صرخت الأميرة كارولاين في وجه السّاحر المباشر جينبا. انحنى جينبا وقال:
“نعم. يبدو أنّهما هما بالفعل. لحسنِ الحظ، لم يكتشفا مَنٔ وراء الأمر.”
“بالطبع! لو اكتشفوا ذلك لكان يجب قتلهم فورًا!”
“نعم، كلامكِ صائب.”
وقفت كارولين بحنق وجالت في الغرفة ذهابًا وإيابًا.
كانت هناك خادمتها، و جينبا، و رئيس السحرة فيليس.
تحدّثَ رئيس السحرة:
“اهدئي، سمو الأميرة.”
“هل أبدو هادئة الآن؟!”
شرب رئيس السحرة رشفة من الشاي وسأل جينبا:
“جينبا، كيف هربَ رجالكَ من سادة السيف؟ لم يكن ذلكَ سهلاً.”
قال جينبا وهو يتصبّب عرقًا:
“الأمر غريب. أمسكوا الطفلين رهائن، ثم أغميَ فجأةً على المرأة التي بدت كالمتهوّرة و تهاوت إلى الخلف.”
“هذا غريب بالفعل.”
تمتمَ رئيس السحرة وهو يمسح ذقنه. قالت كارولاين بغضب:
“ربّما بسببِ الحمل. يبدو أنها أصيبت بضعف نفسيّ و جسديّ!”
أومأ رئيس السحرة:
“قد يكون كذلك. جينبا، هل يمكنكَ وصف الوضع قبل أن تفقد السّيدة ماريان وعيها بالتفصيل؟”
“سمعتُ أن دمًا خفيفًا سالَ من رقبة الطفل.”
“همم…؟”
أضاءت عينا رئيس السحرة. هزّ جينبا كتفيه وسأل:
“هل أصبحتْ حسّاسة بسببِ الحمل؟”
غضبت كارولين:
“مَنٔ يهتم بذلك! أليس لديها حارس معها؟ وأخي ماريوس، هل جُـنّ؟ إنه محبوس في غرفته ولا يخرج! إذا تزوّج الدّوق من تلكَ المتهورة حقًا…!”
“لا تقلقي، سموّ الأميرة.”
وضعَ رئيس السحرة كوب الشاي وقال بلطف:
“تشويه سمعة السّيدة ماريان كان إنجازًا بحدّ ذاته.”
“هههه! أي إنجاز هذا؟ الزّفاف بعد ثلاثة أسابيع!”
عضّت كارولاين إبهامها بقلق.
لم ينقصها شيء في حياتها. لكن كايدن كان أوّل شيء قد تخسره.
و منافستها هي متهوّرة وضيعة! لم تكن هناك إهانة أكبر. كان عليها بأي وسيلة جعلُ كايدن ملكها.
أدركَ رئيس السحرة أفكارها وقال بهدوء:
“لا زالت هناك فرصة.”
“فرصة؟”
“بعد عشرة أيام، ألن يغادر الدوق لثلاثة أيام لتطهير الوحوش في الشرق؟”
أومأت كارولاين لكنها لا تزال متشككة.
“صحيح، لكن الزفاف سيكونُ بعد عشرة أيام من ذلك. و بوجود طفل، كيف سنمنع الزواج؟”
تشابكت يدا رئيس السحرة وهو يبتسم بلطف:
“نحدثُ مشكلة أثناء غيابه. لن يكون هناك داعٍ للقلق بشأنِ الطفل بعد ذلك.”
* * *
مرت العشرة أيام بسرعة.
“سأعود قريبًا، ماريان.”
“انتبه لنفسك.”
تردّدَ كايدن وقال:
“لا أريد المغادرة.”
“يا لكما من مزعجين!”
في صباح اليوم الذي كانَ من المقرّر أن يغادر فيه كايدن إلى الشرق، كان الدّوق السابق يحدّق فينا بنظرةٍ مقتضبة و نحن نودّع بعضنا منذُ ثلاثين دقيقة عندَ مدخل القصر.
