تلوّيتُ و حاولتُ أن أتحرّك هنا و هناك، لكن شيئًا ما كان يلفّ جسدي بإحكام، فلم أستطع الحركة كما أريد.
عبستُ من الإحباط و أنا أتذمّر، عندما سمعتُ صوت امرأة و رجل:
“هل رأيتَ ذلكَ للتّو؟ يبدو أن طفلتنا تحاول التّحدث بالفعل.”
“همم، أطفال البشر تافهون.”
“…ماذا قلتَ للتو؟”
عندَ صوت المرأة الحاد، أخفضَ الرّجل نبرته على الفور:
“إنها لطيفة جدًّا، هي تشبهكِ.”
“ههه، أليس كذلك؟ إنها تشبه داميان أيضًا. انظر، شكل شفتها العلويّة.”
“…حقًا؟”
“نعم. كيف يمكن أن تكون بهذا اللطف؟ أليس كذلك؟”
“…يبدو الأمر كذلك.”
شعرتُ بشخصٍ يدغدغ خدّي. شعرتُ بإحساسٍ لطيف وضحكتُ، فسمعتُ ضحكة المرأة. مرّت يدٌ كبيرة على جبهتي بحنان.
شعرتُ بدفء الشّمس من مكانٍ ما.
“طفلتنا الصّغيرة، عليكِ أن تكبري بصحّةٍ جيّدة. دعينا نعيش بسعادة معًا. أنا أحبّكِ.”
مع الهمس الدافئ و المريح، شعرتُ بالنعاس.
مـنْ يكون هؤلاء؟
[ماريان، استيقظي!]
فتحتُ عينيّ بسرعةٍ عند الصّوت العالي في أذني.
“…ماذا ؟”
شعرتُ و كأنني حلمتُ بشيء، لكن بمجردِّ استيقاظي، اختفى كل شيء من ذاكرتي.
فركتُ عينيّ و.نهضتُ بوجهٍ ناعس، عندما قال بليد بصوتٍ جعلني أنتفض:
[ماذا؟ إنه يوم زفافكِ!]
“يا إلهي!”
نعم! اليوم هو يوم زفافي أنا و كايدن!
بمجردِّ أن انتهى بليد من الكلام، انفتحَ الباب فجأةً. عادةً، كنتُ سأسمع طرقًا أولاً، لكن اليوم كان استثناءً.
“لقد استيقظتِ، السّيدة ماريان!”
دخلت السّيدة مارتشي بنبرةٍ مفعمة بالحيوية مع عدة خادمات. كانت وجوههن مليئة بالعزم.
“حسنًا، إنه يوم المعركة الحاسمة. هيا، يا فتيات!”
“نعم!”
صفقّت السّيدة مارتشي مرتين، فبدأت الخادمات بسحبي من السرير بسرعة و تناغم.
“انتظري، انتظري. يجب أن أتناول طعام الفطور…”
حاولتُ المقاومة بضعف، لكن…
“آه، لا توجد عروس تأكل الإفطار اليوم. تحمّلي فقط لهذا اليوم. هيا!”
تم تجاهل اعتراضي بأمرٍ من السّيدة مارتشي .
وهكذا، بدأت المعركة للتحضير لحفل الزفاف في فترة ما بعد الظهر.
* * *
“لقد مـرَّ وقتٌ طويل منذُ أن كنا في قلعة الدّوق الأكبر، أليس كذلك، باستيان؟”
“نعم، عزيزتي.”
تجوّلت ليليان برفقة باستيان في قلعة فالتشتاين. بدت القلعة مشابهة لما كانت عليه قبل عقود، عندما تزوّجـا.
كان الضيوف من جميع أنحاء الإمبراطورية يرتدون أفضل ملابسهم و يتبادلون التحيات. بما أنها مناسبة سعيدة، كانت وجوه الناس مشرقة. ربّما لأن هذا كان ثاني حدث كبير بعد إعادة بناء الإمبراطورية.
“ألستِ تشعرين بالبرد؟”
هزّت ليليان رأسها قليلاً عند سؤال باستيان.
“إنه الصيف.”
“صيف الشمال يشبه ربيع العاصمة. إنه بارد.”
“لا تقلق، عزيزي.”
مـرّ شهران منذ لقاء العائلتين. لم تشارك ليليان وباستيان مباشرةً في تحضيرات زواج كايدن وماريان، لكن كان واضحًا أن السّيدة مارتشي، صديقتهما القديمة، بذلت جهدًا كبيرًا.
