بعد انتهاء الاستماع، عبرنا أنا و كايدن القصر الملكي متّجهين إلى قصر الألماس. اقترحَ كايدن، بما أنّنا هنا، أن نلقي نظرةً على المكان الذي سيُقام فيه الزفاف.
“ألم يفرض جلالة الإمبراطور حبسًا منزليًا؟ ألا يجبُ أن نعودَ إلى قصر الدوق فورًا؟”
سألت، فهزّ كايدن كتفيه.
“إنّها مجرّد زيارة عابرة.”
عندَ التفكير، كايدن أيضًا من النّوع الذي لا يستمع للأوامر.
‘سيتصرّف كما يشاء.’
حاولت السّير خلفه بشكلٍ طبيعي، لكنّه التفتَ و مـدَّ يده.
“ما هذا؟”
“يـدك.”
“…..”
“من الآن فصاعدًا، لا تسيري خلفي. امشي بجانبي.”
قال كايدن كلامًا محرجًا بلا تردّد.
لاحظنا أنظار العاملين في القصر، الذين كانوا ينظرون إلينا خلسة، و كأنّهم يرقصون بصمت.
كانوا يتبادلون النظرات ويضربون أذرع بعضهم بابتساماتٍ ماكرة.
احمرَّ وجهي من ردّ فعلهم، لكنّني وضعت يدي في يده بطاعة. لفّـت يده الكبيرة يدي وجذبني نحوه.
‘حسنًا، لقد نمنا معًا اللّيلة الماضية. هذا لا شيء.’
حاولت تهدئة قلبي. لكن التّفكير بليلة أمس جعلني أشعر بالحرارة.
“احم. بالمناسبة، العقوبة التي فرضها جلالته أخف ممّا توقّعت.”
تحدّثت بصوتٍ خافت يكفي أن يسمعه كايدن، محاولة إبعاد الأفكار.
“مَنٔ تعتقدين أنّه أرسل ذلكَ الحجر؟”
“وليّ العهد، بالطبع.”
“أنا أيضًا أعتقد ذلك. لكن، هل تعتقدين أنّ الإمبراطور لا يعرف؟”
“ماذا؟!”
نظرتُ إليه بدهشة.
“جلالته يعرف كلّ شيء، على الأرجح. لهذا أنهى الأمر بغموض.”
اللعنة.
تصرّف بعطف، لكنّه في النهاية غطّى على خطأ ابنه.
شعرتُ كأنّني تلقّيت ضربةً في مؤخرة رأسي. التفكير بوليّ العهد أثارَ غضبي.
لو أضربه بضع لكمات، ربّما يهدأ هذا الغضب.
“حتّى الإمبراطور ينحاز لابنه.”
صررت على أسناني و أومأت. الروابط العائلية والعلاقات ليست موجودة عبثًا.
يا له من عالم قذر.
“لكن لا داعي للغضب المفرط. الإمبراطور مدين لنا الآن. يجب أن نستغلّهم.”
ابتسمَ كايدن بهدوء، و شعرت بنيّة شريرة خلف ابتسامته. أحببتُ هذا الموقف.
بالحديث عن “الاستغلال”…
“هل لهذا طلبتَ إعادة الحجر، لأنّه دليل؟”
عندما طلبَ الإمبراطور منّا الانصراف، قال كايدن إنّه يريدُ التحقيق أكثر و طالبَ بإعادة الحجر.
قال الإمبراطور إنّه سيسلمّه لرئيس السحرة، لكن كايدن أصرّ على أنّ رئيس السحرة غائب، و يجب التحقيق قبل أن يتخلّص الجاني من الأدلة.
بعد نقاش، استعدنا الحجر.
[كان واضحًا أنّه لا يريدُ تسليمه للإمبراطور.]
أومأت بهدوء لكلام بليد، لكن كايدن نظرَ إليّ بدهشة.
“صحيح، لأنّه دليل. لكن…”
“لمَ؟ هل هناكَ شيءٌ آخر؟”
“ملاحظتكِ لذلكَ مذهلةٌ حقًا.”
