انتهت المحادثة الجافة جدًا، و رفعَ ملك الشّياطين يده.
توجهت الكرة التي كانت تطفو فوقَ يده نحو كايدن. مرّت عبرَ الهواء ببطء و دخلت فمه.
نظرت إلى وجهه بوجه متوتر. في البداية لم يكن هناك ردّ فعل، لكن سرعان ما بدأت طاقة ما تخرج من جسد كايدن.
نظرت إلى ملك الشّياطين بعيون قلقة، فشرح لي.
“الفتيل الأصلي الذي انتهى يخرج الآن. سيتغير قريبًا إلى فتيلٍ جديد.”
فور انتهاء كلامه، صدرَ صوت هواء من جسد كايدن، و بدأت طاقة سوداء حمراء تنبعث منه. شعرت أنا أيضًا أنه يتغيّر إلى فتيل جديد.
مع صوت عواء، ارتفعَ جسد كايدن قليلًا في الهواء ثم هبط. سرعان ما هدأت الطاقة السوداء الحمراء تمامًا. كان واضحًا من النظرة الأولى أن لون بشرة كايدن تحسن.
“سموّ الدوق…!”
عندما صِحتُ بصوتٍ منخفض من الفرح، نظرَ ملك الشّياطين إلى كايدن وقال.
“يبدو أنه استقـرَّ بشكلٍ جيّد. لكنه ليس كاملًا بعد. يحتاج إلى وقت للاندماج.”
“آه….”
مع ذلك، كونه لا يزال حيًّا فهو أمر رائع. شعرتُ و كأن حجرًا كان يضغط على صدري اختفى.
أمسكتُ يد كايدن ببطء. بخلاف السّابق، شعرت بدفء لطيف.
خرجَ تنهد راحة تلقائيّ منّي .
“شكرًا لك.”
“تعلّقكِ بشريككِ بهذا الشّكل يشبهني.”
كدت أعبس من كلامه، لكنه هو الذي أنقذ حياة كايدن، لذلك سارعتُ في التحكم في تعابيري.
على الرّغمِ من كونه هو مَنٔ حاولَ قتل كايدن أيضًا.
“متى يمكنه فتح عينيه؟”
“حسنًا، يبدو أقوى من الإنسان العادي، لذا في غضون ساعات قليلة….”
توقّفَ عن الكلام و هو يمسح ذقنه بيده.
نظرتُ إليه بعيون مستغربة، فرأيت تعبيره يصبح أكثر شراسة تدريجيًا.
سرعانَ ما بدأت طاقة مرعبة تنبعث من جسده ببطء.
“هؤلاء الحمقى….”
تمتمَ ملك الشّياطين بصوتٍ غاضب.
أصبت بالدّهشة من التغيير المفاجئ في الجو، فدخلت في وضع الاستعداد. لماذا يفعل هذا فجأة مرة أخرى؟ نظرَ إليّ و فتحَ فمه ببطء.
“تعال إلى هنا، أيها الطفل الصغير.”
“ماذا…؟”
“ليس أنتِ. أنا أتحدّث إلى الكائن الذي يخصٌني.”
“ما هذا….”
[مـ، مـلك الشيطان، أنا أراك.]
من خلف كتفي، أخرجَ بليد رأسه قليلًا. كان ملك الشّياطين يتحدّث إلى بليد الذي كان مختبئًا خلف ظهري.
“اقترب.”
[عـ، عفوًا. كان يجب أن أحييكَ أولًا، سيدي ملك الشّياطين ….]
“بسرعة!”
أصبت أنا و بليد بالصّدمة من صراخ ملك الشّياطين. ذهبَ بليد إلى أمامَ ملك الشّياطين وهو يرتجف بكامل جسده و يرفرف بأجنحته الصغيرة.
لمسَ ملك الشّياطين جبهة بليد بإصبعه السبابة بلمسة خفيفة.
ثم، كما نقلَ الجوهر إلى كايدن للتو، رأيت طاقة سوداء حمراء تدخلُ جسد بليد.
صاحَ بليد بسعادة:
[آه، آه…! أخيرًا!]
تمتمَ ملك الشّياطين.
“تسك، كان يجب أن أفعل ذلك أسرع. مع ذلك، بما أنّكَ تابعي، ستتمكن من امتصاصه بسرعة.”
[شـ، شكرًا لك!]
ما هذا؟ كنت مذهولة و لا أفهم شيئًا، عندها شرحَ لي ملك الشّياطين أخيرًا.
“فيليس يحطّم جوهري و يحاولُ امتصاصه.”
“فيليس…؟”
“هو يختار الإبادة ليحصل على قوة لا يمكنه التعامل معها، هذا الغبي….”
أُصبت بالارتباك.
إذا كان فيليس….
“تقصد رئيس السحرة؟ ألم يمـت؟ وما هي الإبادة، ما تقصده بالضّبط؟”
كان رأس رئيس السحرة قد قُطـعَ بوضوح و مـات. رأيت ذلك بعينيّ، وكان ملك الشّياطين هو مَنٔ فعلَ ذلك، فكيف يكون حيًا؟ وما هي الإبادة؟
“فيليس حيّ. لقد استخدم حيلًا مثل الفأر، أوغ…!”
“سيدي ملك الشّياطين؟!”
تعثّرَ ملك الشّياطين فجأةً و أمسكَ صدره بيده.
اقتربت مذهولة من وجهه الذي شحب فجأة.
ملك الشّياطين ذاك يظهر ضعفًا!
قال بصوتٍ شرير.
“استعدي.”
“ما الاستعداد الذي تقصده؟”
“يجبُ أن أذهب إلى أعماق بحر الشرق لإصلاح الجوهر. لكن فيليس سيغزو عالم البشر قريبًا.”
“ماذا؟”
ما هذا الكلام مرّةً أخرى؟
نظرَ ملك الشّياطين إليّ بعينيه الحمراوين و قال.
“ماريان. سأشرح الأمر بسرعة. في هذا العالم توجد عدّة أنواع من الجوهر. من بينها، أنا أدير جوهر الشياطين و الوحوش، و نيكس يدير جوهؤ البشر و الحيوانات.”
نظرتُ إليه بعيونٍ مرتبكة.
“الجوهر الذي يشكل هذا العالم مثل عجلات مسننة متشابكة جيدًا، فلا يجب إتلاف أي منها أو التعامل معها بتهور. لكن فيليس الذي لا يملك القدرة على التعامل معها حطّمَ جوهري بالقوة. لذا ، ماذا سيحدث برأيكِ؟”
فكّرت بسرعة في سؤاله. إذا حدثَ خلل في إحدى العجلات المسننة التي تشكل العالم….
“…هل ستسقط العجلة المسننة؟”
“نعم.”
إذا سقطت عجلة مسننة كانت تعمل جيدًا، فستتعطل الآلة. قد تتوقف إلى الأبد، أو تنهار إلى قطع.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 86"