الفصل 47
آه، صحيح، هذا ما حدث.
قال كايدن:
“سأتصرّف كما أريدُ أيضًا.”
…يبدو أنّه غاضبٌ حقًا.
بما أنّني افترضت بحريّة أنّه قد يقتلني، قرّر كايدن أن يتصرّف كما يشاء. بدا أنّه بحاجة إلى التهدئة.
“سموّ الدوق، قبل قليل…”
“اسمي.”
يا إلهي، هل هو مهووس بسماع اسمه؟!
“كايدن، كايدن! هل هذا يكفي؟”
صرخت، فاتسعت عيناه. ندمت فورًا.
‘اللعنة، لم أقصد الغضب.’
كان لديّ وقت للتفكير بعد الظهر، و أدركت قليلاً من مشاعر كايدن.
بمعرفتي بالقصّة الأصلية، كنتُ أفكّر دائمًا أنّه قد يقتلني.
لكن بالنّسبة له، لم يفكّر أبدًا في قتلي، أنا التي عرفها منذُ الطفولة و التي قد تصبحُ زوجته.
وعلاوةً على ذلك، هو يحاول جاهدًا إنقاذي، فكمْ شعر بالإحباط من كلامي.
أعترف أنّني افتقرت للمشاعر معه.
لكن غضبه المكتوم منذُ الظهيرة جعلني أنفجر دونَ قصد.
…كان يجبُ أن أتحمّل.
بينما كنتُ أمسك رأسي نادمة، سمعت صوت كايدن:
“ناديني مرّةً أخرى.”
رفعت رأسي، فرأيته يبتسم.
…لمَ يبدو سعيدًا جدًا؟
تمتمت بحيرة:
“ماذا؟”
“اسمي.”
“…كايدن، هكذا؟”
آه، نسيت إضافة “سيّد”.
حاولتُ التصحيح، لكنّه ضحك.
“يبدو أفضل ممّا توقّعت.”
نهضَ كايدن ببطء. تراجعت خطوةً . أدركت مجدّدًا كم هو طويل.
“هيا.”
لماذا يضحكُ هكذا؟ شعرتُ بالتوتر.
“إلى أين؟”
“أين؟ إلى السّرير.”
“…..”
قلبي ينبضُ بقوة.
لكنني قلتُإنّني سأنام على الأريكة…..
* * *
تقلّب، تقلّب.
شعرَ كايدن بحركة ماريان بجانبه. مرّت ساعة منذُ استلقيا، لكن ماريان لم تنم، و كذلك هو.
كان مستعدًا لعدمِ النوم عندما أصرّ على النّوم معًا.
رفضت ماريان مرّاتٍ عديدة، لكن إصراره جعلها تصعد إلى السّرير أخيرًا.
كان لديه الكثير ليفكّر به اليوم.
أولاً، مسألة حارس ماريان.
في الواقعو، كان يعرف أنّها تحتاج إلى حارس.
لكن فكرةَ أن يلمسها الحارس كانت تزعجه بشدة.
أغمضَ عينيه و فكّر في بيديل.
كان الفتى أقصر منه قليلاً، لكنّه أطول من الرجال العاديين.
وجهه لطيف و وسيم، والأكثر إزعاجًا أنّه أصغر من ماريون بثلاث سنوات.
ذات مرة، قالت ماريان إنّ نوعها المثالي من الرّجال يكون أصغر أو أكبر منها بأربع سنوات.
المشكلة أنّ كايدن أكبر منها بخمس سنوات.
‘…..’
شعرَ بالضيق.
كان يزعجه أنّه لا يطابق نوعها المثاليّ بسنةٍ واحدة.
لم يشعر هكذا عندما كانت ماريان تواعدُ رجالاً آخرين.
مؤخرًا، كان يشعر بالضيق عندَ رؤيتها مع رجلٍ آخر.
شعرَ بالغرابة و القلق، لكن كلام ماريان طغى على أفكاره:
“إذا قتلتُ وليّ العهد، قد تقتلني أنتَ. هذا ثمن زهيد.”
كان صادمًا.
‘أقتلكِ؟ ههه، كلام سخيف.’
شعرَ كايدن بالإهانة حقًا. أن تعتقد ماريان أنّه هكذا.
لكن مع مرور الوقت، فكّر:
‘لم أمنحكِ الثّقة الكافية.’
ما معنى أن تكون زوجًا؟ أليس الشّخص الوحيد الذي يمكنُ الاعتماد عليه في الأوقات الصعبة؟
على الرّغمِ من أنّهما لم يتزوّجا بعد، سيكونان زوجين بعد شهر.
بعد التّفكير في كلام ماريان طوال اليوم، قرّر كايدن أن يكون زوجًا موثوقًا.
لكن ظهرت مشكلةٌ أخرى.
“حتّى لو كنا زوجين، أنتَ الدّوق.”
قالت ماريان هذا.
عندها أدركَ كايدن أنّها تراه كـ”دوق” قبل أن تراه كـ”رجل” أو “زوج”. أي أنّها تعتبره رئيسًا يجب خدمته.
كان هذا كجبلٍ آخر في وجهه. كيف يحلّ هذه المشكلة؟
خدمت ماريان كايدن لنصفِ حياتها. فليس غريبًا أن تراه كـ”دوق” فقط.
