“وينزر لانجستر! تصرّف بأدبٍ أمام الماركيز فرناندي و دوق فالتشتاين السّابق!”
صاحَ أحد الفرسان الذين أحضروا الفارس ذا الذراع الواحدة بنبرةٍ صارمة. عندها فقط، ألقى وينزر نظرةً على الغرفة بعيونٍ غائرة.
“الماركيز…؟ الدّوق السّابق…؟”
ثمّ استقرّت عيناه عليّ.
“ماريان؟”
عضضتُ على شفتيّ. مَـنْ كان ليتوقّع أن الشاهد الذي وجده الماركيز سيكون الفارس ذا الذراع الواحدة؟
نهضَ الماركيز من مقعده و قال له:
“وينزر لانجستر، أعلم أنّك هربتَ بعد أن انهار السجن بسببِ كارثة قبل أيامٍ من تنفيذ حكم الإعدام.”
اللّعنة، لقد انهار السجن.
بما أنّ سجن النّبلاء الذي كنتُ محتجزةً فيه انهار أيضًا، فمن المحتمل أن السجن الذي كان يحتجز السّجناء الآخرين قد انهار كذلك.
ربّما ماتَ بعضهم تحت الأنقاض، لكن يبدو أنّ وينزر كان محظوظًا بما يكفي لينجو.
“سيّدي الماركيز… لم أهرب، أنا…”
بدأ وينزر، الذي كُشفت هويّته، يتمتم بتبريراتٍ برعبٍ واضح. لكن لم يكن أحدٌ في الغرفة مهتمًا بكلامه.
نظرتُ بسرعةٍ إلى الدّوق السّابق. كان يُخرج كرة اتّصال سحريّة من جيبه خلسةً.
أخفى بجسده الكرة عن أنظار ملك الشّياطين و فركها برفق.
كانت تلكَ إشارةً إلى لوكاس، الذي يقود الجيش في الفرقة الخلفيّة، للاستعداد لأنّ الأمور تتصاعد بسرعة.
ابتلعتُ ريقي. كان علينا الاستعداد لأسوأ السيناريوهات.
“أعرف جرائمكَ. ستدفع الثمن لاحقًا. لكن ما يهمّني الآن ليس ذلك.”
قاطع الماركيز كلام وينزر وسأل:
“هل صحيحٌ أنّك ربّيتَ ماريان الصغيرة و علّمتها فنون السيف؟”
“….هل تقصد ماريان؟”
كان وجه الدّوق السّابق متجهّمًا. من نظراته، بدا أنّ لوكاس و الجيش تأخّروا. كان علينا كسب الوقت.
نهضتُ من مكاني:
“سيّدي الماركيز.”
“…ما الامر، سيّدة ماريان؟”
شعرتُ بنظراتِ ملك الشّياطين تتبعني، لكنّني تجاهلتها.
“صحيحٌ أنّ الفارس ذا الذراع الواحدة علّمني السيف، لكنّه لم يقم بتربيتي.”
بالضبط، كان وينزر يقيم في حيّ الفقراء من حينٍ لآخر فقط.
كان يختفي لفتراتٍ طويلة عندما يكون لديه مال، وعندما ينفد ماله، يعود إلى الحيّ للنوم كضيفٍ مؤقّت.
في ذلكَ الوقت، لم يكن وينزر مدمَّـرًا كما هو الآن.
كان قليل الكلام، لكنّه كانَ يشارك الطعام مع الأطفال أحيانًا، و هو أمرٌ نادر في حيّ الفقراء. لذلك، استطعتُ أن أفتحَ قلبي له.
لا زلتُ أتذكّر. كيف كان ينظر إلى الأطفال وهو يمسح سيفه بيدٍ واحدة.
على عكسِ مظهره الرثّ، كان سيفه نظيفًا ومُعتنى به جيّدًا.
أثارَ ذلك فضولي، فكنتُ أتسكّع حوله.
“أيّتها الصغيرة، هذا شيءٌ خطير على الأطفال. ابتعدي.”
“سيّدي، هل أنتَ فارس؟”
“كنتُ كذلك ذات يوم.”
“واو، رائع! إذا أتقنتُ السيف، هل يمكنني أن أصبح فارسةً أيضًا؟”
“…هل تريدين تعلّم السيف؟”
“نعم! إذا أصبحتُ فارسة، يمكنني أكل ما أشاء من الطّعام اللذيذ، أليس كذلك؟”
بعد ذلك، بدأ يزور حيّ الفقراء أكثر و أخذَ يعلّمني كيفيّة استخدام السّيف. لحسنِ الحظ، كنتُ موهوبة، وبدأتُ أزدهر تدريجيًا.
“هل أفعل هكذا؟”
“…مذهل حقًا.”
“هيهي.”
كنتُ أتذكّر بوضوح تعبير دهشته كلّما هززتُ سيفًا خشبيًا مصنوعًا بطريقةٍ بدائيّة. أتذكّر أيضًا كيف كنتُ ألوّح بالسّيف بجهدٍ أكبر لأحصلَ على المزيد من مديحه.
“ما هذا الكلام، ماريان! أنتِ أصبحتِ سيّدة سيف بفضلي! أنا بمثابة والدكِ!”
كان وينزر، الذي أصبحَ مظهره أكثر غرابةً من الماضي، يصرخ بينما كان اللّعاب يخرج من فمه.
الذي أمامي الآن كان عبارةً عن شخصٍ فقد حتّى الحدّ الأدنى من كبرياء الفارس.
عدتُ إلى الواقع ونظرتُ إليه بنظرةٍ باردة:
“كنتُ أشعر ببعض العاطفة تجاهكَ ذات يوم.”
“نعم، نعم! نجاحكِ كلّه بفضلي…”
“فلماذا بعتني لفرقة المرتزقة؟”
تجمّد وجهه، الذي كان يبدو كمَنْ أمسكَ بحبلٍ من السماء، في لحظة.
بوجهٍ خالٍ من التعبير، أخرجتُ سؤالاً كنتُ قد دفنته في الماضي، ولم أرد معرفته حتّى لحظة موتي.
لماذا تمّ إلقائي بعيدًا؟
“طوال حياتي، كنتُ أتساءل. لماذا قمتَ بِـبَيعي، أنا التي كنتُ في الثالثة عشرة فقط، و أنتَ الذي تقول أنّكَ بمثابة والدي؟”
سادَ الصّمت في الغرفة.
شعرتُ بأنظار الجميع، لكنّني ركّزتُ على وينزر فقط.
غمرني شعورٌ بالبؤس للحظة، لكن عندما فكّرتُ بكايدن الممدّد خلفي بوجهٍ شاحبٍ كالورق، شعرتُ أنّ بؤسي لا يُقارن.
بؤسي لا يُضاهي حياة إنسان.
أدارَ وينزر عينيه بقلقٍ و فتحَ فمه متردّدًا:
“…كما تعلمين، كنّا نعاني من الجوع. كانت مهاراتكِ تفوق مهارات البالغين، و فكّرتُ أنّه إذا انضممتِ إلى المرتزقة، ستتمكّنين من التألّق و كسب المال…”
كان كلامه سخيفًا.
“بدون موافقتي، وبدون حتّى إخباري أنّني سأذهب إلى المرتزقة، قمتَ ببيعي أمام عينيّ مقابل المال، و تظنّ أنّ هذا مبرّر؟”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 81"