ركضتُ مذعورة نحو النافذة. لكن من هذه الغرفة، لم يكن يظهر سوى حديقة الماركيز الهادئة. كان الصوت قادمًا بوضوحٍ من جهة بحر الشرق، التي لا يمكن رؤيتها من الغرفة.
لذلك ازدادَ قلقي.
“ماريان، هناك العديد من الوحوش القادمة. ابذلوا قصارى جهدكم لصدّها. سأذهب الآن.”
“انتظر، لحظة واحدة!”
قبل أن يختفي ملك الشّياطين، كان هناك شيء أردت سؤاله عنه.
“لماذا تخبرني بهذه الأمور؟ ولماذا فجأة….”
تتظاهر بأنّكَ تهتمّ بالعالم؟
لم أستطع إخراج السّؤال التّالي من فمي.
أليس ذلك صحيحًا؟
صحيح أن فيليس استدعى ملك الشّياطين بالقوة، لكنه هو مَنٔ حاول تدمير العالم أولًا.
نظرَ إليّ ملك الشّياطين مباشرةً وفتحَ فمه ببطء.
“هذا المكان هو حيث ستعيشين من الآن فصاعدًا. لا يوجد سبب آخر.”
“…هذا متناقض.”
لم أشعر بالسعادة. لقد قتلَ ملك الشّياطين العديد من الأشخاص.
أن يقول فجأةً إن سبب حمايته للعالم هو أنـا، كان أمرًا يثير اشمئزازي بصراحة.
“أنا متقلّـب بطبعي. و أيضًا.”
مـدَّ ملك الشّياطين شيئًا بشكلٍ مفاجئ. كان سوارًا من الجرمانيوم.
“هذا….”
“إنه لكِ، فارتديه. سوف يساعدكِ.”
هل يمكنني حقًا اعتباره ملكي؟
إذا فكرتُ في الأمر، اشتراه كايدن من متجر المجوهرات، لذا غهو ملكي بالفعل. لكن المالك الأصليّ لـه كان أمي، و قولي إنني كنتُ أرتديه منذُ طفولتي كان كذبة.
شعرتُ بالذّنب في هذه اللّحظة.
“…كيف سيساعدني؟”
“سيساعدكِ عندما تكونين غير مستقرة جسديًا أو عقليًا.”
هل له تأثير كهذا حقًا؟ أخذت السّوار بعيونٍ مندهشة.
“سأذهب الآن. تحمّلي. أنتِ قادرة على ذلك.”
تركَ ملك الشّياطين هذه الكلمات واختفى في لحظة.
نظرت إلى المكان الذي اختفى منه للحظة، ثم استعدت رباطة جأشي. لأن صوت انفجار آخر جاء من الخارج.
[ماريان، يجبُ أن نذهب!]
لكن كان هناك شيء يقلقني.
“هل يمكنني ترك سموّ الدّوق وحده و الذّهاب؟”
ماذا لو حدثَ شيء لكايدن وهو ممدّد دونَ حراك؟
كنتُ عاجزة عن الحركة، عندها اقترح بليد.
[سأبقى بجانبِ كايدن. على أيّ حال، أنا الآن لن أكون مفيدًا… لكن بمجردِّ أن أجعل القوة التي أعطاني إياها ملك الشّياطين ملكـي، سأكون مفيدًا. هذا يحتاج إلى بعض الوقت.]
“هل ستصبحُ تنينًا كاملًا أخيرًا؟!”
أومأ بليد برأسه الصّغير اللطيف.
[نعم. ثقـي بي.]
كنت قلقة، لكن الشيء الوحيد الذي يمكنني الاعتماد عليه الآن هو بليد.
“حسنًا. أتوسل إليَك، بليد.”
[كوني حذرة.]
“نعم. و أنتَ أيضًا.”
ارتديت السّوار ونظرت إلى وجه كايدن النائم.
“سأعود بسرعة، سموّ الدوق. استرح.”
همستّ بسرعة ثم ركضت خارجَ الغرفة. عندما وصلت إلى القاعة الرئيسية، رأيتُ الماركيز فرناندي يخرج على عجل مع الدّوق السّابق، لوكاس، ستيلا، دورانتي، و بعض الخدم.
كان الجميع ينظرون بعيونٍ مندهشة ويحاولون فهم الوضع.
“ما الذي يحدث، ماركيز؟”
“يبدو أن هجومًا من وحوش بحر الشرق قد بدأ. هذا يحدث من حينٍ لآخر. الجميع في خطر، فاختبئوا بسرعة.”
“يا رجل، هل تعتقد أنني سأختبئ فقط؟!”
“لكنكم ضيوف….”
“الجميع!”
قبل أن يطول النّقاش بين الدّوق السّابق و الماركيز، جذبتُ انتباه الجميع. التفتت أعين الناس إليّ.
ركزت على ما قاله ملك الشّياطين:
“العديد من الوحوش قادمة. ابذلوا قصارى جهدكم لصدّها.”
“إنها معركة شاملة. قال ملك الشّياطين أنّ فيليس، الشيطان الذي كان يتظاهر بأنه رئيس السحرة، يقود جيشًا هائلًا من الوحوش و يهاجم الآن. يجب أن نستعد لهذا!”
“ماذا؟ معركة شاملة؟”
صرخَ الدّوق السّابق وهو مصدوم.
سألني لوكاس.
“ألم يمت رئيس السحرة؟”
“قال إنه نجا بحيلة كالفأر. لا أعرف التفاصيل، لكن يبدو أنه المتسبب في كل هذا.”