لم يكن الدّوق السّابق وحده؛ كان فيتو و بيديل و باقي الخدم يقفون منذُ ثلاثين دقيقة بنظرات خاوية.
سعلَ كايدن و نظرَ إلى الدّوق السابق:
“احم. جدّي، أرجوك اعتنِ بماريان.”
“قلتَ هذا مرّتين بالفعل. ألم أقل إن هذا واجب بيديل، حارس ماريان؟”
ردّ كايدن على نبرة الدّوق المتعبة بنظرةٍ إلى بيديل:
“…بيديل، افعلها جيدًا.”
“نعم! سأخدمها بكلّ إخلاص!”
“لكن لا تقترب من ماريان كثيرًا.”
“ماذا؟”
“هل فهمتَ؟”
“نـ، نعم!”
حدّقَ كايدن في بيديل بنظرةٍ حذرة، ثم نظرَ إليّ بلطف:
“سأذهب حقًا، ماريان.”
“نعم، انتبه لنفسك.”
عانقني كايدن بقوة. منذُ تلكَ اللّيلة، أصبحنا ننام متعانقين كل ليلة. تذكّرتُ النوم في حضنه، فاحمرّ وجهي قليلاً.
“هيا اذهب الآن!”
صرخَ الدّوق السّابق أخيرًا، فابتعدَ كايدن عني مترددًا وغادرَ القصر ببطء و هناك عشرة فرسان يتبعونه.
“هاه، تمامًا مثل والده! مثير للإشمئزاز! هيا ندخل!”
“نعم!”
صاحَ الدّوق السّابق، فتبعه الخدم بسعادة.
أما أنا، فقد بقيتُ عندَ.المدخل حتى اختفى ظهر كايدن. كان هو أيضًا يلتفت باستمرار.
شعرتُ بالأسى لمغادرته. هل لأننا كنّا ننام متعانقين كل ليلة لمدّة عشرة أيام؟ على الرّغمِ من علمي أنه سيعود بعد ثلاثة أيام، شعرتُ بغرابة.
[هل أنتما في حالةِ حب؟]
سأل بليد بسخرية.
‘هل هذا حبّ؟’
[كنتما تتعانقان كلّ ليلة. هذا ليسَ حبًا، بل زواج!]
نظرتُ إلى بليد الضّاحك بعيونٍ ضيّقة.
‘هل كنتَ تتجسّس علينا كل ليلة؟’
[لا! أنا أيضًا أشعرُ بالإشمئزاز، فأخرج و أنام!]
تمتمَ بليد وطار بعيدًا. نظرتُ إلى رفرفة جناحيه الصغيرة وفكّرتُ:
‘هل أنا وكايدن في حالة حب؟’
استمرت الأيام كالمعتاد، لكنها لم تكن كذلك.
شعرتُ بسعادةٍ عندما أمسكَ يدي أثناء التسوّق، واستمتعتُ باللّحظات البسيطة للحديث أثناءَ تناول الطعام.
شعرتُ بدفء عينيه و هو ينظرُ إليّ، وكنتُ أحب ابتسامته العرضية أثناءَ استماعه لي.
كانت يده اللطيفة و هي تُرجّع خصلة شعري البارزة، و شراؤه رباط شعر عندما قلتُ إنه جميل، كلها أمور رائعة.
في الحقيقة، لم تختلف هذه الأمور عما كان يفعله كايدن في طفولتي.
الفرق الآن هو أنّني أصبحتُ أدرك كلّ تصرفاته.
والفرق الآخر هو أنني أنامُ معه كلّ ليلة.
قبل الدّخول إلى السرير الناعم، كان هناك تيار خفي في الهواء. عندما أدخل السرير بحذر و أحدّق في السقف، أشعرُ بدفئه ينبعث من الجانب.
عندما أزحف نحوه مسحورة بدفئه، كان كايدن يحيطني بذراعيه الطويلتين.
