ضحكَ لوكاس و كأنّه يستمتع حقًا. نظرَ إليه كايدن وهو يطحن أسنانه.
“ألا تودّ معرفة جوابها؟”
“…..”.
كانَ يموت فضولاً، لكنّه لم يرد السؤال. أراد أن يلكم وجه لوكاس المغرور. نظرَ لوكاس إلى كايدن ثمّ ضحكَ وقال:
“قالت أنّ لديها رجلاً تتتزوّجه.”
شعرَ كايدن بالارتياح و الفرح.
“فقلتُ لها أنّني لا أمانع.”
هل أضربه؟
ضحكَ لوكاس بمرح وهو يرى تعابير كايدن المتغيّرة.
“أخبرتها أنّها إذا سئمت من الدّوق الأكبر، يمكنها القدوم إليّ.”
“جلالة الإمبراطور.”
“فقالت أنّ ذلك لن يحدث.”
بدأت ظلال الحزن تظهر على وجه لوكاس الضاحك. نظرَ إلى كايدن بجديّة وقال:
“اعتنِ بها جيدًا. اجعلها سعيدةً لدرجةٍ تجعلني لا أفكّر في الاقتراب منها.”
“…لا تتدخّل.”
كانت النظرات بين الرجلين باردة. لكن سرعان ما غيّر لوكاس الموضوع كما لو لم يحدث شيء.
“حسنًا، دعنا نتحدّث عن العمل مجدّدًا.”
منذُ ذلكَ الحين، لم يستطع كايدن التركيز على العمل بسبب القلق.
“هاه…”
“الدّوق الأكبر، هل تريد أخذ استراحة؟”
سأل فيتو. تردّد كايدن للحظة ثمّ أبعد الأوراق. لم يكن في مزاجٍ مناسب للعمل.
“أين ماريان؟”
* * *
“الدّوق الأكبر!”
ركضت ماريان نحوه بوجهٍ مشرق. شعرها الأحمر المتألّق و عينيها البرّاقتين كانا رائعين.
“هل انتهيتَ مبكرًا اليوم؟”
أومأ كايدن. في الحقيقة، لا يزال لديه كومة من العمل، لكنّه لم يعد يتحمّل عدم رؤية ماريان.
“هل نذهب للتنزّه؟”
عندما سأل، أومأت ماريان بحماس. تأرجح شعرها المربوط كذيل حصان، فكانت تبدو لطيفةً.
لفّـا أنفسهما بالملابس الدافئة و خرجا. كان الغروب يقترب. في شتاء الشمال، يأتي المساء مبكرًا. لذلك قرّرا العودة قبل موعد العشاء.
“هيا!”
ركضا عبر الثلوج. كان التنزّه بالنّسبة لهما يشمل ركوب الخيل. بعد فترة، تعبت الخيول، فقرّرا المشي قليلاً.
كانت الثلوج تتساقط بهدوء. صوت قرمشة الثلج تحت أقدامهما دغدغ أذنيهما.
“كيف حالكِ؟”
“قلتُ إنّني بخير.”
عبست ماريان بشفتيها.
في الواقع، لم تكن ماريان قادرةً على استخدام الهالة الآن. ربّما بسببِ استنفاذها لكلّ طاقتها في معركة فيليس، لم تتمكّن من جمع الهالة مهما حاولت.
بالنّسبة لها هي التي عاشت كسيّدة سيف أكثر من عشر سنوات، كان عدم القدرة على استخدام الهالة أمرًا صعبًا.
شعر كايدن بالقلق كثيرًا من شعور ماريان بالخسارة.
قبضت ماريان يدها وقالت:
“أعتقد أنّها ستعود في الرّبيع القادم.”
“حقًا؟”
“نعم، أشعر بذلك.”
إذا كان الأمر كذلك، فهذا جيّد.
بالنسبة لكايدن، كانت ماريان بدون هالة تبدو كـ”أضعف ماريان في العالم”. لذلك، أصدر أمرًا شبه إلزامي بألّا تذهب ماريان بمفردها أبدًا.
كان عليها اصطحاب الفارس بيديل، بل و أضاف كايدن فتاتين من الفرسان للحماية. تذمّرت ماريان كثيرًا، لكن…
“هذا أمرٌ لا يمكن التفاوض بشأنه.”
هـزّ كايدن رأسه لنفسه، فتمتمت ماريان:
“تلقّيتُ رسالة من ملك الشياطين يطلب فيها رؤيتي.”
