“سنشتري موظّفي متجر أسيلي. إذا وعدنا بتكليفهم بتوريد الزخارف و المجوهرات اللازمة لإعادة بناء القصر الإمبراطوريّ، سيوافقون بسهولة.”
كان اقتراحًا مغريًا بالفعل. إذا نجونا جميعًا ولم نمت، فإنّ متجر أسيلي سيحقّق ثروةً طائلة.
لم يكن لديّ مكانٌ للتراجع، فوافقتُ:
“حسنًا.”
“جيّد. ربّما كان حصولكِ على هذا السّوار محض حظّ.”
أضافت ستيلا:
“صحيح. هذا يختلف عن المستقبل الذي رأيته. بالتأكيد هناكَ.أمل.”
نظرتُ إلى معصمي الأيسر بشكٍ. بما أنّ ملك الشّياطين أخذَ السوار، فقد كان معصمي خاليًا الآن.
هل هذا الوضع يبعث على الأمل حقًا؟ كنتُ قلقةً للغاية.
تمتمَ لوكاس:
“الآن، كلّ ما تبقّى هو صنع أدلّـةٍ أخرى…”
بما أنّ شهادتي الكاذبة جعلت ملك الشّياطين يشكّ فيما إذا كنتُ ابنته أم لا، كنا بحاجة إلى دليلٍ قاطع. لكن كيف يمكننا صنع ذلك؟
جلسنا نحن الثلاثة نفكّر و نتألّم معًا.
“ماريان، أنا آسف لسؤالي هذا، لكن بما أنّ الوضع هكذا، أرجو أن تتفهّمي. هل لديكِ أيّ ذكريات عن والديكِ؟ فقط للاحتياط.”
شعرتُ بديجا فو عندَ سؤال لوكاس. تذكّرتُ أنّ كايدن سألني شيئًا مشابهًا من قبل، وكيف شعرتُ بالقلق دونَ سبب.
كان كايدن يحتضنني و يربّت عليّ حينها.
كم كانت تلكَ اللّحظات ترفًا.
عندما فكّرتُ بكايدن، شعرتُ بألمٍ في قلبي.
حاولتُ عدم تقطيب وجهي و هززتُ رأسي:
“لا… عشتُ في الحيّ الفقير منذُ صغري. قالت امرأةٌ كانت تعتني بي إنّني كنتُ في الثالثة تقريبًا.”
“أين تلكَ المرأة الآن؟”
“ماتت عندما كنتُ في السادسة.”
“…أنا آسف.”
“لا بأس.”
مٕرّ صمتٌ محرج بيننا.
بعد قليل، قال لوكاس بهدوء:
“نحن ا نعرف شيئًا عن ملك الشّياطين…”
أومأتُ أنا وستيلا بوجوهٍ كئيبة.
لو كان لدينا أيّ خيطٍ صغير حتّى.
تذكّرتُ محادثتي مع ملك الشّياطين.
قال إنّ سوار الجرمانيوم كان لزوجته، و ماذا قال أيضًا…
فجأةً، شعرتُ بالفضول.
“لماذا طلب منّي الذهاب إلى قلعة الماركيز فرناندي تحديدًا؟”
“بالفعل.”
“فرناندي…”
تمتمت ستيلا وكأنّ شيئًا ما على وشكِ أن يخطر لها.
“سمعتُ من قبل أنّ ابنة الماركيز فرناندي الوحيدة وقعت في حبّ مرتزقٍ و هربت ثمّ ماتت…”
توقّفت ستيلا عن الكلام و رفعت رأسها ببطء. فتحتُ أنا و لوكاس أعيننا على وسعها.
تبادلنا النظرات.
هذا هـو.
“كان هناك سببٌ لذهاب ملك الشّياطين إلى إقليم فرناندي.”
أكملَ لوكاس كلامي:
“نعم. لسنا متأكّدين، لكن المرأة التي كان يحبّها ربّما تكون ابنة الماركيز.”
“مَنٔ يعرف تفاصيل تلكَ الفترة جيّدًا؟”
أجابت ستيلا:
“أنا من عائلة نبيلة في المنطقة الشرقيّة، لذا أعرف القليل. كان الجميع يتحدّثون بهدوء، لكن كانت هناك شائعات أنّ ذلك الرجل لم يكن مرتزقًا. قيل إنّه ابنٌ غير شرعيّ لعائلة نبيلة، أو حتّى شيطان…”
“شيطان!”
ردّ لوكاس بقوّة. فواصلت ستيلا:
“آه، و سمعتُ أيضًا أنّ الدّوق السابق لبيت فالتشتاين بقـيَ فترةً طويلةً لمواساة الماركيز أثناء الجنازة.”
سألتُ بحماس:
“أليس الدّوق السابق و الماركيز فرناندي من نفس الجيل تقريبًا؟”
“صحيح. ربّما يمكننا سماع المزيد من القصص من الدّوق السابق.”
صاحَ لوكاس بحماس:
“لنذهب إلى قصر الدوق!”
“حسنًا!”
