كانت إشاعة أن ماريان و كايدن كانا يحبّان بعضهما لفترةٍ طويلة و أنّهما أخيرًا قد أثمرت علاقتهما قد روّجها أشخاص فالتشتاين عمدًا.
لكن إشاعةً أخرى تقول إن ماريان حاملٌ من رجلٍ آخر و تدّعي أن الطّفل لكايدن. استندت هذه الإشاعة إلى سجلّ ماريان المزعوم مع عدّة رجال.
لكن كايدن كان يعلم الحقيقة. لم تقبّل ماريان أيّ رجلٍ من الذين التقت بهم بحجة المواعدة. كان الرّجال يخشونها، وهي لم تكن مرتاحةً للعلاقات الجسدية. هكذا كان يعتقد على الأقل.
والأهمّ من ذلك، ماريان لم تكن حاملًا أصلًا.
مهما تحدثت كارولين، كان كايدن يراها مثيرةً للشفقة.
حدّقت كارولين به بنظراتٍ حادة:
“ستندم.”
“إن كان هذا كلّ شيء، سأغادر.”
مـرّ كايدن متجاهلاً كارولين. شعرَ بنظراتها الحادة، لكنه لم يهتم.
فجأةً ، رأى شخصًا يركض في نهاية الممر. كان كرينكي، مساعد ليوبولد.
“كرينكي؟”
توقّفَ كرينكي أمامَ كايدن و هو يلهث:
“أمرٌ عاجل من الدوق الأكبر! عُد إلى القصر فورًا!”
“ما الخطب؟”
“السّيدة ماريان في حالةٍ حرجة!”
ركضَ كايدن فورًا، متناسيًا كارولين تمامًا.
نظرت كارولين إليه بنظراتٍ مشتعلة، و تمتمت بغضب:
“كايدن، كيف تجرؤ على تجاهلي؟ سأجعلكَ تندم.”
لم تتعرض لمثلِ هذا الإذلال من قبل. لم تفشل يومًا في الحصول على ما تريد، من طعامٍ أو ملابس أو حتى أشخاص.
كل شيء كان تحتَ سيطرتها. لكن تلكَ العامية، ماريان، جعلت الرّجل الذي تريده لا ينظر إليها حتى.
كان يعامل تلكَ العامية التي تحمل طفله كإنسانة. بالنّسبة لكارولين، المولودة نبيلةً و التي كانت ترى العامة كالأوساخ، كان هذا لا يُعقل.
السّبب هو الطفل. لو لم يكن هناك طفل، لاستعادَ كايدن رشده.
ابتسمت كارولين وهي تفكّر في خطةٍ خبيثة:
“المرأة الحامل يجب أن تكون حذرة. حذرة جدًا.”
* * *
[استيقظي، ماريان!]
صرخَ بليد.
لكن ماريان انهارت تحتَ وطأة الصوت في رأسها: “أحبّ ولي العهد.”
كانت تبكي و تهذي بحبها لوليّ العهد كالمجنونة.
بكت السّيدة مارتشي مذعورةً وهي تهزّها لتستيقظ، وقال الطّبيب الذي أحضره فيتو إنها ربّما أُصيبت بسحر ويجب استدعاء ساحر.
“أحبّ سمو ولي العهد… أنا…أحبه…”
كان بليد محبطًا من هذيانها. لم يعرف ما حدث، لكنه استمرَّ في الصراخ:
[أي حبٍ لولي العهد هذا؟ إنه الشّخص الذي عاملكِ كحشرة!]
شعرَ بليد بالألم وهو يرى ماريان تتلوى.
كان تنينًا فاشلاً، لم يتلقَ القوة اللازمة، فأُضعف تدريجيًا حتّى أصبحَ غير مرئي للجميع. كان يتجوّل وحيدًا في القارة.
ثم التقى بماريان.
حصلَ منها على طاقةٍ كثيرة، و إن لم يعرف كيف. كانت كضوءٍ له.
لكن ماريان الآن تتهاوى.
شعرَ بليد بالخوف ، ليس فقط لأنه سيفقد الطاقة.
كانت ماريان الوحيدة التي تراه وتتحدث إليه. إن حدثَ لها مكروه، سيعود وحيدًا في العالم.
