رنّ صوت “ووونغ”، لكن الجدار بقيَ سليمًا. لم أستطع حتى خدشَ الجدار الذي هدمته عندما كنتُ في الثالثة عشرة.
“رئيس السحرة ذاك، مَن يكون؟”
في القصّة الأصلية، كان رئيس السحرة مع ولي العهد، لكنه لم يكن شخصيّةً بارزة.
ربّما لأن القصة كُتبت من منظور ستيلا، لكن هذا جعله مريبًا.
هل يمكن أن يكون قويًّا هكذا دونَ ذكر كبير له؟
كان يتحكّم بوليّ العهد كدميةٍ عبر غسيل الدّماغ.
لم يتردّد في إلقاء سحرٍ عليّ حتّى، وكان قويًا بما يكفي لخلق تعويذة تقاوم هالة سيّدة سيف.
خطرت ببالي فكرة.
ماذا لو كانت القصّة الأصليّة أيضًا تحتَ سيطرة هذا الوغد الماكر؟
قيل أنّ غسيل الدّماغ نوع من اللعنات.
حسبَ دورانتي، لا يمكن لأحدٍ سوى ساحر قويّ و سيئ للغاية استخدامه.
إذن، رئيس السحرة قويّ و شرّير.
كان هناكَ شيءٌ آخر مريب:
“بليد، هل أنتَ متأكد أن رئيس السحرة رآك؟”
أجابَ التّنين وهو يرفرف بجناحيه الصغيرين:
[يبدو كذلك. لكنه لم يرني بوضوح، ولم يسمع صوتي.]
قال إنه رأى شيئًا أحمرَ يتحرّك كحشرة.
لم يرَ أو يسمع بليد أحد سواي.
“كيف أستطيع رؤيتكَ و سماعك؟”
[لا أعرف. من المفترض أن يكونَ الشّخص الوحيد القادر على رؤيتي الآن هو ذاك الشخص…]
“ذاك الشّخص، مَنٔ هو؟”
[الشّخص الوحيد الذي يمكنه تحويلي إلى تنين كامل.]
“هل هو احد والديك؟”
[ليس بالضّرورة…]
نظرَ بليد إليّ بحذرو هو منكمش. كان يخفي شيئًا و يجد صعوبة في قوله.
“أخبرني بذلك عندما تريد.”
[حسنًا…]
بدت عليه الراحة.
لا أعرف قلقه، لكنني أردتُ مساعدته إن استطعتُ.
بينما داعبتُ رأس بليد، عدتُ للمشكلة الحالية:
“ستيلا و.رئيس السحرة… كلاهما يتحدّثان عن الموت، وهذا مقلق.”
عبستُ و حاولتُ تذكر كلام رئيس السحرة:
“ماذا قال أيضًا؟ شيء عن استدعاء ماذا؟”
[قال إن التحضيرات لاستدعائه قد اكتملت.]
“صحيح. لكن مَنٔ هو هذا الشّخص؟”
[هذا…]
صمتَ بليد بوجهٍ مرتبك، ثم تحدّثَ بعد تردّد:
[هذا مجرّد تخمين، لكن رئيس السحرة… قد لا يكون بشريًا.]
“ماذا؟”
نظرتُ إليه مذهولة، فشرحَ التنين:
[لا أستطيع قول التفاصيل، لكن رؤيته لي، حتى لو كانت بشكلٍ غامض…..]
“…؟”
ابتلعَ ريقه و تابع:
[قد يكون شيطانًا علويًا.]
“شيطان…؟”
لم تُذكر الشياطين في القصّة الأصلية، فقط ذُكرت أزمة الوحوش السحرية، فلم أفكر بهذا أبدًا.
تذكرتُ دورانتي، الذي قال أنّه هجين شيطاني. تلكَ البقع على وجهه وأذناه المدببتان كانتا غير بشريتين.
لـكن…
“أليس للشياطين أذنان مدبّبتان؟ رئيس السحرة يبدو بشريًا.”
هـزَّ بليد رأسه:
[لم أرَ الكثير من الشّياطين ، لكن سمعتُ أن الشّياطين العلويين يشبهونَ البشر أكثر.]
“حقًا….”
شابكتُ ذراعيّ معًا وفكرتُ.
إذا كان رئيس السحرة شيطانًا، فما هي القصّة الأصلية التي رأيتها؟ لماذا أتذكّر ذلكَ الكتاب؟
رمى بليد كلامًا غير واقعيّ:
[إذا كان تخميني صحيحًا، قد يكون رئيس السحرة يخطط لاستدعاءِ ملك الشياطين.]
“ماذا؟ ملك الشياطين؟”
صرختُ مذهولة، فاندفعَ بليد يتحدّث:
[لا أعرف بالتأكيد. هذا مجرّد تخمين منّي.]
“تحدث.”
[قبلَ عشرين عامًا، اختفى ملك الشياطين فجأةً. سمعتُ أن الشّياطين العلويّين يبحثونَ عنه، لكنهم لم يجدوه، و بدأت تظهر شائعات بموته.]
“تابع.”
[لكن هذا غير صحيح. الوحوش السحرية لم تختفِ، و الشّياطين لا يزالون موجودين. أنا موجود أيضًا.]
