القدّيسة الملائكيّة التي رأيتها في القصّة الأصليّة كانت بالتّأكيد مبالغة.
[لكن الأمر غريب حقًا.]
تمتمَ بليد وهو جالسٌ على كتفي اليمنى.
‘ما الغريب؟’
[القوّة المقدّسة لا يفترض أن تفشل مع البشر. ماريان، هل أنتِ بشريّة حقًا؟]
سألته بدهشة:
‘إن لم أكن بشريّة، فماذا أكون؟’
[لكن…]
‘ما الذي تقصده؟ تكلّم بسرعة.’
عندما ضغطتُ عليه، فتحَ بليد فمه ببطء:
[عادةً… مَنْ يتألم من القوّة المقدّسة هم الشياطين أو الوحوش.]
“ماذا؟!”
“ماريان؟”
“السّيدة؟”
صرختُ دونَ وعي بصوتٍ عالٍ. استدار لوكاس و ستيلا مذهولين بعيونٍ مفتوحة على وسعها.
هززتُ رأسي مبتسمةً بإحراج و كأنّه لا شيء. بدا عليهما الاستغراب، لكنّهما عادا للحديث معًا.
سألتُ بليد بسرعة:
‘اشرح بالتفصيل. ما الذي تعنيه؟ هل تقول إنّني لستُ بشريّة؟’
[لا أعرف. يبدو أنّكِ بشريّة من الخارج…]
‘لماذا تتكلّم بنبرةٍ غير متأكّدة؟’
غضبتُ، فغضبَ بليد أيضًا:
[لكن حتّى أنا لا أستطيع استشعار طاقة شيطانٍ رفيع المستوى!]
‘لماذا؟’
[لأنّهم أقوى منّي!]
آه، فهمتُ.
‘إذن، أنتَ لا تعرف مَنْ هو أقوى منك لأنّك ضعيف؟’
[هل يجبُ أن تقوليها بهذه الطريقة؟]
حدّقَ بي بليد بوجهٍ متألّم.
لم أفهم السّبب وراء تعابيره.
‘ما الذي تقصده بـ”هذه الطريقة”؟’
[لا بأس. أنا الغبيّ لتوقّع اللّطف منكِ.]
تجاهلتُ تمتمات بليد و فكّرت:
‘أنا… شيطانةٌ رفيعة المستوى؟’
هل سأكتشف سـرّ ولادتي بهذه الطّريقة؟
عندما رأى بليد وجهي الجادّ، هـزّ رأسه و أيقظني إلى الواقع:
[لو كنتِ شيطانةً رفيعة المستوى، لكانَ ملك الشّياطين قد عرف.]
كان ذلكَ منطقيًا.
لو كنتُ شيطانةً رفيعة المستوى، لما كان ملك الشّياطين الشيطانيّ يجهب ذلك.
و قد قال بشكلٍ عابر إنّ البشر تحتَ سلطة نيكس أو شيءٍ من هذا القبيل… لذا يبدو أنّه شعرَ بأنّني بشريّة.
[وأيّ شيطانٍ رفيع المستوى يستخدم السّيف بدلاً من السحر؟]
‘صحيح، الشياطين يستخدمون السّحر غالبًا.’
[نعم، أنتِ بشريّة على الأرجح… لا، انتظري لحظة.]
‘ماذا؟ ما الأمر؟’
تمتمَ بليد و هو يمسح ذقنه بيده الصغيرة:
[ربّما تكونين هجينة من شيطان…]
‘هجينة…؟’
كانت وجهة نظرٍ جديدة.
‘إذا كنتُ هجينة من شيطان، هل تؤلمني القوّة المقدّسة؟’
[لا أعرف. الهجين بين الشياطين و البشر ليس شائعًا…]
مسحتُ فمي ببطء.
أن أكون هجينة من شيطان… ليسَ مؤكّدًا، لكن يمكن التحقّق من ذلك.
إذا جعلنا دورانتي، الهجين الشيطانيّ الذي يعمل كساحرٍ في قصر الدوق، يظهر أمام ستيلا، و إذا تألّـمَ هو أيضًا من القوّة المقدّسة…
“ماريان؟”
“نعم، نعم؟”
تفاجأتُ بنداء لوكاس حتّى خرجَ صوتي مشوّشًا. نظر إليّ باستغرابٍ خفيف، لكنّه سرعان ما قال وهو ينظر حول القصر:
“بسببِ الوضع الطارئ، لم أفكّر جيّدًا، لكن قبل الذّهاب إلى قصر الدوق، هل يمكننا التأكّد من سيرينا؟ أنا قلقٌ عليها.”
كان من الطبيعيّ أن يقلق على سلامة أخته الوحيدة.
أنا أيضًا كنتُ قلقةً على بيديل و فيتو اللذين جاءا معي، فأومأتُ برأسي.
رغمَ إلحاح الوضع، لم نستطع نحن الثلاثة تجاهل الجرحى من حولنا.
لحسن الحظ، أنشأَ الناس مستشفىً مؤقّتًا في إحدى زوايا القصر و أخذوا يعتنون ببعضهم البعض.
كان الأطبّاء و الممرّضون المقيمون في القصر يعالجون المصابين، بينما تطوّع الأشخاص الذين لم يصابوا بالأعمال الثانويّة.
كانوا يساعدون بعضهم، سواء كانوا نبلاء و خدم، دونَ تمييز.
“سيرينا، أنتِ بخير!”
“أخي!”