كان الاستماع إلى دقات قلبينا بينما أغمض عينيّ لحظة هادئة.
“السّيدة ماريان، هيا ندخل.”
استعدتُ وعيي عندَ صوت بيديل المفاجئ.
لم يعد كايدن مرئيًا. تركتُ الأسى ورائي و دخلتُ القصر ببطء.
* * *
ركبَ كايدن بوابة النقل السحرية خارج العاصمة متوجّهًا إلى الشرق، حيث الماركيز فيرناندي.
“كنتُ أنتظرك، سموّ الدوق.”
“تشرّفتُ بلقائكَ، ماركيز.”
كان الماركيز فيرناندي ينتظر أمامَ بوّابة النقل.
كان رجلاً عجوزًا بشعرٍ أبيض وتجاعيد عميقة، في الثالثة والستين. كان يحرسُ إقليم الشّرق وحده دونَ وريث جدير.
“لا بدّ أنّكَ تعبتَ من السفر البعيد.”
“لا، كيف حال الشرق؟”
ذكّره الماركيز بجدّه، الدّوق السابق، فشعر بأسى أكبر تجاهه.
سمعَ من قبل أن ابنته الوحيدة هربتْ مع رجل، ولم يعثر عليها لسنوات، حتى عادت جثتها فقط.
“الوحوش في حالة هيجان، لكن لا يمكننا اصطحابكَ إلى هناك فور وصولكَ. دعنا نذهب إلى قلعة الماركيز.”
“شكرًا على تفهّمكَ”
اصطحب الماركيز كايدن إلى القلعة. أثناء ركوبهما الخيل، ظهرت القلعة. كانت جدرانها القوية تضاهي قلعة الدوق في عظمتها.
لكن تعبيرات الناس العاديين التي رآها كايدن لم تكن جيدة. كانوا يبدون قلقين و منهكين.
عند مدخل القلعة، رحّب فرسان عائلة الماركيز بكايدن بانحناءات. نظرَ كايدن إليهم:
‘…انهم منهكون من مواجهة الوحوش الطويلة.’
في إمبراطورية غراتييه، كانت المناطق التي تكثر فيها الوحوش هي إقليم فيرناندي في الشرق و إقليم فالتشتاين في الشّمال.
بسببِ وجود غابة ضخمة تمتدّ من الشّمال إلى الشّرق ، حيث توفّر طعامًا وفيرًا و تضاريس مثالية لاختباء الوحوش.
على الرّغمِ من التشابه، كان إقليم فيرناندي أكثر قسوة من إقليم الدوق. الفرق الوحيد كان:
وجود سيّد السيف.
سيّد سيف واحد يعادل مئة فارس. لم يكن مصطلح “واحد ضد مئة” عبثًا.
“من هنا.”
قادَ الماركيز كايدن داخل القلعة.
أثناء سيره في الممر، رأى كايدن لوحات عائلة الماركيز القديمة، مما يكشف تاريخها العريق.
توقّف فجأةً أمام لوحة امرأة.
“…مَنْ هذه؟”
امرأة شابة ذاتُ شعرٍ أحمر وعينين زرقاوين. عيناها تشبهان عيون قطة، و ملامحها الدقيقة جميلة. ذكّرته بشخصٍ ما.
“ابنتي.”
تفاجأَ كايدن. كان الحديث عن ابنة الماركيز بمثابةِ نقطة حساسة.
“أنا آسف.”
“على ماذا تعتذر؟ كل شيء مضى. هل تريد شايًا؟”
“نعم، شكرًا.”
“إلى غرفة الاستقبال. سأخبركَ عن أوضاع الشرق.”
على الرّغمِ من ضيافة الماركيز، لم يستطع كايدن التركيز. ظلّت لوحة ابنة الماركيز عالقة في ذهنه. لم يكن هناك خيار آخر.
‘هل تشابهها مع ماريان مجرّد شعورٌ منّي؟’
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 52"