“يذكّرني الأمر بأيامنا القديمة. لقد أقمنا حفل زفافنا هنا أيضًا.”
ابتسمَ باستيان بلطف عندما استذكرت ليليان الذكريات.
“أريد أن أتزوجكِ كل عام.”
“أوه، يا لكَ من زوج!”
ضحكت ليليان وتجاهلت كلامه.
اقتربَ العديد من الناس منهما. على الرّغمِ من أن باستيان لم يحصل على لقب الدوق الأكبر ونقله مباشرةً إلى ابنه، إلا أنهما كانا والديّ الدّوق الحالي.
“إنّه زواج البطلين! تهانينا!”
“من حسن الحظ أن السّيدة ماريان هي حفيدة الماركيز.”
“إنهما ثنائي رائع حقًا.”
ابتسمت ليليان و استقبلت كلمات النّاس بلطف. بغضِّ النظر عن نواياهم، لم يكن هناك سبب لعدم رد الشكر على التهاني.
إنـه يوم سعيد، بعد كلّ شيء.
فجأةً، سُمع صوت مرح من بعيد.
عندما التفتت، رأت مصورًا يحمل آلة تصوير. كان بعض النبلاء يتحدثون إليه بفضول.
“هل هذه كاميرا؟ أليست هذه هي الآلة التي تتطلّب الوقوف بلا حراك لساعات؟ أليس من الصعب استخدامها في حفل زفاف؟”
أجابَ المصور:
“لا! هذه كاميرا حديثة! قام الساحر دورانتي بتحسينها. يمكنها التقاط الصورة فور الضغط على الزر!”
أُعجـبَ النّاس بهذا.
“هل هذا ممكن؟”
“قالوا إنه تم ضغط أحجار السحر لتحقيق ذلك!”
“كم سعرها؟”
“أريد واحدة أيضًا!”
“آه، لا تذكر ذلك. أنا أملكها فقط لأن عائلة الدوق دعمتني. السّعر باهظ جدًا.”
“كم ثمنها بالضبط؟”
عندما ذكرَ المصور السعر، صُدم الجميع.
“هل تقول إن عائلة الدوق دعمت ذلكَ ببساطة؟”
“سعر مذهل!”
“حسنًا، فالتشتاين مليئة بأحجار السحر، فهل المال مشكلة؟”
“أنا فضولي لأرى كيف ستبدو الصّور. هل ستُنشر في الصحف؟”
“بالطبع! زواج المتهوّرة و المحارب المجنون… أقصد، هذا زواج البطلين!”
“آه، ههه! نعم، صحيح!”
ضحكَ الناس بإحراج و هم ينظرون إلى ليليان و باستيان.
لكن ليليان اكتفت بالإبتسام.
مع مرور الوقت، عادت سمعة ماريان و كايدن إلى ألقابهما الأصلية: المتهوّرة و المحارب المجنون، بدلاً من لقب البطلين.
كان ذلكَ بسببِ المقابلات التي ذُكرت في الصحف مع بعض الفرسان الذين شاركوا في حرب الوحوش الكبرى.
وصفوا سادة السيف هكذا:
كانت المتهوّرة ترقص بسيفها و هي تذبح مئات الوحوش. و بالنّسبةِ لكايدن ، لا يوجد محارب عاقل يرمي سيفه دون تردد، لكنه رمى سيفه دونَ خوف، كما لو كانَ مجنونًا.
تساءلت ليليان عما إذا كان ذلك صحيحًا.
هل فعل أطفالنا ذلكَ حقًا؟
“سيبدأ حفل الزفاف قريبًا! من فضلكم، اجلسوا!”
عندَ صراخ فيتو، بدأ الناس بالتحرك.
سأل باستيان ليليان:
“هل نذهب، عزيزتي؟”
“نعم، هيا بنا، عزيزي.”
تبادلا الابتسامات. منذُ زمن طويل، سلكا هذا الطريق كعروسين، و الآن حان دورهما لمشاهدته كوالدين.
* * *
في جانبِ من قلعة الدّوق الأكبر، كان هناك كنيسة صغيرة.
خلف الكنيسة، امتدّت جبال الثلج الدائم و الحيرة الكبيرة، مكونة مشهدًا كلوحة فنية.
كنيسة تطلّ على جبال الثلج في الصيف لا يمكن أن توجد إلا في فالتشتاين.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 97"