“ماذا؟ هل حياة ملكِ الشياطين مرتبطة بحياة الوحوش و الشياطين؟ هل هذا منطقيّ؟”
[فكري هكذا: ماذا لو ماتَ الحاكم نيكس التي تقدّسونه؟]
فهمتُ قصده فورًا.
هذا العالم، على عكسِ حياتي السابقة، يحتوي على سادة سيف، سَحرة، و وحوشٍ سحريّة.
إذا ماتَ الحاكم، فإن انقراض البشر متوقع.
“فهمتُ. إذن، ملك الشياطين هو حاكمكم… أو شيءٌ من هذا القبيل؟”
[نعم. لا نختار الأقوى كملك. هو ملكنا بطبيعته و جوهرنا.]
“حقًّـا.”
[حتّى أنا… كنتُ بحاجةٍ لخدمة ملكِ الشّياطين لسنواتٍ لأصبحَ تنينًا كاملاً. لكنه اختفى منذُ عشرين عامًا، فلم أستطع التحوّل، و أصبحتُ أضعفَ و جسمي صغير هكذا.]
نظرَ بليد إلى جسده بحزن:
“لهذا ظهرَ هذا الشّكل اللّطيف المحبّب.”
أعجبتُ بمعرفة سرّ شكله الظّريف، فصرخَ بليد:
[هاي! أنا أتحدّث بجدّية هنا!]
“آه، آسفة.”
جرحتُ كبرياءه.
أعدتُ توجيه الموضوع:
“إذن، الأمر الخطير الذي يخطّط له رئيس السحرة برأيكَ، هو استدعاء ملك الشياطين؟”
[نعم.]
“أليس هذا جيّدًا لكم؟”
هـزَّ بليد رأسه:
[لا… ملك الشياطين اختفى بإرادته. إجباره على الظّهور من قبلِ شيطانٍ وضيع… سيُثير غضبه. ملكنا ليسَ رحيمًا مثل نيكس.]
خدشتُ حاجبي وسألتُ:
“…هل غضبه مخيف؟”
[قد تطير نصف الإمبراطورية.]
“هذا جنون.”
خرجت الشّتيمة من فمي تلقائيًا.
غضب ملك الشّياطين مرعبٌ إلى هذا الحدّ.
عندها تذكرتُ وجه ستيلا:
“انتظر. إذن، المستقبل الذي رأته ستيلا…”
فكرتُ بسرعة. إذا كان تخمين بليد صحيحًا، ربّما رأت ستيلا استدعاء ملك الشياطين و دمار الإمبراطورية.
لهذا قالت إن الجميع سيموت.
أصبحتُ على عجلةٍ من أمري الآن:
“شكرًا على إخباري بهذا. الآن فهمتُ الوضع تقريبًا، يجب أن أهربَ و أتجسّس على ما يفعله رئيس السحرة.”
[و هل هناك طريقة؟ رئيس السحرة سـدَّ كل السّبل.]
ضربَ بليد الجدار. كان الجدار مسحورًا، لا يتأثر بقبضتي المغطاة بالهالة.
اقترحتُ حلاً بسيطًا:
“في وقت الطعام، يمكنني ضرب رقبة الحارس لإفقاده الوعي…”
كووم!
هـزّت ضوضاء و اهتزاز مفاجئ السّجن. تبعتها أصوات انفجارات و هزّات كهزّات الزلزال.
[آه! ما هذا؟!]
“بليد! تعال إلى هنا!”
أمسكتُُ التنين الصغير و هو يتجنّب الحطام المتساقط. وضعته في جيبِ صدري الأيسر و غطيتُ جسدي بالهالة:
“تمسّك جيّدًا.”
[كُوني حذرة، ماريان!]
كان المبنى ينهار. تشوّهت القضبان و انفتحت. تعويذة رئيس السحرة لم تقاوم انهيار المبنى.
انزلقتُ بسرعةٍ عبر الفجوة. ركضتُ في الممرّ، متخطيّةً السلالم بثلاث درجاتٍ في كلّ مرّة.
كان السّقف ينهار خلفي. إذا سحقني، سأموت فورًا.
ركضتُ بكلّ قوتي:
“مَنْ صنعَ كلّ هذه السلالم!”
خرجت صرخةٌ تلقائية من فمي.
“ماريان!”
عندَ مدخل السجن، رأيتُ كايدن يركض نحوي.
قبلَ أن أفرح، انهارَ السّقف أمامي بضوضاء هائلة:
“يا إلهي!”
دونَ تردّد، ضربتُ العائق الذي يعيق لقائي بكايدن بعد أسبوع بقبضةٍ مغطاّة بالهالة.
كوانغ!
انفتحَ الجدار بصوتٍ منعش، و ظهرَ كايدن في الحفرة:
“أمسكي يدي!”
أمسكتُ يده و تسلقتُ من النّفق. عندما خرجَ نصف جسدي، أمسكَ كايدن خصري و سحبني كما يُسحب الجزر.
سقطتُ في أحضانه و أنا أتنفّسُ بصعوبة.
انهار مبنى السّجن بالكامل. ربّما كانت الأرضية ضعيفة.
“هل أنتِ بخير؟ كنتُ قلقًا. ظننتُ أنكِ…”
“أنا بخير، سموّ الدوق. لكن…”
رفعتُ عينيّ إلى السّماء.
كان هناك شرخٌ هائل في السّماء، كأنّها شُقّتْ بسكّين.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 67"