“جلالتك، لقد قتلتْ ماريان عددًا لا يُحصى من الوحوش السحرية التي هاجمت العاصمة، و أنقذت شعب الإمبراطورية والجميع هنا. لقد فقدتُ طفلي في هذه العملية، و أنتَ الآن تنكر الحقيقة؟ جلالتك تتهمها زورًا!”
اشتعلت القاعة مرّةً أخرى.
“كيف يجرؤ على اتهام جلالته بالافتراء؟ حتى لو كان دوق فالتشتاين، هذا تجاوز!”
“لكن الطفل كان طفل الدوق! قلبه محطّم بالفعل، و جلالته يتجاوز الحد!”
“كيف تتحدث عن جلالته هكذا؟ المشكلة في سلوك تلكَ المتهوّرة!”
“هل تلكَ الشائعات مؤكدة؟ أنت ليس لديك أطفال بعد، لذلك تتحدث بتهور!”
“ماذا؟! أنا أموت من التوتر لأنني لم أنجب بعد، هل تريد المواجهة؟!”
بدأ النبلاء المؤيدون للإمبراطور وأولئك الذين يشككون في كلامه بالتجادل فيما بينهم.
نظرَ إليهم بليد من على كتفي وتمتم:
[بالتأكيد، الرّأي العام تغير بعد هجوم المخلوقات هذا.]
‘صحيح. هناك مَنْ يشكّك في كلام الإمبراطور الآن.’
في الماضي، كان الجميع سيؤيدون الإمبراطور دونَ تردد، لكنهم انقسموا الآن ويتحدثون بحرية حتى بحضرته.
كان ذلكَ دليلاً على أهمية إنجازي.
لذا لم أفهم الإمبراطور.
فهمتُ أنه أحضر الفارس الأعرج ليحطّ من قدري.
لكن أن ينطقَ بشائعات الشوارع بنفسه؟ بدا وكأنه لعب ورقة حمقاء.
نظرتُ إلى الإمبراطور، كان ينظر إلى الأسفل، يتفحص القاعة، كأنه يراقب مَنْ يعارضه من النبلاء.
[هل يحاول تصفيتهم؟]
‘النبلاء العصاة؟’
[نعم. لكن شيئًا ما غير مريح.]
وافقتُ بليد. كان في مظهر الإمبراطور هدوء مفرط، فشعرتُ بالرّيبة من أنني ربّما فوّت شيئًا.
فجأةً، تقابلت عيناي مع ولي العهد ماريوس. كان يحدّق بي و يبتسم.
‘…هل هو يضحك؟’
ارتفعت رغبة القتل في داخلي لكنني كبحتها بالكاد. بدا أن القتل غير الطبيعي يقلّ عندما أكون في مأزق.
لكن تلكَ الابتسامة أزعجتني.
كيف يبتسم و مشهد سقوط السلطة الإمبراطورية أمام عينيه؟
عندما عبستُ مستغربة، قال الإمبراطور:
“كفى.”
رفع يده، فسكتت القاعة. كانت أصوات أنفاس النبلاء تتردد بعد تبادل الشتائم.
تكلًم الإمبراطور ببطء:
“دوق، أتفهم رغبتكَ في الإنكار. لكن ظهر مَنٔ يدعي أن طفل ماريان له.”
“ماذا…؟”
تمتمتُ مستغربة، فقال الإمبراطور:
“ماريان، إنّه حبيبكَ السابق، على حدِّ قوله.”
ماذا؟
هاجت القاعة مجددًا.
“حبيب سابق…!”
“لا يمكننا تجاهل هذا!”
كنتُ مذهولة.
لماذا يهتم إمبراطور بحياتي الشخصية هكذا؟
كان كايدن بجانبي يحاول تخمين نوايا الإمبراطور.
فجأةً، تذكرتُ رجلاً حقيرًا. في نفسِ اللحظة، رفع الإمبراطور يده:
“ادخل.”
فتحَ الباب الضخم للقاعة، وصرخ الخادم:
“تراش زير، الابن الرابع لعائلة البارون زير!”
دخلَ رجل متوسط الطول بشعرٍ أشقر باهت وملامح ضبابية بوجه خائف. عند رؤيته، تذكرتُ كيف انفصلنا.