[…أنا أستمتعُ بوقتي معكِ.]
ضربَ خدّيها بيديه الصغيرتين، و عيناه الحمراوان مملوءتان بالدموع.
[استيقظي! وليّ العهد يستحقّ للموت!]
تألّقـت يداه بضوءٍ خافت.
فجأةً، توقّفت ماريان.
احتضنت السّيدة مارتشي وجهها وهي تبكي:
“أرجوكِ، ماريان، استيقظي!”
لكن فكرةً جديدةً برزت في رأس ماريان:
‘هل أقتل… الولي العهد؟’
أجابَ بليد بحماس:
[نعم! إنّه يستحقّ الموت!]
حدّقت ماريان في الفراغ بعيونٍ غائمة، ثم فتحت عينيها فجأة:
“وليّ العهد… سأقتله!”
* * *
“سأقتل وليّ العهد! سأقتله!”
“السّيدة ماريان! لا يجب أن تفعلي! استيقظي!”
“آه!”
“امنعوها!”
“كيف نمنع سيّدة سيف؟”
“يا أغبياء، إن لم نوقفها الآن، سوف نُتّهم جميعًا بالخيانة!”
عندما وصلَ كايدن إلى مدخل قصر الدوق، كانت ماريان قد فقدت صوابها تمامًا و هاجت.
اندفعت خارجَ القصر تصرخ بقتل وليّ العهد، وحاولَ فرسان القصر إيقافها بكل قوتهم.
لكنها سيّدة سيف و لم يكن من السهل على فرسانٍ عاديين مواجهتها. حتى بدون سيف، كانت ترميهم يمينًا و يسارًا، كأنها بالغةٌ تقاتل أطفالاً.
“هاجموها اثنين من كل جانب! اربكوها بهجماتٍ متزامنة!”
حاولَ الفرسان، بتعليمات ليوبولد، منعها من مغادرة القصر، لكن أكثر من عشرة فرسان كانوا ملقين في الحديقة والمدخل.
كان الفرق واضحًا.
صرخَ أحد الفرسان:
“رجاءًا! متى سيصل الدوق؟”
“لقد وصل.”
مـرَّ كايدن بالفارس بسرعة البرق، و اندفع نحوَ ماريان. توقّفَ الفرسان عن السقوط.
“يا إلهي!”
“الدوق مخلّصنا!”
تأثر الفرسان، لكن إعجابهم تحوّلَ إلى رهبة عند رؤية قتال سادة السيف.
كان كايدن و ماريان يتقاتلان في الهواء، يتدحرجان على الأرض، يعبران الحديقة و.النافورة، دونَ توقف.
كانت سرعتهما تفوق الخيال، فلم يتمكن الفرسان من إلا التحديق.
“لم نكن لنستطيع إيقاف السّيدة ماريان أبدًا…”
أومأ الفرسان ببطء لتعليق أحدهم. كانا في مستوى آخر.
كان كايدن مرتبكًا.
سمعَ أن ماريان في حالةٍ حرجة، لكنه وجدها ترمي فرسان القصر و تصرخ كمجنونة:
“سأقتل ولي العهد! يجبُ أن يموت!”
“ماريان، استيقظي!”
“سأقتله! ولي العهد!”
كانَ يعلم أنها لم تعد تحبّ وليّ العهد، لكن تحول حبّها إلى كراهيةٍ شديدة بدا غير طبيعي.
كأنّها تعرّضت لغسيل دماغ.
‘غسيل الدّماغ!’
أدرك كايدن الحقيقة. نقرَ لسانه:
“أنا آسف، ماريان.”
ضرب!
“آه!”
ضربَ كايدن مؤخّرةَ عنقها. أصدرت ماريان أنينًا قصيرًا و انهارت. أمسكها كايدن، و كانت تبدو هادئةً في حضنه.
“هل هي بخير؟”
ركضَ ليوبولد.
أمسكَ كايدن ماريان جيّدًا و سأل:
“ما الذي حدث؟ لماذا هي هكذا فجأة؟”
صرّ ليوبولد على أسنانه:
“هذا الصباح، وصلت هدية لماريان. جوهرة. لمستها، ثم انهارت وهي تهذي.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 36"