قلته؟”
ابتسمَ لوكاس بلطف.
“يبدو أن الدّوق يغار كثيرًا، ماريان. آه، هل يجب أن أناديكِ الآن بالدوقة؟ هل هذا يزعجكَ، أيها الدوق؟”
“…هذا قرار ماريان.”
“و ماذا عنكِ، ماريان؟”
“ناديني بشكل بسيط.”
هززتُ كتفيّ مرة، فقال لوكاس “حسنًا” وأمسك يدي. فجأةً، خرجت نظرة قاتلة من عيني كايدن.
استفزّه لوكاس أكثر:
“الرجل المتشبّث من السّهل أن يُـكره، أيها الدوق.”
“…لا تتدخل.”
“حسنًا، يجبُ أن أكون حذرًا. أنا دائمًا مستعدٌّ لاغتنامِ الفرص.”
“اترك يدها.”
سُمع صوت كايدن وهو يطحن أسنانه. لكن لوكاس لم يهتم.
“الرّجل الغيور من السّهل أن يُـكره أيضًا.”
بما أن المشادة بدت و كأنها ستطول ، تدخلتُ أخيرًا:
“هيا، لماذا تتصرّفان هكذا؟ أيها الدوق، سأرقص رقصةً واحدة مع جلالته. خـذ الكأس.”
أعطيتُ الكأس بسرعةٍ إلى كايدن و ذهبتُ مع لوكاس إلى مكان الرقص. بدا وجه كايدن مظلمًا، لكن بمجردِّ بدء الرقصة، لم يكن لدي وقت للقلق.
بينما كنتُ أحرك قدميّ، سألتُ عما كنتُ فضولية بشأنه:
“ما الذي تحدثتَ عنه مع الدوق؟”
“همم؟ ماذا؟”
“قلتَ إنكما تحدثتما في المرّة الأخيرة.”
“هل تشعرين بالفضول، ماريان؟”
“نعم.”
أومأتُ، فاقترب لوكاس من أذني و همس. ركزتُ لسماع كلامه.
“الدّوق يعرف ما حدثَ بيننا.”
بيننا؟
“ماذا؟”
اقتربَ أكثر و همس:
“بأنّني اعترفتُ لكِ.”
نظرتُ إليه بعيونٍ متفاجئة. كان وجه لوكاس قريبًا جدًا، لكنني لم أهتم. لم أفهم فقط.
“هل قلتَ ذلك للدوق؟ لماذا؟”
إذا فكرتَ في الأمر، أليست هذه قصّة رفضٍ لوكاس؟ لماذا يتحدث عن رفضه؟
نظرَ لوكاس إليّ بابتسامة وقال:
“فقط… أردتُ استفزازه قليلاً.”
…لا أعتقد أن هذا سيستفز كايدن.
هو شخصًا لا يمكن فهمه حقًّا.
عندما انتهت الأغنية، قبّـلَ لوكاس ظهر يدي وقال بأسف إنه يريد رقصة أخرى. رفضتُ بضحكة و انحناء. فقال:
“عيشي بشكلٍ جيّد، ماريان.”
ابتسمتُ و.أومأتُ.
“شكرًا، جلالتك.”
“أخبرتكِ أن تكوني مرتاحة في كلامكِ معي.”
لا يمكنني ذلك. هناك الكثير من الناس حولنا.
“سأفعل ذلك عندما نكون في مكانٍ مريح. شكرًا على اهتمامكَ.”
عندما فكرتُ في الأمر، في القصّة الأصلية، كان لوكاس و ستيلا يتزوجان في النهاية. لكن الآن، لم أشعر بأي تيار رومانسي بينهما.
‘ربّما أصبحا صديقين أو رفيقين؟ لقد تغيرت علاقتهما مقارنةً بالقصة الأصلية.’
سيصنعان حياتهما المستقبلية بأنفسهما.
بعد تحية لوكاس، التفتُ و رأيتُ عينيّ ملك الشياطين تلتقيان بعينيّ مباشرةً.
