“لم أقل إنّه خطأ. أردتُ أن أقول إنّكِ فعلتِ شيئًا جيّدًا. بفضلكِ، بقيَ كايدن على قيد الحياة، و أُتيحت فرصةٌ للبشريّة، أليس كذلك؟”
هل هذا صحيح؟
شعرتُ بالارتياح عندما قال الدّوق السّابق ذلك.
طمأنني ثمّ التفت إلى لوكاس وقال:
“سموّ الأمير، اجمع الجيش.”
“تقصد… الجنود؟”
ردّ لوكاس بوجهٍ مرتبك.
“بالطبع، كنتُ أنوي تجنيد الجنود قبل الذّهاب إلى قلعة الماركيز فرناندي، لكن أنا أسألكَ هذا كاحتياط. ما حجم القوّات التي تفكّر فيها، سموّ الدّوق السّابق؟”
“خـذ كلّ جنود الإمبراطوريّة.”
“نعم…؟”
فتحَ لوكاس فمه قليلاً.
“كلّ جنود الإمبراطوريّة يعني…”
“أعني جمع كلّ الفرسان والجنود والمرتزقة الذين في حالة سليمة. و كذلك كلّ الجنود الذين يمتلكهم النبلاء بشكلٍ خاص.”
“……”
فتحتُ فمي أنا أيضًا من هول الحجم الضخم.
“لكن في هذا الوضع…”
تردّدَ لوكاس.
لقد تسبّبت صخور الحمم في أضرارٍ جسيمة في جميع أنحاء الإمبراطوريّة. من المؤكّد أنّ الجنود في كلّ منطقة يعملون على إصلاح الأضرار والحفاظ على النظام.
حتّى مع نقص القوى العاملة، لم يكن سحب الجنود من هناك قرارًا سهلاً.
لاحظَ الدّوق السّابق تردّده و تحدّث بنبرةٍ منزعجة بصوتٍ عالٍ:
“لقد ظهرَ ملك الشّياطين! في اللّحظة التي يُكتشف فيها أنّ ماريان ليست ابنته ستكون نهايتنا، فما الذي ننتظره؟ نحن في موقفٍ إمّا أن نحيا و إمّا أن نموت!”
كان محقًا.
نحنُ الآن في مواجهة ملك الشّياطين.
بما أنّني لستُ ابنته، كان من المنطقيّ التخطيط لأسوأ الاحتمالات.
“وعلاوةً على ذلك، من السّذاجة افتراض أنّ المرأة التي أحبّها ملك الشّياطين هي ابنة الماركيز نفسها فقط لأنّه طلبَ منكِ الذهاب إلى قلعة الماركيز فرناندي. ربّما أحبّ امرأةً عاديّة، أو ربّما اختار المكان لأنّه قريبٌ من الغابة الشرقيّة!”
كان يقول للأمير ألّا يركّز على احتمالٍ واحد و أن ينظر إلى الأمور بعمق. أخفض لوكاس رأسه بخجل و أقرّ:
“شكرًا لقولك هذا. أنتَ الآن يا سموّ الأمير، محور الإمبراطوريّة. استعدّ للمعركة الأخيرة لصـدّ ملك الشّياطين.”
كان يعني أنّ على الأمير، بصفته محور الإمبراطوريّة، أن يقوم بواجبه. إذا لم نوقف ملك الشّياطين الآن، فستنهار الإمبراطوريّة، بل البشريّة بأكملها.
“نعم، سأفعل.”
أومأ لوكاس بعيونٍ مليئة بالعزم.
“و ماريان.”
“نعم!”
أجبتُ بانضباطٍ عالٍ.
“رغمَ ما قلتـه، يجب أن تفكّري الآن على أنّكِ حفيدة الماركيز فرناندي و تصنعي الأدلّة بناءً على ذلك.”
“نعم…؟”
كان هذا مختلفًا عما قاله للوكاس للتو. كان يطلب منّي التركيز على خيارٍ واحد كأنّه الحقيقة الوحيدة و المضيّ قدمًا.
شعرتُ بالارتباك من نواياه، لكنّه أوضح السبب:
“أنتِ و الأمير مختلفان. عليكِ مواجهة ملك الشّياطين شخصيًا، لذا تحتاجين إلى التركيز على خيارٍ واحد. حتّى لو كان ذلكَ مقامرة.”
مقامرة.
ابتلعتُ ريقي.
“إذن، سموّ الدّوق السّابق ، حسبَ اعتقادكَ ، ما احتمال أن تكونَ حبيبة ملك الشّياطين هي ابنة الماركيز؟”
“سبعون بالمئة.”
تفاجأتُ أنا و لوكاس. كان واثقًا بنسبةٍ أعلى بكثير ممّا توقّعنا.
“لماذا تعتقد ذلك؟”
سألَ لوكاس، فبدأَ الدّوق السّابق يتحدّث و هو ينظر إلى الفراغ كأنّه يستعيد الماضي:
“قبلَ حوالي عشرين عامًا، كنتُ آنذاك دوق فالتشتاين الأكبر. كنتُ صديقًا مقربًا إلى حدٍ ما للماركيز فرناندي، و كثيرًا ما كنا نلتقي و نتحدّث. كنتُ أعرف ابنته شاروليز أيضًا.”
كما خمّنت ستيلا، كان الدّوق السّابق على علاقةٍ وثيقةٍ بالماركيز فرناندي.
“ذات يوم، قالت لي شاروليز إنّها دخلت الغابة الشرقيّة بدافع الفضول دونَ علم والدها، و كادت تموت عندما واجهت وحشًا، لكن رجلاً خرجَ من الغابة، فهربت الوحوش خائفة.”