لحسن الحظ، كانت سيرينا قد أصيبت بانتفاخٍ خفيف في ساقها فقط، و لم يكن عليها أيّ خدش.
ظهرت راحة على وجوه النّاس عند رؤية لقاء الأخوين الإمبراطوريين. يبدو أنّ وجود العائلة الإمبراطوريّة بحدّ ذاته كان يمنح الشعب الإمبراطوريّ عزاءً كبيرًا.
“لكن، أين جلالة الإمبراطور…؟”
“وليّ العهد أيضًا لا يظهر.”
“هل أصابهما مكروه…؟”
“لقد ماتَ الكثير من الناس… ربّما يكون ذلك ممكنًا.”
سمعتُ همسات النّاس الخافتة.
بعد أن هطلت النيران من السماء ولم يظهر الإمبراطور و.وليّ العهد، كان من الطبيعيّ أن يشعر شعب الإمبراطوريّة بالقلق.
تفقّدتُ محيط المستشفى المؤقّت، لكن لم أرَ الأميرة كارولين أو الإمبراطورة. هل فقدوا جميعًا حياتهم؟ لم يكن ذلك مؤكّدًا، لكن الاحتمال كان كبيرًا.
لم أشعر بحزنٍ كبير. ربّما لأنّهم كانوا دائمًا يؤذونني، شعرتُ بأسفٍ خفيف فقط.
“السّيدة ماريان!”
في تلكَ اللحظة، اقتربَ بيديل بوجهٍ فرح.
“بيديل، أنتَ بخير!”
عانقته بفرح. ضحكَ بيديل وقال إنّه سعيدٌ بأنّني بخير، و أنّه كاد أن يموت.
“هل تعرف أين فيتو؟”
“تقصدين نائب الدوق؟ تعالي، سأرشدكِ.”
للأسف، كان فيتو ممدّدًا على الأرض، ذراعه و ساقه مكسورتان و مربوطتان بجبيرة. بدا يتألّم كثيرًا بسببِ نقص المسكّنات.
ركعتُ على ركبةٍ واحدةٍ بجانبه و سألتُ:
“فيتو، هل أنتَ بخير؟”
“نعم… أين الدوق؟”
“…..”
لم أستطع الإجابة فورًا. غيّـرَ فيتو سؤاله:
“هل مات؟”
فتحتُ فمي لكنّني بالكاد أخرجتُ صوتًا:
“…لا يزال صامدًا بشكلٍ جيّد.”
أظلـمَ وجهه.
رغمَ أنّه لا يعرف التفاصيل، لكنّه ذكيّ بما يكفي ليدرك من ردّي أنّ وضع كايدن ليسَ جيّدًا.
حاولَ النهوض. منعته بشدّة و أعدته إلى ليستلقي مجدّدًا.
تمتم فيتو بشفاهٍ جافّة:
“… سيّدة ماريان، أرجوكِ، اعتني بالدوق.”
أومأتُ برأسي و أخفيتُ وجهي بشعري المتدلّي.
لا بدّ أنّ تعبيري الآن ليس جيّدًا.
“سأذهب إلى قصر الدوق أوّلاً. أنا قلقةٌ على الدّوق السّابق و أهل القصر. اعتني بنفسكَ.”
“حسنًا. أرجوكِ، اعتني بأهل قصر الدوق أيضًا، سيّدة ماريان.”
أنهيتُ حديثي معه بسرعة و نهضتُ.
نظرَ إليّ بيديل بوجهٍ قلق، لكنّه لم يتكلّم بحرّيّة. لا بدّ أنّه فضوليّ بشأن غيابِ كايدن.
“بيديل، ابقَ هنا و اعتنِ بفيتو و النّاس.”
“لكن…”
تردّد حارسي الشخصيّ.
طلبتُ منه البقاء لأنّ هذا المكان بحاجةٍ إلى أيّ يدٍ مساعدة، و كنتُ قلقةً على فيتو.
أومأَ بيديل على مضض، و شعرتُ بالارتياح داخليًا.
لم يكن لديّ طاقةٌ لشرحٌ كلّ شيء الآن.
كيف سأشرح الأمر للدّوق السابق؟
أتمنّى أن يكون الجميع بخير…
شعرتُ بصداعٍ. وضعتُ يدي على جبهتي، فاقترب لوكاس بعد أن أنهى تحيّة سيرينا.
“ماريان، هيّا نذهب.”
رفعتُ زاوية فمي بجهد و أومأتُ.
اقتربنا من ستيلا التي كانت تعالج الجرحى. قالت بوجهٍ متألّم:
“أعتقد… أنّ عليّ البقاء هنا.”
نظرنا إلى المستشفى المؤقّت، فكان مليئًا بالجرحى. كقدّيسة، لم يكن من السّهل عليها تجاهل هذا المكان والذهاب إلى قصر الدوق.
أجابَ لوكاس:
“حسنًا. لا ترهقي نفسكِ كثيرًا. حتّى ذلك الحين، سنحضّر الأدلّة و نكون جاهزين تمامًا.”
أومأتْ ستيلا بعيونٍ مليئة بالعزم:
“أنا آسفة لأنّني لا أستطيع الذهاب معكما. لكن عندما تنتهي الاستعدادات للذّهاب إلى قلعة الماركيز فرناندي، سأنضمّ إليكما بكلّ سرور. إلى ذلك الحين، اعتنيا بأنفسكما.”
أومأنا لها أنا و لوكاس، ثمّ توجّهنا إلى قصر الدوق.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 74"