نظرَ كايدن إليّ بجديّة، فشعرت بالحيرة. ربّـت على رأسي وقال بجديّة:
“أصبحتِ ذكيّة مؤخرًا. أحسنتِ، ماريان.”
“أنتَ…!”
أدركت أنّه يسخر منّي مرّةً أخرى!
شعرت بالغضب.
لم أستطع التّمرّد في القصر الملكي، فاكتفيت بقبضة مرتجفة. للانتقام، ضغطت بقوة على يده، فضحكَ كايدن.
“لا تضحك!”
“ألا يمكنني حتّى الضحك؟ هكذا تكون الحياة تحتَ سيطرة زوجة.”
نظرت إليه باندهاش. تمثيله يتجاوز الحدود و يستفزّني.
لو أضربه مرّة واحدة فقط، لتحقّقت أمنيتي.
كنت أتنفّس بغضب عندما وصلنا إلى وجهتنا.
“قصر الألماس.”
“…..!”
كان القصر الشفّاف الجميل أمامنا، مزيّنًا بالألماس، يليق باسمه.
[كم تكلفته؟]
أنا و بليد عبّرنا عن إعجابنا.
لم أزر قصر الألماس سوى مرّاتٍ قليلة. هو مكان مرتفع جدًا لشخصٍ من أصول فقيرة مثلي.
دخلنا ببطء، و شعرت بفخامة المكان أكثر.
‘…سأتزوّج في مكانٍ كهذا؟’
شعرت بالذنب فجأةً. ليس زواجًا حقيقيًا، لكن إقامة حفل في مكان مقدّس كهذا…
لم أستطع التّمتّع بالمشاهدة من ضجيج أفكاري، عندما تمتمَ كايدن:
“يبدو أنّ هناك زائرًا.”
رفعت رأسي.
كان هناك شخص في نهاية القصر. امرأة ذات شعر وردي مموّج.
كانت ستيلا، بطلة القصّة الأصليّة.
كانت ستيلا تقف على المنصّة، تنظر إلى تمثال الحاكم نيكس المثبّت كأنّه ينزل من السقف.
[الحاكم نيكس، الذي تقدّسه العائلة الإمبراطوريّة. تضاءل بروز نيكس بعد ظهور الوحوش، لكن عادت شهرته مع ظهور القدّيسة ستيلا.]
كما قال بليد، كان هذا يعني أنّ العالم يسير وفقَ القصّة الأصليّة.
‘لكن تأثير ستيلا، بطلة القصّة، أضعف بكثير من الأصل…’
نظرت إلى ظهر ستيلا بعينين متقلّصتين.
[أليسَ ذلكَ طبيعيًا؟ لو كنتُ صحفيًا، لكتبتُ عن ‘سيّدة السيف من أصول فقيرة تحمل طفل الدوق’ بدلًا من قصّة قدّيسة مملّة.]
‘ماذا، أيّها الوغد؟’
[إنّها أكثر إثارة و تشويقًا.]
‘هل تراني أمرًا مشوّقًا؟’
بينما كنت أتجادل مع بليد داخليًا، وصلتني همسة ستيلا:
“لمَ أنت…”
كنتُ أنا و كايدن بعيدين، لكن كوننا سادة سيف جعلنا نسمعها.
شعرت بالحيرة من نبرتها الممتلئة باللوم.
أصدرَ كايدن صوتًا.
“لم أعلم أنّ القدّيسة هنا.”
التفتت ستيلا مفزوعة. مرّت نظرة استياء و حذر على وجهها عند رؤيتنا.
[غريب، ألم تقل إنّ الابتسامة علامة ستيلا في كتاب النبوءة؟]
كما قال بليد، كانت مختلفة عن بطلة القصّة التي أعرفها. هل هذا جانب منها لم يظهر في الرواية؟
لم أستطع مواصلة التفكير، فقد أمسكَ كايدن يدي وسار نحو ستيلا.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 42"