“أريد إنجاب طفلٍ من السّيدة ماريان!”
“لم نقبّل بعضنا البعض لمرّةٍ واحدة حتّى، ما هذا الهراء؟!”
“ليس عرضًا سيئًا للسّيدة ماريان! أنا الابن الرابع لعائلة بارون، وأنتِ من عامّة الشعب! لكن بما أنكِ سيّدة سيف، سنكون زوجين مناسبين!”
…بعد تلكَ الكلمات، ضربتُه بعنفٍ في يوم ممطر و دخلَ سجن فالتشتاين بقدميه.
أمسكتُ رأسي مذهولة.
لمَ يظهر هذا الرجل هنا؟
سأل الإمبراطور:
“هل أنتَ حبيب ماريان السابق و والد طفلها الحقيقي؟”
“نعم، صحيح.”
قال تراش مرتجفًا وهو ينحني. شعرتُ أن عينيّ ستنقلبان.
“ما هذا الهراء!”
“كيف تقولين هذا وقد همستِ لي بالحب؟”
صرختُ غاضبة، لكنه استمرّ بالكذب بصوتٍ مرتجف. شعرتُ أنني سأنفجر.
“لم نلتقِ بما فيه الكفاية لأنني كنتُ مشغولة!”
“قلتِ إنكِ ستعطينني كل شيء.”
“متى…”
توقفتُ عن الكلام.
“أخبرني بما تريد أكله أو شراءه، سأحضره لكَ.”
تذكرتُ همساتي المتكررة لتراش. شعرتُ بصداع.
قبل أن أردّ، صرخَ تراش بأسى:
“قلتِ إنكِ ستحسنين معاملتي! قلتِ إنكِ ستحضرين نجمة من السماء إن أردت!”
[هل قلتِ ذلك حقًا؟]
‘لا لم أقل!’
غطّى تراش فمه وهو يبكي بإحساس متدفق.
[تمثيله على مستوى عالٍ.]
كنتُ مذهولة لدرجةِ أنني قلتُ “ها!” فقط.
كنتُ أغلي، و أصوات النبلاء المثيرة للاهتمام تقتحم أذني. كان سوء الفهم يكبر ككرة ثلج.
“سلوك المهتوّرة الطّائشة يقيّدها.”
“مَنٔ كان الأب الحقيقي؟”
“قلب الدوق محطم. خطيبته تتصرّف بتهور.”
نظرتُ إلى كايدن مصدومة. لم أفكر في النّظر إليه.
كنتُ أشوه اسم فالتشتاين بسبب نقصي، والآن أزيد الإهانة.
شعرتُ بالخجل الشديد.
لكن كايدن كان يحدّق بتراش بنظرات كأنها ستحرقه.
كنتُ مرتبكة. توقعتُ أن يوجه لي نظرات اللوم.
نظرَ إليّ كايدن، و تمتم بصوت لا يسمعه إلا أنا:
“آسف مسبقًا.”
ماذا؟ لماذا يعتذر؟
أنا مَنٔ يجب أن يعتذر، فلم أفهم.
لكن عندما تكلم، أدركتُ لمَ قال ذلك.
“ماريان طلبتْ منّي الزواج.”
قال كايدن بصوتٍ عالٍ يسمعه الجميع في القاعة.
“و أخبرتني أنها لن تتركَ قطرة دم واحدة على يدي.”
ماذا…؟
“وقالت إنها ستتولى مسؤوليتي حتى القبر إذا تزوجنا.”
…كلّ هذه كانت كلماتك لي!
كدتُ أفقد وعيي، لكنني صمدت بقوة سيّدة السيف.
جعلني كلامه متهوّرةً طائشةً رسميًا.
بدأ النبلاء في القاعة بالتهامس بحماس:
“كيف تجذب تلكَ المتهوّرة الرجال؟ كانت تغريهم بالكلام المعسول.”
“صحيح. لهذا يجن الناس بها.”
“الدوق وقعَ في همساتها السخيفة. مؤسف.”
“بصراحة، لو همست لي سيّدة سيف هكذا، كنتُ سوف أتأثّر.”
“تلكَ الساحرة…”
أغمضتُ عينيّ بقوة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 61"