لكن كايدن لم يعد يريد علاقة رئيس و مرؤوس.
شعرَ كأنّه يواجه جدارًا ضخمًا، لكن قرّر المضي قدمًا خطوةً بخطوة.
أوّلاً، جعلها تناديه باسمه. قد يبدو الاسم تافهًا، لكن ماريان لم تنادِه باسمه أبدًا.
“كايدن، كايدن! هل هذا يكفي؟”
عندما نادت اسمه، شعرَ كايدن بالتجدّد و الإنتعاش.
من “سموّ الدوق” إلى “كايدن”.
‘لماذا أشعرُ بهذه السّعادة؟’
شعرَ بحركتها بجانبه.
شخير خفيف.
بعد تقلّب طويل، كانت تتنفّس الآن بهدوء. التفت كايدن نحوها.
كانت ماريان هادئة، خالية من الهموم.
وجهها جعله يفكّر:
‘أريد أن أكونَ زوجًا حقيقيًا لكِ.’
* * *
مـرَّ الأسبوع بسرعة.
تم قياس مقاساتي لتعديل فستان زفاف والدة كايدن، و استدعينا خيّاطًا من متجر فساتين شهير في العاصمة لتجربة فساتين الجزء الثاني.
لم يكن فستان الزفاف فقط، بل فستان الجزء الثاني أيضًا يجب ألّا يتكرّر مع آخرين، فاشترينا تصميمه بالكامل.
عندما سمعتُ السعر، كدتُ أفقد عينيّ.
“…هل سعر الفستان صحيح؟”
“آه، سيّدة ماريان، هذا طبيعي. هههه.”
ضحكة السيدة مارتشي لا تزال عالقة في أذني.
تلقّيت عناية يومية بالبشرة. بالتأكيد، مع العناية اليومية، أصبحت بشرتي لامعة. لكن السيدة مارتشي لم تكتفِ:
“سأجعلها أنعم من اللؤلؤ.”
كان إصرارها مخيفًا.
كتبت دعوات الزفاف كما أملت السيدة مارتشي. كان يكفي كتابة واحدة ليتمّ نسخها بالسّحر.
ثم اختيار النبلاء المدعوين، وكانت السيدة مارتشي قد أعدّت القائمة، فكل ما عليّ كتابة أسمائهم في بداية الدعوات. لكن هذه كانت المشكلة.
“…النّبلاء المدعوون كثيرون.”
“بالطبع، إنّه احتفال عائلة فالتشتاين، يجب دعوة كلّ نبلاء الإمبراطورية. بما أنّه موسم الاوساط الإجتماعية، معظمهم في العاصمة، فسيحضر الجميع تقريبًا.”
سألت مصدومة:
“كلّ نبلاء إمبراطورية غراتيه؟”
لا عجب أنّ القائمة لا نهائية.
بينما كنتُ أمسك رأسي بحزن، حثّتني السّيدة مارتشي:
“هيا، سيّدة ماريان، الوقت يمرّ. يجب إنهاء كتابة الأسماء اليوم لإرسال الدعوات غدًا! الزفاف قريب، فحرّكي يدكِ بسرعة!”
كتبتُ بسرعة حتّى كدت أفقد يدي.
خلالَ ذلك، لم أرَ كايدن كثيرًا بسببِ انشغاله.
كان يعالج شؤون الدوق المؤجلة. كان يعود بعد نومي و يغادر مبكرًا، يبدو منشغلاً جدًا.
ومع ذلك، كان يتأكّد كتابيًا من قرارات الزفاف، مما يعني أنّه لا يزال حيًا.
تم توظيف دورانتي، السّاحر الهجين بين الشيطان و البشر الذي ساعد في فكّ السّحر عنّي، في قصر الدوق.
بعد إصابتي بالحجر، قرّرَ كايدن و الدّوق السّابق أنّنا بحاجة إلى ساحر لمراقبة الأغراض المسحورة الواردة إلى القصر. كان دورانتي هو المختار.
كان سعيدًا جدًا بالتوظيف، و كاد يبكي من الامتنان.
“شكرًا لتوظيفي. عائلة فالتشتاين هي الوحيدة التي دفعت لي بما يليق بمهاراتي.”
بحسبِِ تحقيق فيتو، كان دورانتي ماهرًا لكن مظهره المختلف منعه من الحصول على أجر عادل.
كونه يتيمًا يعتني بأيتام آخرين في ظروفٍ صعبة، ذكّرني بطفولتي، فشعرت بالحزن.
بعد انتهاء الحبس المنزلي، قرّرت أنا و كايدن زيارة متجر المجوهرات الأكبر في العاصمة، “أسيلي”.
كان بإمكاننا استدعاؤهم إلى القصر، لكن أردت استنشاق الهواء بعد الحبس.
كايدن، الذي رأيته بعد فترة، بدا وجهه أكثر حدّة.
“سموّ الدوق، هل خسرتَ وزنًا؟”
“……”
لم يجب كايدن. عندما سألت لمَ لا يردّ، قال كلمة واحدة:
“اسمي.”
التعليقات لهذا الفصل " 47"