بعد انتهاء المؤتمر الكبير، وقبل بدء الاحتفال الختامي، تفرّق النّبلاء للراحة.
دخلتُ أنا وكايدن إلى غرفةٍ فارغة في القصر. أمرَ كايدن الخدم بعدم الدخول، وما إن أغلق الباب حتى سأل:
“كيف فعلتِ ذلك؟”
صرختُ بحماس:
“بالهالة!”
نظرَ إليّ كايدن بحيرة. شرحتُ حسبَ ما أخبرني به بليد:
“نستخدم الهالة عادةً لتغليف سيوفنا ضد الوحوش، أليس كذلك؟ لكن خلال هجوم التنين الطائر، بما أنني لا أستطيع رؤية الدم، قاتلتُ و أنا مغطاة بالهالة. شعرتُ بالتيارات حولي، مما مكّنني من القتال مغمضة العينين!”
أومأَ كايدن كأنه يفهم جزئيًا:
“نعم، أستخدم الهالة على قدميّ للتّحرك بسرعة…”
“إذن، الهالة مرنة. يمكنني تشكيلها حسب استخدامي!”
“و معنى ذلك…؟”
وضعتُ يدي على بطني:
“ركزتُ الهالة في بطني و جعلتها تنبض كقلبٍ ثانٍ، كأن صوت قلبين ينبعث من جسدي.”
“…..”
صمتَ كايدن. نظرَ إليّ بوجهٍ خالٍ من التعبير. شعرتُ بقليلٍ من الإحباط.
‘ظننتُ أنه سيفرح…’
هل كان من الأفضل اتّباع خطته، الاعتراف بالكذب، و الاعتذار؟ ربّما كانَ ذلك ما أراده. خفضتُ رأسي تدريجيًا.
تنهّدَ كايدن:
“هاه… ماريان.”
يبدو أنني تسببتُ بمشكلة. لو بقيتُ صامتة….
“أنتِ عبقرية!”
“آه!”
أمسكَ كايدن خصري و رفعني. طارت قدماي في الهواء، كما لو أنّ بالغًا يلعب مع طفل.
“ما، ما هذا؟! أنزلني!”
صرختُ، فضحكَ كايدن بمرح و أنزلني. كانت أوّل مرة منذُ عشر سنوات أرى ابتسامته المتألقة.
حاولتُ تهدئة قلبي الخافق، لكنه عانقني فجأةً. تفاجأتُ مجدّدًا.
“هاه، ماريان، ماريان.”
“ما الذي تفعله؟!”
ضربتُ ظهره مرتبكة. ضحكَ كايدن، عانقني بقوة، ثم تركني. ابتعدتُ مسرعة، و كأنّ قلبي سينفجر.
“أفزعتني!”
“نعم، لا يجبُ أن تسقطِي من أجلِ الطفل.”
“ما هذا الهراء؟!”
احمرَّ وجهي. جلسَ كايدن على الأريكة براحة.
أشار لي للجلوس بجانبه. اقتربتُ مترددةً و جلستُ.
ثم قال:
“كنتُ أعلم أنّكِ عبقرية، لكن هذا مذهل، ماريان.”
“…أنا عبقرية؟”
سألتُ بحيرة، فقال:
“مَنٔ اصبحتْ سيّدة سيف في الثالثة عشرة تسأل هذا حقًّا؟”
“…..”
لم أجب.
كنتُ أعلم أن لديّ موهبةً في السيف، لكنني اعتقدتُ أنها مجرّد مهارة قتالية. شعرتُ بشيءٍ غريب.
[هل أنتِ خجولة؟]
أدركتُ مشاعري بفضل بليد. تنحنحتُ لأتخلص من الحرج و قلت:
“ماذا سنفعل الآن؟ النّاس سيتفاجؤون…”
“أنا آسف لخداع المقربين، لكن لا خيار آخر لإتمام زفافنا.”
أومأتُ.
كان ذلكَ ضروريًا. لكنني تخيلتُ وجه ليوبولد و مارتشي، فشعرتُ بالضيق.
صمتنا بينما كنّا غارقين في التفكير.
لا أعرف ما يفكر به كايدن، لكنه ربّما هو مشابهٌ لي.
“لقد فكرتُ.”
“بماذا؟”
“كيف سأعاملكِ إذا كنتِ حاملاً فعلاً.”
نظرتُ إليه مذهولة.
أنا غارقةٌ في شعوري بالذّنب، وهو يفكر في التمثيل؟
حتّى إن كان ضروريًا و لكن لا يزال!….
قال بجدية:
“لن أدع قطرة دم تلطخ يديكِ، و لن أدع قدميكِ تلمسان أرضًا قذرة.”
احمرَّ وجهي.
“لا تبالغ!”
“لستُ أبالغ.”
نظرَ إليّ كأنني الغريبة هنا.
“إذا كانت زوجتي حاملاً، أليس هذا متوقعًا؟ والدي فعلَ أكثرَ من أجلِ والدتي.”
…هل هذا صحيح؟ هل هذا طبيعيّ؟
بينما كنتُ مرتبكة، ضحكَ كايدن.
أزعجني ذلك.
“سموّ الدوق، لماذا تضحكُ كثيرًا؟”
“لأنّكِ مضحكة.”
“هل هذا بمعنى جيد؟”
نظرتُ إليه بشكّ، فاستدار نحوي، مستندًا بذراعه على الأريكة، و قالَ بجدّية:
“لا أعرف. فكّري بما فعلتِه اليوم.”
شعرتُ بالذنب لكثرة أخطائي.
لكن، أليسَ كايدن هو مَنْ بدأ كل هذا؟
صحيح أن مصالحنا مشتركة، لكنني شعرتُ ببعض الظلم.
“أنتَ مَنٔ تقدم لي، فتضخمت الأمور!”
“أعترف بذلك.”
“إذن، إنه خطأ مشترك!”
“خطأ… هل أنتِ نادمة؟”
توقفتُ عن الكلام فنظرَ إليّ كايدن بصدق.
“هل تكرهين الزّواج مني؟”
شعرتُ و كأنَّ صوته يحمل حزنًا. لم أستطع الكلام.
“ليس أنني أكرهه…”
أجبتُ بصوتٍ خافت، فقال: “إذن، هذا يكفي.”
شعرت بدغدغة في قلبي مجدّدًا. أردتُ التخلص من هذا الشّعور.
“و هل أنتَ بخير؟”
“بماذا؟”
“بالزّواج منّي.”
“و لـمَ لا؟”
“أنا… كما تعلم.”
عبسَ كايدن:
“ماذا؟”
“المتهورة…”
“سمعتهم ينادونني بالمجنون، أو المحارب المجنون.”
ضحكتُ بصوتٍ عالٍ. ضحكَ كايدن أيضًا.
لكن سرعان ما هدأتُ و سألتُ بتردد:
“أنا من عامّة الشعب، و بلا والدين.”
“ماريان.”
ناداني مباشرةً. لم أستطع مواجهته.
في قاعة المؤتمر، سمعتُ همسات النبلاء بوضوح كسيّدة سيف. تحدثوا جميعًا عن وضاعتي. حتى لو كنتُ غبية و وقحة، لم أستطع تجاهل كلامهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 32"