الفصل 48
“……”
هل هو مهووس حقًا بسماع اسمه؟
شعرتُ بالدهشة، لكن إذا كان هذا ما يريده، فلا بأس بمناداته.
“سيّدي كايدن، هل خسرت وزنًا؟”
“بدون ‘سيّدي’.”
بدون ‘سيدي’؟ هل يطلب مني أن أرتكبَ عصيانًا؟
“…هل ستستمر في هذا حقًا؟”
“ناديتِني جيدًا أمس، أليس كذلك؟”
كان وجهه وقحًا.
حسنًا، لن أجادل.
هززت رأسي و دخلت متجر المجوهرات أسيلي. تبعني كايدن دونَ كلام.
بقيَ بيديل، حارسي، ينتظر خارج المتجر.
“أهلاً بكما!”
ربّما بسببِ وصولنا في عربة تحمل شعار العائلة، استقبلنا الموظفون بانحناءات محترمة.
“…يبدو كعرضٍ عسكري.”
تمتمت بهدوء، فهزّ كايدن كتفيه.
اقتربَ رجل مسن قليلاً وقدّمَ نفسه:
“أحيي الدوق فالتشتاين و السيّدة ماريان. أنا ألفريد، مدير المتجر. أنتما تبحثان عن خواتم الزفاف، أليس كذلك؟”
ابتسمَ بلطف و استضافنا.
طلبَ كايدن رؤية خواتم لم يشترها أحد. أرشدنا المدير إلى غرفة خاصة و عرض خواتم جديدة. كانت كلها جميلة ولامعة.
سألني كايدن:
“ماريان، هل هناكَ تصميم يعجبكِ؟”
بصراحة، لا أعرف شيئًا عن المجوهرات، فظننت أنّ الأكبر و الأكثر لمعانًا هو الأفضل.
“أمم، ربّما… هذا؟”
أشرت بإصبعي، فظهرَ بليد فجأةً و صرخ:
[ممنوع! اختاري التصميم البسيط و الأنيق الذي بجانبه!]
تفاجأت بصراخه و حرّكت إصبعي للجانب.
“لا، هذا.”
ابتسمَ المدير بحماس:
“لديكِ عين ثاقبة. هذا أفضل تصميم لدينا. مرصّع بالألماس بدقة حول الخاتم.”
أومأ كايدن:
“يبدو الأفضل. ظننت أنّكِ تشيرين إلى الخاتم بجانبه، فشعرتُ بالقلق لوهلة. ذلك الخاتم بدا رديئًا و لا يستحقّ الشراء.”
حسنًا، إذن.
ضحكت بإحراج، فتمتمَ بليد:
[من أين تختارين خاتمًا يرتديه المشاغبون؟ هل عينيكِ في الأرض؟]
برزت شفتيّ.
هل كانَ سيئًا لهذه الدرجة؟ بدا لي كبيرًا و لامعًا.
سألَ المدير إن كان هناك شيء آخر نريده. قال كايدن شرطًا عمليًا:
“أتمنى ألّا يعيقَ حمل السيف.”
“آه! مفهوم. سأطلب من صانع السحر مراعاة الراحة.”
سألت المدير متفاجئة:
“أوه، هل هذا ممكن؟”
“نعم. يمكننا أيضًا إضافة لمعان إضافي أو سحر تتبّع للعثور على الخاتم إذا ضاع، مع رسوم إضافية.”
نظر إليّ المدير بابتسامة عميقة، يبدو سعيدًا بفكرة الرسوم.
“همم…”
“ما الأمر، ماريان؟”
سألني كايدن عندما بدوت مترددة. نظرت بينه وبين المدير وسألت:
“هل يمكن إضافة سحر يهدّئ الغضب فجأةً؟”
“ماذا؟
اتسعت عينا المدير.
“أنا مزاجية قليلاً. خاتم كهذا سيساعدني على ضبط أعصابي.”
كتمَ كايدن ضحكة: “احم! احم!”
نظرت إليه كأنّني أقول: ‘ما الأمر؟’
ردّ المدير بحاجبين منحنيين:
“أعتذر، لكن سحر التأثير على العقل صعب.”
“حسنًا.”
كنت آمل أن يهدّئ غضبي تجاهَ وليّ العهد، لكن للأسف. بينما كنت أفكّر، أضاف المدير:
“لكن…”
ابتسمَ بهدوء:
“يُقال إنّ هناك سوارًا مرصّعًا بحجرٍ له هذه الفوائد.”