تمتمتُ بعدم فهم:
“الوحوش هربت…؟”
“نعم. الوحوش لا تهرب حتّى من سادة السّيف مثلكِ أنتِ أو كايدن . كان ذلك مريبًا للغاية.”
لم تكن الوحوش جبانة. حتّى لو كنتُ أنا أو كايدن أقوى منها، كانت تهاجم دونَ تردّد.
“لذلك، نصحتُ شارل نيابةً عن والدها ألّا تعود إلى الغابة أبدًا. لكن يبدو أنّها كانت تلتقي ذلكَ الرجل باستمرار.”
كانت نسبة السبعين بالمئة التي ذكرها الدّوق السّابق تقديرًا متحفّظًا للغاية.
من وجهة نظري، كان احتمال أنّ ذلك الرجل هو ملك الشّياطين نفسه هو 99%.
“ثمّ سمعتُ بعد فترةٍ قصيرة أنّها هربت مع ذلك الرّجل. لم أكن مرتاحًا، فأرسلتُ أشخاصًا للبحث عن مكان شارل. لكنّها اختفت كأنّها لم تكن موجودة.”
ربّما بسببِ كثرة الكلام، سعلَ الدّوق السّابق. ناولته زوجته الماء من إبريقٍ قريب. رطّبَ حلقه و أكمل:
“بعد ثلاث سنوات، عادت جثّة شارل فقط. و الغريب أنّه تمّ إيجاد جثّتها نظيفةً دونَ أيّ جرح في وسط قاعة قلعة الماركيز دونَ أن يراها أحد. كانت الزهور، التي لا يمكن أن تتفتّح في الشتاء، تحيط بها.”
رطّب الدّوق السّابق حلقه مجدّدًا.
كان الجميع في الغرفة ينتظرون كلامه بصمت.
“بعد التّحقيق، لم نجد أيّ أثرٍ لنقل الجثّة أو الزهور. كان الأمر غريبًا جدًا.”
عبسَ الدّوق السّابق و كأنّه يستعيد تلكَ اللحظات.
“حقّقنا أيضًا في الرجل الذي هربَ معها، لكن لم نجد أيّ أثرٍ له. كأنّه لم يكن موجودًا في هذا العالم أبدًا.”
كلّ شيء يترك أثرًا. حتّى السّحر، رغم قوّته، يترك أثرًا ما.
لكن جثّة و زهور بلا أيّ أثر، و كذلك رجلٌ بلا تاريخ، كلّ ذلكَ يشير إلى أنّ الرجل هو ملك الشّياطين.
“وهكذا، مرّت السنوات دون أن نكتشف شيئًا.”
“سموّ الدّوق السّابق .”
“نعم، سموّ الأمير لوكاس.”
“قلتَ لي أن أنظر بعمق، لكن يبدو أنّ ذلك الرجل هو ملك الشّياطين بالفعل.”
هـزَّ الدّوق السّابق رأسه:
“و مع ذلك، بما أنّك أمير، يجب أن تظلَّ حذرًا. فكّر أنّ الاحتمال كبير، لكن لا تفوّت الاحتمالات الأخرى.”
أومأ لوكاس بقليلٍ من الثقل بسببِ تأكيد الدّوق السّابق المتكرّر على واجبات “الأمير”.
“و.أنا يجب أن أركّز على خيارٍ واحد.”
عندما أكملتُ كلامه، أومأَ الدّوق السّابق:
“نعم. ماريان ، من الآن فصاعدًا، يجب أن تفكّري بأنّكِ ابنة ملك الشّياطين و حفيدة الماركيز فرناندي، و تصنعي الأدلّة بناءً على ذلك. هل لديكِ أيّ فكرة حول هذا الأمر؟”
شعرتُ بالثقل. هذه خدعةٌ كاملة، أليس كذلك؟
“في الحقيقة، لا… حتّى سوار الجرمانيوم كان مجرّد حظّ. لا أعرف ماذا يمكنني فعله أكثر ليصدّقني ملك الشّياطين.”
في الواقع، حتّى لو صدّقني، كانت هناكَ مشكلة.
تظاهرتُ أنّني حامل سابقًا ، لكن الآن يجب أن أستمرّ في التظاهر بأنّني ابنة ملك الشّياطين و حفيدة الماركيز حتّى أموت.
تكدّس القلق و الشّعور بالذنب كجبلٍ عالٍ. لكن بما أنّ حياة الجميع تعتمد على كذبتي، لم يكن بإمكاني التراجع.
التقدّم هو الطريق الوحيد للنجاة.
بعد تفكيرٍ قصير، اقترحَ الدّوق السّابق فكرة:
“لنستدعي دورانتي.”
“دورانتي؟”
“نعم. إنّه أيضًا من حيّ الفقراء في غرب العاصمة.”
“….!”
من نفس الحيّ الذي أتيتُ منه؟
“هو أكبر منكِ باثني عشر عامًا، لذا ربّما لم تتعرّفي عليه. على أيّ حال، يمكنه أن يكون شاهدًا على رؤيتكِ ترتدين السوار.”
كان هذت من حسن الحظّ.
ما احتمال أن يكونَ هناك شخصٌ من نفس الحيّ الفقير بالقرب منّا؟
“بما أنّ دورانتي الآن جزءٌ من قصر الدوق الآن، سيوافق على مساعدتنا بكلّ سرور.”
“حسنًا، دعنا نتحدّث مع دورانتي”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 76"