أشحتُ بنظري، فرأيتُ بليد يطفو بالقرب من كتفه، و هو يتحدّث بحماسٍ عن شيء ما.
‘بليد هذا الوغد… يتوق ليصبح تنينًا مقدسًا.’
لم يبدُ أن ملك الشياطين يهتم، لكنه كان يتبعني بعينيه.
هل أنا اتخيّل أمْ أنّه يبدو و كأنّه يريد شيئًا ما؟
شعرتُ بالإحراج و أشحتُ بنظري.
‘يجب أن أذهب إلى كايدن.’
لكن هذه المرة، طلبَ الماركيز فرناندي رقصة:
“ماريان، هل ترقصين معي رقصة واحدة؟”
“بالطبع!”
رقصتُ معه بسعادة.
كانت الرقصة مع الشّخص الوحيد الذي ينتمي إلى عائلتي، تجربةً جديدة.
…لكن عندما أفكّر في الأمر، كان لديّ أيضًا والدي البيولوجي، ملك الشياطين.
شعرتُ بالإزعاج من نظراته الحارة.
لحظة، هل تلكَ النّظرات تعني أنه يريد الرّقص معي؟
بينما كنتُ أتساءل، تحدّثَ الماركيز:
“تعالي للزيارة كثيرًا.”
كان يعني زيارة مقاطعة فرناندي. أومأتُ بسهولة.
“سأفعل.”
“أخبريني إذا كانت هناك أخبار سارّة لاحقًا.”
اليوم هو يوم زفافي، و هو يتحدّث عن أخبار سارّة؟
تفاجأتُ.
“أخبار سارة؟”
“نعم.”
قال الماركيز بوجهٍ حالم:
“عندما تكونين مرتاحة القلب، ستأتي حياةٌ جديدة بعد فترة.”
شعرتُ و كأنني تعرّضت للطّعن. أجبتُ و أنا أتصبب عرقًا باردًا:
“آه، ههه. هههه. شـ، شكرًا.”
“هممم، يبدو أن الدّوق السابق ينتظر دوره الآن.”
انتقلتُ بشكلٍ طبيعي للرّقص مع الدّوق السابق. كنتُ أفكر سـرًّا في أنني محظوظة للهروب من الماركيز، لكن هجومًا أقوى جاء:
“يا صغيرتي.”
“نعم، سموّ الدّوق السابق.”
“سمعتُ عن دواءٍ من صنع مشعوذ قدير من الجنوب مفيدٌ جدًا للجسم. لقد اشتريتُ مجموعة منه، عليكِ تجربته.”
“شكرًا. لكنني الآن شفيتُ تمامًا. لا داعي للقلق!”
“بالطبع، أعلم.”
لم ألاحظ، وأنا أتبع خطوات الدّوق السّابق في الرقص، أن وجهه كان مليئًا بالتوقعات.
“لكن يُقال إن هذا الدواء يساعد على الحمل بسرعة.”
كِـدتُ أتعثر في الرقص.
“…آه، ههه. حـ، حسنًا.”
رفعتُ زاوية فمي بصعوبة لأجيب، وكان صوتي يرتجف.
دونَ أن يلاحظ حالتي، ضحكَ الدّوق السّابق بفخر:
“سأدعمكِ بكل الطرق. لا تقلقي بشأن أي شيء، فقط تناولي طعامًا جيدًا و نامي جيدًا! هههه!”
“آه، هههه…”
بما أنه بدا فخورًا جدًا، لم يكن لدي خيار سوى الضّحك بجهد.
كان حماس الأجداد لأحفادهم الكبار هائلاً. خاصةً الدّوق السابق، الذي كان لديه طاقة استثنائية و.اشترى الدواء بالفعل.
فكرتُ و أنا أتصبب عرقًا باردًا:
‘آه، يجبُ عليّ أن أحمل بطفلٍ حقًّا.’
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 98"