“أيّها الأحمق، هل تعتقد أنّني سأقف لأتلقّاها؟ مجرّد تفاديها يكفي!”
لم أنسَ استفزازه.
رأيتُ وجه فيليس يحمرّ من الغضب.
كان هذا النّوع سحر الرّياح يصبّ في مصلحتي. عندما أحيط جسدي بالهالة، تصبح حواسّي أكثر حدّة، فأقرأ حركة الهواء بسرعة.
كلّ ما عليّ فعله هو توقّع الموجات المتشوّشة و تفاديها.
“هل أنتَ ساحر حقًا؟ ما هذا الغباء! هههه!”
“توقّفي عندك!”
“و من ذا الذي سيقف لأنّك أمرته؟”
واصلتُ استفزاز فيليس. فاندفع متأثرًا بذلك و أطلق سحرًا بسرعة. لم يكن لسحره الفاقد للهدوء أن يصيبني.
لكلّ قتال أسلوبه الخاصّ.
لم يكن من العبث تعليم الفرسان التكتيكات.
فيليس قويّ، لكنّه يعتمد على القوّة الغاشمة، ومن المرجّح أنّ خبرته في مثل هذا النّوع من القتال قليلة.
“خُـذ هذا!”
“آه!”
أثناء هروبي، رششتُ ترابًا على فيليس بسيفي. بما أنّني لففتُ السّيف بالهالة، كان ذلك مؤلمًا بالتأكيد.
استغللتُ تردّده لأوسّع المسافة بيننا، ثمّ اندفعتُ إلى مكانٍ حيث كان الجنود والوحوش منشغلين بالقتال.
احتجتُ إلى وقتٍ للتّفكير بينما كنتُ مختبئة.
‘حسنًا، ماذا أفعل الآن؟’
ما اكتشفته حتّى الآن من مواجهتي مع فيليس هو التالي:
أولاً، هذا الرّجل أضعف من ملك الشّياطين. عندما واجهتُ ملك الشياطين، شعرتُ بإحساسٍ ساحقٍ بالعجز، لكنّني لم أشعر بذلك مع فيليس.
ثانيًا، مع ذلك، هو أقوى منّي. أقوى بكثير. إذا واجهتُه بقوّة خالصة، سأُهزم حتمًا.
ثالثًا، يمكنني كسبُ الوقت. البيئة الحاليّة، حيث تُجرَى معارك مشوّشة في كلّ مكان، تصبّ في مصلحتي.
و أخيرًا، أنا مرهقةٌ جدًّا.
نظرتُ إلى الأسفل، فوجدتُ سيفي يرتجف. كانت عضلات جسدي تصرخ طالبةً الرّاحة.
‘اللّعنة، ماذا أفعل؟’
لكن يجبُ أن أصمد. قال ملك الشّياطين إنّه يجب عليّ أن أصمد، لذا بدّ أنّه يمتلكُ طريقةً ما.
‘عليكَ حلّ الأمر سريعًا و العودة قبل أن أموت، يا ملك الشّياطين!’
تنفّستُ بصعوبة و نظرتُ إلى فيليس. كان يمسح ببطء التّراب الممزوج بالدماء عن وجهه بيده المغطاة بالقفاز.
أثار هدوؤه غيظي.
التقت عينانا. تبادلنا النّظرات.
بيننا، مرّت دماء ولحوم الوحوش و الجنود.
فتحَ فيليس فمه وقال:
“تلكَ حيلة لكسبِ الوقت، أليس كذلك؟”
تـمّ كشفي.
لكن لا بأس، فهذا هو الهدف بالفعل.
“إذن، لا خيار سوى إنهاء الأمر دفعة واحدة.”
ماذا؟
عبستُ من كلامه، ثمّ طار فيليس إلى السماء.
استعددتُ للدّفاع على الفور.
بالنّسبةِ لسادة السّيف، القتال الجوّي هو الأكثر إزعاجًا. بما أنّنا متخصّصون في القتال الأرضيّ، فلا مفرّ من ذلك.
تمتمَ فيليس بعيونٍ تلمع بضوء أصفر:
“سأحوّلكِ إلى غبار.”
ما الثقة التي يمتلكها هذا المجنون ليقول ذلك؟
راقبته بعيونٍ ضيّقة، فاندلعت منه فجأةً هالةٌ هائلة.
“ما… ما هذا؟”
شعرتُ بالارتباك. كانت هالةٌ سوداء حمراء مشابهة لهالة ملك الشّياطين تتدفق من فيليس.
هرعتُ والتقطتُ حجرًا من الأرض، و ملأته بالهالة وقذفته نحوه، لكنّه تحوّل إلى غبارٍ بفعل الهالة السوداء الحمراء المتدفقة.
فجأةً، تذكّرتُ كلام ملك الشياطين:
“فيليس يكسر جوهر قوّتي و يستوعبه.”