أظهرَ الناس دهشتهم من إجابتي.
“هل جيش من الوحوش قادم حقًا؟”
“لكن ألم تقولي أنّكِ ابنة ملك الشّياطين؟”
“قالت أنّ هذا ليس بفعلة ملك الشّياطين. يبدو أنها خطة فيليس.”
بينما كانت الآراء تتبادل بسرعة، سألت ستيلا بصوتٍ يحمل بصيص أمل.
“ألا يستطيع ملك الغابة حـلَّ هذا؟ إنه ملك الشّياطين و الوحوش….”
فكرت للحظة كيف أشرح هذا، ثم قلت بطريقةٍ يفهمها الجميع.
“لقد تعرّضَ ملك الشّياطين للخيانة من فيليس و ذهب إلى بحر الشرق لإصلاح الأمر. قال إنه يحتاج إلى وقت. نحن الوحيدون الذين يمكنهم إيقاف فيليس الذي يهيج الآن.”
تمتمَ لوكاس عند كلامي.
“حتى ملك الشّياطين يتعرّض للخيانة.”
آه، هل بدا كلامي هكذا؟
شعرتُ بالحرج قليلًا لكن لا مفرّ من ذلك. لا أعرف إن كان يمكنني شرح أمور مثل جوهر الشّياطين للآخرين، في هذا الوقت المحدود، لذا هذا هو الأفضل.
في تلكَ اللحظة.
“سيدي الماركيز!”
ركضَ أحد جنود الماركيز متعجلًا.
“ما الأمر؟”
“ظهرت حشود هائلة من الوحوش من بحر الشرق!”
“…..!”
كما قال ملك الشّياطين. نظرت إلى الماركيز.
هو سيّـد القلعة، لذا يجب أن يتخذ القرار.
“الأمير لوكاس، أيقظ الجيش و ثم بتجهيزهم. سأطلق قوّاتي أيضًا.”
“حسنًا.”
كانت بداية معركة الوحوش الكبرى.
* * *
أمسكَ فيليس قبضته بقوة ثم فتحها.
“مبارك، سيّدي فيليس.”
“هممم.”
إلى جانبه، كان هناك شيطان يتملق بإذلال.
في العادة، كان فيليس سيشعر بالضيق، لكنه الآن كان في مزاجٍ رائع.
لقد حطّمَ و امتصّ جزءًا من شجرة عظيمة في أعماق بحر الشرق، وهي جزء من جوهر ملك الشّياطين .
أرادَ امتصاصها بالكامل، لكنه اضطر للتوقف في المنتصف.
مثلما يسبّب الإفراط في الأكل المرض، شعر جسده بِردّ فعل رافض.
أصابه الارتباك. إذا لم يستطع استيعاب كل هذا على الفور، ألن يعني ذلكَ أنه لا يستطيع تجاوز ملك الشّياطين؟
لا بد أن ملك الشّياطين شعر بتلف الجوهر. يجب أن يجد طريقةً قبل أن يأتي لمواجهته.
على عجل، حطّم فيليس و امتصّ بعض القطع المقدسة لنيكس.
كان هذا خيارًا صحيحًا.
لقد خفّفت القطع المقدسة لنيكس من طاقة ملك الشّياطين.
كانت قوى مختلفة تتدفق في جسده.
شعر فيليس بأنّه ربّما أصبح أقوى من ملك الشّياطين الآن.
في تلكَ اللحظة، ظهرَ شيء منتفخ على كفه. عبس فيليس من الإحساس غير المريح.
“سيد فيليس، ما هذا للتو…؟”
“لا شيء.”
كانت بعض الطاقات لا تزال غير ممتصة بالكامل تتمرد، لكن هذه ليست مشكلة. مع مرور الوقت، ستندمج مع جسده.
حتّى ملك الشّياطين الذي تضرر جوهره لن يستطيع فعل شيء ضدّه الآن. كان لديه وقت كافٍ لإتمام خطته.
نظرَ إلى جيش الوحوش المصطف في السهل الشاسع الذي يطلّ على قلعة فرناندي، حيث ينتهي بحر الشرق، و أثنى على تابعه.
“عمل جيد.”
“هذا لا شيء. كل هذا مجرد خطوة نحو العالم العظيم الذي تحلم به، سيدي فيليس. أنا ممتنٌّ فقط لوجودي هنا.”
نعم، كل هذا من أجل الشّياطين.
أطلقَ فيليس نفسًا فرحًا و سأل.
“هل غسل دماغ الوحوش مؤكد؟”
“نعم. لقد أرسلنا للتّو الـوايفرن إلى قلعة الماركيز للتجربة. إنّهم يطيعون الأوامر جيدًا.”
بهذا، أصبحت الاستعدادات مثالية. و صادفَ أن القمر مكتمل أيضًا.
ابتسمَ فيليس كاشفًا عن أسنانه.
“اذهبوا. الضحية الأولى هي فرناندي.”
“نعم!”
أطلقَ تابعه صوتًا عاليًا. عندها، رفعت الوحوش، التي كانت تقف بلا وعي، رؤوسها فجأةً. كان عددها بالآلاف.
“تقدّموا―!”
مع الإشارة، أطلقت الوحوش صرخاتٍ مدوية كالرعد و ركضت نحو قلعة فرناندي.
ضحكَ فيليس بجنون و هو يرى هذا المشهد.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 87"