“لكن قبل ذلك!”
أوقفتنا ستيلا و نحن نهمّ بالتحرّك:
“يجب علاج إصاباتكما أوّلاً. لا يمكنكما التّحرّك بهذا الحال.”
حينها فقط لاحظتُ حالة جسدي. بسبب مواجهة ملك الشّياطين ، كان زيّي ممزّقًا في أماكن عدّة مع خدوشٍ هنا و هناك.
كانت الإصابة الأكبر في ذراعي اليسرى حيث أصابتني طاقة ملك الشّياطين. المنديل الذي ربطه كايدن لوقفِ النزيف كان مبلّلاً بالدم.
عند رؤية المنديل، شعرتُ بالحزن لكنّني كبحتُ مشاعري.
“صاحب السّمو، أرني الحروق على يديكَ.”
مـدّ لوكاس يديه لستيلا بسهولة.
كانت يداه في حالةٍ مزرية، كانت متآكلةً بشكلٍ فظيع.
يبدو أنّه لمسَ صخور الحمم أثناء إنقاذ الناس.
خرجَ ضوءٌ أبيض من يدي ستيلا. بدأت يدا لوكاس تلتئمان تدريجيًا حتّى أصبحتا نظيفتين. كان مشهدًا مذهلاً.
“ها… انتهى الأمر.”
“شكرًا لكِ ، ستيلا.”
“على الرّحب.”
تذكّرتُ مشهد كايدن.
صورة الدّم الذي كان يتدفّق من بطنه بينما وجهه شاحب كانت تطفو في ذهني.
توسّلتُ إليها و أنا أجمعُ يديّ:
“القدّيسة، هل يمكنكِ مرافقتنا إلى قلعة الماركيز فرناندي؟”
نظرتْ إليّ ستيلا بعيونٍ متفاجئة:
“ماذا؟”
“إصابة الدّوق عميقة… أرجوكِ.”
عندما خفضتُ رأسي، أمسكت يديّ و قالت لي ألّا أفعل ذلك:
“ارفعي رأسكِ، السيّدة ماريان. بالطبع سأذهب معكما. كما واجهتما أنتِ و الدّوق ملك الشّياطين، أنا، التي استدعتها تخدم نيكس، سأبذل قصارى جهدي لإنقاذ الناس منه.”
كان ذلكَ يعني أنّ كايدن مشمولٌ أيضًا.
“شكرًا. شكرًا جزيلًا.”
عندما اغرورقت عيناي بالدّموع، ابتسمت ستيلا بحرج.
“حسنًا، قبل ذلك، يجب أن تكوني بصحّةٍ جيّدة حتّى يكون هناك أمل للعالم، أليس كذلك؟ أنتِ الآن تتحمّلين الدور الأهم. أريني ذراعكِ اليسرى.”
شمّرتُ عن ذراعي بحذر و أنا أمسح أنفي. لم ينفصل المنديل الملتصق بالجلد بسهولة، فقامت ستيلا ببعض الإسعافات.
ظهرَ الجرح المفتوح بين الملابس الممزّقة.
لم أعد أشعر بالدوطّوار أو أفقد الوعي عند رؤية الدم.
هل تغلّبتُ على رهاب الدّم بسببِ تكرار المواقف القاسية؟ كنتُ أتساءل في داخلي.
“حسنًا، سأبدأ.”
وضعت ستيلا يدها على ذراعي اليسرى. تنفّست بعمق و بدأت تدفق القوّة المقدّسة ببطء.
“آه، إنّه يؤلم!”
قفزتُ بذعر.
“سيّدة ماريان؟”
“ماريان؟”
نظرَ إليّ كلّ منخستيلا و لوكاس بعيونٍ متفاجئة. كنتُ أنا أيضًا متفاجئة. كان الألم شديدًا. لكن لم أعرف السّبب، فأملتُ رأسي بحيرة.
“آه… ربّما فُرك الجرح بالملابس. أنا آسفة. ابدئي من جديد، أرجوكِ.”
طلبتُ منها بوجهٍ مرتبك، فبدأت ستيلا تدفق القوّة المقدّسة مجدّدًا.
“آه، آه! هذا مؤلم!”
صرختُ مجدّدًا و تلوّيتُ. لم يكن وهمًا. القوّة المقدّسة لستيلا كانت مؤلمةً جدًا.
“…لماذا، لماذا يؤلم؟”
بدت ستيلا مرتبكةً أيضًا.
“سأحاول مرّةً أخرى.”
أومأتُ برأسي و دموعي معلّقة في عينيّ. لكن لم يتغيّر شيء.
“آه!”
“ستيلا، الدم يزداد!”
أوقفها لوكاس بسرعة. كان الألم شديدًا لدرجة أنّ الدموع تدفّقت.
كما قال لوكاس، كان الدّم يتسرّب من ذراعي اليسرى التي كانت قد أوقفت نزيفها.
سألتني ستيلا بوجهٍ لا يصدّق:
“لماذا لا يُشفى؟”
“هذا ما أريد سؤاله…”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 73"