هل يعني ذلك أنّ فيليس استوعب قوّة ملك الشياطين؟ ألهذا تنبعث منه هذه الهالة المرعبة؟
فوق رأس فيليس، بدأت كرةٌ سوداء ضخمة تتشكّل. كانت قوّةً شريرةً و قويّةً بشكلٍ واضح.
ارتجف جسدي. هذا يختلف عن ظهور ملك الشياطين.
في ذلكَ الوقت، شعرتُ كأنّني إنسانة عاجزٍ أمام كارثةٍ طبيعيّة، أمّا الآن، فأشعرُ بطاقةٍ مكثّفةٍ من نية القتل تجعل جسدي يرتعد.
فكّرتُ في القفز إليه و ضربه جسديًا، لكن لم تكن هناك طريقة لذلك.
هل أرمـي سيفي؟ لا، قد لا يتحوّل إلى غبار كالحجر، لكنّه سينقسم إلى نصفين أو أفقد سلاحي.
هل أطلبُ من دورانتي أن يرفعني إلى السماء؟ هذا خطير أيضًا. في الجوّ، كان هناك بالفعل شياطين آخرون يطيرون و يقودون الوحوش. قد أصبح هدفًا لهم و أموت موتةً شنيعة.
لا يمكنني الفوز.
لكن لا يمكنني الهروب أيضًا.
خلفي كانت قلعة فرناندي. داخلَ تلك الأسوار، يعيش الكثيرون، وإذا هربتُ، سيموت عددٌ كبيرٌ منهم.
لو أستطيع إيقاف ذلكَ بحرق جسدي…
رفعتُ سيفي.
جمعتُ الهالة من كلّ زاويةٍ في جسدي.
“هوو.”
سأمنعه حتّى لو مـتّ.
قد أتحوّل إلى غبارٍ بعد إيقافه،
لكن ، عندما يعلم ملك الشياطين بذلك، سيغضب و يقتل فيليس. لا أعلم متى سيأتي ملك الشياطين، لكن…
“لحظة… إذا مـتّ، ألن يحاولَ تدمير العالم مجدّدًا؟”
نظرتُ إلى فيليس الذي كان يحلّق في السماء. يبدو أنّ تحضيره لضربةٍ هائلة يستغرق وقتًا. ثمّ نظرتُ إلى الجنود وا لوحوش المتراجعين حولي.
قال دورانتي بصوتٍ يملؤه التوسّل:
“لقد أصدرَ الماركيز أمر التراجع بعد رؤية ما يحضّره رئيس السحرة. يبدو أنّ الوحوش تلقّت أوامر التراجع من الشياطين أيضًا. يجب أن تتبعيهم، سيّدة ماريان!”
نظرتُ إليه و سألت:
“إذا تراجعتُ، مَنْ سيوقف ذلك؟”
“تمّ إصدار أمرٍ بإخلاء الجميع داخل القلعة. لذا، هيّا بنا معًا، سيّدة ماريان!”
حسنًا.
سيرمي فيليس تلكَ الطاقة نحوي.
إذا تراجعتُ، سيتبعني.
هل التفادي سيجدي؟ سيكون سعيدًا إن تلقيّتُ ضربته في مكانٍ مكتظّ بالبشر.
‘آه! هذا سيفيد!’
فجأة، خطرت لي فكرةٌ جيّدة.
“جئتَ في الوقت المناسب، سيّد دورانتي. سأترك وصيّتي لكَ.”
“سيّدة ماريان!”
“لا وقت للجدال. استمع جيّدًا. أخبر الدّوق أنّني أحببته كثيرًا.”
“أرجوكُ…”
“و أخبر ملك الشياطين أنّني أتمنّى أن يعيش الأشخاص الذين أحبّهم حياةً طويلة قبل أن يموتوا.”
نظرَ إليّ دورانتي بوجهٍ يكاد يبكي.
“و أخبر الماركيز أيضًا أنّني كنتُ سعيدةً برؤية جدّي ولو لوقتٍ قصير. و أخبر الدّوق السابق و السّيدة مارتشي و خدم الدّوق أنّني آسفة و أنّني ممتنّة لهم. و أُخبركَ أنتََ أيضًا، سيّد دورانتي، أنّني آسفة و ممتنّة لكَ حقًّا.”
“سيّدة…”
أخيرًا، ذرفَ دورانتي الدّموع.
“الآن، اذهب.”
“معًا…”
“أنا سأذهب إلى الوحوش.”
“ماذا؟!”
انقلب صوته من الصّدمة.
“فيليس سيرمي كتلة الطّاقة تلكَ نحوي بالتأكيد. بما أنّني سأموت على أيّ حال، سأنفجر مع الوحوش لأخفّفَ العبء عن الباقين.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 89"