“هووو.”
جلست باهتمام. صفق المدير مرتين، فأحضر موظف صندوقًا.
“ها هو.”
في الصّندوق، كان سوار فضي رفيع مزيّن بحجر أسود صغير.
بعد رؤية خواتم الألماس اللامعة، بدا السوار عاديًا.
“هل أنتَ متأكد من فوائده؟”
سألت، فابتسمَ المدير بعمق:
“يُقال إنّه يهدّئ العقل، يزيد المناعة، يحسّن الدورة الدموية، و يخفّف آلام الأعصاب، التهاب المفاصل، آلام الدورة، والتوتر.”
“آه…!”
بدت كأنّها تتوهّج. رفعت السوار و أنا مفتونة، فقال بليد:
[يبدو كسوار الجرمانيوم؟]
‘ما هذا؟’
[حجر يُزعم أنّ له فوائد، لكن بدون دليلٍ واضح.]
‘إذن، إشاعة؟’
نظرتُ إلى السّوار و المدير بشك. لا يمكن الوثوق بكلام التجار. عندما هممت بمواجهته، قال كايدن:
“سنشتريه أيضًا.”
“ماذا؟!”
حاولتُ إيقافه:
“لكن، سموّ الدوق، فوائد هذا السوار…”
“قد لا تكون مؤكدة، لكن قد يمنحكِ بعضَ الراحة.”
“أمم…”
رمشتُ نحوه، فابتسمَ وقال:
“إذا منحكِ ولو راحةً صغيرة، فهذا يكفي. سنشتريه.”
“اختيار حكيم.”
انحنى المدير بعمق. نظرتُ إلى السّوار بحيرة.
الخاتم أيضًا، بما أنّنا اشترينا التّصميم، كان سعره باهظًا.
حتّى بالنّسبةِ لي أنا كسيّدة سيف ذات دخل جيد، كان المبلغ مذهلاً، لكن كايدن لم يرمش.
‘كما هو متوقّع من شخصٍ وُلد غنيًا…’
سأل كايدن إن كنتُ أريدُ شيئًا آخر، لكنني هززت رأسي. بصراحة، اختيار سيف من متجر أسلحة سيكونُ أكثر متعة.
فقال كايدن: “أرسلوا كلّ شيء من هنا إلى هنا إلى قصرِ الدوق.”
فتحت فمي مذهولة.
كان هذا مشهدًا من دراما في حياتي السابقة. حاولتُ إيقافه، لكنه هـزّ رأسه:
“الهدايا ضرورية للزفاف.”
…يجبُ أن أحضّر شيئًا أيضًا.
كم بقي من مالي؟
بينما كنتُ أتصبّبُ عرقًا داخليًا و أنا أفكّر في إنفاق كلّ ثروتي على الهدايا، قال كايدن أنّـه لا داعي للقلق، و أن وجودي فقط يكفي، ثم أضاف:
“لا يمكنني أخذ كبد القمل.”
…إذن، أموالي هي كبد قمل بالنّسبة له.
كان يعرف كم أكسبُ لأنّني أتلقّى راتبي من عائلة الدوق.
دخلي يفوقُ دخل الناس العاديين بعشراتِ المرات، يعادل دخل عائلة بارون.
لكن بما أنّ هذا المال من عائلة الدوق…
أدركت مدى ثروة عائلة فالتشتاين.
[لكنه مزعجٌ بعض الشيء.]
وافقتُ على كلام بليد.
دفعنا و استعدنا لمغادرة المتجر. رأينا ظهر بيديل ينتظرنا.
لكن لم يكن بيديل وحده، بل حشد من الناس يتجمّعون و يهمسون حولَ المتجر. نظرتُ أنا و كايدن من نافذة الباب مصدومين.
كان بيديل يصرخ بالحشد:
“عودوا إلى منازلكم! هنا يوجد الدوق فالتشتاين و السيّدة ماريان!”
صاحت امرأة من الحشد:
“هل حقًا الدوق سيتزوج تلكَ الفارسة المتهوّرة؟”
صرخَ شخصٌ آخر:
“لا! لا يمكن أن يتزوج الدوق فالتشتاين مشاغبة كهذه!”
“ما المشكلة مع السّيدة ماريان؟! انتظروا! إنهما السّيدة ماريان و الدّوق!”
“آه!”
التعليقات لهذا الفصل " 48"