“…حقًا؟”
فوجئ كايدن بأنّ ملك الشياطين كتب رسالة. فسأل:
“ماذا تريدين أن تفعلي؟”
“أنا… لستُ متحمسّة للفكرة.”
بدت نبرة ماريان متردّدة. حاولَ كايدن تهدئتها:
“إنّه والدكِ على أيّ حال.”
“…لا أعرف. الأمر معقّد…”
ثمّ أضافت:
“كنتُ أريد أن أسألكَ شيئًا منذُ فترة، لكنّك كنتَ مشغولاً، و نسيتُ ذلك أيضًا.”
لماذا تتجنّب مناداتي باسمي؟
شعرَ كايدن ببعض الإحباط لكنّه ترك الأمر يمرّ.
“ما هو؟”
“كيف عرفتَ أنّني ابنة ملك الشياطين؟ وكيف عرفتَ أنّ القوّة المقدّسة لا تؤثّر عليّ؟”
توقّفَ كايدن ليفكّر من أين يبدأ، ثمّ بدأ يشرح ببطء:
“عندما ذهبتُ إلى قصر الماركيز فرناندي…”
رأى حينها صورةً لشاروليز، والدة ماريان. لم يكن يعلم أنّها والدتها، لكنّها بدت مشابهة لها للغاية.
بدأ يشكّ منذُ ذلك الحين، و حتّى أثناء غيبوبته، سمع محادثات بين ملك الشياطين و الماركيز.
“قال أنّ والدتكِ هربت مع ملك الشياطين ثمّ توفّيت، و فقدا ابنتهما. كلّما سمعتُ المزيد، ازداد شكّي، لكن لم يكن لديّ دليلٌ قاطع. لكن عندما صبّت القدّيسة ستيلا القوّة المقدّسة عليّ، أدركتُ ذلكَ.”
نظرت ماريان إليه بتعجّب.
“كيف عرفتَ أنّ القوّة المقدّسة لا تؤثّر عليّ؟”
“ألا تعلمين؟ لم تكن القوّة المقدّسة تؤثّر عليكِ أبدًا.”
“ماذا؟”
“عندما كنتِ صغيرة و سقطتِ في تلكَ البحيرة.”
اتّجهت نظرة ماريان نحو البحيرة الضخمة. نظر كايدن إلى ملامحها الجانبية و تذكّر تلك اللحظة.
“بعد أن أخرجتكِ من الماء، كنتِ تحترقين بالحمّى. مرّت أيام و ليالٍ دونَ أن تتحسّني، فظننتُ أنّكِ ستموتين، لذا استدعيتُ الكاهن الأعلى.”
“…كاهن أعلى من أجل نزلة برد؟”
أومأَ كايدن.
“نعم. إذا لم تنفع الأدوية، فلا يبقى خيار سوى إستعمال القوّة المقدّسة.”
“كم تكلفة استدعاء كاهن أعلى… حسنًا، ثمّ ماذا؟”
“كلّما استخدمَ الكاهن الأعلى القوّة المقدّسة، ارتفعت حرارتكِ أكثر.”
“آه…”
“كاد جدّي يقتل الكاهن ظنًا منه أنّه مشعوذ.”
“يا إلهي.”
“لا تعلمين كم كان الناس قلقين عليكِ.”
“آسفة…”
“في مثل هذه الحالة، يجب أن تقولي شكرًا.”
“شكرًا.”
ابتسمت ماريان.
“إذن، من خلال هذا، أدركتَ أنّني ابنة ملك الشياطين؟”
هـزّ كايدن رأسه قليلاً.
“ليس تأكيدًا، بل كانت مقامرة. ربّما كنتِ مجرّد هجين بين بشري و شيطان، لذا لا تؤثّر القوّة المقدّسة. لم أكن أعلم أنّ الهجين بين النوعين يُعتبر بشريًا بالضرورة.”
“آه… إذن الدّوق الأكبر يحبّ المقامرة سرًّا. بينما كنتَ دائمًا تعاتبني على المقامرة.”
“إذا كانت الاحتمالات مرتفعة، يجبُ أن أقامر.”
تذمّرت ماريان. راقب كايدن ذلكَ وهو يعبث بصندوقٍ صغير في جيبه، كان يحمله منذُ أيام.
“ماريان ، هل تعلمين كيف كنتُ أشعر في كلّ مرة كنتِ فيها على وشكِ الموت؟ أتمنّى لو تموتين قبلي بيومٍ واحد فقط. أن تعيشي بجانبي طويلاً.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 94"